ملعقة الولمية و حتمية عودة المالكي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تود جملة من الناس عدم رؤية المالكي في منصب رئيس الوزراء و قائد عام للقوات المُسلحة. وقد يبالغ هذا "البعض" بتطوير هذا التمني إلى تنكيل بالرجل و الشماتة به. لكن هؤلاء لم يسلكوا في دروب معارضتهم لنوري كامل المالكي، التي بلغت الى مستوى العداوة و الضغينة الشخصية، أي مسلك يغاير سلوكيات المالكي الموصوفة من قبلهم بكونها دكتاتورية أو حكومة فساد عام و حكومة تنبذ المشاركة، وغير ذلك من صفات تعييرية، نجد هؤلاء ذاتهم عبارة عن زعماء لتيارات و كتل و أحزاب وأقاليم، ميزتها إنها زعامة توريث عائلي لا تقبل النقد ولا المراجعة ولا إعادة التصويت و التقييم لمدى كفاءة قيادتها لهذه الكيانات. و هي مُحاطة بحواشي و بطانات تبلغ من الفساد المالي و التملقي والنفاقية المُغالية، بما لا يمكن وصفه أو الإحاطة به. فضلاً عن ذلك لا يقوم هؤلاء عند إنتقاد المالكي بتكوين خطاب متوازن فهو إذ يقول أن المالكي طاغية مثلاً فإنه ينفي أي وجود للارهاب في الانبار و الفلوجة، ولا يذكر أبداً أي شجب للعمليات التخريبة هناك.
و قد كررت بعض كبار الصحف العراقية أكثر من 1500 مقالة في ذم المالكي لكونه انفرد بالحكم لكنه سكتت بشكل كامل عن البرزاني في كوردستان الأقليم الذي تحول إلى مزرعة عائلية. و بالطبع ان كل هذه التناقضات تصب في صالح المالكي الذي وقّت حملة ردع الارهاب و العفو عن العسكريين المُتخلفين و تصعيد حملة الرواتب و المخصصات للمنفيين في صحراء رفحا و غيرها، إلى قُبيل الانتخابات كي تتحول هذه الأخيرة إلى رشوة جماعية. فإذا أضفنا إلى ذلك الوضع السوري المُقعد و الذي لا يمكن زيادة المغامرة فيه بصعود أطراف لا يمكن السطيرة على انحيازها : فالاكراد لهم مشترك قومي مع جزء كبير من سوريا، و المجلس الاعلى و التيار الصدري، يصعب عدم تسهيلهم الاحتياجات الايرانية إلى سوريا، و هذا ليس وصف إنشائي حيث يكفي التذكير هنا باستبدال الطيران الروسي في العراق بالطيران الاماراتي و الكويتي. و أن مطار بغداد و النجف و البصرة، بيد المخابرات الامريكية و المخابرات الاسترالية، و إذا كان مطار كل بلد هم الفم الذي يمكن ان يُدخل الطعام النافع او المُسّمم للبلاد، فعلينا أن ندرك أن منصب رئيس الوزراء هو الملعقة التي لابد ان يكون حجمها و شكلها و مصدر تصنيعها، مُطابق لموصفات الشركات الأمنية في مطارات العراق. و يبدو أن اضطراب التيار الصدري أخذ يتراكم بين اعلانه ترك السياسة ثم حماوته في محاولة بناء سد عالي ضد عودة المالكيفهو لم يدرك حتى الآن ماهية الوليمة العارية في بلاد الرافدين، و قد هناك احتمال بمقدار لا بأس به بإمكانية جمع تكتل موحّد يُضعف من عودة الماليك لكن القرار كان متأخراً جداً، و قد بدى ذلك واضحاً في المحاولات اليائسة لحركة التيار التي بلغت بجمع كل حطام لبناء مثل هذا السد، حتى بمثل حسن العلوي الذي كان دخوله في كتلة الاحرار تقوية شخصية له و إضعاف كبير للأحرار، خصوصاً و ان هذا الأخير لم يتورع باعتزازه بالاتصال بعزة الدوري و أن يبالغ في تضخيم نرجسيته المعهودة بكونه (شيخ البعثيين) و توزيع لافتات في بغداد تحمل كماً هائلاً من العنصرية و المناطقية الضيقة التي لا تليق برجل شارع بسيط فضلاً برجل يدعي الثقافة!
ليس هذا كل شيء فعله خصوم المالكي في استعجالات و ارتجالات كانت تؤدي على الدوام إلى تثبيت صورة المالكي للشعب بكونه أفضل السيئيين، فخصوم المالكي لم يكن له أي موقف حول ما هو موقفهم من عودة ثلاثة آلاف لحمل السلاح ضد مشروع الدولة الجديدة؟!، و ما هو موقفهم من داعش؟!. و ماهي خطتهم في طرد الفاسدين و العاطلين عن الفضيلة الذين انتخمت بهم الأحزاب و الكيانات؟! و ما هو موقفهم من تحجّر الموقف الكردي بأن يكون دولة داخل الدولة بل فوقها؟!. إلى عشرات الملفات التي ترك خصوم المالكي التحدث بها حيث الحرائق في جميع الجهات، كل ذلك يبقي المالكي بنظر المجاميع الشعبية بكونه باب الطوارئ الوحيد مهما كان الطريق إليه يحمل الكثير من الخسائر!