أصداء

برنامج ذي فويس وزلة عاصي الحلاني

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لست معنيا بشكل كبير بالبرامج الغنائية التي تعرضها القنوات الفضائية الا بتلك التي تهتم بأغاني الزمن الجميل مستذكرة عمالقة الفن الاصيل كسيد درويش وعبد الوهاب وام كلثوم واسمهان وفريد الاطرش ونجاة الصغيرة وسعاد محمد وغيرهم ممن لن يتكرروا ثانية. وما من شك ان برنامج ذي فويس الذي تعرضه قناة ال ايم بي سي هو احد تلك البرامج حيث تمكن في موسمه الماضي ابراز عدد من المشتركين الذين كانوا على قدر كبير من جمال الصوت وحسن الاداء واتقان النغم وعمق الاحساس وقد سعدنا فعلا بتلك الحلقات من هذا البرنامج الذي استقطب جماهير واسعة من المشاهدين.. انتظرت مع غيري الموسم الجديد للبرنامج عام 2014 والذي بدأ قبل اسابيع وكانت من سماته وجود ولأول مرة عدد لايستهان به من المشتركين العراقيين وعلى رأسهم فنان عراقي ذو صوت جهوري اسمه عامر توفيق الذي سيطر على قلوب المستمعين والمشاهدين في اول اطلالة له في البرنامج اثر تأديته احدى روائع الفنان الكبير صباح فخري. شكل وجود عامر توفيق البالغ من العمر ( 64 ) عاما مفاجأة كبيرة للمدربين الاربعة على البرنامج وكانت قسمات وجوههم وحركات ايديهم، اثناء الاستماع اليه، تشير الى مدى الاعجاب والدهشة لوجود هذه القابلية الغنائية الفذة، وهذا ما دفع الفنان اللبناني عاصي الحلاني، الذي كانت السعادة تغمر قسمات وجهه، لان عامر توفيق سيكون من فريقه، الى التعليق باللكنة اللبنانية وهو يقف على خشبة المسرح قائلا " كنا دايما عندما نحكي عن فويس نقول ان هذا البرنامج يرتكز على الصوت، نحنا دايما عندما نختار لانعرف من هو هذا الشخص اللي عم بيغني وهذه هي ميزة هذا البرنامج. الذي هو فعلا يهمنا الصوت وبس... ثم توجه الحلاني للفنان عامر قائلا : انا بحييك وانا اتشرف ان تكون معي في الفريق ". وفي وقت اخر قال الحلاني " ساحارب به حتى النهاية " بمعنى انه سيكون عامرهو نجم الموسم مع الحلاني لأن صوته واداؤه هو الاقوى بين الجميع. اما الفنان كاظم الساهر فقال معتذرا من الفنان عامر، والذي كان يعمل معه في المسرح العسكري في العراق "انا ما من ( ليس ) حقي على فكرة، انا فريقي مكتمل 13 واحد ولكن احتراما لصوتك الرائع.. والله العظيم ما عرفت اول مرة تفاجأت من شفتك "، قال ذلك بلكنة بغدادية وهو كما بدا بين الاعتذار والحياء لأن الكثيرين يعتقدون ان كاظم نسي الاصدقاء ولم يعرهم الاهتمام وهو في قمة شهرته فيما هم يقبعون تحت ضغط الحصار الظالم على العراق في القرن الماضي. كانت هذه البداية تنبيء بان البرنامج يسير في الطريق الفني الصحيح، وان التركيز سيكون فقط على "الصوت وبس" كما قال عاصي الحلاني سيما وان هناك العديد من المشاركين الذين يمتلكون اصواتا جملية اخاذة بحيث ستكون المباريات على اشدها ويستمتع الجمهور بها، ولكن الذي حدث يوم السبت 1/3/2014 كان عكس ما هو متوقع، فعندما جاء دور فريق عاصي الحلاني وكان منهم الفنان العراقي عامر توفيق الذي ابدع ايما ابداع في غناء رائعة وديع الصافي الصعبة ( على الله تعود على الله يا ضايع في ديار الله ) قام الحلاني وضيعنا في ديار ذي فويس من خلال ايجاد موازين ومقاييس جديدة خاصة به تختلف كليا عن تلك التي يعتمدها البرنامج والتي ترتكز على جمال الصوت وخامة الصوت وعلى الاداء والاحساس، هذا الامر الغريب والمفاجيء اثار غضب ودهشة الجمهور والمشاهدين من تغيير الامزجة والثوابت بين ليلة وضحاها. بالنسبة لتسلسل المشتركين تم وضع عامر توفيق كأخر من يغني في فريق الحلاني وهذا ما منحه اقل وقت للتصويت من قبل الجمهور، لذلك حصل عدنان بريسم على اكثر اصوات الجمهور لأنه كان اول من غنى من فريق الحلاني فخرج محتفظا بمكانة... ثم بدأت مرحلة اختيار المدرب للمشترك الثاني اذ بدأ الحلاني متطلعا الى اليمين والشمال لتمضية الوقت الذي يتطلب منه ان يمضيه وفقا لتعليمات مخرج البرنامج، وبعد وقت قصير تدخل مذيع الحفل المصري التابعية وطلب من ( شيرين ) مساعدة الحلاني في الاختيار فبدأت هذه "بغنجها المعروف وغير المرغوب به في بعض الاحيان، ولاسيما في الاوقات الحاسمة فسمت الفنان عامر ب( بابا عامر ) للمرة الثانية وقالت انه غنى بشكل جيد ولكنها تختار المشتركة ريم مهرات لأنها ذكرتها بالمغنية التونسية ذكرى " قتلت من قبل زوجها " علما بان شيرين ذاتها قالت في الحلقة الماضية ( آه آه يابابا عامر انني اختارك ) فلماذا غيرت موقفها الان؟؟؟ اليس هذا مزاج متقلب لايعتمد على الحرفية والمعرفة التامة في الاختيار؟؟؟ بمثل هذا الكلام العاطفي غير المسموح به لأنه يؤثر على المدرب المسؤول عن الفريق والذي له حق الاختيار اضافة للزمن القصير المعطى للمشترك الاخير عامرتوفيق، زاد عاصي الحلاني الطين بلة عندما اختار، كما قالت شيرين، المشتركة السورية ريم مهرات التي لم تبلي بلاء عامر توفيق، مبررا هذا الاختيار غير الموفق بأن " الاستاذ عامر رجل كبير يقف بين الشباب " و" ان مكانته الفنية اكبر بكثير من وقوفه على مسرح البرنامج للتنافس مع مجموع شباب "!!؟؟ وختم كلامه، وياليته لم يقل ذلك، بان اختياره تفضيله لريم مهرات اعتمد على اساس "اعطاء فرصة للشباب للمنافسة". اذن انقلبت الموازين واصبح الحلاني مسؤولا عن مستقبل الشباب العربي وليست مسؤوليته تنحصر في ابراز الصوت الاهم في برنامج هذا شعاره...اليس لدينا الحق في رسم اكثر من علامة استفهام حول هذا الموضوع؟؟ بحدود علمنا ان البرنامج والقائمين عليه لم يضعوا اي شرط للعمر للمشاركة في البرنامج لذلك فان جميع الاعمار لها الحق بذلك علما بأن الشرط الوحيد كان جمال الصوت وقوة الاداء مما جعلنا لانقتنع ان الحلاني كان موضوعيا في خياره او ان خيارات المدربين تقوم على المزاجية والحالة النفسية في ذلك اليوم وان صح ذلك فهو امر مؤسف حقا ان يضيع حق انسان في البحث عن مستقبله بسبب العمر الذي برر به الحلاني خياره. ان قيام الحلاني والساهر،الذي كان باردا تجاه زميله القديم، وشيرين والرباعي بالذهاب الى عامر الواقف على المنصة وتقبيله والسلام عليه وقطع الوعود له لايبرر الخطأ الذي وقع به الحلاني وبرنامج ذي فويس فأستبعاد مثل هذه المقدرة والكفاءة خسارة للبرنامج ولعاصي الحلاني بالذات اكثر مما هي خسارة للفنان عامر الذي ذاع صيته وكسب احترام الجماهير العربية. اما دموع عاصي بعد زلته فقد محيت في خلال دقائق معدودات وتحولت الى دموع فرح اثر مغازلته المذيعة الجميلة ايميه صياح بأعتبارها الاجمل في البرنامج. وبالرغم من ان مواقع التواصل الاجتماعي اشارت بأن الخلاص من الفنان عامر توفيق بهذه الطريقة المؤلمة والتفسير غير المقبول كانت لأسباب منها ان استمراره قد يغطي على الكثير المشهورين وهذا ما لايرغبه البعض في البرنامج، او لأن ما اشيع بأن قناة ال ايم بي سي وقعت معه عقدا لفترة خمس سنوات مما يقتضي ان يبتعد عن منافسات برنامج ذي فويس، فأنه كان يفرض على مسؤولي البرنامج ايجاد طريقة للابعاد اكثر لياقة لخروج هذا الفنان لا ان يقف بين من لم يبلغوا بعد مرحلة الفطام الفني الغنائي ويعتبر خاسرا.. انه امر مؤلم ان تكون سنوات العمرفي العالم العربي والدول النامية سببا للخسارة والابعاد عن مسرح الحياة. في الختام اقول لا ياعاصي كانت زلة غير مبررة هذه المرة رغم كلامك الجميل وحسك المعروف ورغم قولك وكأنك احسست بالخطأ بأنه مثل " ابي "، علما بأن عامر كان واقفا على المسرح بعد النتيجة المخيبة يبتسم، وكان قد قال قبل ذلك " احنا العراقيين منخاف ".. نعم...منخاف لأننا تعودنا على المأسي والصعوبات. اعلامي عراقي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف