أوروبا.. و الفساد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&تبلغ احصاءات بعض البلاد العربية من مجهولي النسب حدا مخيفا: ففي مصر مثلا يقدر عدد اطفال الشوارع - و هكذا جرت تسمية "مجهولي النسب" على مدى عقود - بنحو مليوني طفل حسب تقرير الـ "بي بي سي" في موقعها العربي في ابريل للعام 2014، في حين كانت تشير بعض الاحصاءات السابقة &- غير الدقيقة - الى ان عددهم حوالى 50.000 فقط (1).
اما في السعودية فهناك ما يزيد عن 4000 من مجهولي النسب - وفقاً لإحصائية وزارة الشؤون الاجتماعية - تحاول الدولة ايجاد الأسر الحاضنة لهم. وباعتراف الحكومة فان مشكلتهم لا تنتهي بذلك بل يزداد احساسهم بها بتقدمهم في العمر، حيث تبرز تساؤلات عديدة تخص وضعهم الأسري، فيسألون لماذا هم لا يعرفون نسبهم، ولماذا ليس لديهم أعمام وأخوال كغيرهم. ومع التقدم في العمر يبدأوا بالتفكير في الزواج و تأسيس أسرة و احتلال مكانة في المجتمع، ومشكلة النسب تلك من شأنها أن تُعقِّد أوضاعهم الاجتماعية. (2)
&و تتفاوت الأوضاع في غيرها من البلاد العربية فمثلا تقدًر الأردنً عدد من يولدون سنويا من مجهولي النسب بـ 70 طفلا - حسب إحصاءات وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية (3)، بينما تقدرهم الجزائر بـ 5000 طفل سنويا (4). فأين يكمن الفساد الحقيقي هنا ام هناك؟
&لم يكن الزنا مقبولا في أعراف الشعوب قديمها و حديثها و لم تسوغه او تسمح به أيًة ديانة أوفلسفة مهما كان مصدرها، لهذا لا داعي لاستحضار كل ما جاء في الكتب السماوية لاثبات كراهته ولكن نقف فقط على كيفية وصفه في القرآن الكريم "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا" الإسراء *3*&نعم "الزنا" فساد بحد ذاته و ضرره يمتد لعقود بما يخلفه من أبرياء تظلمهم الحياة بذنوب غيرهم. في السودان تشير احصاءات وزارة التوجيه و التربية الى انه في ولاية الخرطوم وحدها حوالي 700 طفل مجهول النسب سنويا و ترد اسباب هذه الحالة الى الجهل و سوء التربية لأن من يقعن في الزًنا هم من القاصرات بين اعمار ال 12 و ال 14 عام. (5)
&طبعا يختلف وضع الطفل في اوروبا التي تحتضن الكثير من ايتام العالم ممن تخلفهم الحروب والكوارث الطبيعية فهي بذلك تحقق فائدة مزدوجة، من ناحية هي تحل مشاكل الأيتام و تجد مأوى مناسب لهم و تفتح امامهم ابواب المستقبل، و من ناحية اخرى هي توفر للمحرومين من الانجاب ولراغبي التبني فرصتهم في الحصول على اطفال، (نعمة الله و زنية الحياة الدنيا). ومن حسن حظ الاطفال هنا ان بريطانيا لم تسمع بالمثل الأناني القائل:" يا مربًي في غير ولدك يا باني في غير ملكك" الذي من شأنه ان يغلق ابواب الخير و البر بوجه الاطفال المحرومين ويمنع عنهم نعمة قد تشملهم. و في دولة مثل بريطانيا، يعطى الطفل المتبنى اسم عائلة المتبني&فينشأ سويا كغيره من الأطفال. صحيح اننا نرفض ذلك في مجتمعاتنا بدعوى أن ديننا يحرًمه، لكن انما ما جاء به القران الكريم هو:" أن ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله"، و كلمة "أقسط" لغويا هي أسم تفضيل &-و اسم التفضيل هو اسم مشتق من حروف الفعل الماضي الثلاثي على وزن (أَفعل) ؛ ليدلً على أن شيئين اشتركا في صفة، وزاد أحدهما على الآخر فيها- يعني ان الحال الاول هو "قسط" و الثاني هو "أكثر قسطا" و لم يرد تحريم النسب لغير "الأب البايولوجي" صراحة، فهل يمكن تغيير مفاهيمنا و قوانيننا عن التبنًي لأجل مستقبل ابرياء كانوا ضحيًة أخطاء من تسببوا بوجودهم في هذه الدنيا، لكي لا يدفعوا حياتهم بطولها ثمنا لتلك الاخطاء؟ فقط اتساءل!!!
&"ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" الأحزاب *5*و من قبيل "شرً البلية ما يضحك" أنه في العراق تم منح مجهولي النسب مسمًى "كريمي النسب" حلا لمشكلتهم، و لم لا فما يمنع الكريم من ان يكون مجهولا؟ و هل ما يمنع المجهول من ان يكون كريما هو ايضا؟ علما انهم في العراق "مجهولي العدد" ايضا، يعرف منهم 30 طفل فقط، و هم نزلاء دور رعاية الطفولة في الدولة. (6)
&و هذه مصر التي تفخر بنزاهة قضاءها و تدعي استقلاليته تطالعنا دوريا بأخبار تشغل الوسط الفني المصري و هي قصة "زينة و احمد عز" الفنان و قضيًة اثبات نسب الطفلين. فمنذ عامين والفنانة زينة تدور في المحاكم دون جدوى، و القضية برأيي ليست هي صدق ادعاء زينة أوتملص احمد من الحضور للجلسات، بل برأيي هي قضية رأي عام. فمصر من الدول التي تمارس "الزواج العرفي" بنطاق واسع كحل لمشاكل في المجتمع المصري، فأصبح هذا الزواج سببا لمشاكل أكبر و أعوص. و في الوقت الذي تصورت أنا شخصيا في هذه القضية فرصة ممتازة لايجاد مخرج نهائي منها ولوضع نهاية بقوانين صارمة ورادعة لكل من يفكر في أن يكون طرفا في قصة مماثلة، نظرا لاهتمام الصحافة بها لكون طرفيها من االمعروفين فنيا ولكونها تحت الاضواء، فيرتاح المجتمع المصري من قضيًة طالما ارهقته. فأذ بهذه القضية تطول و تتمطط لعامين كاملين -وهو وقت طويل بالنسبة لعمر الطفلين- ما يوحي بوجود يد خفية طولى عابثة و مصالح شخصية وراءها، ربما لشخصيات كبيرة متوطة بقضايا مشابهة. فكل هذا التأخير و الحل بسيط، هو تحليل "الدي ان اي" فقط. أو ليس هذا فسادا في حد ذاته؟ أين هي الأصوات التي تنادي بحقوق الطفل؟ و أينهم من أرادوا حلا لمشكلة أطفال الشوارع في مصر؟الغرب أدخل حيواناته للمنازل و عاملها برحمة، في وقت يرمي فيه الشرق بأطفاله الى الشوارع و بدون رحمة. أحيانا أتصور بخيالي الواسع أن تتحوًل الحيوانات المنزلية الى كائنات عاقلة، حينها سترسل برسائل شكر لدول الغرب لأنها ساعدتها في تطوير ذاتها حينما كانت حيوانات غير عاقلة، بحسن معاملتها وبالدفاع عن حقوقها، بينما شردتها الشعوب العربية في الشوارع. ولم تكتفي بذلك بل كانت تسلًط عليها الأولاد "المسعورين" بين حين و آخر ليرموها بالحجارة. لا ادري هل التشابه بين الحالتين واضح؟
&(1) تقرير عمرو جميل. المصدر: موقع "بي بي سي" عربي.(2) الدمام: ياسمين آل محمود، المصدر: صحيفة الشرق &- الالكترونية &- يومية سعودية، نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (649) صفحة (11) بتاريخ (13-09-2001).(3) محمد خير العناسوة &- عمان &- مراجعة &- احمد حسو، المصدر: مركز "دي دبليو" الاعلامي &- الكتروني.(4) رفيقة - نشر في صوت الأحرار يوم 19 - 11 - 2012.&(5) المصدر: صحيفة "الراكوبة" الالكترونية "اطفال "المايقوما" ازمة مجتمع مكتومة".&(6) المصدر: الصفحة الرسمية "اذاعة العراق الحر" "كريمي النسب للاطفال مجهولي النسب" - ليلى احمد في 30-06-2014.&
التعليقات
من الاخر
فول على طول -أحب أعلق بصراحة مطلقة : اولا أسأل الكاتبة التى تعيش فى بريطانيا لماذا لا تضعين صورتك على مقالاتك ؟ اجابة السؤال هامة جدا وليست سطحية كما يظن البعض . أنت تعرفين باقى الشريعة الاسلامية وما تقولة عن المرأة . ابنتى الفاضلة . عقوبة الزنا تطبق فقط على الزانيات - وليس على الرجال - وكأن السيدة أو الفتاة تزنى مع نفسها . أن قضايا الشرف فى بلادنا المصونة لا يعاقب فيها الجانى وهذا الشهر فقط فى مصر أكثر من 6 قضايا شرف نالوا البراءة من الجلسة الأولى وانطلقت الزغاريد فى قاع المحاكم ناهيك عن عدم الابلاغ أو عدم الاهتمام بمن تقتل من أجل الشرف حتى لو كان ادعاء على المسكينة ولا يسأل أحد عن الشريك من الرجال الزناة . فى بلاد الذين امنوا - ومنها مصر بالطبع - ممنوع فحص الدى ان اية لأنة يخالف الشرع ولم تنص علية القوانين - لم يكن موجودا عند التشريع السماوى الاسلامى ولذلك لا يطبق - وبالتأكيد أنت تعرفين أن التبنى ممنوع فى الاسلام . بلاد الذين امنوا يتشدقون بالفضيلة ويؤمنون بمبدأ : اذا بليتم فاستتروا وأن اللة أمر بالستر ولذلك لا يتحدثون صراحة عن أى مشكلة وكأنهم مجتمع من الملائكة وأن اللة لا يرى المستترين . ..انتهى .
مجهولي النسب
خوليو -أكيد هم غير مجهولي النسب ،،فلهم أب وأم ،، والأم تعرف من هو الأب،، وتحاليل حموض النواة يصيب ويحدد بنسبة 100% من هو الأب ،، مجهول النسب في بلاد الذين آمنوا هو الشرف والرجولة التي تتخلى عن ثمرات الحب ،،لأن في عقول معظم الذكور تعاليم دينية تقول أنّ المرأة متهمة دوماً وهي فتنة ولاثقة بها يلزمها وصاية ورعاية وتأديب ،، ومع أن حبها لحبيبها يصل لدرجة الثقة التامة فتسلمه نفسها من دافع هذا الحب ،،تراه بعد فعلته يشك فيها ويقول في نفسه طالما سلمت نفسها لي فهي تسلم نفسها لغيري بعد أن كان يقول لها كذباً بأنه مستعد لكل طلباتها ولو كان لبن العصفور (الغير موجود) ،، يتركها وينساق لتعاليمه وهلوساته المرضية ،، وقد تحمل من ذلك الجبان الغير مستعد أن يواجه المجتمع ويعترف بالأبوة ،،، أمام هذه الحالات التي تحدث ،، هناك حلول في المجتمعات العلمانية الراقية،، حيث بعد إثبات ابوته بالوسائل العلمية يعتبر الدستور أن لهذا الولد حقوق لاتنقص عن حقوق أخوته من غير أم في حال ترك الأب الجبان حبيبته التي وثقت به وخانها (خيانة بكل معنى الكلمة ) أقول له نفس الحقوق في الرعاية والإرث وكل شيئ يحق لأخوته الآخرين ثمرات الزواج بأوراق ،، بناء عليه ندعو لتحرير المرأة في بلادنا وتأمين تعليمها و فرص العمل لها لتكون راعية لطفلها وبرأس مرفوع وكرامة إنسانية لا تؤمنها أي مجتمعات دينية بحتة ،، ومن جهة أخرى يحق لللأم أن تعطي ابنها اسمها وكنيتها وتحكي له عندما يكبر قصة الرجل الجبان الذي خان أمه وانهزم ،، الحل ياسيدة هو في المحتمعات المدنية العلمانية وفي تعليم المرأة ومنحها فرص العمل حتى تكون مستقلة اقتصادياً مرفوعة الجبين أحبت فصدقت وكان حبها بكرامة لم تلوثه النذالة الفحولية .
الاطفال الغير الشرعيين
Rizgar -الاطفال الغير الشرعيين في انجلترا تاريخيا Illegitimacy in England كانت حوالي عادة تحت اثنين في المائة. تضاعف هذا العدد إلى ثلاثة في المائة بين 1590 و 1610. ارتفع الى ثلاثة فى المائة عن 1750, شيئاً فشيئاً إلى سبعة في المائة في عام 1840 (عندما حوالي ثلث النساء الحوامل في الزواج)، ثم انخفض إلى نحو أربعة في المائة في 1890s.......بموجبbastardy act 1733 أحكام قانون الرجل يعاقب بسجن حتى قبل بتعويض الأبرشية تكاليف رعاية الطفل، أو حتى وافق على الزواج من المرأة ..... قانون 1926 الطفل الغير الشرعي يمكن أن تكون شرعية بعد الزواج اللاحق بين الوالدين، . فى 1959 تم الغاء هذا الشرط. منذ إصلاح قانون الأسرة من 1969 قانون حقوق الطفل غير الشرعي على غرار تلك من الطفل الشرعي ...... اما موضوع الوراثة لللاطفال الغير الشرعيين موضوع شاق في القانون البريطاني The child described in a will as "natural and lawful" is legitimate. The use of the word "natural" alone does not, however, imply illegitimacy, being used to mean "real son", not son-in-law, stepson or adopted son. Wills are not usually reticent about illegitimate children, but where there is some sensitivity they may sometimes appear without any relationship being stated.
النفخ في القرب المقطوعة
Sam -اعتقد المشكلة تبدأ من عند "كريم" . فكل مقدس كريم وأخيراً هذه الموضة الجديدة في العراق "كريمي النسب" . أتذكر كلمه قالها لي ريس أنفار "رئيس عمال" عندما كان يكرر في طلب المستخلص "كشف بالأعمال التي قام بها وحجمها "وفي كل مرة كان جوابي بكره " غداً" فجاء في يوم وقال لي بالصعيدي ( قولي فين بكرة ده وأنا اقطعه بحجاري " اله يدوية لقطع الأحجار"). تمنيت ان أقابل كريم هذا ولكن لن استطيع ان اصنع معه كما قال لي ريس الأنفار بل سوف أقول له ( انت اس البلاوي" انت سبب هذه الكوارث") . عزيزتي انت أتيت بآيات قرآنية وقمت بتفسيرها لكي يتوافق مع الموضوع الذي تطرحينه شيء جميل منك ولكن انت تعلمين ان الإسلام لا يعتد برأيك وحتي لو كنت رجلاً فايضاً لا يعتد برأيك الا إذا كنت من أهل العلم وطبعاً أهل العلم ها يكفروك لأنك "تبجحتي" وفسرت القران علي هواك. واذا كان تفسيرك يوافق هواهم يقول لك انها من الآيات المنسوخة. واذا أتيت بحديث يقولون لك بانه ضعيف. عرفت ياسيدتي كم يكون حقدي علي كريم.
صمنا وبكمنا
الدكتور محمد علي الخالد -تطرقت الكاتبه الى الحديث عن موضوع اجتماعي واخلاقي في مجتمعاتنا والتي نغض الطرف والتهرب من الحقيقه وذلك لاعتبارات تتعلق بالعادات والتقاليد والدين والزهو القومي الا وهي ظاهرة الاولاد اللذين يولدون من اناس لم يتم زواجهم شرعيا وتهرب المرأه اوالرجل من تبني الوليد الجديد الذي لا ذنب له كي يصبح ضحية العادات والتقاليد والمجتمع والدين ووصمة العار هذه لن تفارقه حتى في مماته وفي المحصله كل يفسر ويقرر وفقا لاجندته الدينيه او المجتمعيه والوليد الجديد هو الذي سيدفع ثمنا باهظا طيلة حياته ان ظل على قيد الحياه وعوده الى واقعنا الحالي فنحن في القرن الحادي والعشرين وعلينا النظر الى هذه الحاله طبقا لواقعنا الحالي ولا ننسى ان محمدا صلى الله عليه وسلم قال في حديثه سيأتي زمن على امتي يكون فيه القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار صدق رسول الله كلكم خطاؤون وخير الخطاؤون التوابون او ليس من حق الوليد البحث عن اب شرعي وهو الذي لم يكن هو خياره
رد على فول
عماد -الى الشخص المسمي نفسه فول على طول..ماعلاقة صورة الكاتب او الكاتبة بما يكتب او تكتب؟..هل انت تناقش الفكرة والموضوع ام تناقش صور الكتاب؟؟وعلى منوال ماسألت .. لماذا لم تكتب اسمك الحقيقي الا اذا كان (فول على طول) هو اسمك..
ردا على عماد
فول على طول -العلاقة بين صورة الكاتبة وما تكتبة علاقة وطيدة جدا جدا ..الكاتبة تتكلم عن حقوق المرأة وفى نفس الوقت تحجب صورتها ...لماذا ؟ لأنها تعتقد أن المرأة عورة والا كانت وضعت صورتها ...والتى تعتبر نفسها عورة لا تستطيع أن تتكلم حتى عن حقوقها وليس حقوق الأخرين .. ؟ بالتأكيد أنت لم تفهم ..والرد لن ينشر .
فول
,,,,,,,, -خالف شروط النشر
شكرا
nuha -شكرا على المعلومات القيمة