حلول مبتكرة لمقاومة التطرف والإرهاب (31)
الثورات العربية التي ننتظرها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أثناء أحداث ثورة 25 يناير في مصر كتبت عدة مقالات نشرتها فيما بعد في كتاب بعنوان "ثوار وبلطجية وفلول وطعمية" والحمد لله لا تزال معظم نسخ ذلك الكتاب في منزلنا العامر بالقاهرة! وأحد المقالات التي كتبتها ونشرت في الكتاب وندمت عليها فيما بعد كان مقالا بعنوان "ثورة مصر أعظم ثورة في التاريخ" ولكي أخفف شعور الندم وتأنيب الضمير على ذلك المقال كتبت فيما بعد مقال بعنوان "الشعب يريد تغيير الشعب" ويمكن قراءته انقر هنا.
عندما قامت الثورات العربية أطلق عليها ظلما بواسطة الإعلام الغربي "ثورات الربيع العربي" رغم أنها حدثت في الشتاء!! وكان شعار تلك الثورات : "الشعب يريد تغيير النظام" و "الشعب يريد إسقاط النظام" وبالفعل نجحت تلك الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن في إسقاط الأنظمة، ولم تسقط الأنظمة فحسب ولكن سقطت أيضا القوانين بل وسقطت هيبة الدولة وتحولت الحرية إلى فوضى وتحولت الديموقراطية إلى طائفية ومذهبية، وعندما سقط النظام لم يستبدل بنظام آخر، وعكس النظام لغويا هو الفوضى، وسخر الناس من مقولة للرئيس المصري حسني مبارك :"انا أو الفوضى" وأشك تماما بأن مبارك قال هذا، وسواء كان قالها أم لم يقلها، فقد أتضح أن تلك المقولة أصبحت حقيقة، واصبحنا نرى أناس يحتلون الميادين ويقطعون الطرقات للمطالبة بتعيين أبناءهم في وظائف حكومية أو يقومون بضرب رؤساءهم أو يقومون بإحتلال مكاتب مجلس إدارة شركة أو يقومون بقطع خطوط السكك الحديدية من أجل تحقيق مكاسب فئوية أو يقومون بقتل مشجعي الفريق المنافس في كرة القدم أو يرفض رجال الإسعاف في الإستجابة لنداء الإسعاف أو يقوم بعض الناس بضرب الأطباء لأنهم فشلوا في إنقاذ مريض لهم ناهيك عن العصابات التي توقفك في الشارع للسلب والنهب أو إختطاف إبنك للمطالبة بفدية، والقائمة طويلة وظهر جليا للجميع أن أي نظام أيا كان فساده وفشله وظلمه هو أفضل كثيرا من "اللانظام" وأفضل كثيرا من الفوضى، وليست تلك "الفوضى الخلاقة" التي دعت لها كونداليسا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس بوش الإبن ولكنها الفوضى المدمرة، وفي ظل تلك الفوضى المدمرة ظهرهناك خياران: اللجوء لحماية أقوى القوى السياسية والعسكرية مثل المفاضلة بين حكم العسكر وحكم الأخوان كما هي الحالة في مصر، أواللجوء إلى أحضان الطائفية والمذهبية كما هي في حالة سوريا والعراق واليمن وليبيا.
وبعد أن كان هتاف "يسقط... يسقط حكم العسكر" هو هتاف يومي في ميدان التحرير في مصر ظهرت نداءات تقول :"نحن نبوس أقدام العسكر لكي يحكمونا مرة أخرى" وظهر السيسي مرة أخرى ليقوم بدور البطل المنقذ الذي أنقذ مصر من حكم المدنيين الفاشلين سواء كانوا ثوار 25 يناير الذي فشلوا في تكوين إئتلاف واحد يمثلهم أو في فشل البرادعي وجمعية التغييرثم نفذ بجلده بعد مأساة رابعة أو في حكم الأخوان الذين فشلوا في التعامل مع كل فئات المجتمع وفي النهاية ثبت أن العسكر هم أكثر إنضباطا وأكثر جدية في الحفاظ على وحدة الوطن وأنهم أفضل "الوحشين" . وحتى يعرف المدنيون كيف يحكمون أنفسهم أقول كل ثورة وأنتم طيبون.
....
&وفي أول أنتخابات برلمانية حرة بعد ثورة 25 يناير في مصر فاز الإسلام السياسي في مصر بإكتساح وحصد أكثر من 70% من المقاعد، وفي الإنتخابات الرئاسية كان أمام الناس خيارين: الإخوان ممثلا في الدكتور محمد مرسي، والعسكر والنظام السابق ممثلا في أحمد شفيق، وفاز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة بأغلبية ضيئلة مثلما يحدث في أنتخابات أمريكا وأصبح أول رئيس جمهورية مدني منتخب، ولكن خصمه كان يعرف بلده كثيرا لذلك بعد أن هنأ الدكتور محمد مرسي على فوزه حزم أحمد شفيق أمتعته وهرب مع أسرته إلى الأمارات ومازال مقيما هناك، وكان على حق فقد بدأ تلفيق التهم إليه واحدة تلو الأخرى، ولا يزال على قائمة المطلوب القبض عليهم فور وصوله للقاهرة، وتخيلوا معي هذا المشهد العبثي، المرشحان اللذان حصلا على أعلى الأصوات في أول إنتخابات رئاسية حرة في الجمهورية المصرية أحدهما يقبع في السجن وعليه حكما بالإعدام لأنه هرب من المعتقل والآخر سوف يتم القبض عليه فور وصوله للقاهرة هذا إذا فكر في العودة.
فماذا حققت الثورات العربية إذن بخلاف الفوضى المدمرة؟ أعتقد أنها كشفت الشعوب العربية على حقيقتها للعالم وعرف العالم أن تلك الشعوب هي عبارة عن مجموعة متنافرة كانت قبائل متناحرة في عهد ما قبل الإستعمار وأصبحت دولا في عهد الإستعمار ثم عادت قبائل متناحرة مرة أخرى بعد عهد الإستعمار، وعرفنا أيضا أن الديموقراطية لا تحدث فقط بصندوق الإنتخابات البلاستيك الشفاف وعرفنا أيضا أنه من السهل على الشعوب الغير متحضرة أن تحسب أن الحرية هي الفوضى، وأنها تريد الإستمتاع بحريتها دون تحمل مسئولية تلك الحرية، وعرفنا أيضا أن مفهموم الدولة لدى الشعوب الغير متحضرة مفهوم مصطنع وأن الكثير من أفراد تلك الشعوب يفضلون أن يكون إنتماؤهم إلى الدين أو المذهب أو الطائفة أو العرق أو القبيلة أو العشيرة عن أن يكون إنتماؤهم للوطن والدولة، لذلك كان مستغربا في دولة مثل مصر وهي أقدم كيان دولة في التاريخ، أن يبدأ رئيسها الدكتور محمد مرسي بأن يخاطب المصريين بقوله : "اهلي وعشيرتي" ، وقد عرفنا أيضا أن الثورات العربية أنتجت جيلا جديدا من الإرهابيين أكثر عنفا وأكثر قتلا، ولقد عرفنا وعرف العالم ذلك ولكن هل ياترى عرفت الشعوب العربية أنفسها ؟ وهل نظرت جليا للمرآه؟ أنا أعتقد أننا ما زلنا نعيش في وهم المؤامرة، فمؤيدي الثورات العربية يقولون أن المؤامرات الأمريكية والصهوينية أجهضت الثورات العربية في مهدها ومعارضو الثورات العربية يقولون أن تلك الثورات كانت مؤامرة أمريكية غربية، وصدق باراك أوباما عندما قال مؤخرا في مقابلة له مع قناة العربية الفضائية: "الأمريكان دائما منتقدين في الشرق الأوسط، إذا تدخلنا في شئونكم للمساعدة قيل لنا لماذا تتدخلون؟ وإذا لم نتدخل للقضاء على داعش وتركنا لكم الأمر قيل لنا لماذا لا تتدخلون؟".
...
ولكم ما علاقة كل هذا بالحديث عن الإرهاب؟
لقد كنت مغرقا في التفاؤل عندما شاهدت نهوض الشعب المصري للقضاء على نظام حكم مبارك بطريقة سلمية وبعدد محدود من الضحايا مقارنة بثورات أخرى، وكنت أعتقد أنه بإقامة نظام ديموقراطي حديث مثل دول العالم المتقدم سوف يقودنا للحاق بتلك الدول، وسوف يقضي تلقائيا على الإرهاب، ولكن الأيام أثبتت لي بأن الوصول على بداية طريق التقدم هو طريق طويل جدا ولا بد وأن يمر بمراحل قاسية ولا بد أن تحاول الشعوب بتحقيق الثورات الحقيقية وهي الثورة على النفس والثورة على الموروث المتخلف والثورة على الفوضى والثورة على الفرقة ويجب على تلك الشعوب أن تعرف بأنها إذا أرادت أن تعيش عيشة محترمة وتنشأ أوطانا محترمة فيجب عليها إحترام المواطنة وإحترام كيان الدولة وإحترام الجيش الموحد للدولة، وعليها أن تعرف أن الوطن هو البوتقة الجميلة التي يجب أن يعيش ويتعايش داخلها المسلم والمسيحي، السني والشيعي، الكردي والعربي، الأبيض والأسود، الرجل والمرأة، الصحيح والمقعد، الفقير والغني، القوي والضعيف، والكل متساو في الحقوق والواجبات، وإذا لم نعرف كيف نتعايش فقل على الوطن السلام بل وقل "أهلا بالإرهاب"
Samybehiri@aol.com
&
التعليقات
اللوم على أنظمة الاستبداد
فرات -لماذا اللوم تلقونه يا ليبراليين لؤما على الشعوب وليس على الأنظمة التي رفضت اي شكل من أشكال الإصلاح والسماح بالمشاركة الشعبية عبر الأحزاب والتنظيمات لو ان هذه الأنظمة فعلت ذلك بوقت نفسها وأوطانها وشعوبها شر الخراب والدمار ولكن لانها أنظمة فاسدة وقامعة فلما حصل نوع من الحراك الشعبي السلمي من اجل الإصلاح جابهته تلك الأنظمة المستبدة بالقمع والقتل وصار شعارها نحن او الفوضى وأما نحكم او نحرق البلد ان ما حصل ويحصل بدول الربيع العربي نتيجة للاستبداد ولا زالت الدكتاتورية تحاول بكل الطرق العودة الى السلطة مهما كانت التكلفة ملايين المهجر وعشرات الألوف من الضحايا كما في سوريا ، ان اللوم يقع على الأنظمة التي رفضت إيجاد آلية لانتقال وتداول السلطة بشكل سلمي يقي البلاد من شرور الفوضى والخراب
اللبراليين المصريين
خدامين سيادة البيادة -اللبراليين في منطقتنا وخاصة اللبراليين المصريين من خدام الاستبداد وخدامين سيادة البيادة او بوت العسكر. فلا نستغربن منهم الاساءة الى الشعوب التي ثارت ضد استبداد أحزب العسكر الحاكم في اكثر من بلد وقد صدعوا أدمغتنا بالغناء للديمقراطية التي بشرت بها امريكا وبعد ان فاز بها ممن يكرهون صدعوا أدمغتنا ثانية بهجاء من جاءت بهم الديمقراطية وقد وجدوا فيهم اعني الإسلاميين. ما سيهدد اُسلوب حياتهم المتلفت من كل قيمة اخلاقية عاوزين كما عبر احدهم يقعد في البلكونة بالفانله الكت والمدام بقميص النوم ويشربوا بيرة ؟! ولذلك سارعوا الى الاصطفاف مع العسكر هم والكنيسة التي يعشقونها ما تعرفش ليه مع ان اغلبهم ملحدين لا دين لهم يا اخي من اجل اجهاض اول تجربة ديمقراطية وقالوا في خصومهم كل ما في قاموسهم من قباحة وافتراء وإفك وراحوا يتساقطون لهم الهفوات والآن وبعد ان تمكن العسكر ابتلعوا البائدة وامتنعوا عن نقدهم مكتفين بالطبل والزمر لهم تمجيدا كاذباً ونفاقاً فاضحا ثم يلمون الشعب ولاد الذين ؟!
نقول تاني وتالت ويارب
سمسم بيه يفهم ؟! -ان ما يسمى الارهاب يا سامي بيه انما هو في حقيقته صناعة الانظمة العربية القمعية لضرب مكونات الامة بعضها ببعض مسلمين بمسيحيين سنة بشيعة لضمان استمرارية هذه النظم القمعية وشغل الامة عن المطالبة بالاصلاح والمشاركة في السلطة والثروة والمستقبل و لذلك نلاحظ ان هذه الانظمة القمعية لا تقضي على ما يسمى الارهاب وانما تحاول ادارته ما امكن للاستفادة من استمراره فتحافظ على قدر من العنف والتوتر داخل المجتمع لحساباتها الخاصة باستمرارها في السلطة غير عابئة لما يحصل للاوطان والشعوب ولو كشف الغطاء عن ملفات المخابرات والمباحث لتعجبت من وجود مثقفين من كل اتجاه ومشايخ وقسس ورهبان يشاركون في تصنيع وتخليق هذا الارهاب والعنف وهذا ما كشفت عن اجزاء منه ثورة 25 يناير وقد فزعت سلطة العسكر في مصر من اتحاد المصريين مسلمين ومسيحيين واصطفافهم في مشهد قل نظيره من اجل وطنهم بعيدا عن الاصطفاف الديني اوالمذهبي فعلمت على تمزيق هذا الاصطفاف ما وسعها لمنعه وكانت ستمنعه لو كان الفائز بالانتخابات علماني او ليبرالي ولكنه وطني لان العسكر لن يتركوا امتيازاتهم وغنائمهم التي تحصلوا عليها من حكم مصر ورموا ببعض فتاتها على موائد المثقفين لن يتركوا الحكم بسهولة ولذلك تراهم قد التفوا ناحية اللبراليين والعلمانيين بعد اجهازهم على الاسلاميين فهل تعقلون هذا ام انكم جزء من هذه اللعبة ؟
الخلاصة
فول على طول -جاء فى الفقرة الأخيرة ما يلى : وهي الثورة على النفس والثورة على الموروث المتخلف والثورة على الفوضى والثورة على الفرقة ويجب على تلك الشعوب أن تعرف بأنها إذا أرادت أن تعيش عيشة محترمة وتنشأ أوطانا محترمة فيجب عليها إحترام المواطنة وإحترام كيان الدولة وإحترام الجيش الموحد للدولة، وعليها أن تعرف أن الوطن هو البوتقة الجميلة التي يجب أن يعيش ويتعايش داخلها المسلم والمسيحي، السني والشيعي، الكردي والعربي، الأبيض والأسود، الرجل والمرأة، الصحيح والمقعد، الفقير والغني، القوي والضعيف، والكل متساو في الحقوق والواجبات، وإذا لم نعرف كيف نتعايش فقل على الوطن السلام بل وقل "أهلا بالإرهاب" ..انتهت الافقرة . اتلحقيقة يا استاذ سامى هذة هى الخلاصة ولكن لدى الذين امنوا موروث متخلف عفن وعنصرى مقيت ولن يمكن القضاء علية ولذلك سوف تبقون فى الذيل دائما الى أن تأكلوا أنفسكم وتستريحوا ويرتاح العالم منكم وأعتقد أنكم بدأتم بذلك الان ..اتعشم أن يكون سريعا . تحياتى .
يا سلام على العبقرية
فول على طول -شايف يا عم سامى طلع أن الليبراليين خدامين البيادة والعسكر وأن سبب الغوغائية هو الحكومات القمعية مع أن الغوغائية ظهرت بعد زحزحة الأنظمة القمعية لكن عبقرى زمانة يرى العكس . وأن سبب الغوغائية هو الراجل أبو فانلة بيشرب بيرة فى البلكونة ومعاة مراتة بقميص النوم - ازاى عرف أنة بيرة ..أنا مش عارف ؟ - وسبب الغوغائية هو تضامن الكنيسة مع العسكر وانضمام القسس والرهبان للمخابرات الكافرة ..ويبدو أن القسس والرهبان هم الذين أشعلوا الحرائق حتى فى كنايسهم ..شايف العبقرية يا سمسم ؟ واتضح أن الارهاب من صناعة الأنظمة القمعية ..خلاص يا عم سامى تلم أوراقك وكفاية كتابة ..صدعتنا بمواجهة الارهاب ولكن عبقرى زمانة لخصها فى تعليقات معدودة .
ثورات الخريف العربي
متابع--خليجي -مع الاسف بدل ان ينهضوا---بعد ازالة الديكتاتورية--اصبحوا لعنة على دولهميقتلون بعضهم ويدمرون بلدانهم---والسبب الفكر الديني المتشدد الاحمقهو متى كان دخول المشعوذين بلدا -ثم اصبح متطور وراقي ومتسامحمستحيل---لان التراث الديني متخلف
قال الفرعون الجديد
بكره تشوفوا مصر -وبوكرا تشوفو ماسر قد حباية الرز ههههههه
يا سلام
متابع -يعني لان الثورات الربيع العربي لم تأتي على هواكم بقت خريف ومعرفش ايه ؟!
لاوجود لثورة حقيقية إلا!؟
مجاهر بالحقيقة -لا توجد ثورة يمكن أن تعود بالفائدة على دويلات الوطن العربي، ويكون لها بالتالي الدور الحقيقي المساهم في التقدم، إلا الثورة التي تقصي الدين عن واجهة الأحداث، وتجعله فرضاً علاقة شخصية أو جماعية خاصة بين الإنسان وبين من أو ما يؤمن به. طالما أن رجال الدين والمؤسسات الدينية تتدخل في السياسة فلا معنى ولا قيمة لأية ثورة .
الى المجاهر بالكفر 9
كان غيرك اشطر -لا احد يستطيع اقصاء الدين الاسلامي من الحياة ان هذا الدين شديد متين ومحفوظ من رب العالمين
الميلامين خفيف ومتين
جاك عطالله -الى رقم 10 ياواد بتضحكنى قوى كلمة الدين المتين بتفكرنى باعلان انا الميلامين خفيف ومتين- المتين ده متين فى الارهاب والتخلف وخفيف العقل