شارع التحلية... حياة عصرية في الرياض

يمر العابر تحت بناياته العصرية، فتبدو أمامه دلالة المكان أرقى من مجرد شارع في مدينة؛ ففي شارع الأمير محمد بن عبد العزيز (التحلية) تعكس الحياة في مدينة الرياض وجها حضاريا متميزا: بنايات حديثة، واجهات محال بعناوين عالمية لمختلف الماركات الشهيرة، مولات تجارية، فروع لشركات التقنية، معارض للسيارات، ومصارف. بيوت لأزياء عالمية مثل (زارا). شركات اتصالات وصالات ألعاب (بلاي استيشون) بالإضافة إلى المراكز الطبية وبيوت الجمال والديكور، والوحدات السكنية الفارهة.
يبدأ الشارع شرقا على يمين الداخل إليه من شارع الضباب لينتهي غربا عند شارع الأمير تركي بن عبد العزيز الأول.
طبيعة الشارع وتصميمه تعكس إرادة حديثة في الجمع بين حركة السيارات وحركة المشاة. فعلى جانبي الشارع ثمة مساحات واسعة تمتد عليها باحات مقاهي الكوفي شوب مثل (جافا تايم) (كوستا) (يوم القهوة). و مطاعم من طراز (صب واي) (بيتزا هت) (كودو) (شيليز) (كرم بيروت).
وفيما تسمح تلك الباحات بمتعة المشي والجلوس على مصاطب حجرية خصصت في المكان، إلا أن حركة المارة في الشارع لا تتميز بالزحام، ولا تملأ مساحات المكان قياسا إلى حركة السيارات .
تمتد بنايات الشارع على جانبي أشجار النخيل بتصاميم مختلفة، بعضها عصري الطراز فيه خيال واضح للحداثة بواجهات زجاجية، وأشكال هندسية فراغية كما توحي بذلك بناية (مايا) على يسار منحنى الشارع نحو الجنوب الشرقي.
البنايات تعكس تنوعا وحرية في التصميم الهندسي عبر واجهاتها؛ فهي في الغالب ترتفع نحو السماء بطوابق محدودة على امتداد الشارع الذي يكاد يخلو من الأبراج العالية والعمارات المرتفعة، إلا عند التقاطعات مع بعض الشوارع الكبيرة؛ كبناية (سنتريا) وبرج (السويلم) عند شارع العُلّيَّا، أو بناية بنك الرياض عند تقاطع طريق الملك فهد. فيما يحتفي الشارع بنصب (الباب والأقواس) الوحيد بقرب البنك العربي. يبدو مركز (بانوراما) التجاري الكبير بواجهاته الزجاجية العاكسة لحركة الناس داخله عبر أضواء الليل؛ المظهر الوحيد للتميز في الجانب الغربي من الشارع، إلى جوار القصور، فيما تظهر جماليات المكان ــ كثافة و تنوعا ــ كلما اتجه الزائر في الشارع شرقا، متجاوزا تقاطع طريق الملك فهد، إلى تقاطع شارع العليا، ثم شارع عبد الله السليمان فشارع الملك محمد الخامس؛ وصولا إلى نهاية التحلية من جهة الشرق عند شارع الضباب.
على هذا الامتداد يحتفل الشارع ببنايات أخرى جميلة ذات طراز حديث؛ مثل مركز (ماس بلازا) و (لوكالايزر مول)، بالإضافة إلى مطاعم تطبخ للزائرين ذائقة لأطعمة شعوب متنوعة من العالم؛ هندية ويابانية وإيطاليه ومكسيكية، وتوحي إلى جانب ماركات المطاعم العالمية الأخرى بمظهر من مظاهر العولمة.
في الليل تسقط الأضواء على رصيف الشارع من أعمدة معدنية سوداء مصطفة على جانبيه تعلوها مصابيح رباعية، فيما تشع أضواء في الأعالي منبعثة من أعمدة الإنارة وسط الشارع بين أشجار النخيل. لا سيما في الأعياد والمناسبات حين تنوس عليها ألوان الضوء الراقصة بأشكال فنية مختلفة.
تمر على الشارع سيارات يغلب عليها طابع الرفاهية، وأخرى عادية. وسيارات رياضية متنوعة عليها شباب، ومواطنون، ومراهقون يعرفهم الشارع في الليل بالضجيج الصاخب والسهر حتى ساعاته الأولى. ورغم أن شارع الأمير محمد بن عبد العزيز حمل اسمه الرديف (التحلية) من (المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة) إلا أن مبنى المؤسسة في غرب الشارع لا يتميز بعمارة تناسب مستوى الشارع.
شارع التحلية مكان جميل لرفاهية العائلة؛ فليس ثمة شارع في الرياض يلبي رغبات أفرادها في مختلف خدماته مثل (التحلية).لا سيما وأن الشارع (الذكي) يقدم خدمات الانترنت مجانا.
Jameil_2004@hotmail.com