عن داعش و العراق و أقليم كردستان!
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&&بمعنى آخر، أصبح مع الزمن كل شيء في هذا البلد مُقلق و مُميت و مفتقر للحد الأدنى للأمل و الطمأنية، فضلاً عن غياب أي آفاق كبيرة حتى الآن، يراهن المواطن عليها للخروج من دوامة القلق هذا و الخشية من كل ما يحيط به، بل يمكن القول أن هذا القلق المدمر، الذي يعصف على سايكولوجية الإنسان في العراق إزاء وجوده و هويته و حاضره و مستقبله، أصبح بحد ذاته عامل آخر من عوامل الشرور السائد في البلد بل العامل الكامن وراء أفتقاد بعض من أبناءنا و شبابنا للحب للدنيا و الوعي بإنسانيتهم و آدمية الآخرين و التعامل بكل هذه القسوة و العنف مع الإنسان، ذلك لأنهم لم يعودوا أساساً أناساُ طبيعيون يفكرون في الحياة بقدر ما باتوا ضحية للمخططات الخارجية و الداخلية و جهنم تفكير الآخرين، المتمرسين في ثقافة القتل و ترهيب الإنسان.&
&&العراق لم يعد قادراً على الخروج من هذا النفق المظلم، الذي لا أحد يعلم ماذا يجري في داخله سوى أولئك الذين يعرفون حرفة الذبح و القتل و الإرهاب، و يتقنون جميعاً، رغم تناقضاتهم الفكرية و السياسية مع البعض!-على مستوى الإدعاء!-، لغة مشتركة هي لغة الموت و الدمار و الهمجية. هؤلاء الناس لا يهتمون أبداً بما يحدث!، و إنما الأهم عندهم ليس سوى ممارسة السادية و سفك الدماء، أو يبقون الى الأبد في سلطتهم و سلطانهم أو عقائدهم الإرهابية المسوَغة بعباء الدين الإسلام الحنيف. هم لا يأبهون بشأن المناظر التراجيدية لقتل الجنود العراقيين، و المشاهد الأليمة التي شاهدناها نحن في كردستان، قبل أيام، أثناء فرار و نزوح عشرات الآلاف من المواطنين العراقيين في الموصل و مناطق أخرى، سيراً على الأقدام، الى أقليم كردستان، خوفاً منهم من إرهاب عناصر داعش من جهة و قصف الجيش العشوائي على ديارهم و سكناهم. نعم هم لا يبالون بما يجري و لا قيمة للإنسان لديهم أصلاً!. لا أحد فيهم يفكر في المدنيين العزل، و الأسوأ هو أنه لم يعد أحد في هذا البلد عموماً يهتم بحال الإنسان و أبسط حقوقه هي الأمن و العيش بأمان، أصبح الكل يخشى من الكل، حتى نحن في كردستان العراق حينما نستقبل النازحين من أبناء العراق نخشى - دون أن نعبر عنه بصراحة! - من أن يُحدِث هذا الأمر شرخاً أمنياً تستغله المجاميع الإرهابية لضرب الأقليم و مؤسساته.
&&و مع ذلك لا مراء من أننا تألمنا فعلاً لحال أهالي الموصل مع هذه لأحداث الأخيرة، و قد ذكرتنا المشاهد بالهجرة المليونية للكُرد أثناء قمع النظام البائد للإنتفاضة الكردية عام 1991، إذ كنا نعيش في ذلك الحين في أسوأ الأيام و الأزمان، و لحسن الحظ، قد يختلف الحال مع النازحيين من أهالينا في الموصل و المحافظات الأخرى غير الآمنة، إذ أنهم يلجأون اليوم الى الجزء الآمن من البلد و يُستقبلون هناك و لا أدنى شك في أن الأقليم و مواطنيه سوف يقدمون كل ما يؤَمن لهم الحياة لحين العودة الى ديارهم، فهم دون شك على أرض كردستان الطاهرة، حيث لا داعش و لا أي قوى إرهابية أخرى، وذلك بفضل وحدة موقف الكرد و أحزابه.&
&&نعم نحن نعي تماماً بأن الشعب و القوى السياسية هنا، في الأقليم، قد يختلفون سياسياً أو جتماعياً على أمور كثيرة، و الإختلاف فضيلة!، ولكن عندما يواجهون تحديات من هذا القبيل سيقفون جميعهم جنباً الى جنب و ربما هذا هو سر بقاء شعبنا الذي يناضل من أجل حقوقه و الدفاع عن ترابه منذ آلاف السنين.&
&&بإختصار، لا لداعش مكان في كردستان العراق و لا لديها أية قاعيدة شعبية أو أي دعم إجتماعي و سياسي ما تتغذى به و توظفه لتحقيق مآربها هنا، الكل هنا في أهب الإستعاد لمواجهة الإرهاب و أية جماعات مسلحة إن كانت تحت أي أسم من المسمى، و إذا كان الشعب العربي في العراق، بجميع مكوناتهم المذهبية و الثقافية، يرومون تحقيق تجربة كهذه في مواجهة تحديات الإرهاب والتي يستفيدون منها اليوم هم أيضاً كما هو الحال الآن، فعليهم العودة الى طاولة المفاوضات و الحوار الوطني و حل الخلافات و التوزيع العادل للثروة و السلطة، أي جملة من الأمور التي لا غنى عنها أبداً لتحقيق الأستقرار و الأمن و السلام و ولدعم ثقافة الحياة و التواصل الحضاري و التلاحم الوطني.&
&• كاتب و صحفي &- كردستان العراق
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف