أصداء

ليصبح المالکي عبرة للآخرين

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

التکليف الرسمي لحيدر العبادي، العضو القيادي في حزب الدعوة من جانب الرئيس العراقي فٶاد معصوم، لتشکيل حکومة جديدة، وضعت حدا للجدل و النقاش بشأن موضوع ترشح المالکي لولاية ثالثة، وأنهت أحلامه و قضت عليها بالکامل. خلال الاشهر القليلة الماضية، شرع المالکي بحملة غير عادية في سبيل ضمان ترشحه لولاية ثالثة، وقد سلك مختلف السبل و بذل کل مابوسعه من أجل تحقيقه ذلك الهدف، ولم يبدأ المالکي حملته هذه مبکرا إلا لأنه کان يدرك و يعي جيدا، بأنه و بسبب من سياساته المشبوهة المعادية لآمال و تطلعات الشعب العراقي، غير مرغوب فيه عراقيا مثلما أن سياساته ساهمت في إبعاد العراق کثيرا عن محيطه العربي و تراجع دوره على المستوى الدولي، وقد رافقت حملة المالکي هذه دعاية إعلامية واسعة النطاق قبل و أثناء و بعد الانتخابات الاخيرة، بحيث سعى المالکي من خلال حملته هذه الايحاء بأنه باق و المستحيل خسارته او إزاحته عن منصبه. تزايد نفوذ نظام ولاية الفقيه في العراق و جعل مصالح و أهداف هذا النظام فوق مصالح و أهداف و غايات الشعب العراقي، خصوصا عندما ساعد المالکي کثيرا هذا النظام في الالتفاف على العقوبات الدولية بجعله العراق ممرا للتهريب ناهيك عن توريد الاسلحة و الاعتدة و المرتزقة لدعم و اسناد النظام السوري، وتنفيذه لتسعة هجمات دموية ضد اللاجئين الايرانيين في معسکر أشرف و ليبرتي و إرتکابه مجازر بحقهم يمکن إعتبار بعضها في مصاف جرائم بحق الانسانية، مضافا الى ذلك إنتشار الفساد بمختلف صوره الامر الذي صار حديث الساعة في العراق و إنتهاءا بالاجواء الطائفية التي إختلقها المالکي بسياساته اللاوطنية و اللامسٶولة، کل هذا أرهق کاهل الشعب العراقي کثيرا، وساهم في التأثير سلبيا و بصورة واضحة جدا على الاوضاع الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الامنية، وکل هذه المسائل قد تمخضت و تبلورت خلال فترة ولايته الثانية التي جلبت الويلات و المصائب على الشعب العراقي. النتائج السيئة لولايتين متتاليتين للمالکي و التي إعتمدت على نهج شبه إستبدادي سعى لإقصاء الآخرين او تهميشهم بطرق و اساليب مختلفة، قادت العراق في نهاية المطاف الى مفترق طرق لم يکن يٶدي سوى لحرب أهلية طائفية لايعرف عاقبتها سوى الله سبحانه و تعالى، ولذلك، فقد توسعت دائرة رفض ترشح المالکي لولاية ثالثة و إشتد عودها أکثر من أي وقت مضى، وعلى الرغم من أن نظام ولاية الفقيه بذل جهودا مضنية في سبيل دعم المالکي و إسناده لأنه کان من أكثر ساسة العراق حرصا على نفوذ و مصالح هذا النظام و تنفيذ مخططاته، لکن هذا النظام وعندما رأى بأن بقاء المالکي و إستمراره سيعني توسع دائرة ثورة العشائر و إنتشارها في سائر أرجاء العراق، فقد رکب تيار رفضه و شرع خلال الايام الاخيرة بتسريب أنباءا و تقارير تٶکد مساعيه بهذا الاتجاه، خصوصا تلك الاجتماعات التي عقدها قاسم سليماني قائد قوة القدس مع أطرافا سياسية مختلفة و أکدت على أن نظام ولاية الفقيه مع الجهود المبذولة لإختيار شخص آخر غير المالکي لمنصب رئاسة الوزراء. التکليف الرسمي لحيدر العبادي لتشکيل حکومة عراقية جديدة، أسدل الستار على حقبة المالکي و أنهاها الى الابد، وسوف تشهد الايام و الاسابيع القادمة کتابات و تحليلات مستفيضة عن تلك الحقبة التي لم تجلب للعراق سوى الدمار و الفوضى و عدم الاستقرار و إراقة دماء أبناء الشعب العراقي عبثا و من دون طائل، ومن الواضح سوف يتم تسليط الاضواء على الکثير من النواحي و الامور التي کانت طوال الفترات الماضية بعيدة عن الاضواء و الانظار، ومن الواضح سيتم إماطة اللثام عن الکثير من الانتهاکات و الخروقات و الاخطاء الفاحشة، وهو ماسيدفع بالضرورة لطرح موضوع محاکمة المالکي من أجل إحقاق الحق. نهاية المالکي بهذه الصورة، و الاحتمالات المختلفة التي في إنتظاره و التي جميعها ضده و ضد مستقبله السياسي، يجب أن تصبح عبرة و درسا للآخرين، کي لايسيروا على طريقه و يتبعوا نهجه الخاطئ جملة و تفصيلا، وکما قال الرسول الاکرم"ص":" السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اعتبر بنفسه".

*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف