فضاء الرأي

الائتلاف السوري مع "داعش" ضد مقاطعة الجزيرة!

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تستمر وحدات حماية الشعب (YPG) في مقاطعة "الجزيرة" السورية بشن هجمات متتالية تستهدف أوكار تنظيم "داعش" الإرهابي في ريف مدينة القامشلي. وقد تواترت الأنباء عن تقدم ميداني كبير وإلحاق خسائر كبيرة بالإرهابيين الذين يدافعون بشراسة عن آخر معاقلهم في المقاطعة التي تٌعد ثالث أكبر محافظة على صعيد الوطن السوري. ولأن تنظيم "داعش" لا يقيم أي وزن للقوانين الدولية أو حرمة الدم والعرض، ولكي يتلافى الهزيمة المنكرة، فقد عمد إلى استخدام القرويين كدروع بشرية بغية منع وحدات حماية الشعب من التقدم. وأكد الأهالي في اتصال هاتفي مع وجهاء عرب في إدارة المقاطعة بأن مرتزقة "داعش" يمنعونهم من مغادرة القرى المحيطة ببلدة تل حميس في ريف القامشلي، ويهددونهم بالقتل إذما حاولوا الفرار. وكان بعض المدنيين قد سقطوا قتلى على أيدي مقاتلي "داعش" انتقاما للموقف "الحيادي" الذي أظهروه حيال المواجهات مع وحدات حماية الشعب.

وما أن سمع "الائتلاف الوطني السوري" (وهو تنظيم معارض لنظام بشار الأسد وممول من استخبارات دول إقليمية) بالحادثة، حتى أصدر بيانا مليئا بالافتراءات والأكاذيب بغية النيل من سمعة وحضور وحدات حماية الشعب وتبرئة "داعش" من الجرائم التي يرتكبها بحق المواطنين الكرد والعرب والسريان/الآشور في المقاطعة. وقد عمد "الائتلاف" إلى الإيعاز لفضائية "أورينت" الطائفية لضخ التقارير الكاذبة واتهام وحدات حماية الشعب والانتصار لتنظيم "داعش" الإرهابي الذي تصر هذه الفضائية على تسميته ب "الدولة الإسلامية"!.طبعا "الائتلاف" لم يدن مقتل 5 مواطنين مدنيين في القامشلي جراء القصف العشوائي لإرهابيي "داعش" على أحياء هذه المدينة. وما زالت حملة الكذب والدجل ونشر الفتنة بين مكونات مقاطعة "الجزيرة" مستمرة على أثير هذا المنبر وغيره من منابر "الثورة السورية"، تلك الثورة التي حولها "الائتلاف" بارتزاقه للدول الإقليمية إلى "مصدر رزق" بعد أن عرض دماء السوريين في سوق الأجندات الطائفية في المنطقة.

منذ الإعلان عن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في المناطق الكردية، وتشكيل مقاطعة "الجزيرة" التي تٌعد بحق العمود الفقري للاقتصاد السوري، واتفاق مكونات المقاطعة من كرد وعرب وسريان/آشور على الإدارة وبناء الحكومة المحلية، منذ ذلك الحين و"الائتلاف السوري" يشن حملة موتورة وظالمة على هذه المقاطعة ولا يفوّت أي فرصة للنيل منها، حتى لو ساند في عدائه هذا تنظيم "داعش" الذي يسفك دماء السوريين كل يوم.

"الائتلاف" حاقد على المقاطعة للأسباب التالية:

أولا: إنه فشل في "تحرير" قرية صغيرة لكي يقيم عليها "حكومته" الوهمية، فهذه "الحكومة" مع "الوزارات" و"الوزراء" مازالت في تركيا، وعملها على الورق فقط. بينما في مقاطعة "الجزيرة" هناك واقع ميداني سيادي على الأرض وسياسة يومية ومنطقة شاسعة يسكنها حوالي 2,5 مليون إنسان.

ثانيا: إن العرب والسريان/الآشور والكرد مشاركون في إدارة مقاطعة "الجزيرة" وان هناك اعترافا رسميا بكل المكونات في (العقد الاجتماعي) وإن اللغة الكردية هناك هي لغة رسمية إلى جانب العربية&والسريانية، وهو ما يعني "الخروج" من عباءة "الائتلاف" الذي وعد مموليه في تركيا ودول الخليج السنيّة بدولة مركزية ذات صبغة عروبية سنيّة، أقرب إلى مذهب الوهابية الإخوانية.

ثالثا: إن وحدات حماية الشعب (YPG) بدأت تتحول لجيش قوّي يحارب "داعش"، ولا يسمح له بتخريب المقاطعة مثلما فعل مع الرقة ودير الزور، وهو ما يغيظ "الائتلاف" إذ كيف ينعم أهل "الجزيرة" بالأمان والخير بينما المدن والمحافظات التي ينحدر منها "رموز" هذا "الائتلاف" قد دٌمرت على أيدي "داعش" أو دكها النظام دكا. والأنكى بان هناك المئات من الشباب العربي والسرياني/الآشوري قد انضموا إلى صفوف وحدات حماية الشعب، والعشرات منهم استشهدوا في معارك مع "داعش" والكتائب المرتزقة الأخرى، وهذا يناقض نهج "الائتلاف" القائم على ضرورة أن تحتكر طائفة محددة العمل المسلح، وأن يكون التمويل حصرا من جهات معينة، وعبر "الائتلاف" لا غيره!.

رابعا: إن حاكم مقاطعة "الجزيرة" هو الشيخ حميدي دهام الهادي الجربا، شيخ قبيلة شمّر العربية العريقة، وإن هذه القبيلة وقسم كبير من قبيلة الجبور العربية الأصيلة، مشاركون في إدارة المقاطعة، وهو ما يعني عمليا فشل رهان "الائتلاف" على الحرب العرقية بين الكرد والعرب، مثلما أرادت تركيا وبعض القوى الإقليمية الأخرى. والمتابع لتاريخ وكيفية تشكيل "الائتلاف" يعلم جيدا كيف سعت قوى إقليمية معينة لضمان "مناصب" رئيسية لأشخاص ينحدرون من هاتين القبيلتين، حيث تم شراء ذمم بعض الضالين وتعيينهم في "قيادة" هذا "الائتلاف" بغية استخدامهم للتحريض على الكرد و توريط قبائلهم في الحرب العرقية، التي لم ولن تحدث.

خامسا: إن سلطات مقاطعة "الجزيرة" لم تسمح ل"الائتلاف" بفتح أي ممثلية له ضمن أراضي المقاطعة، لخطره على السلم الأهلي ومعاداته للمصالح الوطنية السورية، ورفضت السماح لبعض المرتبطين به في توزيع الأموال المرسلة من دول شمولية متخلفة لشراء ذمم بعض العشائر والعوائل والشخصيات ونشر التحريض الطائفي ضد الشيعة والعلويين والمسيحيين والدروز والإسماعيليين، والتحريض القومي ضد الكرد والسريان/الآشور والأرمن والشيشان. فمقاطعة "الجزيرة" البعيدة عن تخريب "الائتلاف" هي سوريا الحقيقية التعددية، التي يعيش فيها كل أبناء الوطن السوري دون الخوف من القتل على الهوية الدينية أو الطائفية أو العرقية. ففيها 52 كنيسة محمية ومحروسة، وفيها مئات الآلآف من المهجرين. ومؤخرا احتلت وحدات حماية الشعب(YPG) ضمير العالم الحر كله عندما أنقذت مئات الآلاف من الإيزيديين والمسيحيين والتركمان الشيعة من الموت المحقق على أيدي عصابات "داعش" عندما فتحت الممر الإنساني الآمن وأخلت هؤلاء من سنجار وتلعفر وبر نينوى. وقد قدمت الوحدات في سبيل هذا العمل الإنساني المشرف حوالي 100 شهيد.

لهذه الأسباب وأخرى كثيرة، يظن "الائتلاف" إنه بوقوفه ضد الإرادة الحرة لأهل "الجزيرة" سوف يضر بهؤلاء ويضر بالمقاطعة ويحرض ضدهم بقية أبناء الشعب السوري. هيهات وكلا. إن أهل "الجزيرة " لديهم خصوصية لا يفهمها "الائتلاف" ومرتزقته، فهم سيحكمون مقاطعتهم ولن يسمحوا لعودة الزمن السابق عندما كان النظام يسمي "الجزيرة" ب"البقرة الحلوب" ويرسل أناسا من محافظات أخرى يأتون لينهبوا خيراتها. إن زمن استغلال أهل "الجزيرة" ونهب رزقهم قد ولى. لن يسمح "الجزراويون" لأحد بأن يمارس الوصاية عليهم أو يورطهم في حروب إقليمية مقبوضة الثمن.

أهل مقاطعة "الجزيرة" من كرد وعرب وسريان/آشور يتمتعون بالأمن والأمان ومنخرطون في قوتهم العسكرية للتصدي للغرباء الذين يريدون قتلهم والاعتداء على أرضهم وعرضهم، مثلما فعلوا في مناطق سورية أخرى.

أهل "الجزيرة" لن يسمحوا لعملاء الاستخبارات الإقليمية والدولية بالتسيّد عليهم وتمرير أجندة غريبة عن الوطن السوري بينهم، أهل "الجزيرة" سيكونون أصحاب القرار. هم الأسياد والقادة.

أهل "الجزيرة" يقولون: لا مكان ل "داعش" في مقاطعتنا...

أهل "الجزيرة" يقولون" لا مكان ل "الائتلاف" المرتبط بالأجندة الخارجية في مقاطعتنا...

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وجهان لعملة واحدة
سالم -

داعش والعصابات الكردية التي تقاتل الجيش الحر الى جانب النظام هما وجهان لعملة واحدة. الاولى يحركها التعصب الديني الاعمى والثانية يحركها عنصرية الاقليات ضد الاكثرية من العرب السنة. الجريمة حصلت والمجزرة مازالت اثارها على الارض من الاطفال والشيوخ والنساء العرب. انها خطة دنيئة من قبل الاكراد لترويع العرب السنة وممارسة تطهير عرقي ضدهم لاجبارهم على مغادرة قراهم وارضهم ومن اجل ذلك الكاتب منزعج جدا لان العرب صمدوا في ارضهم ورفضوا المغادرة. هناك وسائل اعلام كثيرة تحدثت عن المجزرة الكردية ضد العرب السوريين ولا يمكن لاحد ان ينكرها. هذا الفعل المشين هو لعب بالنار بل بمثابة انتحار من قبل الاكراد. هل يمكن لبضعة الاف من الاكراد الوقوف ضد 23 مليون عربي سني؟

انت بعيد عن الواقع
kamal -

يظهر انتي بعيد عن الواقع يااستاذ لأن داعش و وحدات حماية الشعب (YPG) من صنع النظام الاتنين عملاء وخونة والشعب ضحية

يعيش ypg
أمريكي أصل سوري -

المعارضة السورية المسلحة التي تسمى.( الجيش السوري الحر) الذي يضم تحت عباءته داعش والجيش الإسلامي وما على شاكلتهم الأسم الحقيقي هو الجيش التركي الإرهابي. طول المحنة لم نسمع أو نرى كرديا قتل آخر أو استباح دمه أو أكل كبده تعيش الجزيرة يعيش ypg .

رأي
محمود حمدان -

أسلوبك ياسيد طارق لايختلف قيد أملة عن إسلوب إعلام هولاكو سورية السفاح الدموي الطاغية إبن الطاغية بشار الأسد. إتهامات، تخوين، وقدح وذم وأنا متأكد لو كانت لديك أسلحة لاشتغل الطخ. كلكم في البلاء سواء صدقني، أنت تخون الإئتلاف والإئتلاف يخونك، والنظام يخون كلاكما وداعش تذبح الكل والمعارضة مشتتة مشرذمة ضائعة. كلمة واحدة أحببت أن أقولها لك سيد طارق، يلي راح راح، لم يعد لدينا وطن نتقاتل عليه أو فيه أو من أجله. البقية بحياتك.

مجزرة
حسان الادلبي -

من ناحية وجود مجزرة فهي موجودة اما من ارتكبها فلا نعلم لان كل طرف يتهم الاخر على كل قوات الحماية الكردية هي في حلف مع النظام والائتلاف هو في حلف مع دول مثل تركيا والسعودية فالكل لا يعمل لصالح الشعب السوري والكل يبحث عن مصالحه الضيقة على حساب الشعب السوري حقيقة اني تفاجأت من الاكراد بأن شكلوا هذا الجيش الكبير الذي استطاع الحفاظ على نفسه ومناطق وجوده في كل هذه المدة الطويلة وقارع تنظيم داعش وهزمه مع انهم لم يكن لهم دور ابدا في سوريا قبل الثورة

حليف مخابرات الاسد
عبدالله حمدي -

السيد طارق حمو يزيدي سوري . وهؤلاء قوم لااستثناء فيهم لجهة العداء للاسلام والمسلمين . ومرة اخرى ،بدون استثناء ، هم جيش تابع لمخابرات الاسد واذرعه السرية حيثما تواجدوا. انتمائهم للحزب الاوجلاني تقية للتغطية على حقدهم ومكائدهم بحق ابناء المنطقة وخاصة الاكراد .لم ينتم احدا منهم للاحزاب الكردية خلال ستة عقود من تشكيل الاحزاب الكردية السورية علما ان كافة الاحزاب الكردية علمانية ،لكنهم تقاطروا على الانضمام لحزب اوجلان واحتلوا قيادت الحزب والمراكز الاعلامية بغرض تحريض الاكراد على العرب والمسلمين . ليس حبا بالاكراد بل بهدف الانتقام . وهذا ماكان فتحول حزب اوجلان الى مسلخ ومقتلة للاكراد. لايشارك يزيدي واحد في قوات مايسمى (حماية الشعب )

من اين جاء هؤلاء الكتاب
رائد -

كل يوم يظهر لنا كاتب ما ان تقرأ مقاله حتى يصيبك الاشمئزاز من كثرة الكذب يا استاذ طارق حمو اننا نعلم انك تنتمي لحزب العمال الكردستاني الذي انشأه جهاز المخابرات السوري بأمر من الاتحاد السوفييتي اي انكم من مخلفات الاتحاد السوفييتي البائد وقد رفضكم الشعب الكردي ورفضكم العرب فتوقفوا عن الكذب وراجعوا انفسكم ومواقفكم فالعالم يتغير وانتم كما انتم تعيشون في الماضي

طارق حمو عميل للمخابرات ا
Syriano -

طارق حمو عميل للمخابرات الاسدية ,فهو يهاجم الائتلاف لتعاونه مع الغرب بينما يدعم ويرحب بنفس هذا الغرب عندما يساعد أكراد العراق. إيلاف تسيطر عليها مافيا كردية