فضاء الرأي

أسرى التابوات

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


أمضينا خمسة عقود من عمرنا أسرى للتابوات الثلاثة // الدين والسياسة والجنس //، وبات هذا الثالوث من المحرمات يفقأ عيون حريتنا وفكرنا وانسانيتنا.
في الشرق لم تكن مضطراً لِتتذكر هراوة الشرطي القابع في رأسك لتبعد هذه الظنون "الآثمة" من كلامك وكتاباتك، فتصبح صوتاً مبحوحاً ككل الاصوات التي لم تصرخ لعقود من الزمن فتبلدت حبالها الصوتية وعندما ارادت ان تصرخ جاءت صيحتها مكتومة مقهورة.
في الشرق لم تكن بحاجة لتتذكر أن للحيطان اذان مخابراتية لتصمت، فكل من حولك يشبعك تلقيناً لمفردات القمع المشبعة به شخصيته، ولا يتوانى الجميع من الاشمئزاز من حوارات عن المحرمات الثلاث.
هكذا أمضينا أجمل العمر....
وهربنا إلى الغرب لنعيش ما تبقى من نذر العمر اليسير، لعلنا ننسى بحة صوتنا ونحّلق في فضاءات جديدة.... ولكن.
هنا في الغرب تتقلص التابوات الثلاثة لتصبح اثنتين // الدين والسياسة // ؟؟!!.
من المؤكد ان هذا الكلام صادم للكثيرين، وسيثير حفيظة المهاجرين القدامى الذين اصبح الكثير منهم "ملكيين أكثر من الملك " مع تعمق أعراض " متلازمة ستوكهولم " في اعماقهم.
في الغرب عندما تدخل المدرسة لتعلم اللغة الجديدة يستقبلونك بترحاب مبالغ فيه ومفتعل أحياناً، ثم تبدأ قائمة التعليمات والتحذيرات والممنوعات و... // التابوات //.
يمنع التحدث بالسياسة والدين واللون والمذهب والطائفة تحت بند "ملغوم " أن الجميع سواسية هنا، ولكن تحت هذه الممنوعات الملغومة تكمن نظرة دونية للمهاجرين، وهذه النظرة فيها من التعميم الخاطىء والظالم الكثير، فالغربي لايزال ينظر اليك على انك متخلف ولست مؤهلاً للاندماج إلا إذا تم " ترويضك " من قبله، فتجده مندهشاً عندما يعرف أن بين المهاجرين كتاباً و صحفيين و فنانين و مبدعين و اطباء ومهندسين، بالطبع هذا الامر لا ينبع من رؤيته واستخفافه بامكانياتنا بل هو ايضا ضحية للصورة المشوهة التي يقدمها الاعلام وفشلنا منذ قدوم أول المهاجرين و حتى الان في تقديم صورة حقيقية عن بلادنا وثقافتنا وحضارتنا.
لذا فاننا نجد المهاجر الجديد (( المهجّر )) يقع بين مطرقة الرؤية القاصرة من الغربي، وسندان القمع المتأصل في نفوس ابناء البلد الذين سبقوه بسنوات طويلة، فالغربي يطلب منه الاندماج بالمجتمع متناسياً أن هذا المفهوم الفضفاض لا يمكن تطبيقه من طرف واحد بل هو علاقة متكاملة تعتمد على تفهم الطرفين وتقبلهما لبعضهما البعض، ومن هنا كان الجواب صادماً لي عندما طلبت من المسؤولة عن دورة " المجتمع السويدي " بأن تمنح كل جنسية من الجنسيات المهاجرة وقتاً قصيراً لتعبر عن ثقافتها وعاداتها وتقاليدها لتصبح الفجوة بين السويدي والقادم الجديد أقل عمقاً، عندها قالت لي بحزم وحسم : (( لاوقت لدينا )) ؟؟!!!.
أما سندان أبناء البلد فهو يسعى لتجاوز مرحلة التأقلم الى ترويض قمعي وكأن التأقلم "كبسة زر " ليس إلا.... متناسين أن الحرب لاتزال تعيش داخل الناس ولم ولن تغادرهم بقرار قمعي ممن سبقوهم للغربة بكامل ارادتهم...
وبعد.....
يبقى التساؤل قائماً....
الى متى سنبقى أسرى التابوات؟؟
وهل سيسعفنا العمر لاستعادة صراخنا وحريتنا وهويتنا؟؟.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سؤال
لميس -

سؤال للكاتب : هل التابوات تشمل العلمانية العربية؟ فهي بالتالي من المحرمات المقدسات المطلقات النهائيات؟

الادماج القسري ثقافة
غربية ذات جذور مسيحية -

قال رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان التركي، "أيهان سفر أوستون"، إن:" أكثر من 5 آلاف طفل من أصل تركي في أوروبا، أخذوا من عائلاتهم، ومنحوا لعائلات مسيحية، دون الاستناد إلى حكم قضائي".ووصف أوستون هذه العملية بـ "الإدماج القسري"، معتبراً أنها لا يمكن أن تفسر بشكل آخر، طالما لم تتم بقرار قضائي، إذ تقوم الإدارات المسؤولة عن الشباب في الدول الأوروبية، بأخذ الأطفال من العائلات التركية، استنادا إلى "مبررات واهية"، وتسلمهم لعائلات مسيحية.أكد أوستون، على "قدسية" حق الولاية للأباء على أبنائهم، الذي هو من الحقوق الأساسية للوالدين، مشيرا إلى مخالفة هذه العملية، التي لا تتضمن أي بعد إنساني لحقوق الإنسان العالمية.أفاد أوستون، أن هؤلاء الأطفال يُنتزعون تماماً من بيئتهم وثقافتهم، ويُمنعون من لقاء والديهم، وضرب مثلا عن طفلة التقاها في ولاية "ساكاريا" بتركيا، لم تعد قادرة على الحديث بالتركية، حيث يفقد هؤلاء الأطفال لغتهم الأم، التي تعد من أهم العناصر المشكلة لشخصية الإنسان، في حين لا يمكن حتى الاستفسار عن وضعهم الديني.اعتبر أوستون أن منح الأطفال لعائلات تعتنق ديناً مختلفاً، أمر مخالف لحقوق الإنسان، وأشار إلى حكم محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، ضد منح طفل من عائلة مسيحية إلى عائلة من "شهود يهوه".وتساءل أوستون، عن سبب عدم منح هؤلاء الأطفال لعائلات مسلمة، بحيث تتم تنشئتهم في وسط ثقافي، قريب من وسطهم الأصلي، مؤكداً وجود كثير من العائلات المسلمة الناجحة في أوروبا.وأفاد أوستون، بتلقي لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان التركي، عددا كبيرا من الالتماسات من عائلات تركية تعيش في أوروبا، بخصوص هذا الموضوع، وأعلن أن اللجنة ستبدأ العمل على إيجاد حل هذه القضية.

تاريخ الادماج القسري
وجذوره الصليبية -

كشفت أحداث شارلي إيبدو عن حقيقة الفرنكفونية وشعارات الحداثة والتسامح والتعدد التي سوقتها آلتها الإعلامية والثقافية منذ عقود. فالعناوين الأساسية لرسالة المنظمة الفرنكفونية كما تقرها أدبياتها "احترام التنوع الثقافي واللغوي والسلام والتنمية المستدامة"، لم تستطع الصمود في أول اختبار لجوهر الفرنكفونية وحقيقتها المتوارية التي لم تنفع مساحيق المجاملات والمساعدات والولاءات من إخفائها. فمنذ التظاهرة التي حج إليها الأتراب والأتباع قصد الاحتجاج على الإرهاب الذي مس المجلة المغمورة، بدأت التصريحات والممارسات تتوالى في مواجهة مكشوفة ضد الإسلام والقيم الحضارية الإسلامية، واضطر أبناء الجالية للاختفاء أو التستر خوفا على حياتهم. هذا يحدث في بلد الأنوار الذي أزكمنا بعناوين الحداثة والحرية والديمقراطية. هل يبدو الأمر جديدا؟. لا نعتقد ذلك فلفرنسا الاستعمارية بثوبها القديم/الجديد تاريخ من الهيمنة والتسلط السياسي والثقافي على شعوب المستعمرات السابقة. "فقيم التضامن لصالح التنمية، واحترام التنوع الثقافي، ودولة القانون والحق، والسلام والديموقراطية، لا تعدو كونها لافتات تستعمل حين الحاجة لفرض نموذج قيمي أو سياسي معين. ففرنسا استنزفت وما زالت تستنزف خيرات الدول الإفريقية ومن أجل ذلك خاضت وتخوض حروبا في كل الجهات، وهي كذلك التي تدافع عن الأحادية اللغوية في بيتها وعن التعدد في غيرها، وهي التي ساندت الاستبداد والطغيان باسم الحداثة والعلمنة، وما النموذج التونسي عنا ببعيد، كما تفننت في خلق الصراعات الإقليمية والجهوية بين الدول والأنظمة ". وربما ننسى سريعا النماذج التي تتراءى لنا بين الفينة والأخرى والتي تثبت أن الشعارات المرفوعة للتسويق الإيديولوجي تخفي وجه التسلط ورفض الآخر واحتقاره والإجهاز على مقومات الذات الوطنية، والذي تجلى في أبشع صوره في الأدبيات الاستعمارية الفرنسية القائمة على استئصال الوجود الهوياتي الوطني والتي مازالت تحتفظ براهنيتها. فقد ذهب (بول مارتي) في كتابه المنشور سنة 1925 إلى ".. أن كل تعليم للعربية، وكل تدخل من الفقيه، وكل وجود إسلامي، سوف يتم إبعاده بكل قوة؛ وبذلك نجذب إلينا الأطفال البربر عن طريق مدرستنا وحدها، ونبعد، متعمدين، كل مرحلة من مراحل نشر الإسلام". و يقول (دي روفيكو): " إني أنظر إلى نشر تعليمنا ولغتنا كأنجع وسيلة لجعل سيطرتنا في هذا القطر (الجزائر) تتقدم في إحلال الف

بخلاف التنوع الاسلامي
ادماج مسيحي قسري مريع -

بعد سبع سنوات من الاستيلاء المسيحي على غرناطة، كان الملكان الكاثوليكيان قد زارا المدينة واسترعى انتباههما أن السكان كانوا مستمرين في ارتداء ملابسهم التقليدية، وبلغهما أنهم ما زالوا مسلمين، فقررا أن يتم إجبار السكان على تغيير الملابس ولغة التخاطب والديانة والعادات، وعهدا بالمهمة إلى الكاردينال ثيسنيروس. وقبل محاكم التفتيش عمدت السلطات الجديدة إلى تنصير الأعيان والخاصة ليكونوا نموذجا للعامة، ثم الانتقال بعد ذلك إلى السرعة القصوى في عملية الإدماج القسري.. وأخضع لهذا المسلسل كل من المسلمين واليهود. وعبر ذلك المسلسل تكونت حالة الموريسكي، أي المسيحي الجديد الذي كان مورو ولم يعد مدجنا أي موديخر . وأطلق على المسلمين لفظ الموريسكي وعلى اليهود الذين تنصروا لفظ مارانو أي الخنزير. وانتشرت الظاهرة الموريسيكية في كل من بلنسية ومورسية فضلا عن غرناطة. واستعملت في مسلسل الإدماج كل الأساليب بما في ذلك نقل جزء من الساكنة الموريسكية إلى أقاليم أخرى، وكذا نقل جماعي لسكان من أقاليم شمالية إلى غرناطة وأحوازها، إذ تم نقل غاليسيين مثلا إلى غرناطة. ولغرس عادات غذائية متطابقة مع ما هو منتشر في الأقاليم المسيحية القديمة، تم إنشاء ورش كبير لتجفيف لحم الخنزير وذلك في موقع تكثر فيه التيارات الهوائية، اختص بإنتاج أحد أفضل أنواع الخامون. وهو موقع يوجد في الطريق ما بين غرناطة ولانخارون. وفي ذلك المكان يوجد نهر صغير يقال إنه في فترة حرب البشرات كان لونه قد تحول إلى أحمر، لكثرة الدماء التي أسالتها تلك الحرب وتدفقت هناك. ومن الأساطير التي تداولها العامة أن تلك الدماء كانت تتخذ مسارين متعاكسين، دماء المسيحيين تتجه شمالا علامة على أنها تذهب إلى فوق لتنتهي في الجنة، بينما دماء الموريسكيين تتجه جنوبا كعلامة على أنها تذهب إلى تحت لتنتهي بطبيعة الحال في جهنم.؟!!!!!

غريبة
كلكامش -

لاادري كم سنة امضاها الكاتب في الغربة ليستنتج هذه الحكمة لكني اود ان اهمس في اذنة مع اعتزازي له بالموفقية واقول فقط واشدد على كلمة فقط العرب عامة والمسلمين خاصة هم الوحيدين المتذمرين من الغربة وطبعا لايعجبهم العجب فهم يهربون من بلاد يقولون عنها ظالمة وينتقدون بلاد يزحفون على بطونهم كي يصلوها وبالطبع هذا ناتج عن عدم استطاعتهم الاندماج بسبب التعاليم الدينية لذا تراهم يعيشون التناقض ما بين ثقلفتين او حضارتين واطلب من الكاتب مشاهدة كل الاجناس وهم لايعانون هذه العقده لانهم ببساطة يطبقون ثقافة مافي البيت على سلوكهم خارجة

الى الدواعش التركية
رقم 2,3,4 -

الى الدواعش التركية رقم 2,3,4 ومادا عن اكثر من مائتي الف طفل ارمني 200,000 تم استتراكهم واستكرادهم وعددهم الان اكثر من خمسة ملايين ارمني مستكرد او مستترك مسلم 5,000,000 اثناء الابادة الارمنية والمسيحية 1915-1923 وهؤلاء هم الاطفال الارمن فقط ماعدا الاطفال اليونان والاشوريين الدين اجبرو على الاسلام من قبل المجرمة( اديبة خالد) الدراع الايمن للدكتاتور مصطفى كمال وهؤلاء الاطفال الدين تتحدثون عنهم وتزعمون اكاديبكم من يقول انهم ليسو من الاطفال الارمن والاشوريين والسريان الدين اجبرو على الاسلام واطفال الاقباط في مصر ايضا يخطفهم المسلمون وفي التاريخ جيش الانكشارية التركي كلهم اطفال مسيحيون خطفهم الاتراك وفتحو بهم البلقان واربعة عشر قرن 1436 والمسلمون يخطفون المسيحيون والان داعش وبوكو حرام مثلا الان يخطفون المسيحيين ويجبروهم على الاسلام

السيد كلكامش
عصام حداد -

أود ان آوضح لجنابك الكريم وألفت انتباهك الى ان الآخوة المسيحيين العراقيين هم من اكثر الجاليات الناقمة على وضعها في السويد وهي بعيدة كل البعد عن الاندماج في المجتمع السويدي،حيث كنائسهم خاصة،،،فالسريان لهم كنائسهم لا يدخلها إلا السريان ،هذا ينسحب على الكلدان والآشورييين بشقيهم الشرقي والغربي،اما نواديهم ومقاهييهم فروادها ١٠٠٪ من تلك الجالية،أما زيجاتهم فتكاد تكون كلها من نفس الدين بل من نفس المذهب والقومية،،هذه الحالة إن دلت على شيء فتدل على ان ثقافة المجتمع لا يتحكم بها الدين لوحده بل يتحكم بها اكثر من سبب وأهمها العادات والتقاليد،فالمجتمع العراقي بمختلف اديانه وقومياته وبغالبيته العظمى تجمعه ثقافة واحدة لذلك ترى أغلب المسلمين (العراقيين)لم يندمجوا بمجتمعهم الجديد حالهم حال المسيحي او الصبي او اليزيدي ،،،

سيد عصام حداد
كلكامش -

كل المسيحين والايزيدين والصابئة والمجوس والهنود ناقمين على المجتمع السويدي او الغربي سو ف اتفق معك لكنهم لايكرهو او يضمروا حقدا علية لان كتبهم متسامحة ومتصالحة معهم ومع الاخرين عكس المسلمين اللذين تملي كتبهم الدينية او شعائرهم بتكفير كل صليبي او كل مسيحي او كل غربي وكل الاخرين ومن منطق ان لا يولي عليكم الا من دينكم وهنا بيت القصيد , اذن الموضوع شتان ما بين انسان ناقم لتبدل ظروفة الاقتصادية او الاجتماعية لكنه لايكره وهو حق مشروع وبين ان يتربي منذ صغرة بثقافة ان الغرب كافر و محاربتة حق وهنا الفرق واضح واتمني ان وصلت الرسالة