فضاء الرأي

حنان شوقي والعقل الطائفي

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سائد ومعهود قيام فنانين عرب بزيارة بلد آخر، ضمن مهرجانات معينة، ومشاركتهم في فعاليات ذات طابع سياسي أو انساني سياسي. ان يتخذوا مواقف معينة، سياسية او مجتمعية وربما دينية، أيضا معروف ومكرر.

وعادة لا يثير الفنانون لغطاً في أوطانهم، الا على خلفية يومياتهم المرتبطة بعلاقاتهم العاطفية أو قضايا مالية. ومواقفهم السياسية تثير السخط عندما تتعلق بشأن داخلي. ويتعرضون لانتقاد وهجوم حين يمسون بلدانا أخرى بطريقة فجة، وتكون تلك الانتقادات مقتصرة على البلد المعني. لم نسمع، في مصر مثلا، أن فناناً مصرياً تعرض للانتقادات حين كانت وفود الفنانين تتالى على صدام حسين، وهو يقمع ويقتل شعبه ويدفنهم في مقابر جماعية. بل وهو من سلب الكثير من المصريين حقوقهم وقتل العديدين على خلفية موقف النظام المصري حينها الداعم للكويت ضد الغزو العراقي.

هذا حال أي بلد عربي، العراقي نفسه، حين يزور فنانوه أو مثقفوه، بلدانا تخضع لأنظمة قمعية، ويحظون بالتكريم من قبل زعامات تلك الانظمة، وربما يتبرع الزائرون بمديح علني، ويبيضون وجه الطغاة، دون إثارة لغط. سوريا كذلك، الاردن ولبنان وتونس... كل البلدان تقريبا لا تعاني من حساسية تجاه قيام شرائحهم المنتجة للفن او الثقافة بأي تقرب لنظام قمعي ملكي أو جمهوري. والمثقف، الفنان والشاعر والكاتب... ربما يعارض نظامه الدكتاتوري لكنه يرتمي بأحضان آخر، سائد وطبيعي ومتكرر.

القضايا الخارجية التي تثير الشارع او الوسط الثقافي والديني وغيرهما، تنحصر فيما يمس جوهر قضاياه، وتحديدا القضايا ذات الصلة بالشعور القومي، الذي لم يتبق منه سوى الغضب وردود الافعال المتضخمة اعلاميا، وبضع تظاهرات. لكنها بالمحصلة تقوم بعملية استدامة هذا الشعور، المبني على قضية حصرية؛ المواجهة مع العدو "الاستعماري". فعندما يكون أحدهم، الفنان والكاتب والناشط... على صلة بهذا العدو، يواجه التهريج والتخوين. لكن حين تكون الشؤون القومية متصلة بضرورة اتخاذ موقف من أحد يتعامل مع نظام قاتل، فإن الامر يبقى ضمن المقبول والمسكوت عنه، الا إذا كان ذلك النظام يمس "الثابت العربي" متمثلا بمواجهة الاعداء.

فالانظمة المغضوب عليها، تلك المتورطة بعلاقات مع أعداء "الامة العربية"، سيحاكم كل من ارتبط بها. والان تضاف قضية جديدة لمجمل القضايا الدافعة للمواقف، هي الطائفية. حيث باتت ايضا معيارا يجذب النظر نحو الحساسيات وتفجير المواقف واثارة اللغط والسخط.

حنان شوقي زارت العراق، وقامت بزيارة سبايكر حيث قتل اكثر من ألف شاب على يد داعش، لكنها أثارت لغطاً في أوساط مصرية، وكأنها ارتكبت جريمة، ومن أجل تزيين الحقيقة انضمت جوقة رجال دين الى المعركة، ليوجهوا اليها "تهمة" التشيع، ولتوضع الحساسية الطائفية معيارا يحدد اتجاهات المثقفين والفنانين، من يخرج عنه يرجم، حتى وان كان شأنا لا يمس أمن البلاد وسلامتها والعلاقة بها.

ان هذا الصوت العالي لم يعلُ سابقا عندما زار عشرات الفنانين نظام صدام بغرض تبييض واجهته، ولن يعلوا عندما يقومون بذات الامر مع انظمة دكتاتورية عربية اخرى، ويساعدونها للترويج والتسويق، بل يتم التعامل معها بعين الرضا. ولا يُتوقع الكثير من الفنانين طبعا، لأنهم بالنهاية اصحاب حِرف، ومعنيون بأرزاقهم، وان اتخذوا المواقف فإن كثيرا منهم يقيس ذلك على مصالحه. المشكلة في كيفية التعامل مع افعالهم من قبل حشد الجماهير او النخب. "الاخلاقيات" التي توجه الأوساط المستثارة، مزدوجة المعايير، وليست اخلاقيات "خيّرة" كما يُظن، انما تنتمي للكراهيات المنفلتة في المنطقة.

ثم، إن مصر البعيدة عن الصراع السني الشيعي الداخلي، حيث لم تعش مثله منذ الدولة الايوبية، يراد أن تُدفع نحوه، في اطار شقاق اقليمي، يرفض القائمون عليه أن يكون ورثة الفراعنة خارجه.& وعندما فشل البعض بجرها عبر حكم الأخوان الذين لا يعيشون دون طائفية، كحال جميع تيارات الاسلام السياسي، تستمر المحاولات عبر تحريك قضايا تثير الرأي العام كقصة حنان شوقي.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
دماءهم تغطي الجبل
نورا -

تقول الفنانة الانسانية جدا حنان شوقي ..والراقية جدا وهي تشد الرحال الى العراق معبرة عن شوقها في لقاء الشهداء وان تشم مسك دماءهم ..تقول في لقاء تلفزيوني (((داعش قتلت 2000 شاب عراقي ودفنتهم، قمنا بزيارة المقبرة الجماعية لهم وكان المشهد غير انساني، ودفنتهم في مقبرة جماعية، ودمائهم كانت تغطي الجبل، أغلبية المتواجدون في المقبرة كانوا يرتدون الكمامة بسبب الرائحة، أما أنا فكنت أشم المسك".)))))......يكفي انها عبرت عن تضامنها مع الشعب العراقي في مأساته وخاطرت بنفسها كعربية لتأكد ان الدم عربي والإحساس عربي ..ولا دخل للطائفية هنا حين يكون الامر أنساني ..وحين يكون هناك قتلا ومقبرة جماعية ..يكون الألم واحد ..فليس هناك انسان طبيعي اي كانت ديانته يرضى بأن يقتل بشر ويمثل بالإجساد أمام رب العباد وهو يراه من فوق..اي دين يقول ذلك ؟؟. كل القتله والمجرمين خارجين عن موضوع الاديان ولا يمثلون الأغلبية ..داعش الكريهه الغبراء عار على الاسلام .

هذه هي الحال
نون -

الكاتب مشكورآ مس بشكل واقعي واحدة من معوقات تطورنا حضاريآ وانسانيآ حيث ان التربية التى تسود لا تؤسس لمفاهيم حرية المعتقد واحترام الحقوق المشروعة واهمية قبول الاخر, الاكثر حزنآ اننا نستنزف طاقات اوطان بكاملها في الجدل والتعصب الطائفي والديني في حين ان المعرفة الانسانية تجاوزت هذا منذ زمن طويل والمشاكل المعاصرة نوع اخر يتعلق بالتواجد القوي اقتصاديآ وحضاريآ الا في منطقتنا فالتراجع هو السمة الغالبة ويكفي ان يكون بيننا احزاب وتجمعات فكرية غير بريئة لما يعرف بالسلفية حتى نفهم سبب تراجعنا الفكري والمعرفي وحتى الديني...العالم الاخر تجاوز حروبه الدينية والطائفية والعنصرية من اجل خلق فرص لحياة افضل وقيم ارقى ونحن لم نتعب من الجدل العقيم بين السني والشيعي والسلف الصالح تحت ظل تراث عقيم انتج لنا كل هذا الدم وقطع الرؤؤس وخيبة حضارية ستلاحق اجيالنا القادمة.

أذا عرف السبب بطل العجب !
مصرية -

يا سيدى المصريون يسيرون نحو التطرف بخطى حثيثة وخاصة بعد ثورة يناير 2011 حيث زال الخوف من اى سلطة وحل محلها بلطجة ظاهرة حتى فى اتفه المواقف !!!!! هم بالفعل يعملون على محاولات لا تكل ولا تمل من أجل تصفية الوجود المسيحى من مصر .... بالتنغيص على المسيحيين و أضطهادهم ولكن على الهادى حتى لا يثيروا الشبهات .... ماذا يتبقى بعد ذلك .... الشيعة !!!! وبالفعل من ايام الأرهابى مرسى وعصابته والشحن مستمر ضد الشيعة فى مصر !!!!! فقط أذكر كلمة ( الشيعة ) امام اى مصرى لترى العجب !!!!! وما حادثة هجوم قرية بأكملها على الشيعى حسن شحاته وسحله وتعذيبه وقتله هو و أصدقائه ببعيده !!!!! والمصيبة أن الحادثة أثارت التعاطف مع القتلة لأنهم أدعو أن المجنى عليه كان يسب الصحابة !!!!! فالجموع الغفيرة وقعت عليه العقاب الألهى حتى بدون محاكمة !!!!! الحكاية وما فيها ان المسلمين المصريين يريدون ( الأنفراد ) بمصر !!!!!! وبعدما نجحوا فى أخلائها من اليهود ... ها هم يعملون على اخلائها من الأقباط والشيعة .... وكله بما يرضى الله طبعا !!!!!! الشيعى المصرى أصبح منبوذا فى مصر لأن السنة يخشون من نشر التشيع فى مصر ( حتى لو كان عدد الشيعة صغير فهم قادرون على نشر مذهبهم من وجهة نظر السنة ) !!!!! هل عرفت لماذا هذة الثورة على حنان شوقى .... الحكاية فيها أستغفر الله العظيم ( شيعة ) !!!!!

شكرا لك
احمد التميمي -

الله سبحانه وتعالى منح البشر الاسلام كدين وليس مذاهب ,, والذين يترحمون ويزورون ضحايا الارهاب يترحمون عليهم كبشر وليس اديان او مذاهب وقوميات,,,, شكرا لك يا سيدتي حنان شوقي لترحمك على شهداء العراق.

من الاخر
فول على طول -

الشيعة والسنة فى حالة عداء مستحكم وهذا هو الواقع بدون تزويق . تطلقون على بعضكما : الروافض والنواصب . عداء بة جانب كبير دينى والاخر قومى والجميع يعرف الألقاب مثل الفرس والمجوس والصفويين الخ الخ فلا داعى أن تضحكون على بعض وعلى أنفسكم . فى وجود الرئيس محمد مرسي فى استاد القاهرة وأثناء وجودة وقف الشيخ محمد حسان يهدد ويزمجر ضد الشيعة - وقال بالحرف الواحد " الروافض " وبعدها بأيام قلائل تم سحل وقتل أربعة من الشيعة وعلى رأسهم شيخهم حسن شحاتة ولولا الاعلام ما تم القبض على أحد وبعد القبض على الجناة اختفت القضية بالكامل . موقف أخر وهو احالة الشيخ الدكتور أحمد كريمة - الاستاذ بالأزهر - للتحقيق وتم ايقافة عن العمل بسبب زيارتة لايران ..واضح ؟ حنان شوقى وزوجها على ما أعتقد الفنان أحمد مرعى من الشيعة ولو تم اتهامهم أنهم زاروا الشيعة فى العراق وتعاطفوا سوف يحلل دمهم ولن يحميهم أحد ولذلك كانت تدافع باستماتة ..معذورة بالتأكيد وسط همجية الأنظمة العربية بالكامل . شيخ الأزهر أصدر بيانا يدين مذابح السنة ولم ولن يتحرك عند ذبح الأخرين مثل الشيعة والمسيحيين والازيدين وغيرهم الا نادرا ..واضح ؟ الكثير جدا من المشايخ ورجال الاعلام والفن المصرى كانوا يمجدون القذافى وصدام والبشير لأسباب مالية سخية ولأن القتل والتهجير الذى يمارسة القادة الأفذاذ كان ضد الأخرين ..واضح ؟ الخلاصة ..طائفيون بامتياز . والهجوم على بشار الأسد لأنة من الأخرين ...واضح ؟ لا عزاء للعربان

هذا هو
حال العرب -

السنة مضطهدون ويطردون من العراق وتتم مضايقتهم الشيعة مضطهدوت في مصر من ايقظ الفتنة بين العرب ؟انهم الفرس اقطعوا راس الافعى

لا حرية للفكر او المعتقد
وجهة نظر -

لا حرية للفكر او المعتقد او الدين او الطائفة في اوطاننا والتي تم اختيارها لنا منذ الولادة واصبحنا ندافع عنها بتعصب وبلا واعي وحتى بغباء احيانا رغم اننا ورثناها ولم نخترها بعقولنا حتى تصل للبعض للتكفير وقتل الاخر المخالف له. لماذا لا تترك حرية للانسان في معتقده في ان يصبح او يغير معتقده من السنة الى الشيعة او من الشيعة الى السنة وحسب قناعاته في مصر او ايران او دينه الاسلام او المسيحية او اليهودية او البوذية...الخ. ونتركه مع ربه الديان وعنده الحساب ؟

فول على طول
مراقب -

يعني على الاساس انتم لستم طائفيين وحاقدين, بشار قتل الالاف من الابرياء كالاطفال والشيوخ والنساء ودمر كامل البلد رغم ذلك لم نر حضارتكم واخلاقكم تدافع عن الانسانية بل تدافعون عن الدكتاتور بشار فقط لانه يقتل المسلمين, بينما لم نرى مرسي فعل شئ مقابل بشار ولكنكم تصفونه بالمجرم والارهابي والعميل فلماذا ضميركم اعور ياطائفيين.

ثقافه مؤمن
عراقي -

عزيزي عمار، كتاباتك جميله و طائفيتك هادئه، لكن يحبذ ان تخرج من التقيه و التاريخ المسيس الذي تسمعه على المنبر و القرايات، جهلك بالميثولوجيا المصريه و قولك لم تعرف التشيع منذ الدوله الايويبيه!! الدوله الفاطميه لم تكن اثنى عشريه بل اسماعيليه و منها تفرعت الدرزيه، ففي مصر السادة المنسبين للامام الثاني و الثالث يسمون بالسادة الاشراف و هناك محبة بالفطره لاهل البيت و احتفالية مولد السيده زينب يقترب من ليله عيد (الليله الكبيره),,هذا من ومن جانب أخر هنالك حمله مضادة للتوجه السلفي الذي بدا يطغي على الوسطيه الحنفيه لدى المؤسسه الدينيه ، و لماذا تزور ممثله جبهه عسكريه ساخنه لا يستطيع اهل الداران يرجعوا اليها؟ و لماذا لم تزور الملايين تحت الخيام حيث ضحايا الاغتصاب الجماعي والسبي ؟ ملاحظه اخيره هل كنت ستكتب و تدافع عنها لو زارت الانبار و مقابله الباحثين عن كفيل لدخول بغداد و التقت بكم عمامه بيضاء؟ تحياتي لك و املي ان تقرأ لفطاحل التاريخ و كلهم عراقيون من لونك اترك بحار الانوار جانباً ففيها تسييس اكثر من تاريخ

ماهو هدف ايران
في العراق ؟ -

انه افراغ العراق من السنة لنتابع الارقام خلال السنين القادمة ونرى

المعلق رقم ٩-عراقي
نون -

من الافضل ان نبحث عن المشترك والايجابي لنؤسس لارضية تلغي جزئيا اسباب الشقاق والتخلف الذي تعيشه منطقتنا بعيدا عن التخوين والتشكيك والاتهامات..تعليقك لا يخدم بل يشجع على ان يؤلب واحدا ضد الاخر الذي يشاركني العيش على هذا الكوكب, اذا عم الخراب فلا ينجو احد من دفع الثمن. تحية لك ولكل من يحاول ان يصلح .