فضاء الرأي

حلول مبتكرة لمقاومة التطرّف والارهاب (٣٨)

دور الرياضة والفن والموسيقى والأدب في مقاومة الاٍرهاب

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"احذروه فهو يكره الموسيقى" هي مقولة خالدة لفولتير قالها ليهاجم متطرفي الكنيسة في عهده وفي كل العهود، وانا اتعجب لماذا يكره الارهابيون والمتطرفون الفن والموسيقى والأدب والرياضة ويعتبرون ان تلك الأنشطة تفتح أبواب الشيطان وتحرض على الرذيلة علاوة على انها مضيعة للوقت.
قد رأيت مرة احد فقهاء الاٍرهاب على التليفزيون وهو يقول بمنتهى الثقة :"وكما تعلمون بالطبع فان الموسيقى حرام باجماع الفقهاء" فقلت له الله يخرب بيتك والبيت اللي جنب بيتك.
لذلك فاني ارى تطبيق المثل العربي على المتطرفين والارهابيين على طريقة :"دواني بالتي كانت هي الداء" فما داموا يكرهون الفن والموسيقى والرياضة والأدب لذا فاني اعتقد ان هذه الأنشطة جميعا او منفردة قد تكون من أفضل الوسائل لمقاومة المتطرفين والارهابيين.
اما من انخرط في الاٍرهاب سواء ارهاب فردي ام ارهاب جماعي وتلوثت يديه بالدماء فان هذا مصيره يكون اما السجن او القبر حيث ان فرص علاجه بالموسيقى تكاد تكون منعدمة حتى فرص علاجه بالصدمات الكهربائية تكاد تكون منعدمة ، مثل هولاء لا يصلح معهم الا عمليات غسيل مخ ومن الأفضل عمليات "نقل مخ".
والامل هو علاج بعض المتطرفين والذي لم يتم تلوث افكارهم تماما، كما انه ام يتم تلوث أيديهم بالدماء، وايضاً من الأفضل& يتم التركيز على الأطفال والمراهقين والشباب.
الموسيقي والفن هما غذاء الروح والهام المحبين، وللاسف فان العديد من المدارس الحكومية في العالم العربي والإسلامي قد تجاهلوا وأهملوا تدريس الموسيقى حتى ان بعض المدرسين المتطرفين قد قاموا بإلغاء حصص الموسيقى من أنفسهم بدون الرجوع الى وزارة التعليم، ولم يتم معاقبتهم وربما تم ترقيتهم حيث ان العديد من المتطرفين قد تسربوا بل وتغلغلوا في وزارات التعليم لأنهم أدركوا خطورة تغيير المناهج في اتجاه التخلف والتطرف لأنهم بذلك يخلقون جيشا من الاتباع والمريدين.

...

في العالم العربي ملايين المساجد ومن المفروض ان تلك المساجد تنشر الهداية وترشد الناس الى كيفية عبادة الخالق وتنشر تعاليم الاسلام من وحدانية الله الى الصلاة والصوم والحج وأداء الزكاة كل هذا بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن للأسف استغل البعض المساجد لنشر افكارهم السياسية المتطرفة ونشر ثقافة الكراهية ورفض الاخر وتجنيد المراهقين والشباب الى جيوش الاٍرهاب والقتل والاحزمة الناسفة ، حتى انه كان هناك مسجد بالعراق يعلم الشباب كيفية صناعة القنابل داخل المسجد، كما ان البعض استخدم المساجد لتخزين الأسلحة والبعض الاخر استغل مآذن المساجد لإطلاق الرصاص على معارضيه.
فكيف يمكن مقاومة الاسلام السياسي المتطرف والذي يستغل تلك المساجد كمقار حزبية له، ولا يوجد اي حزب سياسي في العالم له مثل هذا العدد المهول من المقار الحزبية ولا حتى الحزب الشيوعي السوفيتي في ايام مجده.
الحل هو في المدارس، المدارس عددها في الغالب يفوق عدد المساجد، وفي المدرسة نستطيع تحقيق التوازن بين التطرّف والسماحة وبين الخير وبين الشر وبين الاٍرهاب والتعايش . في المدرسة نستطيع تعليم الأطفال منذ نعومة أظافرهم كيف يتقبلون الاخر ونستطيع ان نعلمهم الموسيقي و نستطيع ان نعلمهم الرسم والتمثيل والتصوير والنحت وكل انواع الفنون ونستطيع ان نطلق مواهبهم في اتجاه الخير والجمال والحق بدلا من ان يطلقها الارهابيون في اتجاه الشر والقبح والقتل.
المدرسة هي الأمل في اعادة إنسانية اطفالنا وشبابنا وهي المكان الطبيعي لكل يتعلم الأولاد والبنات تاريخ البشرية جمعاء وليس تاريخ فترة محددة ، يجب ان يتعلم الأطفال كل الاديان اليهودية والمسيحية والإسلام والبوذية والكونفوشية وغيرها من الاديان، ويجب ان يتعلم الأطفال والشباب بان المصريين القدماء والصينيين والاشوريين والفينيقيين والفرس والرومان والإغريق والعرب والهنود والانجليز والاوربيين والامريكيين كلهم اسهموا لبناء الحضارة الحديثة والتي نشاهدها اليوم وليس هناك فضل لأحد على الاخر الا بمقدار ما قدم للانسانية.

...

وغير المدرسة هناك العديد من دور الثقافة والمكتبات العامة والمسارح ودور السينما كلها أماكن تنير الفكر وتقاوم التطرّف والتخلف.
ونحن نرى مدى اهتمام الشباب بالرياضة، وتشجيع الشباب للفرق الرياضية المختلفة وهو امر يجب تشجيعية بشرط الا يتحول الى التعصب المقيت والعنف في بعض الأحيان
وكما قيل قديما فان العقل السليم في الجسم السليم، لذلك فان الاهتمام بإنشاء المراكز الرياضية وبالذات في الأحياء الفقيرة وكذلك انشاء الحدائق العامة المفتوحة مجانا ، وصدقوني فان كل تلك الأماكن ستقاوم التطرّف بدون اي تدخل من اي طرف أمني او حكومي، لان الانسان بطبيعته يحب الترفيه عن نفسه وعن أسرته وبدون وجود مناطق ترفيهية شبه مجانية او مجانية فان الناس لا يجدون متنفسا لهم حينئذ سوى المساجد حيث يتلقفهم مشايخ الاٍرهاب ويبدأوا في تجنيدهم.

...

والأدب والفن له دور هام جدا في مقاومة التطرّف والارهاب ، اذكر فيلم الاٍرهاب والكباب لعادل امام وكيف تناول التطرّف والارهاب بشكل كوميدي جميل بدون التطرق للعقيدة، وكذلك شاهدت في رمضان الماضي على اليوتيوب حلقة من مسلسل رائع للمثل الكوميدي السعودي ناصر القصبي وفيه هاجم تنظيم داعش بمنتهى الجراة وترك اثرا كبيرا في نفوس كل من شاهده وجعلهم يكرهون داعش واخواتها الامر الذي ازعج قيادة داعش فاصدروا تهديدا بالقتل& لبطل المسلسل ومخرجه. والكوميديا هي من أقوى الأسلحة ضد التطرّف والارهاب فهي تدخل القلب مباشرة.

...

املنا كبير في الفن والرياضة والأدب والموسيقى لمقاومة التطرّف والارهاب ولكن يجب ان نبدأ من الحضانة!!

Samybehiri@aol.com
Twitter
@samybehiri
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لماذاحرم الاسلام الموسيقى
لطيفة -

لانها في ذلك الزمن كانت مرتبطة بمجالس وحفلات يختلط فيها النساء والرجال ويشربون الخمر وما الى ذلك من متع . اما الان فهناك اقراص مدمجة يمكن ان تسمعها في السيارة وحدك على الطريق السيار فما موجب التحريم هنا!!! لماذا يجود المسلمون القران؟؟؟ لقد قرات على احدى الصحف المغربية مجودا يقول ان التجويد هو نوع من التلحين؟؟ وهو محق!! التلحين فيه مقامات متعددة بينما التجويد يقوم على نمط واحد! لم يستطع المتدينون الاستغناء على الموسيقى فاخذوا يتحايلون على النصوص؟؟ وجدوا تخريجة الاناشيد لاسلامية وقالوا ان الدف حلال والالات الوترية حرام!! ثم قالوا بعد ذلك ان كل الالات حلال وانما الكلام الفاحش حرام!!!! فاخذوا يصطون على الحان فنانين قد كفروهم من قبل ويركبون على الحانهم كلاما دينيا ويغنونه الى ان صاروا يغنون حتى الكلام الفاحش كما يفعل غلام باغاني ام كلثوم وبكافة الالات كما يفعل سامي يوسف. الفن هو صميم الاشباع الروحي ومن لم يتذوق الفن لا يمكن ان يتخشع بالدين!! الافاعي تسمع رنات الناي تتراقص وتطرب!!! ويقول العلم ان النبات ايضا تطربه الموسيقى!!!

تراثنا هو المشكلة
جابر عمر المراهن -

اثبت تجارب في هولنده والدنمارك--ان البقر يدر حليب اكثر بسماع الموسيقى-كذلك تجارب طبية تقول ان الموسيقى تقوي جهاز المناعة لانها تؤثر على جينات الخلايا--الان الموسيقى تساعد على الشفاء وهذا يأتي من مصدر موثوق مجلة لانست البريطانية المعروفه دوليا-----بالمقابل--عندنا حديث اسمه المعازف يحرم الموسيقى--سؤالي منه على حق البقر او التجارب العلمية--او الحديث المشعوذ والدجل-نريد اجابة بعيدا عن التهجم ---------------ولهذا نحن امة فاشلة

لا لتدريس الدين للاطفال
لا للتلقين -

لا لتلقين وتحفيظ وقراءة كافة الكتب المقدسة في مدارس الحكومة وسحب ترخيص المدارس الدينية والاكتفاء بتدريس اللغة والتاريخ والفلسفة .

بحث عن الشيء في غير موضعه
Almouhajer -

يا أستاذنا العزيز سامي البحيري ! أنت كمن يبحث عن الشيء في غير موضعه . سبب الإرهاب الذي نعايشه ، معروف في غالبية حوادثه يا سيد البحيري . إن لم نضع إصبعنا في الجرح، لن نتوجع ، ولن نهتم لمعالجته فلماذا كل هذا الدوران حول الموضوع !؟ المضحك المبكي في مقالك أنك تحاول مكافحة الإرهاب ، بأسلوب هو أصلاً محرَّم في عقيدة الذين آمنوا ، الذين يشكلون الغالبية العظمى لحوادث الإرهاب في العالم. بلاش تضحكوا على أنفسكم .

بينى وبينك يا سامى
فول على طول -

صديقى العزيز سامى البحيرى أعرف أنك رجل جاد بالرغم من أسلوبك الساخر فى الكتابة وأرى أنك تكتب فى مواضيع هامة جدا ولكن فى نفس الوقت أستغرب جدا كل هذا العدد من المقالات فى موضوع معروف وواضح وضوح الشمس وكلنا نعرفة وأولها سامى البحيرى ..أرجوك راجع تعليق المهاجر رقم 4 ..وأسألك بينى وبينك : هل أسيادنا الذين يخزنون السلاح فى المساجد لا يعرفون الدين الاسلامى ؟ وهل الذين يطلقون الرصاص من المساجد لا يعرفون الدين الاسلامى ؟ وهل الذين يحرضون على كافة البشر من المساجد لا يعرفون الدين الاسلامى ؟ وهل الذين يعلمون المؤمنين تصنيع القنابل فى المساجد لا يعرفون الدين الاسلامى ؟ وهل المشايخ الذين تنتفخ أوداجهم من على منابر المساجد بالتحريض والشتائم على الأخرين لا يعرفون الاسلام ؟ هل أمراء داعش أو أمراء الجماعات الارهابية لا يعرفون الاسلام ؟ وهل المنتحرون من المؤمنين لا يعرفون الدين الاسلامى ؟ وهل الدين الاسلامى صعب الى هذة الدرجة فى الفهم ؟ وهل لا توجد نصوص تحريضية فى الدين الاسلامى ؟ وما الذى يفعلة الدواعش ولم يفعلة مؤسس الاسلام الأول والصحابة من بعدة أو الخلفاء ؟

اصل المشكلة
لطيفة -

متى سندد بهذه الايات؟!؟! (( يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء....// فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم...// وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ...// فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب...// انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا ويصلبوا وتقطع ايديهم وارجلهم من خلاف... )) يا استاذ سامي... علينا ان نبحث في اسباب الارهاب في الدين نفسه وليس في الفهم الخاطئ للدين؟؟ ليس في فروعه فقط وانما في فصوله ايضا؟؟ القران والسنة هما المصدران التشريعيان اللذان يعتمدهما المسلمون لاستباحة دم غير المسلم باسم الكفر والردة وارتكاب الفاحشة وما الى ذلك من التهم التي يلصقونها بغيرهم عندما يحنون الى ممارسة هوايتهم المفضلة (الذبح)! شكرا لك يا استاذ سامي وشكر مضاعف للساهرين على ايلاف ق

النقض هو الحل
Sam -

هالاخ العزيز سامي اسمح لي ان اقتبس الكلمات الآتية من مقالاك " والأدب والفن له دور هام جدا في مقاومة التطرّف والارهاب ، اذكر فيلم الاٍرهاب والكباب لعادل امام وكيف تناول التطرّف والارهاب بشكل كوميدي جميل بدون التطرق للعقيدة" وانا اريد هنا ان اركز علي جملة بدون التطرق للعقيدة ولا اعرف لماذا يخاف المسلمين من نقد العقيدة . الانسان الذي تريد ان تعلمه الفن والأدب والموسيقي والرياضة يجب ان يتعلم النقض قبل كل شيء. الغريب اننا لدينا رجال اكفاء مهنيين في مجال النقض للفن والأدب والموسيقي والرياضة ولكن عندما تتطرق الي موضوع الدين فانت تقترب من الخطوط الحمراء. عزيزي سامي انت تحاول بكل الطرق ان تستبعد أصول الاٍرهاب من الاسلام لتلصقه بالاسلام السياسي مع ان الجميع يعترفون ان الاسلام دين ودوله وهذا المبدأ حصري علي الاسلام . في ثمانينات القرن الماضي رأيت شباباً في كامل الحيوية والنشاط ويتفوقون في مجالات متعددة وتشمل احد انواع الأدب او الفن او الرياضه ولا يعرفون عن الاسلام الا العادات الاجتماعية وعندما عكفوا علي تعاليم الاسلام اصيبوا بالحقد والكراهية وكل انواع التطرف. عزيزي سامي انت تبحث عن اسلام جديداً ( كيوت ) منزوع منه كل انواع العنف والاستعلاء والتخلف ولكن لا يحدث هذا الا بجعل المسلمين يفكرون خارج الصندوق وانت الذي يطالب تدريس الأطفال مختلف الاديان يجب ان تطبقه انت اولاً علي نفسكوان يتعلم الطفل الدين من اصله وليس بالوكالة لقد سمعت احدهم وهو يدعي انه أستاذا للدين المقارن في احد الجماعات وهو يتكلم عن المسيحية بطريقةWhy you cut my bride