فضاء الرأي

من الثورة إلى الدولة إلى الحرس الثوري (2/2)

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيران تحت حكم الملالي: من الثورة إلى الدولة إلى الحرس الثوري (الحلقة الثانية والأخيرة)


2- إيران الدولة (1990-2005):
ما هو المقصود بإيران الدولة وكيف تم الانتقال من (إيران الثورة) إلى (إيران الدولة)؟
في بداية شهر يونيو عام 1989م مات زعيم الثورة الإيرانية وقائدها أية الله الخميني وأعقبه في قيادة إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني حيث تولى منصب رئاسة الجمهورية الإيرانية بين عامي (1989-1997). وبعد انقضاء عشر سنوات على انتصار الثورة بدأ بريقها ينخفض، وبدأت أصوات المعتدلين بين الملالي وغيرهم من زعماء الثورة القدامى بالارتفاع والازدياد، وإذا كان المفتاح الذي فتح بوابة الانتقال من (إيران الثورة) إلى (إيران الدولة) هو (الاعتدال)، فهل كان رفسنجاني معتدلاً بالشكل الذي يبرر ربط الانتقال من (الثورة) إلى (الدولة) ببداية فترة رئاسته الأولى بعد موت الخميني.
قبل التركيز على سياسة ومنهج رفسنجاتي في الحكم لعل من المهم التنويه إلى وجود بعض الأصوات المعتدلة خلال فترة الثورة ولكن عددها كان قليلاً وأصواتها ضعيفة وتأثيرها شبه معدوم. وما حدث من بداية فترة (إيران الدولة) هو توسع حجم المزاج الاعتدالي بين عموم الإيرانيين وزيادة عدد المعتدلين في البرلمان وبعض المؤسسات السياسية المهمة الأخرى في إيران. ومنذ فترة (إيران الدولة) وحتى الوقت الحاضر فإن جميع الانتخابات الرئاسية الإيرانية تقوم على التنافس بين مرشح متشدد وآخر معتدل. هكذا ينبغي أن نفهم إيران وأن نتعامل معها.
ولكن هل يكفي انتشار الاعتدال السياسي عامة وتوسع حجم التيار المعتدل لتحقيق الاعتدال السياسي على مستوى الدولة والدفع للأمام بعملية الانتقال من (إيران الثورة) إلى (إيران الدولة)؟ الجواب بالتأكيد هو لا. فتحقيق ذلك يحتاج إلى قيادة سياسية شجاعة تنجح في بلورة التوجه الإعتدالي وترجمته إلى قرارات ومواقف سياسية واضحة. وتمثلت في الحالة الإيرانية هذه الشخصية القيادية في الرئيسين علي رفسنجاتي (1989-1997) ومحمد خاتمي (1997-2005).
أن الرئيسين رفنسجاتي وخاتمي اللذين قادا مرحلة الاعتدال في (إيران الدولة) قد برزا من رحم الثورة وأسسها الأيديولوجية الثورية. فلقد شاركا في حركة معارضة الشاة وتوليا-وخاصة رفسنجاتي- مناصب رفيعة في فترة (إيران الثورة) إلا أنهما اتخذا أثناء حكمهما لإيران مواقف وسياسات عقلانية غير حماسية أو ثورية في فترة (إيران الدولة). فكيف يمكن فهم التوجه السياسي الفعلي لرفسنجاتي وخاتمي؟
يمكن البدء بالرئيس خاتمي بسبب سهولة توضيح الأمر بالنسبة إليه. فلقد كان منذ بداية الثورة من الملامي المعتدلين ولكن صوته في (إيران الثورة) كان خافتاً بسبب هيمنة التيار المتشدد أولاً وبسبب طبعه الهادئ الذي تميز به في حياته الخاصة والعامة. ولم يكن خاتمي سياسياً معتدلاً فقط بل كان من الملالي الإصلاحيين ولقد تضمنت كتاباته الفلسفية الإسلامية عندما كان أستاذاً للعلوم التربوية في جامعة طهران قبل عودته إلى قم لدراسة الاجتهاد، تضمنت مناقشة موضوعات إصلاح الداخل الإسلامي بما في ذلك الإصلاح في إيران والتركيز على اعتدالها. وإذا كانت الخلفية الأكاديمية وقراءات الفلسفة الإسلامية هي التي جعلت الرئيس خاتمي من الملامي المعتدلين والإصلاحيين فما هي الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن رفسنجاني - الذي سبق خاتمي في الرئاسة- كان يحمل أيضاً صفة إعتدالية منذ فترة (إيران الثورة) الذي كان له دور بارز فيها.
فعلى الرغم من أن رفسنجاني كان من دعاة تصدير الثورة الأوائل كما عمل على تأسيس حزب الله اللبناني إلا أن اهتماماته هذه تعود إلى بداية نشوة وحماس الثورة الإيرانية التي عادت جيرانها، وأما انشغاله في متابعة شؤون الحرب مع العراق فلقد كان مسؤولية وطنية من المنظور الإيراني حمّله إياها الخميني ولم يكن بالضرورة من الملالي الذين حرصوا على إطالة أمد الحرب. وأما قربه للخميني ورئاسته للبرلمان ذي الأغلبية الثورية المتشددة في فترة (إيران الثورة) فلقد نتج عن ثقة الخميني به وبقدرته وحنكته السياسية. فحتى الخميني نفسه كان يُعتبر معتدلاً من بعض الملالي المتشددين الذين كانوا يحاولون دفعه لاتخاذ مواقف وقرارات أكثر حماساً وأكثر ثورية. وأثناء رئاسته للبرلمان في (إيران الثورة) اطّلع رفسنجاني عن كثب على خطورة مواقف المتشددين واقتنع بضرورة تطليفها. وبالتالي فإن استمرار إفصاحه بمعاداة أمريكا وأوربا بعد توليه منصب الرئاسة قد كان - كما وصفه البعض- يعكس سياسة فوق الطاولة عند رفسنجاني والتي كانت تختلف تماماً عن سياسة تحت الطاولة.
ومن المهم أن نتذكر أن رفسنجاني إضافة إلى كونه رجل دين من الملالي ومن زعماء الثورة البارزين فلقد كان أيضاً تاجر فستق كبير في إيران (والبعض كان يسميه ملك الفستق في التجارة الإيرانية)، وأن هذه الخلفية التجارية قد جعلت رفسنجاني بالتأكيد يدرك أن الشعب الإيراني هو شعب تجارة (بازار) قبل ان يكون شعب ثورة. وبينما طبيعة الثورة هي طبيعة متغيرة وزائلة فإن طبيعة البازار تبقى باقية. ولا يمكن لحياة البازار أن تعمل بنجاح في ظل قرارات الثورة الحماسية الاقتصادية منها والسياسية. وإذا كان لإيران الأصلية الحقيقية أن تختار بين البازار والثورة فإن الخيار سيكون دائماً لصالح البازار.
مما سبق ذكره يمكن القول أن جوهر الطبيعة السياسية عند رفسنجاني كانت أقرب لموقف المعتدلين منها إلى المتشددين ولكن ظروف (إيران الثورة) جعلت هذا التوجه الاعتدالي عند رفسنجاني يكون أقل ظهوراً. وبعد إدراكه لأضرار المتشددين على إيران فلقد تدرج رفسنجاني صعوداً في درجة اعتداله وقناعاته السياسية.
وتختلف سياسات ومواقف وقرارات (إيران الدولة) اختلافاً جوهرياً عن مثيلاتها في(إيران الثورة) فخلال حكم رسنجاني وخاتمي تم التركيز على إعمار إيران. وسعى رفسنجاني - ربما بسبب خلفيته الزراعية والتجارية- إلى إعادة تحويل إيران من دولة تسيطر على الاقتصاد (خلال إيران الثورة) إلى دولة قريبة جداً من نظام السوق بالرغم من معارضة المتشددين لسياسته الاقتصادية الجديدة التي اتهموها بتدمير سياسة العدالة الاجتماعية السابقة (لإيران الثورة).
ولقد تمسك رفسنجاني بهذه السياسة بسبب قناعته بأهمية البازار في الحياة السياسية الإيرانية، كما عُرف عن رفسنجاني وخاتمي في فترة (إيران الدولة) معارضتهما للمواقف والقوانين الإسلامية المتشددة، ودعمهما لمواقف المرأة ومساعدتها في تحسين فرص العمل أمامها. وكذلك فلقد سعى رفسنجاني وخاتمي - ربما من تحت الطاولة أكثر من فوقها- إلى تحسين علاقات إيران مع أمريكا وأوربا. وعوضاً عن تصدير الثورة لدول الجوار اهتمت (إيران الدولة) بتصدير منتجات إيران الزراعية وغير الزراعية والسجاد الإيراني إلى هذه الدول وغيرها. كما حرصت (إيران الاعتدال) على توجيه قدرات الاقتصاد الإيراني نحو التطور والارتقاء وتم التخلي - بدرجة كبيرة - عن سياسة التدخل بشؤون دول الجوار وتلاشت سياسة تسيس الحج تدريجياً وأعيدت العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران في عام 1991م، وتم تبادل الزيارات بعد ذلك بين قادة البلدين.

3- إيران الحرس الثوري (2005-2013):
اتسمت هذه الفترة عموماً بعودة السيطرة للتيار المتشدد في السياسة الإيرانية بعد فترة طويلة من الاعتدال السياسي، ومن أهم ملامح هذه الفترة هيمنة الملالي المتشددين والحرس الثوري على الحكم بالتنسيق والتعاون مع الرئيس محمد أحمدي نجاد وبمباركة مرشد الثورة خامنئي. فكيف تم الانتقال من (إيران الدولة) إلى (إيران الحرس الثوري)؟ ولماذا نسميها بفترة (الحرس الثوري)؟
أن تدخل الحرس الثوري في السياسة الإيرانية يعود حقيقة إلى فترة الاعتدال السياسي في ظل (إيران الدولة). فالمعتدلون والإصلاحيون في إيران يتهمون بعض قادة الحرس الثوري ومنهم اللواء سيد محمد حجازي بمحاولة فاشلة للإطاحة بمحمد خاتمي خلال رئاسته لإيران. ولكن دور الحرس الثوري في السياسة الإيرانية قد ازداد بشكل كبير بعد تولي أحمدي نجاد لمنصب رئيس الجمهورية عام 2005.
بعد انتهاء فترة رئاسة محمد خاتمي رشح رفسنجاني نفسه لمنصب الرئيس من جديد لأن الدستور الإيراني يتيح له ذلك. وكان منافسه في تلك الانتخابات أحمدي نجاد مرشح التيار الإيراني المحافظ المتشدد. خسر رفسنجاني وفاز أحمدي نجاد الذي طرح نفسه مرشحاً للفقراء في إيران ويمكن رد خسارة رفسنجاني هذه إلى أحد الأسباب الثلاثة الآتية أو كلها معا:
1.عودة التزايد في شعبية التيار المتشدد من جديد بين عامة الناس في إيران.
2.تأثير الاتهامات الواسعة والمتكررة لرفسنجاني بالفساد المالي، وبجمع ثروة طائلة أثناء فترة رئاسته، وهي المزاعم التي أصر رفسنجاني على رفضها ونفيها باستمرار. ولقد استغل أحمدي نجاد هذه الأقاويل في حملته الانتخابية وأثارها في مناظرة تلفزيوية أثناء تلك الحملة.
3.اعتقاد الناخبين الإيرانيين بصفة عامة بأن رفسنجاني قد حكم إيران لمدة ثماني سنوات في السابق (1989-1997) وأنه قد أخذ بذلك فرصته في قيادة إيران وأن غيره يستحق هذه الفرصة أكثر منه في انتخابات 2005.
والاعتقاد الأبرز هو أن هذه الأسباب الثلاثة كلها قد ساعدت في خسارة رفسنجاني وفوز نجاد. فلقد كانت النتيجة تعكس رفضاً لشخص رفسنجاني أكثر من كونها تأييداً لمبادئ أحمدي نجاد المتشددة. وحتى إذا صحت افتراضات عودة المزاج السياسي المتشدد من جديد بعد رفسنجاني وخاتمي فإن تلك العودة كانت محدودة وليست واسعة، ولا يمكن بالتالي عزو فوز نجاد في انتخابات 2005 إلى هذا السبب وحده. ففي نهاية حكم خاتمي وقبل انتخابات 2005 بفترة غير طويلة تظاهر آلاف الطلبة الإيرانيين محتجين ليس على سياسات خاتمي المعتدلة ولكن على بطء وتيرة الإصلاحات. والمهم في الأمر هو أن المتشددين قد عادوا في عام 2005 للسيطرة على حكم إيران وذلك بصرف النظر عن حقيقة الأسباب التي أدت إلى هزيمة المعتدلين. ولقد ساعد نجاد دون شك في الفوز بانتخابات 2005 تقديمه لنفسه بوصفه مرشح الفقراء المستضعفين في إيران. فلقد استخدم نجاد مصطلح "المستضعفين" الذي يعود إلى بداية الثورة الإيرانية ليقوي من موقفه الانتخابي بين فقراء الإيرانيين. وبعد أن أصبح نجاد سادس الرؤساء الإيرانيين كان من الممكن له أن يصبح دكتاتور ثوري جديد في إيران وينفرد في الحكم لولا وجود قيادات بارزة قوية في الحرس الثوري والمهتمة بتدعيم موقفها السياسي ومراكز قوتها في إيران ما بعد الدولة، وكذلك لولا الملالي المتشددين الذين لن يرضيهم بالتأكيد التنازل عن دورهم السياسي في إيران لصالح رئيس ليس من الملالي حتى ولو كان منتمياً للتيار المحافظ المتشدد. ولهذا فإن السلطة الفعلية في إيران (ما بعد الدولة) خضعت لسيطرة ثلاثية جمعت بين (الرئيس نجاد، وكبار ضباط الحرس الثوري، وكبار الملالي المتشددين) وحظيت طيلة فترتها بمباركة مرشد الثورة خامنئي. ولقد سميت هذه الفترة: (إيران الحرس الثوري) لأن كبار ضباط الحرس الثوري حقيقة هم الفئة الأقوى في التحالف الثلاثي المذكور، وهم الأكثر مسؤولية عن مشاكل إيران الخارجية في هذه الفترة فبعد (إيران الثورة) و(إيران الدولة) جاءت (إيران الحرس الثوري).
وبينما تختلف سمات (إيران الحرس الثوري) كثيراً عن خصائص وسمات (إيران الدولة) فإن هناك تشابه ملحوظ بين (إيران الحرس الثوري) و(إيران الثورة)، فإيران الدولة تختلف بشكل واضح عما قبلها وما بعدها. ولكن هذا لا يعني أن (إيران الحرس الثوري) هي نسخة طبق الأصل من (إيران الثورة). فالحرس الثوري يملك السلطة والقوة ويملك دعم الملالي المتشددين ورئيس الدولة ولكن ليس لديه ثورة جماهيرية يرتكز عليها. فهو حرس ثوري بدون ثورة يحرسها، حرس دكتاوري يختبؤ وراء الملالي والسياسيين المتشددين، حرس ثوري يبحث في قاموس الثورة القديم عن مصطلحات قد تفيده في تنفيذ خططه في إيران والمنطقة كلها.
بعد هذا العرض لتطور فترة (إيران الحرس الثوري) التي قادها أحمدي نجاد في الواجهة سوف أنتقل لمناقشة أهم خصائص وأحداث هذه الفترة. فلم تواجه إيران خلال الفترة الرئاسية الأولى لأحمدي نجاد (2005-2009) أية مظاهر لعدم استقرار سياسي باستثناء وجود بعض الممارسات القمعية المحدودة ضد أشخاص ينتمون إلى التيار المعتدل. ولكن الوضع تغير مع الأيام الأولى لبداية الفترة الرئاسية الثانية لأحمد نجاد (2009-2013). فلقد طعن مرشح التيار المعتدل مير حسين موسوي بنتائج الانتخابات التي نافس فيها نجاد واتهمه بتزوير نتائجها لصالحه. وقام موسوي بعد ذلك بالتعاون مع خاتمي ومهدي وكروبي بتنظيم مجموعة من التظاهرات الحاشدة التي هزت أركان نظام أحمدي نجاد وذلك قبل أن تقوم قوات الأمن والحرس الثوري الإيرانية بقمعها بوحشية مفرطة. وبينما نجحت بعض السياسات الاقتصادية لأحمدي نجاد فلقد فشل بعضها الآخر فشلاً ذريعاً. وتصاعدت من جديد مشكلة ملف إيران النووي التي تعود لفترة (إيران الدولة) ولم تنجح سياسة نجاد في معالجتها وحلها أثناء مباحثات إيران مع مجموعة (5+1) والتي تعود إلى سنوات طويلة ماضية. ولقد أدى فشل نجاد في معالجة هذا الملف إلى فرض عقوبات دولية صارمة على إيران كان لها تأثير سلبي كبير على الاقتصاد الإيراني. وإضافة إلى ذلك فلقد واجه أحمدي نجاد انتقادات عالمية شديدة نتيجة تصريحاته التي تضمنت التشكيك بموضوع محرقة اليهود على أيدي النازيين، كما واجه انتقادات مماثلة تتعلق بما نُسب إليه من أحاديث أشار فيها إلى رسم خارطة جديدة للعالم لا توجد فيها إسرائيل. ولقد اضطرت الحكومية الإيرانية إلى التوضيح في أكثر من مناسبة بأن أقوال نجاد في هذين الموضوعين قد فُهمت خطأً من قبل المجتمع الدولي. ولقد وُصفت هذه التوضيحات الإيرانية على صعيد إعلامي عالمي واسع بأنها سطحية وغير كافية. ولإرضاء قيادات الحرس الثوري المتشددة أو ربما امتثالاً لأوامرها فلقد أعاد أحمدي نجاد سياسة التدخل في دول الجوار من خلال دعم بعض فئات الشعب العراقي ضد فئات أخرى وتحريكه ربما لبعض الملالي الإيرانيين المتشددين لإطلاق تصريحات تمس بسيادة البحرين، ودعم أحداث الشغب فيها. كما أقدمت (إيران الحرس الثوري) على زيادة دعمها لحزب الله اللبناني ودفعه نحو المزيد من التطرف. وأن أسوأ سياسات ومواقف الحرس الثوري الإقليمية تمثلت في دعم النظام السوري ومساعدته في قتل شعبه بطريقة مباشرة أو من خلال حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس العراقي. فلقد ساهموا جميعاً في قتل المستضعفين السوريين علماً بأن الدفاع عن المستضعفين ومساعدتهم كان من أول الشعارات التي رفعتها الثورة الإيرانية. وبسبب مواقف الحرس الثوري وحزب الله في دعم النظام السوري فلقد أصبح العالمين العربي والإسلامي يواجهون الآن مشكلة الفتنة الطائفية السنية الشيعية البغيضة.
وعوضاً عن تصدير الثورة لأنه لم يعد هناك ثورة يمكن تصديرها فإن (إيران الحرس الثوري) في ظل رئاسة أحمدي نجاد وسعياً منها لنشر نفوذها في المنطقة تبنت تصدير رؤيتها السياسية المتشددة للمذهب الشيعي والتي تجمع بين التشيع الديني والسياسي إلى الدول العربية والإسلامية الأخرى.
للمناقشة بقية إن شاء الله نتابع فيها استعراض تفاحل مشكلة الفتنة الطائفية المذهبية بين السنة والشيعة في الوقت الحاضر ومن المسؤول عنها وسوف أطرح أيضاً مجموعة من الأسئلة أهمها: ماذا بعد (إيران الثورة) و(إيران الدولة) و(إيران الحرس الثوري)؟ وأين ستذهب إيران في ظل حكم رئيسها الجديد حسين روحاني المنتمي إلى التيار المعتدل هل نحو اعتدال جديد أم أنها ستبقى أسيرة التشدد المذهبي والسياسي الذي يفرضه الحرس الثوري؟ كيف يمكن أن نرى ونفهم ونستشرف السياسة الإيرانية نحو أمريكا وأوروبا وروسيا؟ وكيف يمكن أن ننظر لإيران كدولة رئيسية في الشرق الأوسط والخليج ولسياساتها نحو جيرانها العرب وتركيا وإسرائيل؟ وما هي احتمالات تطور التفاهم الإيراني الأمريكي الجديد حول ملف إيران النووي. وباختصار كيف يمكن أن نرى ونفهم حقيقة السياسة الإيرانية بكل ما لها وما عليها؟
عثمان الرواف
محلل سياسي سعودي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف