أصداء

العراقْ فداك يانوري المالكي!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أزمةُ العراق الحالية هي ازمةُ المالكي او ازمة بقائه رئيسا للوزراء. خصوم المالكي لا يرون حلا سوى ذهابه، والمالكي لا يرى حلا غير بقاءه. العراق الجديد عراق الإصرار والعناد. مُخيلة القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية لا تسع لاختلاف ولا بديل!!. يرفض بديلا من خارجَ كتلته، ولا يقبل ان يأتي من كتلته غير أبو اسراء، وخوفاً من ظهور بديل محتمل فقدْ قام بتجميد مدير مكتبه طارق نجم.

يا للهون! العراق يضحي بنفسه خدمة لبقاء سيده وسيد العراقيين أجمع، العراق يصير شديد الإصرار على ان يقتاد من قبل رئيس حزب الدعوة، لا يتوفر غيره!!. الاكراد والسنة وبعض من الشيعة يرفضون الولاية الثالثة، لكن المالكي لا يتصور العراق بدونه، فالعراق في الأخير سيخسر. هكذا هو تاريخ العراق القادة يُضَحونَ بالوطنْ لأجل سوادِ العيونْ.

بحججِ كثيرةٍ وواهية دافعَ المالكي عن بقائهِ على كرسي العراق رغبةً منه في تنفيذ أجندة لا يعلمها غيره او هو حتى لا يعلمها بنفسه تماماً، هو حامِ الدستور ومطبقُ القانون ومنفذُ العدالة ولا غيره يفقه ما يفقهه، المهم ان يحكمَ وان يسيطرَ مهما فعل ومهما صنعْ. هذا الرجل دافع عن كرسيه أكثر من دفاعه عن العراق. حارب السنة واقصى قادتهم من العملية السياسية بحجة تمويل الإرهاب والبعث. عاقبَ الاكرادْ على توجهاتهم المستقلة فيما يخص النفط والعلاقات الخارجية، وعواملٌ كثيرة ساهمت في تأزيم الوضع وتفكيك النسيج السياسي الى الحدِ الذي وصلَ اليه اليوم.

واقعيا العراق ما قبلَ احداثِ المَوصِلْ قد انتهى. خصومُ المالكي يرونَ أن سبب هذه النكسة هو المالكي ومساعدوه، نتيجة للسياسات الخاطئة التي انتهجها واعتمادهِ على اشخاصٍ غير وطنيين اثمرت الاقصاء والانشقاق والمعارضةَ المسلحة. في المقابِل يرى المالكي ان مؤامرات حُكَتْ داخلياً وبمساعدة دولٍ خارجية خاصة الإقليميةُ منها كانت السببْ فيما اَل العراق اليه. وبين هذا وذاك يبقى الوضعُ معلقاً ودونَ حلْ. المعارضون ثابتون على اقصاء المالكي! والمالكي ثابت على التمسك بالحكم والعراق يغلي دماً وخرابا.

يُحْسَبُ للمالكي نجاحه نسبيا في تدوير المسألةِ من فشلٍ في إدارة البلادِ والعبادْ الى مؤامراتٍ خارجيةٍ داخلية ضد العراق، او مؤامرة كوردية إسرائيلية ضد الإسلام، او مؤامرة سعودية خليجية وهابية ضد الشيعة. هو يعلم ان فرص حصولهِ على الولايةِ الثالثة تبدو شبه مستحيلة ولذلك يلجأ الى خلق أزماتٍ وفتن بين مكونات التراب العراقية. يحاول قدر الإمكان إيذاء معارضيه باستخدامِ وسائلِ الدولة كاستقطاع الميزانية عن إقليم كوردستان ومحاربةِ قادتهِ السياسيينْ واتهامهم بدعم الإرهابِ والبعثيين. كذلك يقتل السنة او الثوار وغيرهم بأسلحة الدولة وباسم الدستور وفرضِ القانون. وبفضل خباثة تخطيطه ها هو العراق منقسم والنسيج الاجتماعي&يذهب نحو الانفصال والانعزال. باختصار لا تتوفر ثقة متبادلة بين الجميع وهذا ما أراده المالكي لكي يبقى زعيم العراق المُخَلِصْ.

إصرار المالكي على البقاء يُعَقِدُ الوضع أكثر، وفرص الحلول هكذا تتضاءلُ أكثر ْوأكثرْ، حتى إيران بدأت تقلل من دعمها له خوفاً من تدمير مشروعها على يد هذا القائد. جنود دولة الإسلام في العراق والشام على مداخِل بغداد، حيثُ انهم يبعدون فقط ب 70 كيلومترا عن مشارف العاصمة وتحديداً في مدينةِ الضلوعية ذات الأكثرية الشيعية. يبدو أنهم يعدون العدة لغزو بغداد والإطاحة بحاكمها الذي لطالما حلموا بالثأر منه بعد ان ثأر من بعضهم بإعدام صدام حسين وقتلِ الكثيرِ منهم حجة الانتماء لحزبه المحظور، لكن حماماتِ الدماء في الانتظار والحربُ الاهلية ستبلغُ الذروة. فدوة لعيون القائد العام للقوات المسلحة وبقاءه على كرسي العرش.

&

دهوك/ إقليم كوردستان العراق

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف