ليبيا تفجر الخلافات بين الجزائر ومصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جرت محاولات جزائرية كثيرة بهدف لعب دور الزعامة في المغرب العربي، ومنطقة شمال افريقيا بوجه عام. وقد لوحظ ان القيادة السياسية الجزائرية قد وضعت من بين أهداف سياستها، في المنطقة، العمل على لعب الأدوار الأولى بالنسبة لمختلف القضايا والأزمات التي تعرفها المنطقة دون إيلاء كبير اهتمام لمواقف الدول الأخرى، التي ترغب في ان تضعها في موقع مكمل لدورها، في أحسن الأحوال، متى استحال عليها تهميشها وإبعادها من مواقع القرار والتأثير في الأحداث. وفي هذا السياق، حاولت الجزائر التأثير على قرارات الدبلوماسية المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل ملفت للانتباه في مختلف المحطات السياسية والقضايا التي تعرفها المنطقة، ويمكن فيها لمصر ان تلعب دورا ما. غير ان محاولات القيادة الجزائرية لم تؤد الى قطف الثمار المرجوة من سياساتها، خاصة بعد ما تم احباط المحاولات التي قامت بها من أجل دق إسفين الفرقة والتنازع بين المغرب ومصر، في موضوع النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، بفضل يقظة وتبصر القيادتين المغربية والمصرية اللتين تدخلتا، بالطريقة المناسبة، وفي الظروف الملائمة، حرصاً على الانطلاق مما هو جوهري في العلاقات بينهما. وبذلك تم تجاوز سحابة فتنة أطلت برأسها في العلاقات بين المغرب والجزائر، والتحرك على أرضية التفاهم السياسي القائم على الاحترام المتبادل وعدم الإساءة الى أواصر الصداقة التاريخية العميقة بين الشعبين، على عكس ما خططت له القيادة الجزائرية، بوعي وسابق إصرار، وان كان ذلك عبر عدد من المناورات والطرق الملتوية التي تم كشفها في حينها فأسدل الستار على كل سوء تفاهم يمكن ان تكون له عواقب غير محسوبة على العلاقات بين المملكة المغربية التي بَاركت التغيير السياسي العميق الذي شهدته مصر بعد الإطاحة بنظام جماعة الاخوان المسلمين، وبين مصر العربية التي لم تكن لتميل في يوم ما لدعم سياسات تفتيت الأوطان والنيل من الوحدة الترابية للشعب المغربي.
لكن يبدو ان الجزائر التي ترغب في الاضطلاع بالدور الاقليمي المؤثر، بل والمحدد، لتوجهات عدد من الدول التي تنظر اليها بنوع من التعالي، لم تيأس في مساعيها لتحقيق هذا الهدف الذي يبدو انه يشكل أولوية الأولويات في سياستها الخارجية تجاه المنطقة فأعادت الكرة، من جديد، مع مصر لكن هذه المرة بخصوص ملف الأزمة الليبية التي أصبحت عقدة التناقضات، في منطقة شمال افريقيا والعالم، خاصة بعد تمدد تنظيم داعش الإرهابي وسيطرته على عدد من المناطق الليبية خلال الشهرين الأخيرين والذي من الواضح ان ائتلاف فجر ليبيا الذي يضم مليشيات مسلحة متطرفة والحكومة التابعة لهذا الائتلاف قد لعبوا دورا كبيرا في عرقلة مسار حكومة عبد الله الثاني المعترف بها دوليا.&
هناك إذن قضيتا خلاف أساسيتان بين القاهرة والجزائر بخصوص الازمة الليبية:
اولا، الموقف من حكومة طرابلس غير الشرعية وبرلمانها المنتهية ولايته، والمتمرد على نتائج الانتخابات التي جرت في البلاد حيث تم تشكيل برلمان جديد وحكومة مؤقتة تحظى بالشرعية الدولية. ففي الوقت الذي تدفع فيه الجزائر نحو التوصل الى حل تلعب فيه حكومة طرابلس المدعومة من مليشيات فجر ليبيا وغيرها من الجماعات الاسلامية المسلحة المتطرفة، دورا ما، ترى القاهرة انه لا مجال لأي تعاون مع تلك الحكومة وبرلمانها على اعتبار ان وراءهما قوى إقليمية وضعت نصب أعينها اعادة الاعتبار للمشروع السياسي الإخواني الذي تلقى خلال السنتين الماضيتين ضربات قاتلة وخاصة في مصر بعد الإطاحة بنظام الاخوان المسلمين.
ثانيا، الموقف من أي تحرك إقليمي ودولي لدعم شرعية الحكومة المؤقتة والبرلمان المنتخب وتمكين الجيش الوطني الليبي، بقيادة خليفة حفتر، من الدعم العسكري الضروري لدحر تنظيم داعش الإرهابي وإعادة بسط سيادة الدولة على مجمل المناطق الليبية التي تقع في الوقت الراهن تحت سيطرة عدد كبير من المليشيات المسلحة التي تفتقد لأي مرجعية وطنية حقيقية. فالجزائر، على هذا المستوى، ترفض اي تحرك عسكري إقليمي او دولي في ليبيا تحت اي ظرف من الظروف، وان الحل لا يمكن الا ان يكون ليبيا داخليا، بينما ترى القاهرة ان المخاطر التي تهدد استقرار ووحدة ليبيا خاصة من قبل تنظيم داعش الإرهابي تفرض على مجمل الدول الاقليمية والمجتمع الدولي الوقوف الى جانب الحكومة الشرعية بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك التدخل العسكري في مواجهة الدولة الاسلامية التي اصبحت تهدد مختلف دول الجوار وجنوب اوروبا على حد سواء. وترى القاهرة ان ما يدعم موقفها هذا هو الإرادة السياسية الواضحة والرغبة الصريحة التي عبرت عنها حكومة عبد الله الثني بالمطالبة بالدعم الاقليمي والدولي في اطار التنسيق الدائم معها وبما لا يمس السيادة الوطنية الليبية.
وفي هذا السياق فقط يمكن فهم اختلاف وجهتي نظر وزير خارجية مصر سامح شكري ووزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة في قمة جوهانسبوغ الأفريقية الاخيرة حول ما ينبغي ان يتضمنه البيان الختامي للقمة من قرارات وتوصيات حول ليبيا وحول طريقة دعم الحكومة الشرعية فيها.
التعليقات
دولة المواقف
الزواوى -خلاصة الكلام قلتها بنفسك، الجزائر "ترفض اي تحرك عسكري إقليمي او دولي في ليبيا تحت اي ظرف من الظروف، وان الحل لا يمكن الا ان يكون ليبيا داخليا"......... خلص الكلام.ملاحظة: تقصد الصحراء الغربية عوضا من الصحراء المغربية
@@@ مقال مضحك @@@
***سلطان*** -اولا: عليك ان تصحح التسمية من الصحراء المغربية إلى الصحراء الغربية (احترم على الاقل التسمية الدولية للمنطقه المتنازع عليها ان كنت خبيرا). ثانيا: اخينا يريد ان يقنعنا ان هناك خلاف بين مصر والجزائر حول ليبيا، كون الجزائر تريد الهيمنة على المنطقة !؟ ولكي يسكب الزيت على النار، يريد ان يوهم القراء ان الجزائر عملت على تلويث العلاقات المصرية المغربية !؟ ولما لم تبدأ بالكلام عن عشقك للنظام المخزني الحاكم في المغرب، وانك كاتب للبلاط الملكي !؟ .... يا جماعه، عندما تريدون كتابه مقالات سياسية فمن فضلكم قدموا للقراء مقالات مبنية على معطيات علميه واقعية تلتزم الحياد بعيدا عن الشوفينية والعاطفية، كون ذلك يفسد المقال ويجعله نوعا من البروباجندا النظامية المدفوعة الثمن. اطمئنك اخينا الكاتب، فلا خلافات بين مصر والجزائر حول القضايا المصيرية، فكلا الطرفين يعلمان ان مصلحتهما في التعاون في هذه الفترة، والدليل العلاقات الاقتصادية والسياسية الجيده بين الطرفين، الاختلاف يكمن ان الجزائر تحاول ابعاد الحل العسكري عن ليبيا وتقريب وجهات النظر الوطنية لتمكين الحل السلمي، ومصر تميل للحل العسكري كون الخطر على حدودها يزداد بعد تمكن المليشيات الداعشية من السيطرة على بعض المدن، وكون حكام طرابلس من فجر ليبيا الاخوانية يكنون العداء للنظام المصري. اذا لا داعي لتزييف الاحداث واختلاق الاوهام، وفي الاخير لا الجزائر ولا مصر ولا المغرب سيحلون المشكلة الليبية، كون أمريكا وأوروبا وحلف الناتو هم من سيفرضون استراتيجياتهم على المنطقه احب من احب وكره من كره، كون عرب العاربة والمستعربة مزاجهم عاطفي بعيد عن العقلانية. إن كان طلب الجزائر من الليبيين بايجاد حل داخلي يبعدهم عن التدخل العسكري الخارجي يزعجك، فهذا يعني انك مع التدخل الغربي من حلف الناتو مره اخرى بعد ان خرب ليبيا وحولها لمرتع للميليشيات الاجرامية !؟ اذا الخلل ليس في النظره الجزائرية كونها لم تتغير، الخلل في العرب من يتشدقون بالوطنية ويطالبون بالتدخل الغربي في كل كبيرة وصغيرة لتدمير بعضهم بعضا.
مغربية
نور الدين -الصحراء المغربية رغم كيد عسكر قصر المرادية...والجزائر لا يهمها شيء غير القلاقل في محيطها الإقليمي حتى يتسنى لجنرالات العسكر الاستمرار في حكم الشعب المسكين رافعين فزاعة الخوف من أي تحرك شعبي في إطار الربيع العربي...بئس لهم من حكام يمتصون دم أحفاد المليون شهيد
ليس مضحكا يا سلطان
مراقب -محاضرة طويلة عريضة من سلطان. هل تتوقع من الكاتب ان يكون روبوت آلي مبرمج من بعد بالحياد والموضوعية وان لا يكون له مواقف؟. كل من يكتب في صحيفة او مجلة او موقع سواء كان في نيويورك او القاهرة او لندن يكتب حسب قناعاته ورؤيته ومن يتفق معه يرحب بالمقال ومن يختلف معه سينتقد المقال. ولهذا استشف من التعليق انك مؤيد للعسكر في الجزائر وانك ضد المغرب. اين الحياد والموضوعية في ذلك؟وما العيب ان يمثل الكاتب في مقاله مواقف البلد التي ينتمي لها؟. فقط لأن رأيه يختلف عن رأيك اصبح مقالا مضحكا. لم أجده مضحكا بل محاولة جادة بتفسير معضلة اقليمية.
@@@لمن يدعي المراقبه@@@
***سلطان*** -اولا بأي حق تدعي الرقابة على من يعلق لتحليل المقال !؟ وهل انت موضف عند إيلاف ام المخابرات المخزنية لتعمل كمراقب للمواقع الالكترونية !؟ وعامل فيها مدافع عن شرف وكرامة الكاتب، وادخلتنا في متاهات الروبوتات ونفي الموضوعيه عن الكتاب والصحفيين !؟ ان كنت تدعم ادخال القناعات الايديولوجيه والسياسية والدينية كما يحدث مع عموم الصحفيين والكتاب الناطقين باللغه العربية، فما عليك الا ان تقرأ السلام على الاعلام العربي، وما علينا الا ان نقول ان جلهم بيادق في ايدي الأنظمة والمال السياسي والديني !؟ وما الفائدة من قراءة مقال يعبر عن قناعات شوفينية سلطوية !؟ الصحافه لم تنزل من السماء، فلها مبادئ واخلاقيات، لا نطلب من الصحفيين والكتاب ان لا تكون لهم قناعات واديان ومذاهب، لكن القليل من الحيادية والكثير من العقلانية في تقديم مقالات سياسية.........لو الكاتب تكلم حصريا عن المغرب فلكان ردي مغايرا، لكنه يتعمد اقحام الجزائر وليبيا ومصر في فيلم خيالي من صنع مخيتله، وكما يقال الغايه تبرر الوسيلة، واختلفت الاسباب والنتيجة واحده وهو شيطنة الجزائر واقحامها في كل مشاكل العالم وخصوصا المغرب، لو سقطت شجره لقلتم الجزائر السبب....واتهامك لي كوني اساند النظام الجزائري فهذا كذب واحتيال وتزييف للاقوال، للنظام الجزائري مساوئ كثيرة لكن فيما يخص ليبيا فهو لم يخطأ، واصلا الحدود بين الجزائر وليبيا، وبين مصر وليبيا، فمادخلكم انتم في القضية !؟ حرروا شمالكم وبعدها تكلموا عن القضايا الاقليمية.
سلطان مرة اخرى
مراقب -سلطان غاضب لتعليقي مما يوحي أنه ضد حرية التعبير. لست موظفا عند أحد بل أعلق كما اشاء وكما اراه مناسبا. شعرت ان انتقاداتك للمقال كانت في غير محلها. تصف المقال بالمضحك. قرأت المقال مرتين ولم أجد فيه ما يدعو للضحك لأنه موضوع جاد وهام والكاتب يعبر عن رأيه مستندا على رؤيته وتحليله واستنباطاته ومواقفه. واذا اردت رأيي الشخصي في الموضوع اقول لك الجزائر تلعب دور سلبي في المنطقة فهي تؤيد النظام السوري الذي يرتكب المجازر وتتحالف ضد الشعوب العربية التي تسعى للحرية والديمقراطية. لا شك ان هذا الكلام سيدخل بك في متاهات وانفاق جديدة طويلة ومظلمة.
غير صحيح
أسامة -الجزائر تلعب دورا في مجالها الحيوي بما يتماشى مع حجمها ومكانتها ومصالحها دون التعدي على أحد الجيران أو التدخل في شؤونه الداخلية اما قضية الصحراء الغربية فمعلوماتك قليلة عنها وهي حسب القانون الدولي خاضعة للفصل السابع ومعرفة كقضية تصفية إستعمار حلها يتطلب تقرير المصير