العراق وموضوعة المصالحة الوطنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
من الواضح ان العراق بوضعه الحالي يمر بأزمة بنيوية خطيرة تهدد مستقبله كبلد موحد متجانس يتمتع بالسيادة الحقيقية والأكثر وضوحا هو ان السبب الرئيس لهذه الازمة هو النظام الطائفي والمحاصصة السياسية التي تكاد تتجذر في المنظومة السياسية للبلد هذا النظام الذي شكل ولايزال يشكل أكبر كارثة حلت بالعراق بعد انهيار النظام الدكتاتوري المقبور.
حصاد هذا النظام الطائفي الفاشل هو اكثر من مليونين ونصف مهجر داخل البلاد ومثل هذا العدد او ربما اكثر مشرد في بلدان الجوار ودول العالم المختلفة وانتشار غير مسبوق للفساد الذي استولى على عشرات مليارات الدولارات من ثروات الشعب العراقي وبقيت مئات المشاريع الحيوية مجرد حلم ببال العراقيين كالماء النقي والكهرباء والعدد الكافي من المدارس والمعاهد العلمية ودور الصحة والمستشفيات هذا بالإضافة الى الانتكاسة الحادة التي شهدتها المنظومة الأمنية في البلاد وسيطرة القوى الإرهابية على ما يقارب ثلث مساحة العراق وبلوغ ااعداد ضحايا العنف العراقيين أرقاما فلكية سواء الذين تم تصفيتهم من قبل القوى الإرهابية او اللذين ذهبوا ضحية الصراعات الطائفية الدموية والانتقام المجنون الذي يبدو وكأن لا نهاية له.
لقد أدى النظام الطائفي المتخلف والفاشل لا فقط الى تمزيق لحمة العراق ووحدة العراقيين عربا و كوردا واقليات قومية وانما فتح الأبواب لتدخل القوى الإقليمية واستباحة سيادته وثرواته واخضاعه لأجندات تتعارض كليا ومصالحه الوطنية والكل يتسابق للحصول على جزء من الكعكة العراقية المغرية تحت مختلف المسميات والشعارات.
امام هذا المشهد والواقع المحزن والخطير يبقى السؤال الأهم هو: الم يحن الوقت لكل القوى السياسية والمراجع الوطنية ان تعيد النظر في السياسات التي اتبعتها طيلة الفترة السابقة والمبنية على الطائفية والمحاصصة وتحقيق المكاسب الضيقة الجهوية او الفردية؟
الم يحن الوقت لتفعيل حقيقي لموضوعة المصالحة الوطنية المبنية على عقد اجتماعي يحترم حقوق الجميع وينظم العلاقات بين مكونات الشعب العراقي انطلاقا من روح الدستور وقيم الحرية والعدالة والديموقراطية؟
الم يحن الوقت لمصالحة وطنية مبنية على الاحترام المتبادل لحقوق كل مكونات الشعب العراقي والتزام الجميع برفض العنف وحل الإشكالات القومية والطائفية بالطرق السلمية والحوار الحضاري الصادق؟
الم يحن الوقت لمصالحة وطنية تعترف بأخطاء الفترة السابقة المدمرة لمقومات الدولة العراقية والبدء ببناء مجتمع متكامل متناغم ومتصالح مع نفسه ومع الاخرين يعتمد الكفاءة والنزاهة والجدارة في إدارة البلاد ومرافقها الحيوية دون الرجوع الى الانتماءات الطائفية والحزبية والجهوية؟
ان استمرار الوضع الحالي دون الغاء الطائفية السياسية والمحاصصة الفاشلة، دون الاحترام الكامل لحقوق كافة مكونات الشعب العراقي سيؤدي دون شك الى تمزق العراق ونسيجه الاجتماعي وبالتالي سيطرة القوى الأجنبية من جهة والعصابات الإرهابية من جهة أخرى وهو ما يتعارض تماما والمصالح الأساسية لكل العراقيين هذا إذا كان هناك من يزال يؤمن بضرورة حماية هذه المصالح وبمستقبل أفضل للعراقيين
المصالحة الوطنية ليست شعارا انيا وامرا قابل للتأجيل والتأخير ولا هي فقط ضرورية لإعادة الحق لأصحابه ورفع الحيف عنهم ولضمان السلام والامن الاجتماعي ومحاربة الفساد وتحقيق الاستقرار والتنمية وانما هي ضرورية لبقاء العراق أساسا كبلد موحد ذي سيادة يحترم حقوق مكوناته ويحوز على احترام العالم المتحضر.
&
&sbamarni@hotmail.com
&التعليقات
المصالحه مع من
صادق -المصالحه الوطنيه مع من ؟؟ العراق تفكك بوجود صدام حسين وهو ايتامه السبب الاول والاخير في تدمير وتفكيك العراق بسبب حروبهم وطائفيتهم وفكرهم القومي الفاسد فطوال التسعينات كان الاكراد خارج سيطرته وينقسمون ولازالوا الى فصيلين , اما باقي العراق فنتيجة الحروب والفقر تدين الناس وتنسكوا وانقسموا الى قسمين سلفي ومتشددين سنه [دواعش] متمددين من الشارع الى داخل الاجهزه الامنيه والى عزت ابراهيم وخط اسلامي شيعي يقوده السيد الشهيد محمد الصدر رحمه الله وكان هذا واضحا في بغداد , قام القسم الاول [الدواعش] بضرب القسم الثاني عام 1999 واستشهد الصدر وولديه وعدة الالاف من الشيعه في الامن العامه , ثم ازداد الامر تعقيدا بعد 2003 واصبحت داخل المكونات الرئيسيه الثلاث مجموعات كثيره . اليوم تتصالح مع من ؟؟ الكردي كل يوم يقضم مزيدا من الارض على انها متنازع عليها ويطرد العرب والتركمان ويعتبر المسيحيين اكراد وقد ياتي يوما ويطالب بالبصره ولازال يعيش بعقلية القجقجي وانه ليس عراقي طبعا عدا الطيبين والوطنيين والمخلصين , واما السنه فالبسطاء منهم والمسالمين هم اخواننا وانفسنا لهم مالنا وعليهم ماعلينا ولهم كل المحبه والاحترام واما المجرمين الدواعش وايتام صدام فليس لهم الا العصا ولافائده من الحوار ولانتيجه ولاخير فيهم البته ,تبقى المصالحه والمكاشفه المطلوبه بين المسؤولين والشعب المسكين لمعرفة الجيد من الفاسد وغير الكفوء ليتم ازاحته اليوم قبل الغد .
المخادعون
عراقي متبرم من العنصريين -يبدو أنّ كتّابنا الأكراد سائرون في عمليّة حرف أنظارالأغلبية الكردية التي ارتفع صوتها هذه الأيام مطالبة بحقوقها المهضومة ومعبّرة عن استيائها وسخطها من احتكار العائلتين البارزانية والطالبانية للسلطة لعقود من الزمن ومن تضخم ثروات أفرادها على حساب حرمان الأكثرية من حقوقها؛ اختارَ الأستاذ كفاح لهذه المهمة تحريف أنظار هؤلاء المنتفضين بتذكيرهم جريمة حلبجة عسى أن تهدأ نفوسهم وينسوا بؤسهم وهم يفكرون بظلم أكبر من ظلم استغلالهم واختلاس ثرواتهم وبخس حقوقهم فيخمد حماسهم ويقنعوا بأحوالهم المعيشية المزرية ويتكرّموا بسكوتهم..ثم جاءنا السيد سربرست ليلفت أنظارهم إلى الفوضى التي ابتلي بها سائر العراقيين من غير الأكراد بسبب الطائفية ليحرّك في قومه غريزة العنصرية التي وفّرت لهم إقليماً قومياً نأى بهم عن المصائب التي لحقت وتلحق بالقوميات الأخرى فقومه ينعمون بالأمن والأمان العظيمَين والذي تمّ بفضل ومنّة وإحسانات العائلتين الكريمتين في أربيل والسليمانية وكأن ّ الأمن هو كل مايلزم الإنسان في حياته فليتغذى به وليلبس منه وينام فيه ويلتحف به. يهدف سربرست إلى تدجين قومه كما السجناء في سجنهم ينعمون بالأمان لكنهم مسلوبوا الحرية والرفاه والتمتّع بلذائذ الحياة ؛ يسوّق إليهم المفهوم الذي تربّى عليه الطغاة في أنّ ممارسة الحكم والحرية والنعيم والرفاه هي وقف فقط على فئة من الناس خُلِقوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب وفضة أما باقي الناس فقد خلقوا من طينة أخرى وعليهم أن يتجرعوا الخبز الذي يتناولونه ولو كان ثلثه من تراب..أنتقل الآن إلى خدعة (المصالحة الوطنية) التي استخدمها كاتبنا هنا؛ انظروا؛ إنه يريدها للعراق باستثناء الإقليم الكردي؛ تَحَدَّثَ جنابه عن الطائفية كسبب وحيد لمصائبنا دون أن يتطرق إلى العنصرية المقيتة التي تمكنت من قومه فكفروا بالعراق ورفعوا راية الانفصال والعداء لكل ماهو غير كردي بل سمعناهم يتهمون الآشوريين أصحاب الأرض التي يقيمون عليها بأنهم قوم منقرضون؛ واستبدلوا أسماء مدن الآشوريين التاريخية العريقة بأسماء كردية هجينة؛ وقاموا بتكريد كل مايقع تحت أيديهم حتى الإيزيديين الذين لايمتّون لهم بأية صلة عرقية أو تاريخية أو دينية؛ وتعاملوا مع العراق البلد الذي لازالوا يُحسَبون عليه ويحملون جنسيته ويأكلون من خيراته معاملة الندّ للندّ فظهر مصطلح المناطق المتنازع عليها وكأننا بَلَدان منفصلان نتنازع على ال
المذهبيه والتبعيه
الدكتور محمد علي الخالد -منذ استقلال العراق وحتى هذه اللحظه والانقسام والمذهبيه والعنصريه يمزقونه والاهم من ذلك دخول التبعيه على الخط العراقي وبعد تحريره من نظام عنصري مذهبي وعلى يد الامريكان ولكن للاسف الشديد عادت المذهبيه اليه وبلون آخر بل توجت بالتبعيه الايرانيه واذا استمر الحال على ما ذكرت فانه مهدد بالفوضى العارمه والانهيار
المصالحة المستحيلة
برجس شويش -لا اعتقد بان المصالحة الوطنية بين كافة القوى الوطنية في العراق ممكن تحقيقه في المدى القريب لاسباب كثيرة اهمها: عمق الخلافات بين عددة اطراف, تركامات كبيرة ومتحجرة من الماضي, قضايا شائكة ومعقدة , غياب الارادة الحرة لدى الاطراف, التدخل الاقليمي والدولي, الثقافة السائدة لدى العراقين, الطائفية , العنصرية , الارهاب, سياسات التعريب والتطهير العرقي واستقطاع مناطق شاسعة من كوردستان, القوى الشيعية الطائفية, القوى السنية المتطرفة بطابع اما طائفي او عنصري, الفساد والمفسدون والفوضى العارمة, المجتمع الطائفي والقبلي والعشائري للعراقين. عيش العراقين في الماضي بدلا عن الحاضر والتخطيط للمستقبل واخيرا انعدام الثقة بين كل المكونات, هذه يضع عقبات كثيرة وكبيرة امام كل القوى او بعضها لتحقيق توافق على المصالحة حتى في حده الادنى