فضاء الرأي

ماذا تفعل روسيا في سوريا؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لو قارنا الوضع في منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد الوضع في الدول من ايران الى المغرب، فاننا لن نجد وضعا افضل مما كان سائدا قبل الحرب العالمية الأولى مع اخذ المتغييرات بنظر الاعتبار. ففي ذلك الوقت كانت الفكرة الأساسية هي حق تحقيق المصير للشعوب الخاضعة للسلطنة العثمانية، كونها غير راضية عن حكم السلطنة والذي امتد لما يقارب من اربعمائة سنة من القهر والسلب والقتل والحروب الداخلية والخارجية التي لا تنتهي. ان فكرة منح الشعوب حق تقرير المصير حينذاك أصابها الكثير من التشويه، وذلك لكون بعض الدول والشعوب تم اصطناعها، من دون روابط حقيقية تربط بعضها بالبعض. وبعض الشعوب تم سحقها وتناسي مطالبها المشروعة مثل شعبنا الاشوري والكوردي والارمني.

هل نحن في وضع إعادة تصحيح الأخطاء؟ قد يكون الاستنتاج الاولي بهذه الصورة، وكل دولة من دول المنطقة تحاول ان تحمي رأسها، من مقص المخطط، ولكن اليس من المعقول والمنطقي انها عملية ممتدة، وكما خطط لها جورج بوش واعلنها، حينما قال ان الحرب على الإرهاب طويلة وتتطلب سنوات عديدة. لان هناك ادراك واسع ان الإرهاب ليس لاسباب سياسية، فلو كان كذلك لوجدنا اكبر الشعوب تنتج ارهابين من الاشوريين والكورد. بل كان واضحا ان للارهاب دوافع دينية أيديولوجية والارهابي لا يدفعه الفقر نحو الأفعال الارهابية، لانه لو كان كذلك لانتجت الهند ودول افريقيا جنوب الصحراء اكبر عدد من الإرهابيين. ان الإرهاب نتيجة تربية متزمتة ترى في دين وعقيدة معينة فقط الحقيقة ولابناء هذا الدين او العقيدة فقط الحق في الحياة. اما الاخرين فما هم الا كفرة يحق قتلهم ومحوهم من الوجود.

باعتقادي ان روسيا شمت رائحة تغييرات ستطال المنطقة، تغييرات جوسياسية، ودفعها ما شممته من مسارعة بريطانيا وفرنسا الإعلان عن المشاركة في تنفيذ ضربات جوية ضد داعش، روسيا تقول للجميع انا أيضا هنا ولي مصالح يجب ان يتم حمايتها. ولكن هل من مصالح روسيا بقاء السيد بشار الأسد؟ قطعا روسيا لا تنظر للامور بهذه السذاجة، فمصالح روسيا التي يجب ان توضع على المائدة، تمتد من الشرق الأوسط والذي يقع على مرمي حجر منها، الى القرم المعلن ضمها وشرق أوكرانيا. ان بوادر انسحاب روسيا من شرق أوكرانيا وتحت ضغط العقوبات الاوربية والأمريكية، تم من ناحية تغطيته بالضربات في سوريا، وعلى امل التعويض في ما سوف يحدث جراء انهيار دول قائمة وظهور دول جديدة. فالصراخ الروسي يتبعه في الغالب تنازلات مهمة لسياسة سيدة العالم الولايات المتحدة الامريكية، وهذا حدث مرات عديدة منذ اعلان سقوط الحرب الباردة وسياسة حافة الهاوية.

ان المهللين للدور الروسي والذين يحاولون تصورير السيد بوتين وكانه سوبرمان عصره، يخطاؤن القياس، انهم يقيسون على مقاييس المنطقة وليس على مقاييس العالم الأول. حيث للمصالح القومية الكلمة الأعلى وليس للانتصارات اللفظية. التي ولعنا بها منذ أيام جمال عبد الناصر ولحد الان، لحد انها صارت جزء من ثقافتنا اليومية. فالسيد بوتين والذي رأى الاقتصاد الروسي وهو يتراجع بواتائر سريعة، فيما تمكن الاقتصاد الغربي من هضم قضية العقوبات على روسيا، ولم يتاثر بفعل عوامل متعددة ومنها انهيار أسعار النفط، يريد التراجع عن ما يحدث في أوكرانيا مقابل حفظ ماء الوجه ومنحه دور ما في المنطقة يغطي على تراجعه. وبالناكيد ان روسيا ليست أي دولة أخرى انها تبقى تلك الدولة النووية والقادرة والواسعة والتي لشعبها تاثيير حضاري، فمنح الفرصة مع تعرضه للنقد المستمر أي لسعات ضرورية يمكن تقبلها. اذا كل ما أعلنته روسيا من الدفاع عن النظام السوري ومحاربة الإرهاب شيء قابل للنسيان والانخراط في لعبة المصالح، ولان قدرة روسيا على المطاوعة والاستمرار في تقديم خسائر، ضعيفة، فانها بلا شك ستعود الى بيت الطاعة الأوربي في أوكرانيا سريعا.

اللعبة اكبر من كل ما يظهر في الصورة، سحب صواريخ الباتريوت الأطلسية والأمريكية من الأراضي التركية، والاتفاق والتعاون الروسي الإسرائيلي لعدم وقوع المحضور أي للحد من الاخطار في حالة أي مواجهة او خطاء بين القوات الروسية والإسرائيلية، يعطي ابعاد جديدة للتدخل الروسي والظاهر بموافقة ضمنية من الأطلسي، وعلى الرغم من الانتقادات التي توجه لروسيا بعد قيام طائرات تابعة لها باختراق المجال الجوي التركي، الا انه من الواضح ان تركيا ومستقبلها ليسا ببعيدين عن المخطط المشار اليه أعلاه، وخصوصا ان تركيا لم تقدم أي حل لمشاكلها الداخلية وخصوصا مع الكورد. ان وجود روسيا على الحدود الجنوبية لتركيا سيمنح الدعم والدافع لكورد تركيا لاعلان التمرد والبدء بانتفاضة او حركة شعبية، ان لم ينتج عنها تقسيم الدولة، فانه وبلا شك سينجم عنها تغيير في هيكليتها.&

اذا، مع وجود احتمالات كبيرة نحو احداث تغييرات جيوسياسية في المنطقة، فان المصالح والحفاظ عليها سيبقى الهم الأكبر للدول الكبرى بما فيها روسيا. ان المهللين لبطولة السيد بوتين سيجدونه شخصا اخر، شخصا حاله كحال السياسيين الغربيين همه مصالح بلده، وحسب قدراتها وامكانياتها، وليس الدون كيشوت الذي سيحارب العالم كله لاجل تحقيق أحلام المهللين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الله يسمع منك!
زبير عبدلله -

ورد خطا عن ان روسيا على الحدود الحنوبيةلتركيا, والعكس هو الصحيح, مع انني اتمنى ان يرجع الترك الى ماوراء جدار الصين, وتصبح.روسيافعلا على جنوب تركيا,.ابدى صخفيا تركيا تخوفه من ان التحالف الروسي الجديد قد يكون موجها ضد تركيا, ...الارضية مهيئة لتفكيك تركيا, ودعنا نتحدث عن تركيا, سياتي دور ايران فيمما بعد,.تركيا كدولةووشعب Today we carry seriously all the possibilitiesجسم غريب, على الشرق الاوسط,ومنن اعطاهم هذه الهوية الشرق الوسطية هو الاسلام,والاربعمئة سنه من حكمهم رسخ التخلف, عدا عن ان الديانات غير قابلة للتطور, وهناك حيث وططا القدم التركي ,هناك ايضا التخلف...اما دولة مابعد اتاتورك, قامت على ماسي شعوب المنطقة, كانت ابادة مسيحييها, وخاصة الارمن, ومحو وجود كوردها, بالتتريك, والتحالف مع الدول المقسمة لكوردستان, بتعميق المشاريع العنصرية, فكان الاتفاق مع صدام وكل من جانبه, بالقضاء على الشعب الكوردي, ومن نتيجة حربها على الكورد, كان 4500الاف قرية كوردية مدمرة, وثلاثة ملايين كوردي مهجر, واكثر من ستين الف قتيل, ...ان انتصار اردوغان لداعش وضرب مواقع PKKينصب في هذا الاتجاه, .ان تحالفات الضعفاء للشعوب المظلومة التى ذكرتها لن يكون سيئا, .تحالف الضعيف الكوردي, او الاشوري او الارمني, مع الاقوياء سيكون على حسابهم...قبول اي تحالف يجب ان يكون بعد تفكيك تركيا وايران...الدولة العبرية, ستبتهل الى الله, سقوط قوة اخرى في الشرق الاوسط, سيبقى امامهم قم وهي ليست بافضل حال من انقرة...ل

السيد تيري بطرس كعادته
برجس شويش -

ان السيد تيري بطرس كعادته يتحفنا بمقالات رائعة وافكار لا يمكن للقارئ الا ان يتفق معه. اود ان اضيف ان الثقافة السائدة في العالم العربي هي سبب دمارهم الذاتي, فالعقود الطويلة من حكم القومين العرب بعد الاستقلال وغرز ثقافتهم عنوة في عقول الاغلبية من المجتمعات العربية ادت الى هذا الحال والوضع الذي فيه العالم العربي, انها مآساة وكارثة انسانية تحل بالعرب وايضا بشعوب المنطقة من الكورد والاشورين والارمن وغيرهم الذين لا حول ولا قوة لهم بسبب ان مصيرهم مرتبط مع دول فاشلة يقودها فاشلون ويسودها ثقافة التدمير الذاتي.

اهداف روسيا في سوريا
ابادة الارهاب الاسلامي -

اهداف روسيا في سوريا هي اولا1- ابادة الارهاب الاسلامي في كل مكان وثانيا 2- وحدة التراب السوري ووضع حد للمطامع التركية في سوريا اما بالنسبة للابادة الارمنية والمسيحية 1915-1923 وتحرير ارمينيا الغربية وارمينيا الصغرى فان ارمينيا حليف روسيا والجيش الارمني قوي ولديه اقوى الاسلحة واحسن الجنود ويوم عن يوم يزداد عدد الدول التي تعترف للمرة الثانية بالابادة الارمنية والمسيحية 1915-1923 وبمعاهدة سيفر 1920 وادا حصلنا على الضوءالاخضر ندخل نحرر جنوب وشرق اناضوليا او نحررها بالتعاون مع الارمن المستكردين والمستتركين وهم بالملايين والدين بدئو بالعودة الى دين ابائهم المسيحية والى القومية الارمنية عاشت جمهورية ارمينيا الحرة المستقلة المتحدة باجزائها الشرقية والغربية والصغرى