فضاء الرأي

التاريخ ليس فارسياً!

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

"العراق ليس جزء من نفوذنا الثقافي فحسب، بل من هويتنا، وهو عاصمتنا اليوم.. وهذا أمر لا يمكن الرجوع عنه لأن العلاقات الجغرافية والثقافية القائمة غير قابلة للإلغاء، ولذلك فإما أن نتوافق أو نتقاتل" هذا ما قاله علي يونسي مستشار الرئيس الايراني للشؤون الدينية والاقليات، في سياق حديثه عن التاريخ الامبراطوري لايران ودورها المركزي منذ بدايات نشأته.

ورغم ما يثيره التصريح من صدمة باعتباره كلاما وقحا يكشف علانية وبدون خجل عن الطموحات الايرانية المتغلغلة في عمق ثقافة وذهنية نظام يمزج بين الدين والقومية، الا أنه ليس غريبا عن نرجسيتها المعتمدة دائما على هذه الطموحات، والمسكونة بوهم التاريخ الساساني قبل الفتح الاسلامي. ان الذهنية الفارسية، سواء في هذا الزمن او في عهد الشاهنشاهية، ترى العراق، افغانستان، باكستان، الخليج، مساحات من اسيا الوسطى والقفقاز، حدودا للجغرافية الحضارية لفارس التي اتخذت اسم ايران في عهد رضا خان.

وبحسب مطلعين تحاول إيران منذ سنوات أن تعمل على التأسيس ثقافيا لهذه الحدود وتكريسها وفق طرح وحدوي يمتد من شرق المتوسط الى عمق شبه القارة الهندية. وهناك مركز كبير للدراسات والبحوث المعنية بالهوية القومية للثقافة والحضارة الايرانية ويناقش قضية توحيد الاقليات في بوتقة تلك الثقافة، أنشأته الحكومة هناك لهذا الغرض. وفي احد المؤتمرات التي عقدها طرحت هذه الفكرة. لهذا ان يونسي عندما يتحدث عن تحالف يمتد من الخليج الى حدود الصين، يحاول أن يكرس سياسيا لهذه العملية.

الا أن كل هذا التأسيس رغم ما يبدو عليه من خيلاء وثقة، يعاني من نقطة اساسية تصاحب الحضارة الايرانية، هي أنها متأثرة بثقافة ما بين النهرين أكثر من كونها مؤثرة فيها. فالامبراطورية الفارسية نشأت على مزيج من ثقافة رافدينية وهندية. كل المنجز الحضاري العراقي لأكثر لاربعة الاف سنة تم اقتباسه وتلبسه من قبل الساسانيين منذ احتلال كورش لبابل في القرن السادس قبل الميلاد. فليس صعبا أن نرى التشابه الكبير بين التماثيل الاشورية والبابلية ووريثاتها الساسانية التي ظهرت في عصر متأخر. بل إن عيد النوروز الذي يعد عيدا قوميا، هو بالاساس عيد الربيع الذي احتفل به السومريون قبل وجود شيء اسمه فارس. الفرق الرئيسي ان الارض الصخرية لايران تحتفظ بملامح ما تم اقتباسه وتلبسه من العراق الطيني، باسثتناء المنطقة الشمالية التي تمركز فيها الاشوريون وصنعوا فيها حضارتهم الصخرية الضاربة بعمق في آثار بلاد فارس.

الامبراطوريتان الفارسية والرومانية هما حاملتان للثقافتين والحضارتين العراقية والمصرية، قبل أن يكونا مؤثرتين في واديي ما بين النهرين والنيل. وليس مصادفة ان يتخذ الفرس قلب العراق "طيسفون" عاصمة لهم، والروم والاغريق مصر قاعدة انطلاق نحو الشرق. والفرق هنا ان الروم، الناجين من الفتح الاسلامي والمحافظين على بقائهم شمال المتوسط، حضارة منتصرة، يسهل أن نجد فيها اصولها الثقافية وعلى رأسها الثقافة المصرية، اما الفرس فهم وجود مهزوم تلاشى جغرافيا لقرون طويلة، فاختفت معالم تلك الاصول وعلى رأسها الثقافة العراقية.

ورغم أهمية الرموز ذوي الاصول الفارسية، من فلاسفة وفقهاء ومتكلمين وعلماء، في الثقافة خلال العصر العباسي، الا أن الاطار الجغرافي والمجتمعي والتاريخي عراقي والبيئة الحاضنة هي ما بين النهرين، وتحديدا بغداد. فالحدود الجغرافية للثقافة الايرانية لا تمتد الى العراق، بل العكس تماما، ان اصول ثقافة ما بين النهرين وروحها متسعة لتشمل امبراطوريتهم وتاريخهم. لهذا هناك قلق مستمر من هذه الخلفية والحقيقة المعاكسة لما يروجون له. واذكر هنا حوارا دار مع طالب فلسفة ايراني في التسعينات، كان يتحدث عن الحضارات الاصيلة، استغربت أنه كان يتعمد عدم الاشارة الى الحضارات السومرية والبابلية والاشورية، بل يتحدث عن الروم ومصر واليونان والصين، فقلت له لكنك ترفض الاقدم من كل هذا، فرد، ان هذه "تلاشت على يد الحضارة الفارسية". لكنها لم تتلاشى، بل انها اخترقت جسد حضارته، لهذا يحاول ان يقفز عليها، لأن الاقرار له نتائج لا ترضي الطموحات.

والامر لا يقتصر على التاريخ القديم او العباسي، بل يمتد الى بدايات قيام الدولة الصفوية، التي اعتمدت على الفقه "الشيعي" المتمركز في النجف لتكوين ايديولوجيتها. لذلك حاولت بعد ان استقرت واعتمدت التشيع، ان تسيطر بشكل كامل على هذا المركز الحيوي، وتحويله من مركز عراقي الى مركز فارسي. وليس مصادفة ان المرجعيات المؤثرة بعد وفاة الشيخ جعفر كاشف الغطاء، قبل قرنين، باتت مرجعيات من أصول ايرانية، عدا بعض الاستثناءات. وهذه نقطة تحول تنطلق من قلق تغيير مسار التأثر بالعراق الى تأثير مضاد به.

ان مزج التاريخ مع الحاضر بطريقة "يونسي" وعموم الذهنية المتحكمة في ايران، قفز على التاريخ وعلى الحاضر نفسه. ففي الوقت الذي يصبح العراق تحت نفوذ ايران السياسي، فإن نظرية ولاية الفقيه على الطريقة الايرانية لا تلق الكثير من القبول في الاوساط الدينية العراقية، بل ان اطروحات ايرانية تزامنت مع الحركة الخضراء دعت الى مراجعة ولاية الفقيه على اساس اراء الفقهاء في العراق، بمعنى أن يكون تدخل الفقيه محدودا في الحياة السياسية. وهذه التصريحات تتناسى دائما ان قوة الحضارة الفارسية دائما تولد عند ضعف الحضارة في الجار الغربي. والقوة هنا ليس على طريقة الغلواء القومي العروبي التي انطلق منها طاغية النظام السابق، بل على أساس الخصوصية العراقية الاقدم من اللغة العربية والتاريخ الاسلامي.

وسط كل هذا، الخيار ليس حرب حزب البعث، وليس الوفاق على طريقة ولاية الفقيه، انما الاحترام، وهذا لن يتحقق الا اذا استعاد العراق عافيته، وسيفعل، مهما حاول الجيران أن يتخلصون منه، كل حسب طموحاته. وفي حربنا ضد داعش، التي صنعتها بها انظمة اقليمية لمواجهة ايران بها في العراق، لكنها دفعت الايرانيين لمزيد من النفوذ، لا يمكن أن ننسى عراقيتنا.

فمن يريد ان يستخدم التاريخ عليه أن يتذكر أنه بدأ هنا في أوروك وأور، والحرف الاول خط في ارض الطين العراقية، وأولى القوانين سنت في بابل، وليس في فارس. التاريخ الذي يعتمد عليه الغرور الايراني، لم يبدأ عندما سقطت بابل، انما قبل أن يولد كورش باربعة الاف من السنين.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غررورهم هو لحب الرسول لهم
OMAR OMAR -

رواه عبد الرزاق:11/66 ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ص : لو كان الدين عند الثريا لذهب إليه رجل أو قال رجال من أبناء فارس حتى يتناولوه). ونحوه ابن شيبة:12/206 ، ومثله أحمد:2/296 و308.

عن أبي هريرة
OMAR OMAR -

عن أبي هريرة قال: ذكرت الموالي أو الأعاجم عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: والله لأنا أوثق بهم منكم أو من بعضكم)! وقوله:(أو من بعضكم)إضافة من الراوي لحفظ ماء وجه العرب !.رواه أبو نعيم في المصدر المذكور/12

عن الحسن البصري
OMAR OMAR -

رواه عبد الرزاق:11/385 ، عن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لتملأن أيديكم من العجم ، ثم ليصيرن أسداً لا يفرون ، ثم ليضربن أعناقكم وليأكلن فيئكم ). والعجم: إسم لكل الشعوب غير العرب لكن يغلب إطلاقه على الفرس ، والمعنى أنكم سوف تأسرون منهم كثيراً وتستعبدونهم ، ثم يتحولون إلى فرسان ضدكم . وأحمد:5/11و17و21، والروياني/112 و154، والطبراني الكبير:7/268 ، كرواية أحمد الأولى ، والحاكم:4/512 ، بنحو رواية أحمد الثالثة . وكذا حلية الأولياء:3/24

سلمان الفارسي
OMAR OMAR -

مسند أحمد/417 ، عن أبي هريرة قال: كنا جلوساً عند النبي ص إذ نزلت عليه سورة الجمعة ، فلما قرأ: وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ، قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه ص حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثاً ، وفينا سلمان الفارسي قال: فوضع النبي ص يده على سلمان وقال: لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء). وفي/420 ، و422، و469 ، بأسانيد عن أبي هريرة . وبخاري:6/188 ، كرواية أحمد الثالثة بسندين عن أبي هريرة . ومسلم:4/1972، كرواية عبد الرزاق ، بتفاوت يسير ، وكرواية أحمد الثالثة ، والترمذي:5/384 ، ...........عن أبي هريرة ، وفيه: قال ناس من أصحاب رسول الله ص : يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله إن تولينا استبدلوا بنا ثم لم يكونوا أمثالنا ؟ قال وكان سلمان بجنب رسول الله ص، قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله فخذ سلمان وقال هذا وأصحابه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس . وفي/413 ، و725 ..

اين العرب
خليجي-لا ينافق -

امة من 350 مليون----ايران 80 مليون تصنع كل شيء---من السيارات الى مركبات فضائية-- وايران رقم 7 بالعالم بالنانو تكنولوجي- ورواد بالهندسة العكسية (علم نادر)وايران اسرع دولة بالعالم في نشر البحوث العلمية--نسبة التعليم تقترب من 95%- 4 مليون بالجامعات--ممكن مئات الاف من الباحثين----بعد رفع الحصار اعتقد في اقل من 5 سنوات ستكون من بين ال 10 عالميا تطورا بالعلوم والاقتصاد هل العرب ينتبهون لهذا---ام مشغولين باكبر صحن حمص وشوارما واغلى تيس وسباق الهجن الاصيلة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

شكراً لك يا عمار
ن ف -

شكراً للصديق عمّار لهذه الإستجابة السريعة.. شكراً على هذا الرّد المفحم. وشكراً لأنك دافعت عن تاريخنا، حضارتنا وعراقيتنا. تقبّل رائع تحياتي،

مغالطات الكاتب
كمال -

تكلم كاتب المقال عن ان التشيع كان عربيا ! ولم يتطرق الكاتب عن اي تشيع يقصد هل يقصد موالاة علي التي افرغت من معناها واصبحت سياسة بحته تفيض انتقاصا وكرها لكل ما هو غير فارسي حتى انهم قد صوروا ملامح علي والحسن الخ بملامح فارسية وادخلوا اغلب بؤس ثقافتهم في عبادة الفرد وتقديسه في صلب واصول التشيع حتى اصبح الشيعة من العرب ينتقصون من اصولهم ويوالون الفرس كقطيع بشري ولا يترددون في تدمير الذات والتاريخ والمستقبل ان طلب السيد الفارسي منهم هذا , اي تاريخ بقي لنا وقد صادروا باسم حسينهم كل وجودنا . يا سيد عمار لقد ضربت عقدة استوكهولم في القوم حتى اصبح جلد الذات واللطم الازلي دواء القلوب وحجابا للعقل والتفكر . صدقني لن يكون لكم اي وجود في مستقبل يتحكم فيه فارسي , ربما كخدم او عبيد وسيعيد التاريخ دورته الاولى ولكن هذه المره باسم حسينهم رمزهم الجديد والذي من خلفه يتسلق على اكتافكم وينهل من مواردكم ودمائكم سادتكم القدماء الجدد الفرس .

المشكلة
الناصر دريد -

المشكلة ان مأساة داعش او صدمة داعش اصابت احاسيسنا العراقوية التي كانت دائما قوية ووثابة بوجه التفريس او الفرسنة ( والتي كنت اراها احيانا تصل الى نوع من العنصرية ) بخدر وتنمل غير معهودين بل انني لم اشهد مثيلا لهما طوال حياتي كمراقب سياسي منذ الثمانينات للان ، لكنني مازلت مؤمنا انها مرحلة مؤقتة من الخمول وسرعان ماسينفض العراقيون عنهم هذا الخمول الوطني ويعودون من جديد لسابق عهدهم بوجه هذا التصور المبكر جدا للانتصار الثقافي الفارسي والذي عبر عنه يونسي بهذه الفجاجة

تعليق ٧ و ٨
عراقي يكره المغول -

إطلاق تعميمات على الشيعة العرب تطعن في أصولهم وولاءاتهم وتبضّع الحسين فتجعل لكل أمة حسيناً يتلون بلونها وكأن الحسين الإشتراكية أوالديمقراطية التي عندما دخلت بلداننا أضلّت سبيلها هذه التعميمات ليست علمية إطلاقاً بل طائفية بامتياز. ماذا إذن عن داعش؟ أيحق لنا أن نساير الأستاذ كامل في نظريته فنلبس جميع السنة العرب لبوس داعش؟ أما الأستاذ البعثي ٨ فأسأله لو أن صدّاماً أنصف الشيعة العراقيين ولم يقمعهم هل كنا وصلنا إلى هذا الدرك؟ صدمة داعش أو صدمة يونسي كلاهما تلعبان على خلفياتنا الطائفية .. أنا لا أظن أننا سنتخلص من مآسينا إلا إذا استطعنا التخلص من أدران الطائفية والعرقية التي لا يخلو منها حتى من يحسب نفسه أنزه العَلمانيين في مجتمعنا.

شكرا للسواد
فادي أنس -

أه كم أتمنى لو أن كل شيعة العراق والمنطقه لديهم نفس فهم الكاتب لتصريح المدعو يونسي. معلوم لكل ذي لب أن الفرس يستخدمون التشيع لخدمة العنصر الفارسي والمؤلم أن الآخرين يقبلون الرؤيا الأيرانيه للتشيع بدون حتى محاوله لتفسير النوايا. ضحكت كثيرا وأحسست بألم في صدري يوما حين شاهدت شخص يدعى واثق البطاط وكان يقول بأنه يقود ميليشيا جيش المختار. ظهر يوما في لقاء تلفزيوني على قناة . في ذاك اللقاء سأله محاوره أن كان سيهاجم الجيش العراقي لو أمره السيد الخامنئي بذلك, بدون تردد أجاب البطاط بنعم ولما أنتبه البطاط لشدة أندهاش محاوره قال له لماذا تفاجأت هكذا فأنا أرى الخامنئي ظل الله في الأرض وأرى مايقول به أمرا ربانيا. هذا مايعتقد به رجل دين شيعي متعلم قد حصل على الشهاده الجامعيه فكيف بغير المتعلمين أو ذوو مستوى تعليم متدني وهم أكثر من 50% من هذه الطائفه في العراق؟ على الجانب الآخر أي عند السنه لو أتيت بمن أتيت لم يكونوا ليسمعوا له على حساب بلدهم

اسم برشاي
ابن الرفدين -

هنالك الكثبر الكثبر الذي لم يدونه التاريخ عن اشكاليه هذا الصراع والمفاهيم التي في بعض الاحيان اللغت بتعنت دور ابناء الرافدين الخالد في السياده والجلوس على عرش الحضارة باستحقاق القيمه الماديه الواقعيه والقدرة الفائقه لهذا الانسان الطيب الذي تعامل مع ظواهر الطبيعه بنفس روحه الطيبه عندما كان هذا الانسان يشيد ويعمر ويبني كانت المجاميع البشريه الاخرى تعيش فوق الاشجار ؟ان بقاء البقيه الباقيه من السكان الاصليين في هذه المناطق التي ترجع اصولهم الجينيه والعرقيه الى تلك الامجاد الانسانيه لهو سر من اسرار السفر الحياتي بعد ان عانوا الويلات من القتل والذبح والتهجير على مر العصور من قبل الغازين الذين دمروا الارض والانسان . اقول هذا عسى ان اسنطيع توصيل رساله انسانيه مفادها النظر بجديه وبدون حيره من اخوتنا العرب عن النزول من العروش والسلطات التي كانت الاداة القمعيه عبر التاريخ لهذه المجموعات البشريه ليتم سحقها وعزلها لتعيش على هامش مجتمعاتها . نقول هذا ونحن نملك الادله الكامله كعراقين اصلاء حضارتنا هي بقدم الانسان العاقل الاول . ان ايران كانت تسمى الاقليم الاول للامبراطوريه الاشوريه لاعتبارات الحدود الكبيرة ولان الشرق المتوحش كانت دائماً عيونه مسلطه نحو الحضارة والمدنيه وايماناً منا في حفض وصون سلامه الدوله اعطى الاشوريين اهميه قصوى بحيث كانت قطعات الجيش الاشوري متواجده على طول الحدود وبثكنات عسكريه كبيره وكان الامراء العسكريون هم الحكام الفعليين للعديد من المناطق المتاخمه لنا ومن خلال ذلك انتقلت شعاع الحضارة الى هذه الكيانات فتاثرت بشكل كامل وحتى اسمهم جاء كمدلول وقع في ذلك الزمان حيث قرر بعض الامراء بعدم اطاعه اوامر الامبراطوريه فسميناهم بالانفصاليين وباللغه الاشوريه اطلق عليهم (برشاي ) من فعل براشا الاشوري وجاءت تسميه فارس كمدلول لا معنى له في لغتهم وانما الى تمت ارجاع الكلمه الى جذورها الاصليه كما نحن نحاول هنا فيكون المعنى الصحيح هو برشاي وبالانكليزي اللاتيني برشن اي الانفصالين او الانعزالين . انت تصور عزيزي القارئ حتى اسمهم جاءت تسميته من حضارة الرافدين . شكراً