روسيا الحريصة على اليمن!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في النهاية ما الذي تريده روسيا؟ هل موقفها من "عاصفة العزم" عائد إلى حرصها على اليمن واليمنيين، أم كلّ ما في الأمر أنّها تريد تأكيد وجودها في الشرق الأوسط، حتّى لو كان ذلك يعني أنّها صارت تتّبع سياسة متطابقة مع تلك التي تعتمدها ايران؟
ظاهرا يبدو الموقف الروسي مبرّرا. ولكن، في العمق لا يمكن إيجاد ما يبرّر هذا الموقف لسببين. الأوّل أن المملكة العربية السعودية في حال الدفاع عن النفس لا أكثر ولا أقلّ. أما السبب الآخر فهو عائد إلى أن روسيا هي آخر من يحقّ له الكلام عن الحرص على الشعوب. لو كانت روسيا في وارد الحرص على أيّ شعب كان، لكان عليها التوقف أصلا عن تزويد النظام السوري بالسلاح.
قتل السلاح الروسي إلى الآن ما يزيد على ثلاثمئة ألف مواطن سوري. هل يكفي أن تدفع ايران ثمن السلاح الروسي كي يصبح قتل المواطنين السوريين بهذا السلاح حلالا؟
ليست "عاصفة العزم" عدوانا سعوديا وعربيا واسلاميا على اليمن. على العكس من ذلك. هناك محاولة جدّية للحؤول دون تحوّل اليمن إلى مستعمرة ايرانية تستخدم نقطة انطلاق للعدوان على المملكة وتهديد الدول العربية في الخليج. ما شهدناه في اليمن يشكّل محاولة أخرى للتمدد الإيراني في شبه الجزيرة العربية.
تعرف روسيا المنطقة جيّدا. تعرف اليمن أكثر من غيرها. في العام ١٩٢٨، وقّع الإتحاد السوفياتي مع اليمن إتفاقا حمل إسم "إتفاق التجارة والصداقة". كان هناك دائما وجود سوفياتي قوي في صنعاء حيث وُقّع الإتفاق بين البلدين. كان همّ الإتحاد السوفياتي وقتذاك محصورا في أن يكون حاضرا في اليمن حيث كانت الأهمّية لميناء عدن الذي كان يسيطر عليه البريطانيون. كانت لميناء عدن أهمّية استراتيجية استثنائية نظرا إلى موقعه الجغرافي من جهة، ودوره في مجال التجارة العالمي من جهة أخرى. كان الميناء من بين الأهمّ في العالم، حتّى العام ١٩٦٧ حين أغلقت قناة السويس. كانت العين السوفياتية عليه، خصوصا بعد الإنسحاب البريطاني من الخليج الذي تلا استقلال اليمن الجنوبي في تشرين الثاني ـ نوفمبر ١٩٦٧.
استثمر الإتحاد السوفياتي في اليمن الجنوبي المستقلّ وصولا إلى جعل ميناء عدن شبه مستعمرة له، وذلك ابتداء من العام ١٩٧٢ حين بدأت "جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية" تتحوّل تدريجا إلى دولة بين الدول التي تدور في الفلك السوفياتي.
لم يقدّم الإتحاد السوفياتي لليمن سوى السلاح والبؤس. فكلّما زاد التقارب بين موسكو وعدن، زادت عزلة اليمن الجنوبي الذي ما لبث أن انفجرت فيه الأوضاع في الثالث عشر من كانون الثاني ـ يناير ١٩٨٦. كان هذا الإنفجار الذي أدّى إلى خروج علي ناصر محمّد من السلطة تتويجا لسلسلة من الحروب الأهلية الصغيرة اتخذت شكل انقلابات متتالية. قادت الإنقلابات في نهاية المطاف إلى إفلاس النظام في الجنوب، فإضطر أهله إلى الهرب إلى الوحدة اليمنية من أجل أن ينقذوا نفسهم.
لم يقدّم الإتحاد السوفياتي لليمن شيئا في أيّ يوم من الأيّام. دمّر المجتمع في المحافظات الجنوبية وهجّر من خلال دعمه للنظام خيرة اليمنيين الذين كانوا جعلوا من عدن إحدى منارات المنطقة. كان حلم السلطان قابوس، الذي كان يتوقف في ميناء عدن في طريقه إلى بريطانيا حيث كان يتابع تحصيله العلمي في ستينات القرن الماضي، أن تكون مسقط شبيهة لهذا الميناء اليمني. أين عدن من مسقط اليوم؟
ما نكتشفه الآن للأسف الشديد، أنّ روسيا لم تتعلّم شيئا من الفشل السوفياتي في اليمن والمنطقة. لا تزال تريد اثبات وجدها كلاعب على الصعيد الإقليمي والدولي عن طريق الإعتراض واستخدام "الفيتو" في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
لا حاجة إلى التذكير بكلّ الكوارث التي تسبّب بها الإتحاد السوفياتي في المنطقة، خصوصا إذا أخذنا في الإعتبار سكوته عن الدور السوري في لبنان ووعوده الفارغة للفلسطينيين كي يقطع الطريق على أي تسوية معقولة في وقت كان في الإمكان التوصّل إلى مثل هذه التسوية.
لا حاجة إلى العودة إلى حرب الأيّام الستّة وعدم تنبيهه "الزعيم الخالد" جمال عبد الناصر إلى أنّ من الغباء الإقدام على الخطوات التي أقدم عليها والتي جعلت اسرائيل تحتل سيناء والجولان والضفّة الغربية، بما في ذلك القدس. كان في استطاعة دولة عظمى مثل الإتحاد السوفياتي تنبيه الحليف المصري إلى الخلل الكبير في موازين القوى قبل حرب ١٩٦٧ وليس بعدها!
مرّة أخرى، تتصرّف روسيا على الطريقة السوفياتية. تتجاهل أنّ دول مجلس التعاون (باستثناء سلطنة عُمان)، لم تلجأ إلى الخيار العسكري إلّا بعد استنفاد كلّ الحلول السياسية. لا تريد موسكو أن تتذكّر أنّ مجلس التعاون دعا كلّ الأطراف اليمنية، بمن في ذلك الطرف الحوثي، إلى مؤتمر حوار. هل يريد الحوثي الحوار؟ هل تسمح له ايران بالدخول في حوار...أم أن كلّ ما يريده عو السلطة ولا شيء آخر غير السلطة.
تبيّن منذ بدأ "انصار الله" زحفهم على صنعاء أنّ لديهم هدفا واضحا. يتمثّل هذا الهدف في إقامة نظام جديد في اليمن.
من خلال خطابات عبد الملك الحوثي وتصريحاته، نجد أنّ& كلّ ما يريده هو وضع اليد على اليمن كي يتحوّل إلى مستعمرة ايرانية. ما الذي يبرّر إذا الحملة العسكرية التي تستهدف السيطرة على عدن والجنوب اليمني والتي كان مفترضا بالرئيس السابق علي عبدالله صالح البقاء في منأى تام عنها؟
في كلّ الأحوال، تكشّف ما لم يعد في الإمكان تغطيته بأيّ شكل. تكشّف خصوصا أنّ موسكو تنسق مع طهران إلى حدّ كبير وأنّ الحلف الروسي ـ الإيراني صار واقعا وهو يصبّ في عملية تفتيت المنطقة العربية تفتيتا كاملا.
لو لم يكن الأمر كذلك، لما كان هذا الدفاع الروسي الأعمى عن الحوثيين، في حين هناك خيارات أخرى أمام هؤلاء. أحد هذه الخيارات يتلخص بأن يتصرّفوا انطلاقا من حجمهم الحقيقي، أي كطرف من أطراف الأزمة اليمنية وليس كناطق باسم الشعب اليمني.
يبدو أن روسيا تعتبر الحوثيين، وهم مجرّد ميليشيا مذهبية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب اليمني. متى كانت موسكو على حقّ في أي شأن من شؤون الشرق الأوسط، كي تدّعي هذه الأيام أنها حريصة على اليمن وعلى شعبه...وكي يوجد من يصدّق ذلك؟&&&&
&
التعليقات
نوايا ونتائج
Hadi -الادارة السوفيتية لم تكتف بتفتيت الاتحاد السوفيتي سابقاً، والتسبب بملايين الضحايا في حروب حمقاء، وخلق معاناة بشرية هائلة للشعب بالتزامها بالايديولوجيا الاشتراكية الفاشلة، لكنها تريد أيضاً فرض هذه الفوضى غير الخلاقة بالتعاون مع شريكتها على الدول العربية
التشابه
زبير عبدلله -الميليشيات الروسيه او كما يسميهم الروس _اوبلوجينتسي_الموجودين في شرقي اوكرانيا,ينطبق عليهم صفه الحوثيين,هناك حكومه اوكرانيه شرعيه المتمثله في الرايس بثروشينكا. ومجموعات ارهابيه مدعومه من الروس وبوتين .اذا كانوا في اليمن لهم الصفه الطائفيه ففي شرقي اوكرانيا تاخذ صفه قوميه...تشابه في كل شي.لذلك الوقوف بجانب الحكومه الشرعيه في اليمن يعني الوقوف بجانب الحكومه الشرعيه في اوكرانيا......التسلسل التاريخي الذي ذكرته اصبح من الماضي,والعالم ظن انه سيدفن الكثير من احزانه مع دفن الاتحاد السوفييتي,لكن هذا لم يحدث .ومملكه الشر كما سماها ريغن تقمصت في شخصيه بوتين ,والعباءات السوداء في قم..في روسيا 43بالمئه من الروس ليس عندهم مراحيض دافئه,لا تدفئه مركزيه...في الوقت الذي تصدر مليارات الامتار المكعبه من الغاز.باعت العام الماضي بما قيمته 15مليار دولار اسلحه....متوسط عمر الرجال الروس 60عاما....المهم عندهم رؤوس نوويه يمكن تحويل الارض الى رميم......
اخر الكلام
فول على طول -يقول الكاتب : تكشّف خصوصا أنّ موسكو تنسق مع طهران إلى حدّ كبير وأنّ الحلف الروسي ـ الإيراني صار واقعا وهو يصبّ في عملية تفتيت المنطقة العربية تفتيتا كاملا. ..انتهى الاقتباس . يعنى اخر الكلام ايران وروسيا - ليس أمريكا والغرب الكافر هذة المرة - يريدون تفتيت المنطقة العربية ؟ الحمداللة الغرب الكافر طلع برئ هذة المرة .. ولكن فى المقال القادم ربما يتغير الكلام من نفس الكاتب وبالتأكيد فان أغلب الكتاب يتغيرون أيضا وما على القارئ الا أن يفتح فمة ويسكت ..
.................
مالك حسن علي -الكاتب يقول ان السلاح الروسي قتل حتى الان 300الف شخص في سوريا ، ناسيا ان معظم هؤلاء الضحايا سقطوا جراء تدفق الاموال السعودية والقطرية على مجرمي داعش والنصرة . وان الاسلحة القادمة من تركيا هي من الاسباب الرئيسية لمقتل هؤلاء وتشريد اكثر من 4 ملايين سوري من ديارهم. النظام البعثي في سوريا بقيادة المجرمين حافظ وبشار الاسد ، حاله حال النظام البعثي السابق في العراق بقيادة المجرم صدام حسين، اقدما على الكثير من الجرائم بحق الشعب السوري ،
أعداء على سطوحنا
نصير البصراوي -الدول العظمى بريطانيا - روسيا -أميركا ، تعتبر شعوب ودول العالم حطب بالنسبة لها يتاجرون ويقامرون ويستعملونهم ويستنزفون طاقاتهم على حساب خلاف مصالحهم ، أزمة يوكرانيا والعقوبات الاقتصادية على موسكو وأنخفاض أسعار الطاقة بشكل جنوني كان لدول الخليج وعلى رأسها السعودية الدور الكبير في التأثير على أقتصاد روسيا لذلك نشهد هذا الدعم الروسي للحوثيين رغم انه علاقات روسيا واليمن تعود الى اكثر من ثمانين عام ولكن اللعبة هي ،،،،، روسيا تزعج حلفاء أميركا وخاصة دول المنتجة للطاقة وأمريكا تزعج روسيا بالعقوبات الاقتصادية وأنخفاض أسعار الطاقة ، وهم سعداء ونحن الحطب