أصداء

خطورة القصف الامريكي في شمال العراق

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يعتقد بعض شيعة العراق أن تأسيس علاقة ستراتجية مع الغرب فيها نوع من الخطأ الكارثي الذي يصل الى حدود الخيانة العظمى بل ويذهب سفهاء القوم أن في ذلك خيانة الى الامام علي بن ابي طالب (ع) !!بينما عند هولاء أنفسهم السرقة والمحسوبية والمراهنة بدماء الناس لايقع في هذه الخانة البائسة التي تحمل في أحد أوجهها أمية سياسية متخلفة وفي وجهها الاخر نفاق أنساني خطير لكن بوجه سياسي.

القصف الامريكي لارهابي داعش في شمال العراق له وجه أيجابي لايمكن تجاوزه من خلال دعم أقليم كردستان العراق ورفع المعنويات في المحافظات الثلاثة المعنية وايضاً عند البيشمركة خاصة وأن أربيل أصبحت في متناول أسلحة وخطط داعش القريبة جدا والمتحفزة جدا .
&لكن الوجه الاخر للتدخل الامريكي الحربي هذا وفي جانبه السلبي يخص شيعة العراق دون غيرهم وفي قراءة أولية لخطاب أوباما المغلف بحماية الأقليات .يمكن أختصار هذا الجانب بنقطتين أساسيتين:١- مطلوب من داعش التوجه ليس الى الشمال حيث الاكراد بل الى الجنوب حيث الشيعة .٢- هناك تغير غربي جوهري وسلبي أتجاه شيعة العراق . مع الأخذ بنظر الاعتبار السلوك الفرنسي والأوروبي بهذا الجانب .وكان الكونغرس الامريكي استضاف مساعد وزير الخارجية الامريكية لشرح ستراتجية أمريكا في العراق بعد تطورات الموصل وخلال الجلسة نطق الرجل بخلاصة الموقف الامريكي حينما قال نصآ (اذا بقي موقف الحكومة الجديدة في العراق بنفس الاتجاه الحالي فسنكون جزء من موقف حلفائنا في المنطقة ) وهذا كلام يحمل مع كل حرف فيه خطورة تصل لحدود الكارثة التي تحيط بنا .&&في أحد الأيام كنت احد المشاركين في مؤتمر عقد برعاية الاتحاد الأوربي في العاصمة النمساوية فيينا وكان محتوى ومضمون المؤتمر بعيد كل البعد عن العراق ومحيطنا الإقليمي ،وأثناء فترة الاستراحة تقدم نحوي موظف أمريكي وليس (مسؤول ) وبعد أن قدم نفسه بادرني بالسؤال (ماذا تريدون أنتم بالعراق !؟) فكنت أحمل بيدي كأس ماء رفعته وأشرت بيدي الاخرى ليس أكثر من هذا ، وقد أذهلني هذا الموظف الامريكي بإطلاعه حتى على القران الكريم وبسرعة وبديهية مميزة عنده حين تلقى الامر بكل أريحية قائلا (تريدون الحياة ،والماء في القرأن فيه أشارة الى كل شيء حي في الحياة ) أجبته نعم نريد نعيش الحياة بهدوء وسلام فأجابني بعد نقاش وتناول تفاصيل مهمة خاتمآ كلامه (لاتطلبوا من الماء ان يمنحكم الحياة التي تريدون بل أطلبوا من اليد التي تتحكم بالماء ان تستخدمه في المكان والزمان الصحيح &) وبدت لي هذه كأنها خاتمة رسالة سياسية مهمة كان يجب ان تصل فورآ الى اعلى المستويات الرسمية في العراق فلم أرجع الى حيث كنت انوي في أوربا بل حجزت طائرة من فيينا الى بغداد مباشرة .وعند جلوسي امام الشخص المعني وشرحت له كل التفاصيل وهو يصغي ويهز رأسه قال لي نصا (خلي يولون مايكدرون )وغير الحديث معي عن ملفات عراقية محلية !!. حدث ذلك قبل عامين من الان .ليس المطلوب الثقة او الاعتماد على الموقف الغربي بالمطلق ولكن ايضا وبذات الوقت لايمكن تجاهل هذا الموقف . الواضح هو غياب التخطيط الستراتجي عند شيعة العراق وتخبط بوصلتهم السياسية حد العطب التام في بعض مفاصلها .واسباب ذلك كثيرة لكن قد يكون أهمها تغيب الكفاءات وتقديم أبناء المحسوبية والحزبية عليهم .وايضاً احد الأسباب استمرار الارهاب الذي ينطلق من المناطق السنية ويسبب ضغط مستمر.واذا أستمر هذا الحال تحت يافطة (خلي يولون) فستكون عندنا عشرة موصل ومثلها أربيل وحينها لن يضيع العراق فحسب بل ستضيع احلام قرون &من التضحيات والعذابات للتخلص من &الظلم والإقصاء والظلام .&&Md-alwadi@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف