فضاء الرأي

مريم المنصوري وخبراء الشرق الأوسط

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اهتم الغرب بدراسة منطقة الشرق الأوسط منذ رحلات المستشرقين الأولى، وتضاعف هذا الإهتمام مئات المرات بعد اكتشاف النفط، وتضاعف مرة أخرى بعد نشوء الحرب الباردة وقيام إسرائيل. وبعد أن برزت أمريكا كقوة أولى في العالم، قادت هذه الدراسات أيضاً، فأسست مراكز أبحاث ودراسات مختصة بالمنطقة، أو أقسام في مراكز أبحاث دولية، ونشأت أقسام خاصة في جامعات كبيرة وصغيرة، خرجت آلاف الباحثين والخبراء؛ تلحق باسمهم عادة صفة باحث في شؤون الشرق الأوسط، أو باحث متخصص بالدراسات شرق أوسطية، وقد نقّب هؤلاء المنطقة من عصور الحضارات الأولى وحتى الشعر الشعبي وفروق اللهجات بين القرى المتجاورة.

وإذا أضفنا النشاط المخابراتي، والتغطية الإعلامية المستمرة، والأقمار الصناعية التي ترصد المنطقة بشكل متواصل، نصل ليقين أن أمريكا وبمساعدة &"خبراء الشرق الأوسط&"، تعرف الأسباب البعيدة والقريبة ولديها معلومات مفصلة وصور عن سبب موت حصان بطيحان العامر عام 1976 في بادية الشام.

وقد أصدر هؤلاء، إضافة لعملاء المخابرات والدبلوماسيين المتقاعدين، آلاف الدراسات والكتب والأبحاث التفصيلية، التي كان أحد غاياتها الأساسية زيادة فهم المنطقة من شعوبهم وقادتهم، بهدف الحفاظ على الإستقرار في منطقة حيوية لمصالحهم. حتى أنهم ربما أصدروا أبحاثاً ودراسات عن تأثير تناول &"الفتوش&" على الإستقرار في الشرق الأوسط، أو انعكاس عزف الربابة على استمرار تدفق النفط.

وبحسب طريقة الإدارة الأمريكية الأكاديمية!؛ فإنها عادة قبل أن تنقل إبرة من مكانها في هذه المنطقة &"المنكوبة&" تجمع خبراءها المدنيين والعسكريين المختصين، وتعقد لهم جلسات عصف فكري، ليحددوا لها الطريق الرشيد في نقل الإبرة، بما يحفظ المصالح الأمريكية، ويقلل كلفة النقل لأدنى حد ممكن.

لا يحتاج المرء لدراسات أكاديمية لإثبات فشل أمريكا العميق وبإداراتها المتعاقبة، في فهم المنطقة، ولإثبات أن راعي الغنم في باديتنا، يفهم في شؤون المنطقة وشجونها أكثر من &"خبراء الشرق الأوسط&" المستمرين في وضع استراتيجيات الفشل. وقد جاء حفاظها على مصالحها نتيجة استخدامها المفرط للقوة، مباشرة أو عبر وكلائها، وليس نتيجة لوجود جيش خبراء الشرق الأوسط لديها. بل إن استخدام القوة يحدث لاستدراك الأخطاء الاستراتيجية التي أوقعوها فيها، والتي ينتج عنها أخطاء إستراتيجية جديدة.

ويمكن أن نستذكر فقط الطريقة المأساوية التي أداروا بها إسقاط صدام، ثم العراق والثمن الكبير الذي دفعوه نتيجة ذلك؛ لكن الثمن الأفدح بالطبع دفعه العراق والعراقيون وسيستمرون في دفعه إلى أمد غير منظور.

سياق الفهم الفاشل للمنطقة، يبدو واضحاً في الإستراتيجية &"الغامضة&"؛ التي تطبقها الإدارة الأمريكية في حربها ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، والتي وضعها بالتأكيد خبراؤها المختصون. وكتفصيلٍ جزئي لهذا الفهم، نشرت الخارجية الأمريكية صورة [بألف كلمة: كما كتبت] للطيارة الإماراتية مريم المصوري، كمشاركة في غارات قوات التحالف على مواقع تنظيم &"الدولة الإسلامية&" والتنظيمات الجهادية الأخرى، في محاولة لكسب تعاطف الجمهور، بإظهار الفرق بين ممارسات قوى وقوات التحالف وممارسات الجهاديين المتطرفين الذين يلبسون النساء السواد، ويسودون عيشتهن، و&"يبيعونهن كجواري&". إلا أن النتيجة كانت حملة &"مشينة&" ضد مريم المنصوري، من جمهور شبكات التواصل، وشيوخ الإفتاء، المعارضين لهذا التدخل مستخدمين هذه الصورة وهذه المعلومة بالذات.

وفي محاولة لإيضاح مفهوم و &"مفهومية&" خبراء الشرق الأوسط، أذكر أني كنت أقرأ في تاريخ إحدى الأسر الخليجية الحاكمة، فوجدت أن أربعة من أبناء الملك [دعك من البنات] ولدوا في نفس العام، إثنان منهم ولدوا في نفس الشهر. فقلت لنفسي لو كنت من خبراء الشرق الأوسط لـ &"اكتشفت&" بموجب هذه المعلومة، أن المرأة العربية يمكن لها أن تنجب مرتين في الشهر! وقد يضيف باحث شرقي أوسطي حصيف، أن ذلك كان يحدث في بدايات القرن الماضي.

وقد رويت المعلومة وما سيكتشفه الخبراء منها، خلال مشاركة لي في ورشة عمل يحضرها عدد من خبراء الشرق الأوسط ومناطق النزاعات البارزين، فضحك جميع المشاركين العرب، ولم يضحك أيٌّ منهم!. وضع أصدقاء يومها الحق على الترجمة، بينما مازلت أعتقد أنهم لم يجدوا مبرراً للضحك من هذا الإكتشاف الذي وجدوه طبيعياً ومنطقياً.

ليس هناك مشكلة في أن يكتشف خبراء الشرق الأوسط ما يشاؤون، ولا في تسجيل وحماية هذه الإكتشافات بموجب قوانين حماية الملكية كي لا يسرقها أحد منهم، لولا أن نتائج اكتشافاتهم، تقع فوق رؤوس سكان هذه المنطقة المنكوبة. فدولهم تتدخل في منطقتنا المستباحة بناء على دراساتهم المعمقة وأرائهم السديدة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ربما لايعرفون
خوليو -

قد لايعرفون سبب موت حصان بطيحان ولكنهم بالتأكيد يعرفون سبب تخلفنا : هو النهج الديني الذي نسير عليه كدستور إجباري حتى اللحد، هم يعرفون ذلك جيداً ويسعون بكل مافيهم للمحافظة عليه حتى لاتهب نسائم التقدم على المنطقة الرازخة تحت حكم شرع يخنق أوردتها ، وهاهي صورة البطلة الرائد المنصوري تؤكد معرفتهم : المرأة في العالم هي الآن في طريقها للمريخ بينما مشايخ خير أمة ورواد التواصل الاجتماعي من الذين آمنوا يهاجمون المنصوري لأنها تخالف ما نقله أبي هريرة وما أنزله جبريل من العلم ، هل اقتنعت ياسيد أنهم يفهمون بالضبط ما يجري وكيف نعيش ؟، العالم المتحضر يرى كل ذلك ويقول هؤلاء لافائدة منهم سوى لتصريف البضائع ، حافظوا عليهم، نحن الذين لانعرف سبب تخلفنا

ربما لايعرفون
خوليو -

قد لايعرفون سبب موت حصان بطيحان ولكنهم بالتأكيد يعرفون سبب تخلفنا : هو النهج الديني الذي نسير عليه كدستور إجباري حتى اللحد، هم يعرفون ذلك جيداً ويسعون بكل مافيهم للمحافظة عليه حتى لاتهب نسائم التقدم على المنطقة الرازخة تحت حكم شرع يخنق أوردتها ، وهاهي صورة البطلة الرائد المنصوري تؤكد معرفتهم : المرأة في العالم هي الآن في طريقها للمريخ بينما مشايخ خير أمة ورواد التواصل الاجتماعي من الذين آمنوا يهاجمون المنصوري لأنها تخالف ما نقله أبي هريرة وما أنزله جبريل من العلم ، هل اقتنعت ياسيد أنهم يفهمون بالضبط ما يجري وكيف نعيش ؟، العالم المتحضر يرى كل ذلك ويقول هؤلاء لافائدة منهم سوى لتصريف البضائع ، حافظوا عليهم، نحن الذين لانعرف سبب تخلفنا

الله في عون أمريكا
سامر -

رغم أني من منتقدي السياسة الأمريكية، لكن مع مع ذلك لا يسعني أحيانا إلا أن أقول : ( كان الله في عون أمريكا ). بتعبير أوضح، أمريكا مكروهة من قبل العرب في كل الاحوال، سواء تدخلت وساعدت العرب أم لم تتدخل وتساعدهم. خلال سنوات الثمانينات، دعمت أمريكا العرب عن طريق إحتوائها للثورة الايرانية ومنع تصديرها للعراق والخليج، لكن كيف جازى العرب أمريكا؟ لقد جازوها بأن ذهب الشباب العربي (السعودي والمصري واليمني) الى نيويورك، وقاموا بتفجير مبنى مركز التجارة العالمي في أيلول ٢٠٠١.

الله في عون أمريكا
سامر -

رغم أني من منتقدي السياسة الأمريكية، لكن مع مع ذلك لا يسعني أحيانا إلا أن أقول : ( كان الله في عون أمريكا ). بتعبير أوضح، أمريكا مكروهة من قبل العرب في كل الاحوال، سواء تدخلت وساعدت العرب أم لم تتدخل وتساعدهم. خلال سنوات الثمانينات، دعمت أمريكا العرب عن طريق إحتوائها للثورة الايرانية ومنع تصديرها للعراق والخليج، لكن كيف جازى العرب أمريكا؟ لقد جازوها بأن ذهب الشباب العربي (السعودي والمصري واليمني) الى نيويورك، وقاموا بتفجير مبنى مركز التجارة العالمي في أيلول ٢٠٠١.

مريم منصوري ايرانية الاصل
توضيح وشكرا -

مريم منصوري من اصل ايراني واحتما ل تكون شيعية وليست اماراتية من قبيلة المنصوري العربية السنية

مشكلة الذين امنوا
فول على طول -

المشكلة يا سيدى الكاتب هى عند الذين امنوا وليس عند الغرب كما تصفها أنت . مريم المنصورى لو دمرت برج ايفل فى فرنسا أو دمرت أى هدف فى بلاد الكفار فان الذين امنوا يعتبرونها من المجاهدات الصابرات أو من أمهات المؤمنين جزاها اللة خيرا ..ومريم المنصورى نفسها لو ألقت بقذيفة واحدة على داعش فهى سافرة وكافرة ومثواها جهنم وبئس المصير لأنها تحارب المسلمين وهى امرأة مسلمة أى عورة حسبما قال جبريل والملائكة . الذين امنوا يقرأون النص بعدة وجوة ويفهمونة أيضا حسب التأويل وهناك تأويلات عديدة واختلافهم رحمة . أى العيب فى الذين امنوا وفى التأويل وليس عند الغرب .

المهووس فول
والمهووس خوليو -

مهههههووووس مهووس مهووس انت وخوليو مهووسين بالذين آمنوا ، رؤوسكم الخا وية ليس فيها غير السب للذين آمنوا