المالكي وسايكس بيكو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في سابقة هي الأولى من نوعها في التاريخ السياسي لزعماء المنطقة يمتدح رئيس وزراء دولة شرق أوسطية هو المنتهي ولايته نوري المالكي رئيس حزب الدعوة، اتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية، ويعتبر المساس بها خروج عن الوطنية ونقض للاتفاقات التي فرضت على شعوب هذه المنطقة من قبل الاستعمارين البريطاني والفرنسي، والتي هضمت حقوق الشعوب العربية والكوردية والامازيغية وبقية المكونات الأخرى، حيث تم تجزئة الأوطان وتوزيعها على كيانات مصطنعة بإرادة بريطانية فرنسية، فأصبح العرب كيانات متشرذمة هنا وهناك حسب توزيع مراكز الطاقة، وأصبحت كوردستان أربعة أجزاء تم تمزيقها وتوزيعها على العراق وتركيا وايران وسوريا وأيضا بسبب الطاقة!
لقد نسي المالكي إن عنوانه الوظيفي أصبح لتصريف الأعمال ليس إلا، ورغم ذلك ما يزال يمارس دورا غادره دستوريا بما في ذلك إصراره على إلقاء كلمة رئيس الوزراء الأسبوعية التي يشرح فيها حالة الاتحاد العراقي، وقد ذهب بعيدا رئيس حزب الدعوة في إسداء النصائح وإعطاء أوصاف الرئيس العراقي الجديد، متناسيا الوثيقة التي تجمعنا في هذا الاتحاد وهي وحدها من يقرر شكل ومواصفات الدولة أولا وبعد ذلك رموزها، بل إن ديباجتها أعطت خلاصة العلاقة مع ما يسميه وحدة العراق وسيادته وميزان تلك الوثيقة.
لقد تناسى تماما وقبل أن يمتهن هو نفسه العمل الحزبي ولا نقول السياسي لأننا لم نجد فيه لا رجل دولة ولا رجل سياسة، تناسى إن الكورد حتى قبل أن يولد هو وحزبه بكثير، وبقيادة زعيمهم الخالد مصطفى البارزاني ربطوا بين ديمقراطية العراق وحقوقهم القومية السياسية والثقافية والاقتصادية في نضالهم من اجل عراق المستقبل الذي أتاح له ولغيره أن يكونوا اليوم في هذه المواقع.
لقد اعتلى رئيس حزب الدعوة نوري المالكي موقعه بصفقة سياسية ليس إلا، ولم ينتخبه أحد من الشعب لهذا الموقع، إلا اللهم إذا حسب نتائج الانتخابات الأخيرة التي اتهمه فيها السيد علاوي والحكيم والصدر&بالتزوير، مستغلا موقعه الحكومي وأموال الدولة وعقاراتها التي تم تسخيرها لخدمة حزبه وكتلته التي قادت البلاد لثماني سنوات عجاف كانت ميزانياتها قد تجاوزت الستمائة مليار دولار، والتي ادعى رئيسها انه أنفقها على البلاد وخدماتها، لكي يكون العراق اليوم أكثر دول العالم فشلا وتخلفا في كل الميادين من الكهرباء إلى الماء والصحة والتعليم والطرق والإسكان، ولعل ما جرى لمؤسسته العسكرية والأمنية في مطلع حزيران الماضي من هزائم مخزية أمام بضع مئات من المسلحين، وانهيار وهزيمة ستة فرق من جيشه وشرطته خلال ساعات، إلا تأكيدا على سياسته الجاهلة وخططه الفاشلة وفساد مؤسسته الحاكمة التي دمرت العباد والبلاد ولم تنجح في الدفاع عن العراق الذي ضاع بين الإرهاب والتخلف والكراهية التي يشيعها هو وإعلامه بين مكونات المجتمع والوطن الذي لا يحق له فيه إلا البكاء عليه كالنساء لأنه لم ينجح في حمايته كالرجال!
إن إصراره على ولاية العراق، يعني إصراره على انه ولي الدم، وان شعار الدم بالدم وما ( ننطيها ابد ) ستقود البلاد إلى الدمار الشامل وتقوده هو وأركان نظامه إلى المحكمة الجنائية كما قادت من قبله الذي استخدم ذات الأسلوب ونفس الثقافة والتصرف!