أصداء

البيشمركة و تقسيم العراق

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يبدو أن القيادة الكردية في أربيل وضواحيها باتت تستعجل للغاية كتابة شهادة وفاة دولة العراق الموحد المعروف بحدوده الجغرافية منذ عام 1921 ، وهي اليوم بصدد التعامل مع واقع تقسيمي جديد يراد له أن يتبلور ضمن مفاهيم و خرائط ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد وحيث تزدهر الدويلات الطائفية و العرقية المتخلفة و تنتعش أسواق العدمية و الخرافة و تستنزف الثروات لصالح طبقة من قطط الطائفية و العشائرية السمان التي تهيمن على كل تفاصيل الصورة الجديدة.&

الأحزاب الكردية العراقية وهي تستفيد إستفادة جمة و مباشرة من حماقات السياسة الغبية لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي و تتمدد طوليا و عرضيا و تحقق أحلامها التوسعية وتفرض منطقها الأعوج في ميادين الواقع المأساوي السائد في العراق ، لم تنس أن تعرب علنا عن دعوتها لإقرار حقيقة تقسيم العراق و إضفاء الشرعية على ذلك الوضع بحسب تصريحات وزير البيشمركة الكاكا جعفر وهو يزهو فرحا و إختيالا بمصائب العراق التي سببها جملة من السياسيين الأغبياء و غير المؤهلين الذين دفعتهم الصدفة التاريخية لتصدر المشهد السياسي العراقي بسبب التجاذبات الطائفية المريضة، فالوزير البيشمركي المناضل يعرب علنا عن إعتقاده التام و المطلق بأن نهاية العراق الموحد قد حانت وبأن المشهد النهائي و إسدال الستار على الدولة العراقية لايحتاج سوى لجملة بسيطة من الإجراءات القانونية و الميدانية يسدل بعدها الستار على مأساوية المشهد العراقي وحيث تحولت العصابات الكردية لتكون هي العنصر البارز في الوضع العراقي بعد إنتكاسة الجيش الحكومي و فشله في الحفاظ على مواقعه و قيام العصابات الكردية بملأ الفراغ و السيطرة على ( قدس الأكراد ) و أعني مدينة كركوك بثرواتها و موقعها مما أدى لإستكمال الخارطة النهائية لدولة كردستان الجنوبية على أنقاض الدولة العراقية المنهارة.

الاحزاب الكردية ليست بعيدة عما حصل و يحصل، بل أن خبراتها الطويلة و التاريخية في التآمر و العمل السري منذ عام 1961 بعد إندلاع العصيان الكبير قد وفر لها قاعدة معلوماتية و إستخبارية ضخمة تتحرك تحت مظلتها و تمارس عن طريقها كل أساليب و أدوات الإحتيال السياسي و التآمر السري، و أمنيات الوزير كاكا جعفر ستتحول لكوابيس طويلة و معقدة بعد تمكن العراقيين من إسترداد أنفاسهم و التخلص من السياسات الطائفية و أتباع إيران من العملاء و الضعفاء الذين وفروا للقيادات الكردية قوة لايمتلكونها و أعطوهم بعدا ليسوا أهلا له بعد أن مارسوا سياسة إستفزاز وحلب ثروات.

لن يفرح الشعوبيون والتكفيريون بإنتصاراتهم المؤقتة، فالمارد الشعبي العراقي الحر الموحد قادم بقوة و سيعيد ضبط موازين الأمور و تعريف الأقزام بحقيقة حجومهم المتضاءلة أصلا، نعم للجماعات الكردية اليوم اليد الطولى في بعض الملفات ولكنها حالة مؤقتة لن تستمر طويلا فمن إستطاع مقارعة الأمريكان و الإيرانيين و تطويعهم و تجريعهم كؤوس السم و المرارة لن يعجز عن معالجة العناصر التي تدمن التآمر و لا تعيش إلا في الظلام و لا تنتعش إلا من أموال التهريب و النهب.

حلم الأحزاب الكردية بتكسيح العراق و تدميره و تقسيمه و تحويله لإمارات طائفية متخلفة تكون كردستان فيها نقطة الأشعاع الحضارية سينتكس بالكامل.

و أحلام الوزير البيشمركي مجرد أحلام للعصافير ستتطاير و تذوب بالكامل تحت شمس الحقيقة الساطعة القادمة في العراق.

لقد إحتضنت الأحزاب الكردية ملفات عديدة و ساهمت من خلال رجالها في مؤسسات الدولة العراقية التي أعقبت الإحتلال الأمريكي في إضعاف و تكسيح و نهب الدولة و المصانع وعملت على التحالف العلني مع أعداء العراق. وهي اليوم تنتهز الظروف الشاذة لتكريس حلم وحدود دولتها الكبرى فيما يستعمر وزرائها العاصمة العراقية بغداد و يحتل سفراؤها غير الكفوئين السفارات العراقية في العالم.

لقد أظهرت الأزمة العراقية الصعبة حقيقة الدخلاء و المتآمرين من ذوي الوجوه الصفراء و الأرواح السوداء. فتحرير العراق من الطائفية و الدجل و الخرافة قد آن أوانه و سيرحل كل دجال أثيم، كما سيتحد العراقيون تحت راية العراق الموحد لمحاسبة كل من سولت له نفسه و أطماعه المتاجرة بدماء و أرزاق الشعب العراقي... المارد العراقي الحر قادم فلا تبتهجوا، بل أكتبوا شهادة رحيلكم عن المشهد.

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف