فضاء الرأي

مخيم اليرموك ضحية نيران داعش والأسد وحلفائه الفلسطيني

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لا أظنّ أنّ مذابح وقتل وتهجير حدث للشعب الفلسطيني بنفس الكمية والنوعية والأعداء كما يحدث في مخيم اليرموك على المدخل الجنوبي للعاصمة السورية دمشق. تعرضت مخيمات تل الزعتر وشاتيلا ونهر البارد في لبنان، ومخيم جنين في الضفة الغربية لعمليات قتل وذبح وتدمير هائل، والفرق بين ما جرى في هذه المخيمات وما يجري في مخيم اليرموك منذ أكثر من عامين، هو أنّ مذابح وكوارث المخيمات في لبنان كان أعداؤها واضحي الهدف والنية من حزب الكتائب& وجيش شارون، وكذلك ما عرف ب "حرب المخيمات" التي دارت بين شهر مايو 1885 و شهر يوليو 1988 حيث شارك فيها جيش حافظ الأسد وقوات حركة أمل في زمن قيادة نبيه بري والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة العامة، وكلهم توحدوا آنذاك لقتال ومواجهة قوات حركة فتح في زمن الرئيس ياسر عرفات، وكان الهدف واضحا وهو القضاء على أي وجود لحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقد قتل في هذه الحرب ما لا يقلّ عن ألفي لاجىء فلسطيني وتمّ تهجير ألاف إلى مخيمات الجنوب.

أما مجرمو حرب مخيم اليرموك،
من الصعب فهم تحالفهم واجتماعهم على هدف واحد وهو تهجير كامل لسكان المخيم، خاصة أنّ الأعداء الثلاثة يتبجحون إما بالهوية الإسلامية مثل داعش، أو يطبلّون ويغنّون للمقاومة والممانعة مثل نظام بشار الأسد وحليفه جبهة أحمد جبريل اللاشعبية لتحرير مخيم اليرموك. فما الذي جمع هؤلاء الأشتات الثلاثة على هدف واحد وهو محاربة المخيم وسكانه؟. لقد استعمل نظام بشار الأسد كل أنواع أسلحته بما فيها البراميل المتفجرة ضد المخيم بحجة وجود داعش و قوات من الجيش السوري الحر داخله. و داعش تدّعي أنّها تدخل المخيم في طريق زحف جحافلها نحو العاصمة دمشق. وقوات أحمد جبريل تقصف وتحارب المخيم بحجة قتال الإرهابيين من داعش وغيرها. والنتيجة الكارثية هي تهجير لغالبية سكان المخيم حيث لم يبق فيه أكثر من15& ألف فلسطيني يعيشون حياة كارثية بدون دواء وكهرباء ومدارس وكافة احتياجات المواطن اليومية.

والمستفيد الوحيد من هذه الكارثة الجماعية،
هو نظام بشار الأسد الذي وجدها فرصة ليضع اللوم والأسباب على إرهابيي داعش الذين ما عاد يشكّ عاقل في أنّهم صنيعة أسدية مالكية إيرانية، بدأوا في العراق بذبح المسيحيين وهدم كنائسهم وتهجير وذبح الإيزيديين وسبي نسائهم، ثم انتقلوا بسهولة وأمان كاملين إلى سوريا، ومنذ إعلان دولتهم المزعومة لتضم سوريا لم يطلقوا رصاصة واحدة ضد جيش بشار الأسد، الذي وجد من خلال إرهابهم فرصة كي يتحول انتباه العالم من جرائمه إلى جرائم داعش ، الذي هو أيضا لم يطلق رصاصة ضد أي موقع لداعش.

والموقف الفلسطيني إما العمالة أو التخاذل،
فجبهة أحمد جبريل مجرد فرع من مخابرات بشار الأسد تتحرك حسب أوامر هذه المخابرات، حيث مواقف أحمد جبريل غير وطنية منذ انشقاقه عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة الدكتور جورج حبش في عام 1969 وتأسيسه هذه الدكانة المخابراتية بإسم الجبهة الشعبية، القيادة العامة. وهذا ليس تجنيّا من طرفنا ضد أحمد جبريل، فإنّ كان "أهل القيادة العامة أدرى بشعابها" فلنتذكر أنّه في شهر أغسطس 2012 هدّدت قيادة أحمد جبريل في داخل الأراضي الفلسطينية بالإنشقاق عن القيادة في دمشق بسبب " مواقف أمينها العام أحمد جبريل المنحازة إلى النظام السوري ووقوفه إلى جانبه وتسليحه للعديد من شبان الجبهة والزج بهم في المشهد السوري الدامي" وقال آنذاك عضو لجنتها المركزية "شوكت حماد": ( إنّ القيادة العامة أنشئت من أجل فلسطين وما يقوم به أحمد جبريل يعبر عن قرارت منفردة بعيدا عن الرجوع إلى اطرها القيادية، وإذا أراد جبريل أن ينسحب من الجبهة فلينسحب). وكشف شوكت حماد أنّ ستة أعضاء من قيادة القيادة العامة استقالوا احتجاجا على مواقف أحمد جبريل.

ووموقف منظمة التحرير في رام الله،
لا يمكن فهمه سوى أنّه تخبط من كل شخص حسب مصالحه وارتباطاته. فالمنظمة أرسلت عضو لجنتها التنفيذية أحمد المجدلاوي أكثر من مرة إلى دمشق تحت غطاء "حل مشكلة مخيم اليرموك" وهي تعرف أن المجدلاوي في مواقفه من نظام بشار الأسد لا يختلف عن مواقف أحمد جبريل، وهو عندما يصل دمشق لا يصدّر أية تصريحات إلا الموالية لنظام الأسد حتى لو اختلفت عمّا يصدر من قيادة المنظمة في رام الله. وأوضح مثال هو تصريحاته في زيارته الأخيرة إلى دمشق قبل أيام قليلة وبعد اجتماعه مع قيادات مخابرات الأسد، إذ صرّح بأنّ قيادة المنظمة تؤيد الحل العسكري بقيادة الجيش السوري من أجل استعادة السيطرة على مخيم اليرموك. وفورا أعلنت منظمة التحرير في بيان رسمي صدر في رام الله بصفتها ممثل للشعب الفلسطيني في الداخل ودول الشتات "رفضها الإنجرار إلى أي عمل عسكري مهما كان نوعه أو غطاؤه"، ودعى البيان" إلى تغليب الحفاظ على دماء الشعب الفلسطيني والحؤول دون المزيد من الخراب والدمار في المخيم، وغلى ايجاد حلول أخرى أكثر سلمية للحفاظ على الفلسطينيين من التهجير".

وهكذا تستمر مذابح مخيم اليرموك،
بسبب صراعات وحروب لا دخل للقضية الفلسطينية بها، رغم انجرار عملاء فلسطينيين لخدمة أطراف في هذه الحروب والصراعات، والنتيجة مهما طالت أو قصرت حرب مخيم اليرموك فالنتيجة هي ألاف القتلى والمهجّرين وبالتالي لن يتبق من المخيم إلا الأطلال وعشرات الألاف في المنافي والشتات بدون الحد الأدني من أية حياة إنسانية.
www.drabumatar.com
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سؤال للدكتور أبو مطر
فول على طول -

الفلسطينيون هللوا وفرحوا جدا حينما احتلت الكويت بواسطة صدام حسين ورأيناهم يرفعون رايات النصر ..وياسر عرفات فى اجتماع جامعة الدول العربية لم يدين صدام وكان هذا ملفتا للنظر للغاية ...والفلسطينيون فى لبنان قاموا بتخريبها بعد أن أوتهم لبنان ومنحتهم فرصة الاقامة وفعلوا ذلك فى الأردن ..ومن مدة يخربون فى مصر وخاصة فى سيناء ...والسؤال أنتم الى من تنتمون ؟ ومن يقدر أن يتعاطف معكم بعد هذة التصرفات ؟ وهل كانت اقامتكم فى سوريا مجانية ؟ بالتأكيد أنا لا أوافق اطلاقا على قتل أى انسان ولكن مجرد سؤال .

خناجر سامه ملونه
الدكتور محمد علي الخالد -

سكان مخيم اليرموك في العاصمه السوريه ذات الاغلبية الفلسطينيه اللذين انتفضوا لنصرة اخوتهم السوريين اللذين انتفضوا ضد نظام دكتاتوري جثم على صدورهم لاكثر من خمسة عقود من الزمن ولقد مارس النظام واسياده في قم وعملائه في لبنان والعراق وبعض الفصائل الفلسطينية ابشع الاساليب وحشية من قتل وتدمير وتجويع بحق سكان المخيم وصمد ابطال المخيم واذهلوا العالم بصمودهم ورغم ذلك كله لم يتمكن القتله من كسر ارادة ابناء المخيم عندها لجأ النظام السوري الى مساعدة داعش وفسح المجال لرافعي البيرق الاسود داعش لاحتلال المخيم وبدعم منه ومن بعض عملائه الفلسطينيين والكل يتفرج على هو مأساة المخيم وخناجر سامه من جزار دمشق وقم وابو زميره وفصيل الخائن جبريل وداعش لتمزيق جسد الاخوة في مخيم اليرموك ولا احد يحرك ساكنا

مغالطات المقال
علي البصري -

اولا لماذا يتدخل الفلسطينيين في القضايا الداخلية للبلدان الاخرى وهم اصحاب قضية عادلة في كل مرة ينقلب الشر عليهم ،طيب داعش صنيعة الاسد وايران لماذا يهاجمون العراق المحسوب على ايران وقتلوا مئات الالوف منه ؟؟ لماذا يهاجمون لبنان ومواقع حزب الله ،والسؤال الاكبر بلغ عدد الفلسطينين الذين فجروا انفسهم في العراق اكثر من 2000 انتحاري لحد الان فماذا يبرر كاتب المقالة ذلك ؟؟؟؟؟ ان بين كل 5 فلسطيني احد يعمل للموساد فلا تتعجبوا عما يحدث .

هدي اعصابك هدي
jj -

استاذ احمد الأجابة لأنفعلك هذا جاوب عليها المعلق رقم ٢, مع احترامي للشرفاء من الفلسطينية سوريا ليسة الاردن او لبنان و بالعربي ما عندهم ياماما ارحميني و كما قلت لمحاربة الرؤوس الملوثة ما عليك الا بدوائهم من الدواعش و هذا ما جنتها الرؤوس الموبوءة في المخيم على انفسهم .

مثل عراقي
OMAR OMAR -

حال الفلسطينيين حال المثل " هم نزل وهم يدبج ع السطح" يااخي الغريب يجب ان يكون اديب.... ماشفنا من الفلسطنيين الا الخيانه والغدر الا ما رحم ربي

الاتشقاقات.
زبير عبدلله -

كان الجيش السوري قد تحرك لمناصره الفلسطينيين ,في الاردن1970,عندما قامت حركه الاسد التصحيحيه,اوعزوا الى الحيش السوري بالعوده,وواجه الفلسطينيين مسيرهم المرسوم,في تلك المرحله,في جميع مراحل تطور القضيه الفلسطينيه,كان من يقوم بالواجب عنهم,والفلسطينيين من قدموا التضحيات ,وكان المزيد من الدم والدموع ,لو تركوا الفلسطينيين لمصيرهم لكان افضل بكثير من الان.في عام1975وزعت وزاره الداخليه السوريه.امرا بالقبض على كل فلسطيني وتسليمه للاجهزه الامنيه, ووزعت مفارز عسكريه على جميع الطرقات في سوريه ,وكنت وقتها في الخدمه العسكريه,ورئيسا لمفرزه للجيش على طريق الحسكه_ديرالزور,طبعا كان الفلسطينيين هناك غير موجودين,لكن لعل وعسى يهرب احد الفلسطينيين من خلال هده المناطق الى العراق...بمجرد وصول الاسد الى الحكم ,تعامل مع اسرائيل في كل مراحل حكمه لضرب القضيه الفلسطينيه,التدخل في لبنان تم بالتنسيق الكامل مع اسرائيل ,وكانت الحركه الوطنيه اللبنانيه على وشك الانتصار,ضرب تل الزعتر,حرب المخيمات,كل ماتم في لبنان من صبرا وشاتيلا وغيرها,.واليوم هو نفس السيناريو,في اليرموك,لقطع الطريق على جميع الممانعين,على حاملي لواء الاسلام من قم الى انقره,الانخراط مع اسرائيل في محادثات سلميه وتحت اشراف الامم المتحده ,والملك سلمان,الملك عبدالله,والسيسي......

عمل اجرامي بحق الفلسطينين
برجس شويش -

ينسى كاتبنا القدير السيد احمد ابو مطر ان يذكر بان بشار بعمله الاجرامي وقتله للفلسطينين بهذه الوحشية وتشريدهم من مخيم يرموك له هدف اخر اهم مما ذكره السيد احمد ابو مطر الا وهو ارضاء قوى اسرائيلية عن هذا العمل الذي يقوم به ضد الفلسطينين وليوحي لهم بان الفلسطينين في مخيم اليرموك يتعاونون مع الارهابين وسيشكلون نواة للمقاومة وهذا ما سيشكل خطر على امن واستقرار اسرائيل في حال تمكنوا هؤلاء من السيطرة على دمشق. هو يحذر الغرب واسرائيل من مغبة زوال حكمه.