فضاء الرأي

العراق: ثورة العشرين المُستعادة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"إني لأعجب حقا حين أٌرا ما كتبه الكتاب عن مظالم الاحتلال الانگليزي ومثالبه، كالحجر على الأفكار وتقييد الحريات العامة والمصادرة والنهب واستنزاف جهود الفلاحين والسخرة وإذلال العراقيين واضطهادهم. والواقع اني أدركت في طفولتي عهد الاحتلال، وكنت أسمع الناس يتحدثون عنه ويقارنون بينه وبين العهد التركي. ولست أدري كيف أوفق بين هذا الذي كنت أسمعه من الناس وما كتبه هؤلاء الكتاب (اولئك الذين يسوقون الاراء بأن الانگليز صادروا وقمعوا وظلموا لمستوى لم يفعله العثماني)... لست ادافع عن عهد الاحتلال، فهو لم يكن خاليا من المظالم والمثالب... ولكن الذي أعرفه معرفة وثيقة أن الاتراك هم الذين لجأوا الى المصادرة والنهب، أما الانگليز فكانوا على العكس... أما من حيث الحجر على الأفكار وتقييد الحريات العامة فلو قارنا في ذلك بين ما فعله الانگليز وما فعله الاتراك ـ ولا سيما في العهد الحميدي ـ لرأينا فرقا كبيرا... إن عداءنا للانگليز يجب أن لا يكون سببا لتشويه الحقائق" (علي الوردي ـ اللمحات ج5)

لا يبدو، ونحن في الذكرى السادسة والتسعين لثورة العشرين ضد الاستعمار الانگليزي، أن العراق تغيّر كثيرا. ذات المنطق، حتى ما نظنه تغيرا في زاوية النظر، لم يكن كذلك، بل رتوش على الخطاب. العراقيون الذين خنعوا للاحتلال العثماني اربعة قرون، وفي أقل من أربعة أعوام ثاروا ضد البريطانيين، لم يتغيروا. باختصار، لأن الاتراك مسلمون وأن بريطانيا صليبية، وباختصار أكثر ان الاخيرة لم تدخل باتفاقات مع مراكز القوى الدينية والقبلية لضمان مصالحها بينما العثمانيون فعلوا ذلك بعد آخر انتصار لهم على الصفويين. ولهذا بعد أن وضعت ثورة 1920 أوزارها، وبدأت ملامح الدولة العراقية وما تضمنته من اتفاقات ضمنية، لم تحرك مراكز القوى التقليدية التي وقفت ضد الاستعمار، ساكناً. تحركت مراكز قوى شابة وناشئة وبديلة.

ان ثورة العشرين، هي ثورة المؤسستين القبلية والدينية اللتين خافتا على مستقبل هيمنتهمها، واستخدمتا الجمع، قطيع الدين والقبلية المطيع جدا، لتحقيق الغرض، والمبرر موجود وسهل، هو ان المستعمر كافر، يريد تغيير القيم والاخلاق وكل شيء. فحين اطمأتنا الى ان الامور تبقى على ما كانت في زمن الاستانة؛ الاقطاع والتبعية القطيعية، صمتتا. وحين بدأ تهديد جديد، هو تهديد قانون الاحوال الشخصية الذي شرع في زمن عبد الكريم قاسم، وتحدي الشيوعيين، خرجت المؤسسة الدينية الشيعية بفتواها الشهيرة "الشيوعية كفر وإلحاد"، وكانت السنية تقف خلفها بالتأكيد، لأن اليسار يدمر المشروع القومي القائم على الطائفية السنية.

وعلي الوردي في المقطع الوارد يعلق على اراء الكثير من الكتاب المعارضين لبريطانيا في العراق، ويشير الى الكتاب وهم يحملون تصوراً معزولا عن الموجود في الواقع، بل يذهبون بعيداً نحو الادانة المنطلقة من مسبقات، ويبحثون في المبررات لتسويقها. وهذا ما جرى في كل مراحل العراق، البحث في المبررات للدفاع والادانة، لكن هناك ثابت واحد، هو الدين والهوية القومية والوطنية المزعومة. اي تلك المرجعيات الثابتة في الزمن العثماني وفي زمن المملكة. وليس للأمر صلة بالاستقلال.

العراق قبل 1920 لم يكن وجودا مستقلاً، ولا حتى كان قادرا على تكوين وجود مستقل دون قوة من الخارج، خصوصا مع تقسيم الولايات ثلاثة، والانقسام الداخلي الموروث عن عصور مضت. جاءت بريطانيا وجعلت له وجودا "ضمن حدود متنازع عليها مع دول الجوار" لكن سار الامر كما هو، ورأى العراق ان اجزاء من الجوار جزءا منه، فخاض الحروب ليتلاعب بالثابت. ولنقل انه كان على حق، لكن الثمن الذي دفعه يجعل الحق وبالاً. وفي السنوات اللاحقة لقيام الجمهورية، اشتغلت بغداد على استعادة امجادها، امجاد العباسيين او سرگون الاكدي وحمورابي ونبوخذ نصر، ولم تنظر الى أنها دولة تشكلت بموجب اتفاقية عالمية سميت بسايكس بيكو، لا تمتلك المقومات الحضارية الكافية، والنفط لا يكفي مقوما. فالهيلمان الواهم امتداد لوهم "الثورة".

كل ما جرى في العراق من ادعاءات، وليد ثورة العشرين، بمعنى وليد الرؤية الاسلامية ومصالح مراكز القوى المتوارثة بحسب ما أخفاه الكتاب المدافعين عنها، وليس ما رواه الناس الذين تحدث عنهم الوردي. إنها معادلة الهوية "الدينية" التي تفضل أن يكون لايران والسعودية وتركيا... دور صريح في العراق وليس الغرب، لأن البلدان الاقليمية مسلمة أو عربية، والغرب كافر ومسيحي وصليبي، حتى لو كان هو باني الدولة والاقليم له اطماع في تفتيتها. من عمق هذا ظهرت كل الجماعات المدمرة لحلم عراق ما بعد صدام حسين، لأنه ناشئ عن المحتل الكافر، وان ما قبله مهما اختلفنا معه، هو عراق "يقوده مسلم". هي ذات المعادلة، الصمت عن قمع العثمانيين وتجهيلهم وافقارهم للعراقيين، خلال أربعة قرون والثورة ضد البريطانيين بعد أربعة سنين.

فليس لدينا شيء جديد، الزمن متوقف، رغم الكثير من الاحداث في قرن... وثورة العشرين حاضرة، ليس باعتبارها عملاً نبيلاً بل لأن النبل لا تعريف له عندها سوى أنه "هويتنا الدينية"، حتى لو كانت هذه الهوية تخلق داعش وكل مثيلاتها. وبعمق أكثر؛ المحرك ليس الدفاع عن هويتنا، فأمريكا لم تهدد الهوية بقدر ما يهددها الاسلاميون بما يصنعون من نفور، ومن قبلهم الدكتاتور، انما هو دفاع عن مراكز قوى لا تمتلك سوى تعريفها للهوية باب رزق لها، والجمع المخدر لقرون، يتبع تلك المراكز.


&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هويتنا الدينيه
كريم الكعبي -

شتان مابين الهويتين هويتنا الدينيه الشيعيه في ثورة العشرين بمراجعها العظام وعشائرها التي طبقت فتوه المرجعيه الخلاص من نير الاحتلال الانكليزي التي اثبت الشيعه انهم اصل الثورات في العالم الاسلامي وماتزوير هذه الثوره باسم قطاع الطرق امثال الشيخ ضاري الزوبعي من الجانب السني لهي المصيبه بسرقة هذه الثوره وتعاقب على حكم العراق الساسه السنه الدكتاتوريين بالتعاون مع الانكليز والزمن يعيد نفسه اليوم فتوى مرجعية النجف الاشرف متمثله بمرجعها الكبير الامام علي السيستاني بفتوى الجهاد الكفائي ضد داعش البريطانيه المولد المسمى ( عش الدبابير) بالتعاون مع المخابرات الامريكيه والاسرائيليه والعثمانيه الاوردغانيه ومملكة ال سعود للتخلص من الاحتلال الجديد بأسم الخلافه ... هنا الفرق بين ثورات مستمده من تأريخ أبي الاحرارالامام الحسين ع والحكام طالبي السلطه حتى لو كان على حساب ملايين البشر

تحية للكاتب الرائع عمار
د. سعد الياسري -

كان الجيش التركي ياخذ الغلة من الفلاحين دون ان يدفع الثمن وعندما جاء الانكليز اخذوا يشترون من الفلاحين ويقول الوردي ان العراقيين اصبحوا بعد مجيء الانكليز في بحبوحة اقتصادية لم يعرفوها سابقا كذلك ساوى الانكليز بين العراقيين ورفعوا عنهم من الحكم العثماني الظالم المتخلف والكثير من الامور الايجابية الاخرى لكن المرجعية شحنت العراقيين بالحقد مستغلة الجهل الذي تركه الاتراك وجعلتهم يشنون حربا ضد من حررهم وكل ماساة العراقيين سببها ام المرجعية الدينية او القومجية العروبيين .

تعليق
ن ف -

مقالة تنويرية. تحليل رائع. شكراً جزيلاً. اعتقد أنّ النقطة التي أثارها الكاتب قد تكون مادة دسمة لإطروحة ماجستير أو دكتوراه.

ثورة العشرين
اكبر نكسة في تاريخ العراق -

والسبب وراء هذه الاضطرابات هي المرجعية النجفية التى دمرت البلاد عام 1920 والتى تدمره الان يجب ان لايطلق اسم مرجعية على مجموعة من الجهلة هي ليست مرجعية بل هي مجموعة ناس همهم ارجاع العراق الى ماقيل القرون الوسطى مرجعبة العراقيين هي العلم والحداثة والتطور اما الاسم الافضل لمن يطلقعليها مرجعية فهو "رجعية " وليست مرجعية ويجب ان يطلق عليها "رجعية نجف "

انتفاضات المرجعية
محمد توفيق -

ثورة العشرين دخلت وعي العراقيين على انها ثورة ضد المحتل الإنكليزي بفتوى من مرجعية النجف التي لم تدعو اتباعها طوال 400 سنة من الإحتلال العثماني الى الثورة ضدة ، رغم أنه كا احتلالاً غاشماً كان ولاته العثمانيين لايعرفون شيئاً سوى جمع الضرائب من الفلاحين، وإرسالها الى الإستانة ( العاصمة العثمانية) وسوق العراقيين الى ساحات الحروب الخاسرة ضد روسيا القيصرية لكنها استفاقت فجاءة من سباتها الوطني العميق حين دخل الإنكليز الى البصرة عام 1915 فاصدرت فتوى ً جهاد ضد محتل أجنبي تأخرت لمدة أربعة قرون لم تصدره ضد محتل متخلف لماذا ؟ لأن العثمانيين كانوا مسلمين حتى لو كانوا مستعمرين ! وأوعزت الى قادة العشائر الجنوبية الى مواجهة الإنكليز بالغالي والنفيس فكانت المعارك غير متكافئة بين جيش أوربي حديث التسليح وبين قبائل شجاعة لكنها تقاتل بالتوثية والمكوار والتفكة القديمة فكانت النتائج كارثية وخاصة في معركة تل اللحم بالقرب من الناصرية . فلم ينتج عن هذه الإنتفاضة سوى الخراب والدمار.أما الإنتقاضة الثانية التي باركتها المرجعية هي الإنتفاضة التي أطلق عليها بالإنتفاضة الشعبانية التي لم ينتج عنها سوى تدمير البنية التحتية للبلد ، ومارافقها من سلب ونهب وفرهود من قبل "عشائر" المدن المنتفضة بحجة الإنتقام من نظام البعث . وما يكال لهذه الإنتفاضة من مديح لايعادل ماتمخضت عنه من تخريب وهجرة مئات الآلاف من العراقيين خوفاً من بطش نظام البعث. أما الآن فيطل الخراب القادم للعراق برأسه من خلال دعوة المرجعية للجهاد الكفائي التي استغلها قادة الميليشيات وفسروها على أهوائهم وكأن السيستاني وجه الدعوة لمليشيات بدر والعصائب وحزب الله وغيرها للدفاع عن العراق بدلاً من الجيش العراقي الذي اصبحت سمعته مضغة في الأفواه، وبعده سيكون في امكانهم الإدعاء أنهم سادة العراق وهم من يحكمه وليست الحكومة .كان الأجدر بالمرجعية أن تعل فتوى جهادية ضد نظام الفساد الحالي ورموزه التي اودت بالعراق الى الخراب القادم .

إلى السيد كريم الكعبي
ن ف -

بالصلاة على (أبو ابراهيم محمد) فان الكلمات التالية التي وردت في تعليقك تُكتب بالتاء المربوطة وليس بالهاء: الدينيه والشيعيه والمرجعيه والثوره والمصيبه والساسه والسنه ومتمثله والبريطانيه والامريكيه والاسرائيليه والعثمانيه والاوردغانيه ومستمده والسلطه! أما كلمة (فتوه) فهي غير صحيحة أيضاً.. الكلمة تكتب بالألف المقصورة، هكذا (فتوى). وهي الكلمة التي أتمنى أن تُحذف من قاموسنا يوماً ما. والآن دعني أُعرّفُ لك يا استاذ كريم معنى ((الثورة)) سياسياً. الثورة تعني التغيير. تغيير الواقع، لا سيما حين يكون الواقع فاسداً. ولكن قل لي بربك، ما الذي تغيّر بعد ثورة العشرين؟ ماذا قدّم لنا ((العلماء العظام)) ؟ بل ماذا قدّمت لنا ((العشيرة))؟ دعك من ثورة العشرين أيضاً.. قل لي ما الذي تغيّر بعد سقوط الصنم وحتى هذه اللحظة المزرية من حياتنا؟ ثم ما دخل الإمام الحسين في الموضوع؟ الحسين قام بثورة قبل أكثر من ألف عام.. نحن نتحدّث عن ثورة العشرين، فما الرابط بينهما؟ دعني أوضّح لك مسألة في غاية الأهمية ألا وهي أنّ ثورة الحسين لم تُستثمر من قبل الشيعة، لأنهم ركّزوا على الجانب العاطفي (لطمية وتطبير..إلخ) منها وأهملوا الجانب الفكري ((وهو الأهم)). مشكلتنا يا كريم تكمن في هاتين المُصيبتين: المؤسسة الدينية والعشيرة. لذا، إذا أردنا أن نعيش عيشاً آمناً ورغيداً فعلينا بفصل الدين عن الدولة والتحوّل التدريجي نحو مجتمع مدني. مجتمع لا يُفرّق بين العربي والعجمي إلا في العمل والمواطنة الصالحة.. مجتمعٌ يتساوى فيه الجميع.

رشا
الى ن ف -

تحليل رائع ينم عن فكر متنور ...ولكن انت تنفخ بقربة مقطوعة لم يعد للكلمات تاثير على من اغرق نفسه باحقاد وموروثات لم ينزل الله بها من سلطان ...نحتاج الى معجزة لانتشال البلد من خزعبلات خفافيش الظلام

الى ـ ن ف
كريم الكعبي -

عذرا لتأخري على الرد بسبب رداءة شبكة الانترنيت . شكرا للتنبيه في مخارج الحروف في الكتابة عيبي لم التفت الى التنقيط في نهاية الجمله وعلامات الاستفهام ووالفوارز لسرعة الكتابة ولم اعيد قراءة الرد في احيان كثيرة. اخي العزيز المشكلة ليس في العلماء انما بجهل الناس نتيجة الاحتالات المتواليه بأهمالهم جانب التعليم . ان ثورةالحسين حراره في قلوب المؤمنين لم تبرد الى اليوم هي الشعله التي تسمد منها الثورات عنوانها بأعتارها الثوره الاولى ضد الطغيان وكانت ثورة العشرين مثال لها. وحتى ثورات بعض الدورل تعلمت منها الكثير كما قال عنها غاندي وجيفارا وسمعت ماو قال فيها لكن لم اقرأه . في موضوع استثمار ثورة الحسين ع ، الايرانيون استثمروها في شقيها العاطفي والفكري فهم يلطمون ويطبرون ويبكون اكثر منا نحن العرب وهل غيرت على تقدمهم العلمي والاقتصادي، مع احترامي لرأيك لااتفق معك في موضوع المؤسسه الدينية والعشيرة لولا المؤسسة الدينية اليوم والعشيرة لضاعت بغداد بفتوى المرجعيه الجهاد الكفائي كما هي فتوى الجهاد في ثورة العشرين اعادة التوازن ضد الارهاب الدولي المتمثل بداعش، والعشيره هي من سعت بتطبيق فتوى المرجعية وابناء العشائر هم يقاتلون خدام دعاة الانسانيه . مرجعية النجف الاشرف تدعو الى بناء دولة مدنية محافظه على ثوابت الدين الاسلامي يقودها العلماء والمثقفون ، الامر المهم منذ نشأت الدولة العراقية الى اليوم يقودها العلمانيون الذين يؤمنون بفصل الدين عن السياسه وهذا الخراب الذي نحن عليه من ذلك الزمان لوقتنا الحاضر . تقبل تحياتي

عار في جبين الشيعة
عراقي متشرد -

ليس هناك قوم ناكر للجميل مثل الشيعة.عندما حررهم البريطانيون من ظلم العثمانيين المغول الذي استمر عدة قرون ثاروا عليهم وعضوا اليد التي حررتهم وحرموا الإنتساب إلى الجيش والشرطة والحكومة وتركوا كل ذلك للمصالوة والتكارتة ثم صاروا يتكلمون عن المظلومية،كما فعل السنة بعد تحرير العراق من صدام لكنهم يتكلمون عن التهميش.على الشيعة في كل يوم ذكرى لما يسمى ثورة العشرين أن يخرجوا إلى الشوارع يلطمون ويضربون الزناجيل ويبكون ندما على ما فعلوه مع البريطانيين.صدق تشرشل عندما قال: العراق بئر من نكران الجميل.أعاد الولد مقتدى والزعطوط قيس نفس الفعل عندما حررهم الأمريكيون من صدام لكنهم كانوا كالعبيد زمن صدام ولم يحركوا ساكنا.جميع حروب صدام خاضها بالشيعة وهم صاغرون،والعراقيون يتذكرون كلام خير الله تناح المشهور أيام الحرب مع إيران:نهد عليهم جلابهم.عار سيلاحق الشيعة على مر العصور.

إلى كريم الكعبي
ن ف -

أرجو أن تسامحني لو قلت لك أن ثمة 1500 عام بيني وبينك، إذ أنت تعيش في العصور الوسطى وأنا أعيش في الألفية الثالثة. وعليه فإن طريقة تفكيرنا حتماً ستكون مختلفة. لا أعرف من أين أبدأ، ولكن دعني أقول لك شيئاً ولك أن تُصدّق أو لا تُصدّق فإن أيران ليست متقدمة من الناحية العلمية ولا من الناحية الإقتصادية، أما الجانب الإجتماعي فحدّث ولا حرج. (أنت بحاجة إلى شرح أو أن تسافر إلى أيران وتقيم هناك لعامين أو ثلاثة لتدرك أن التطور العلمي المقصود به هو ((التصنيع العسكري)) الذي يُذكرنا بما كان يقوم به ابن صبحة. أما الجانب اللإقتصادي فهو أسوء مما تتصور أيضاً، لأن إيران تعاني من حصار، أما سبب سكوت الشعب هو لأن النظام الثيوقراطي قمعي وفاشي. وقد قلت هذا فإيران لا تعنيني لأنها ليست بلدي، ما يعنيني هو العراق . نعم يا كريم، الدين هو جزء من مشكلتنا أما الجزء الآخر فهو بسبب الحكومات التي توالت على حكمنا وكذلك بسبب طبيعة المجتمع القبلية. كريم، المرجعية لا تدعو الى بناء دولة مدنية كما ذكرت ذلك لأن المرجعية تعني حكم رجال الدين (الثيوقراطية) أما الدولة المدنية فهي تدعو إلى فصل الدين عن الدولة! الدولة الدينية لا يقودها العلماء والمثقفون، إنما رجال الدين. الأمر الأخر والأخير الذي بحاجة إلى توضيح هو نوع الأنظمة السياسية: النظام السياسي إما أن يكون علماني ديكتاتوري (صدام مثالاً)، وإما ثيوقراطي استبدادي (ايران مثالاً) وإما علماني ليبرالي (المعمول به في جميع دول العالم المتحضر). ثمة نظام حكم سياسي فريد من نوعه في العالم وهو النظام الحاكم في السعودية.. هذا النظام يستمد قوته من المؤسسة الدينية، أما المؤسسة الدينية فتستمد قوتها من النظام. والله يعين الناس.

إلى كريم الكعبي
سرجون البابلي -

دخل الانكليز البصرة في أكتوبر 1914 وما تسمى بثورة العشرين في تموز 1920 أي بعد أقل من ست سنوات فعن أي نير تتحدث ، حكمك الأتراك بالحديد والنار لمدة أربعة قرون ودمرو البلاد والعباد تعتبرها هذا نيرا ؟ كما سأل القذافي المجنون من انتم في حقيقة الأمر ؟

اليوم العراق يبيع
4 مليون برميل نفط يوميا -

ثلاثون بالئة من اموال هذه المبيعات تذهب الى خزائن - الاحزاب الشيعية - تضاف الى اموال (م) رجعية نجف - جيوب قادة الاحزاب الشيعية كالمدعو حكيم ومالكي وصدر وسماسرتهم من المرتزقة الشيعة لذلك هم يهتفون صباح كل يوم ماننطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيها طبعا لن يتركوا هذه الاموال تذهب من ايديهم بالمقابل انظر الى الشعب العراقي يزداد فقرا وجوعا وفقرا للماء النظيف والكهرباء المتصلة ال (م) رجعية النجف ساكته لانها مستفيدة وشريكة في السرقة ولكنها مستمرة في الضحك على الفقراء ومساكين العراق بسردمزيد من القصص كيف قتل يزيد حسين وعندما يضع سراق (م) رجعية نجف كل يوم راسهم على وسادة النوم يعرفون انهم ذاهبون الى يوم اخر تزداد فيه ارصدتهم سماكة بينما ينام جياع العراق بلا عشاء

إلى رشا
ن ف -

العزيزة رشا شكراً جزيلاً.

علي الوردي ليس مقدسا
رجل بسيط -

كلام علي الوردي ليس بالضرورة أن يكون صحيحا. هو يكتب من خلفية فكرية تكره ربط الدين بالسياسة بينما المؤرخون الآخرون سجلوا أيضا ما سمعوه من آبائهم. بينما علي الوردي انتقائي يأخذ بعض الكلام الذي سمعه من البعض على انه كلام العامة الذين عاصروا ذلك العهد.بالنسبة للعهد العثماني فقد قامت فيه ثورا ضد الولاء ومتعددة (ولكم أن تراجعوا أمارة المنتفق ايضا ومواجهاتها مع الولاة) لكنها كانت ثورات ضد ولاة ظالمين ولم تكن موجهة ضد العثمانيين كدولة. فلا يقال ان العراقيين سكتوا على ظلم.أما من يقول أن الدولة العثمانية كانت تصادر المحاصيل من الفلاحين فهذا مغالطة وتعميم. الأمر حصل فقط أثناء الحرب العالمية الاولى حين تم تسخير موارد الدولة كلها للحرب والامر طبق على العرب والاتراك معا ففلاحوا الاناضول حصل معهم نفس الشيء. وعموما كل الدول التي شاركت في الحرب طبقت نظام المصادرة بسبب احتياجات الحرب العالمية الكبيرة. ولكن هذا لم يكن وقت السلم. أخيرا للمقارنة بين العثمانيين والإنجليز فقد كان العراقيون ضباطا كبارا في الجيش العثماني وبعضهم وصل لقيادات فيالق وجيوش ووصل هادي باشا العمري لمنصب رئيس الأركان مثلا. وأحدا العراقيين صار صدرا اعظما. هل كان العراقي يستطيع أن يقود فرقة في الجيش البريطاني ؟ أو هل كان يستطيع ان يكون وزيرا في بريطانيا؟ لا طبعا فالعراق مجرد مستعمرة بريطانية وليس جزء من دولة واحدة ضمته مع الانجليز.