أصداء

لكي لا يسقط العراق في حلف المصالح الانتهازية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

التحالفات السياسية بين الكتل اليوم تتصدر الموقف في العراق بعد الانتخابات وإعلان نتائجها التي قدمت كتلة القانون برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي بالمقدمة، وبأصوات كبيرة تفوق ما ناله في الدورة الانتخابية السابقة 2010، وهذه الأصوات جعلت من الكتلة الأكبر سواء في التحالف الوطني أو في مجلس النواب، حيث ستتيح له حرية الاختيار في التحالف مع الكتل لكي ينفذ مشروعه الذي نادى به قبل الانتخابات (الأغلبية السياسية) التي في اعتقادي واعتقاد الكثيرين بأنها الطريق السليم نحو تمركز السيادة في القرار بين يديه في الاختيار الكفاءات، والتي ستتيح له أن ينفذ وعوده في تحقيق الرخاء والأمن والخدمات فيما إذا تحققت له العودة إلى كرسي الوزارة، وهو المتوقع.

بنظرة شاملة لنتائج الانتخابات نجد أن بعض الكتل التي كانت في ذروة أحلامها بأنها ستحقق مقاعد كبيرة، قد تلاشت وضعفت قوتها في دفع ممثليها للتنافس على منصب رئيس الوزراء، فيما كانت كتل أخرى تمني النفس بأصوات ممثليها في محافظات شمال بغداد بأن يكون موقفها الثابت بعدم التجديد لولاية ثالثة لرئيس الوزراء بدأت تهتز نتيجة الأرض الرخوة التي يقفون عليها اليوم، وبالتالي فإن شعارها سيكون من الماضي لكي تجد منفذاً للتحالف مع عدو الأمس على الأقل لكي تكسب بعض المواقع المهمة بالدولة أولاً، وثانياً لغسل ماء الوجه بعد التعثر في الانتخابات.

أما الكرد، وللأسف فإنهم يبالغون في كل شيء، إنهم يبحثون عن الغنائم مهما كان ثمنها لكي يبنون كيانهم الانفصالي، لذلك فإنهم يلعبون على الورقة الطائفية (فرق تسد) ثم ينفذون مكاسب يطمحون لها منذ أن تأسست الدولة العراقية في استقطاع مناطق متنازع عليها، لكنهم في كل الحكومات السابقة يواجهون الرفض الحكومي والشعبي، بما في ذلك حكومة السيد المالكي الأولى والثانية، وهذا ليس بخافٍ عن السياسيين الذين يدركون أن الأكراد الذين حققوا ما لا يحلمون به طوال عقود من الزمن من مواقع سيادية في السلطة، ومن استقرار وأمن وأموال تستقطع من نفط البصرة وكركوك والناصرية، فيما هم يهرب نفطهم إلى الخارج، ويصرون على عدم الموافقة على إقرار الميزانية التي هي قوت الشعب بحجج واهية.

نحن لا نريد أن نتجنى على شعبنا الكردي، هم إخوتنا في الوطن والدين، لكن التصريح الأخير للنائب عن التحالف الكُردستاني برهان فرج، الذي أكد فيه ضرورة إيجاد صيغة جديدة للاتفاقيات لتشكيل الحكومة المقبلة، مبيناً أن الكُرد يشترطون انضمام كركوك وخانقين إلى كردستان وصرف مستحقات الـ(بيشمركة) كأساس للتحالف، على أهمية تفادي الأخطاء الماضية.

وأضاف فرج: (إن التحالف الكُردستاني يشترط حل مشكلة المناطق المتنازع عليها وانضمام كركوك وخانقين إلى كردستان وتطبيق المادة 140 وإقرار قانون النفط والغاز وصرف مستحقات البيشمركة، كأساس للتحالف مع الكتل الأخرى).

تصوروا أن هذه شروط الكرد للتحالف، ومع من؟ مع العرب!!! لكي يشكلوا حكومة ضعيفة مهزوزة من الداخل، وكأن العراقيين غافلون عما يرغب به الكرد.

أنا لا أعتقد أن من السذاجة أن يفكر الوطنيون العراقيون من الكتل العربية التي تنافست في الانتخابات أن يرضخوا لهذه الشروط التعجيزية، وإن رضخت أي من الكتل أو الأحزاب، فإنها سترمى في سلة النسيان والإهمال، هذه الحقوق لا تغتصب بعقد شراكة مصلحة في قيادة دولة، إنها مهانة يا سيادة نوري المالكي، ويا سيادة أسامة النجيفي، ويا سماحة عمار الحكيم، ويا سماحة مقتدى الصدر، ويا علاوي والمطلك، وكل الأحرار في العراق.. إن نهب العراق وخيراته واستقطاع أجزائه من أجل تحالف مهين ستكون نتائجه وخيمة على مستقبل الحياة السياسية والكتل والشخصيات، فالعراق أمانة بأيديكم.

وكلما تقاربت الرؤى والأفكار وانفتحت القلوب إلى المحبة من أجل العراق وشعبه، ستدفن المخططات السيئة التي تحاول سرق جهود الآخرين. إن الأقربين في اعتقادي هم الأولى في تحالفات اليوم، لكي نشكل حكومة أغلبية تنهض بالعراق ولا تستثني أحداً.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف