فضاء الرأي

عندما تفقد الكلاب هويّتها

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لو سألنا كلب عن هويّته لأجابنا على الفور:&

أتمنى أن أنبح كل يوم، أطارد الإناث من الكلاب، أحرس أصحابي من البشر، وأعيش حياتي بحرّيّة.

تتوق الكلاب إلى شريعة الغاب، يتحسّرون على قوانين الغابة التي سرقها البشر.&

لم تعد شريعة الغاب واردة، حكم عالم الحيوان البشر، فأفرغوه من محتواه، ثم أنشأوا جمعيات للرّفق به. تشبه إلى حد كبير جمعيات الدّفاع عن حقوق الإنسان.&

الكلب الذي يعيش ضمن عالمه الجميل ليس به حاجة لمن يدافع عن حقّه.

فقد الكلب في الغرب الكثير من الحيوانيّة، أصبح يعيش ضمن غرف المنزل، ويخضع لمزاج صاحبه، وسرت أمراض العصر عليه أيضاً، حيث يصاب بالإحباط، ونوبات الذعر، والاكتئاب،يتحكم الإنسان في رغباته الجنسيّة، وفي عدد أطفاله. وقعت الحيوانات تحت سلطة استبداد البشر، وبدأت تفقد حقيقتها.

كان كلب أميّ يعيش في قريّة سورّية قريبة من الصّحراء، أسمته "بيّوض" ربّته على الحريّة، والدلال، كان يفهم معنى الخطأ، وربما كان عدد كبير من كلاب قريتنا أبناءه أو إخوته. كان يغيب في الكثير من ليالي الصّيف باحثاً عن المتعة، ويأتي مع صديقاته إلى كرمنا، يأكلون العنب تحت جنح الظّلام، ثم ينام أمام باب المنزل، تستيقظ أمي، فلا يطلب منها شيئاً، يصدر أصواتاً ضعيفة كالمواء، تنظر إليه وتفهم الحكاية:

أتيت بهؤلاء إلى الكرم يا بيوض!&

أنت معاقب. اذهب واجلس هناك، ويذهب طائعاً، يجلس مترّصداً، يرغب في مصالحتها.&

غادرت أمي القريّة، وأصبح أبي يسافر إلى القريّة كي يأخذ له الطّعام.

مات بيوض حزناً، وماتت معه الأشجار التي كانت تعتني بها أمي.

كان بيوض يشمّ رائحتنا، ويأتي أمامنا قبل أن نصل إلى المنزل، يستقبلنا ضاحكاً، يمد يده ويسلّم علينا. استطاعت والدتي أن تعلّمه على الاحترام، والأدب، بينما عجزت عن تربيتنا مثله.&

كان كلباً حقيقيّاً، الكلاب المنزلية التي تشارك سكان المنزل الفراش ليست حقيقيّة.&

كان حرّاً، لم تربطه أمي بحبل، وعندما يرغب أن يصبح شارداً كان يستطيع فعل ذلك.&

&امتلك بيّوض قيماً وضميّراً حيّاً، عمل بتوصيات أمي لأنها هامّة ومفيدة.&

لا أرغب بالمقارنة بين كلبنا" بيّوض" وبقيّة الكلاب في الغرب.&

بيّوض لم يكن يحتاج لمنظّمة تدافع عن حقّه، فحقوقه محفوظة.&

جمعيات حقوق الحيوان وجدت من أجل الكلاب المربوطة، والحيوانات المسلوخة الجلود تماماً كمنظّمات حقوق الإنسان التي وجدت من أجل البشر المربوطين، والذين سلخت جلودهم، وهم يتقاضون أجراً على عرض الصّور المريعة للإنسان، ويتمنون أن يزداد الاستبداد كي يربحوا أكثر.&

العالم يتشكّل اليوم من المافيات التي تعيد تشكيل الإنسان المحارب، ومنها تغيير صفة البشر وتحويلهم إلى أرقام، والهدف هو جنيّ المال، وتعتبر منظمات حقوق الإنسان وحقوق الحيوان مافيات عالميّة هدفها " المال، والسّلطة"

مات في قريتنا الكثير من أبناء بيوض، وزوجاته، وإخوته، كما مات الكثير من أقاربنا، وأطفالهم، وباتت الأرض تشكو الظّلم. هكذا هو حال البشر اليوم...&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رؤية مختلفة
فول على طول -

فى الشرق السعيد نرى الكلاب والقطط هائمة على وجوهها فى الشوارع تبحث عما تقتات بة ومن الممكن أن يكون حيوان نافق أو قاذورات وتكون الكلاب والقطط مصدرا للخطر مثل العقر - العض - أو مصدرا للأمراض ..ربما تتمتع بحرية مطلقة وهذا صيح ولكن أرى أنها حرية منفلتة . ونحن نقتل الكلاب دون رحمة وتتعرض للأذى والضرب من الجميع ولا أعرف لماذا ؟ أما فى الغرب فان الحيوانات الأليفة وخاصة القطط والكلاب تربى فى المنازل مع أصحابها وتكون فردا من أفراد العائلة وبدون مبالغة وتحظى بالاهتمام والرعاية الطبية والنظافة والذهاب بها الى مصفف الشعر والى الطبيب وحين السفر يأخذونها معهم أو يودعونها أحد الفنادق أو جمعيات الرفق بالحيوان أو أحد الجيران ويدفعون لها التكاليف لحين العودة . والكلاب هنا فى الغرب تساعد مربيها فى حراسة المنزل أو المزارع أو تقود العميان فى الشارع وممكن تعليمها تطلب النجدة أو البوليس عند تعرض صاحب المنزل للخطر . وفى الغرب لا يوجد كلاب أو قطط ضالة فى الشوارع نظرا للاهتمام بها . هذا باختصار عن كلابنا وكلابهم حيث أننى شاهد عيان على الغرب والشرق . ولكن لا أعرف أيهما أفضل للحيوان ..أن يعيش فى الشارع أو فى منزل مسئول .

رائع
salam kaso -

وصف رائع , اصبت الهدف استاذة ناديا , شكرا

Dogs are domestic
Salman Haj -

Dogs have been domesticated for as long as we know. They prefer company of humans and living with them. They are friendly, loyal, express emotions with their eyes, sounds, and actions. They are intelligent and creative. They are extremely protective of the members of the household they live in Abd cares for them... I know because we owned dogs. The first was a fierce guard dog. We kept him on a leash during day time. The only non family member he allowed to pet him and feed him was Khadijah, the wife of a policeman who lived across the road. She was a gentle and kind woman, a pleasure to have for neighbor. She was Muslim. Each day late afternoon she came to our house, opened the gate, and went straight to the dog with a dish of food and fed the dog from her hands. It was quite a sight to see the friendship and bond that had developed between these two, a gentle woman and a fierce. Guard dog. We unleashed him in the evening and the first thing he did was go to my grandmothers house. He had to make a left turn, another left turn, a right turn, another left turn, a right turn, a left turn to get to the house. He would scratch at the door, and either my grandmother or my grand father came out and gave him a treat (a piece of food as desert). When I was 9 we gave him to a family of ARAB shepherds. The next dog was a mut (mixed breed) small size. He used to crack walnuts, hazel nuts, pistachios to eat the their meat. In the fall he used to climb the peach trees, we had several, and pick the best and the best ripe ones. We had to give him away when we moved to Baghdad. In the USA we owned a Siberian husky, joy to own and observe. The day he died at 15 we took to a veterinarian for cremation. I cried when we handed him and left the clinic. ... If you ask I prefer dogs, their innocence, their lack of guile and malice over many humans whose brutality is an offense to God, humans and animals. .. Denigrating a human by naming him a dog,