عن أمس.. حين تظاهر شبان العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حين اختلف المثقفون على تحديد اتجاه التظاهرات في العراق، وما يجب وما لا يجب، كانت ساحة التحرير وسط بغداد، تعج بالشبان، شعارهم الرئيسي يعنى بالكهرباء، لكن شعارات أخرى ذات دلالة شاملة ومركزية حضرت وبقوة مثل (باسم الدين باگونه الحرامية).
إن الجدل في أوساط الكتاب والصحفيين والفنانين... مهم باعتباره يضيف ثراء لمشروع مواجهة خراب العملية السياسية. لكن لا يجب أن لا يعطي لنفسه الحق بأخذ الحراك بعيداً عن إمكانيات أصحابه وهمومهم. فقبل كل شيء، دور المثقف يتمركز حول تفسير الظواهر ودعمها ومحاولة إصلاحها، دون أن يعطي لنفسه حق المعرفة التي تتجاوز الحدود، فيمارس وصاية على أناس نجحوا بالتظاهر والتجمع، وهم بالضرورة لهم وعيهم الخاص وتطلعاتهم المبنية على الوقائع. فلا يقرر المثقف نيابة عن الناس الأكثر شجاعة، لأنه غائب أصلاً عن معادلة التأثير، ومتهم هو مع الصحفي والفنان... بممارسة الإيهام بحق الجموع الان وسابقا، عدا استثناءات تمثل الأقلية. بل إن المطلوب منه أن يتخذ من هذه اللحظة، لحظة أن يبادر الشبان بالحراك، فرصة لإصلاح منظومة فكره وسلوكه والتصالح مع الناس، وليس الوصاية.
ثم، إن تظاهرة الأمس لا قائد فيها، الشباب هم قادتها، من كانوا يصدحون من أعلى الساحة، من كانوا يتوسطون الشبان معلين الشعارات، من كانوا حالمين، لم تحدوهم المصالح. والمثقفون كانوا مساهمين حالهم حال سواهم. بالطبع يبقى دور أحمد عبد الحسين في أغلب التظاهرات مهما، وأظنه الوحيد الذي يمكن أن يقال عنه صاحب مبادرة مستمرة، مهما اتفقنا أو اختلفنا معه في الوسائل والأهداف. ورغم هذا فإن الحراك خرج من دائرة تمثيل الفرد له، بل يفترض أن يفرز من يمثله. ولا يحق لأي منا، كتاباً كنا أم فنانين أم شعراء، أن يبادر من نفسه ليصبح متحدثا باسم مظاهرة التحرير.
من جانب آخر، إن العراق بلد مشتت، ليس اجتماعيا فقط، بل في قضاياه واهتماماته واولوياته ومشكلاته. وحين ينجح العراقيون بلحظة ما، ان يجتمعوا على قضية مهما كانت تفصيلية وجزئية ويراه البعض هامشية، فإن هذا بادرة مهمة للغاية. حيث لا يمكن أن نتوقع اجتماع الشبان من كل الطوائف بشكل تلقائي، على قضية كبيرة، بحجم المشكلات السياسية. الاجتماع يحصل في نقاط معينة، تمثل الشروع نحو القضايا الكبيرة. الكهرباء هي ما يجمع العراقيون، كما هي داعش التي يفترض أن تجمع الأضداد، وحين يعتاد الشبان على ان يكونوا موحدين، عندها نتوقع ان يحصلوا على فرصة تجمع عابر للطائفة أكبر اهتماما وأبعد هدفاً.
وهناك مخاوف، وهي حقيقية، من أن تكون هذه التظاهرات هبّة، ينكفئ الجمع بعدها، هذا صحيح، وكلنا يدرك أن الامور قد لا تتطور، لكن أيضا من المهم إدراك ان تطور الأحداث في حياة مجتمع كبير بمشكلات عميقة كمجتمع العراق، ليست وليدة لحظة، ولا يمكن أن يتوقع علاجها في حركة واحدة، أو حصول اصرار على حلها، انما هو فعل تراكمي. بغداد التي شهدت تظاهرات 25 شباط 2011 استجابة لما يعرف بالربيع العربي، لم تشهد سابقاً أن يدفعها حر الصيف الى التظاهر بهذا الزخم وهذه الطريقة، رغم أن درجات الحرارة عالية في كل السنوات، وأن الكهرباء سيئة في كل الاعوام. وهذا يعني أننا أخيرا بدأنا نشعر بحرارة الجو وسوء الكهرباء، وعلى الرغم من أنه شعور متأخر في الحالات الطبيعية، الا أنه تطور مهم في مجتمع شهد ما شهد من مدمرات لوعيه وشجاعته واحساسه منذ البدايات ومرورا بحماقات الدكتاتور وانتهاء بفوضى المرتزقة.
في ظل هذا يأتي الرأي الآخر، المحبّط، وغير المتفاعل.. ليطالب بالكف عن التظاهر حتى لا تخدم مصالح هذا أو ذاك، مثل أن يقال إن تظاهرات البصرة حرض عليها نوري المالكي، أو تظاهرات بغداد حرض عليها جمال الكربولي لأنه يريد وزارة الكهرباء له، أو القول إن هناك من يتربص للانقلاب على شكل النظام القائم...& طبعا، بالنهاية، أي مخاوف هي مخاوف صحيحة في زمن الفوضى، لكن السكوت، والاكتفاء بصناديق اقتراع مسيطر عليها، لصناعة التغيير.. لم يعد خيارا صحيحاً. التغيير لا يأتي في مجتمع جامد، لا يتحرك، خائف، مسكون بما تطرحه نخبه السياسية والدينية والثقافية من تحذيرات واثارة للرعب. وهذه التظاهرات في حال امتدت وتطورت، الان أو في المدى القريب والبعيد، ستأكل كل من يستثمرها، لأن المستغلين هم جزء من الخراب، بما في ذلك أولئك الذين يتخذون من عواصم الجوار أرضا لمعارضتهم، وهم مجموعة من الارهابيين او بقايا كابوس سابق.
وهناك أيضا من يقف ضد أي تظاهرات، لأنه دائما مع السلطة، أياً كان من هو على رأسها. هذا لن يؤمن بتظاهرة، بل سيكون باستمرار مع قمعها حتى ولو بقوة السلاح. والبعض يقول أين كانت هذه التظاهرات من زمن المالكي، ناسياً أن الامر ليس كذلك، لأن خط سير التظاهر بدأ بقوة منذ تظاهرة الحريات في 2009 وتظاهرة الكهرباء في البصرة 2010 و25 شباط 2011 والغاء تقاعد البرلمانيين في 2013. وجميعها حصلت في الحكومة السابقة.
بالمحصلة النهائية، لا يوجد حراك بدون سلبيات، ولا يوجد حراك يمكن أن يستمر طويلا في ظروفنا، الا أن التظاهر طبقة جديدة في تراكم التخلص من عقدة ساكنة في العراقيين.
&
التعليقات
نفس الوجوه
Rizgar -نفس الوجوه تظاهروا و رقصوا رقصة الموت حول جثامين اليهود والمسيحيين المعلقين في ساحة أم البروم في العشار في البصرة فرحين مستبشرين , نفس الوجوه رقصوا حول جثامين اليهود المعلقين في ساحة التحرير ,و نفس الوجوه استقبلوا جزّراري ابادة المسيحيين في مذبحة سمّيل ١٩٣٢ با فراح والاهازيج لابادة الاثوريين .....الخ .لا شئ يأتي من لا شئ، ولا يمكن قطف ثمرة لم تنضج بعد، ولا يمكن بناء دول عنصرية عرقية لقيطة بالرغم من دعم الانكليز والامريكان وبالرغم من الرغبات العنصرية العربية. فالعلة والمعلول وجهان لعملة واحدة ولا يمكن الفصل بينهما، كالمرض والمريض، فلا مرض بدون مريض ولا مريض بدون مرض، كما لا حرية بدون حر ولاحر بدون حرية، المستبد الاكبر (العراق) ليس كيانا ولا جودا واجب الوجود، بل انه اليوم اسوء اختراع انكليزي ومن اجل اشباع النزوات القومية العربية في التعريب والانفال والاغتصاب وفرض الحصار الاقتصادي على الشعوب الغير العربية.
إلى المعلق الأول
ن ف -انسحب من دائرة التعليقات لأتك لست محسوباً على العراق ولا حتى على العراقيين. أنت شخص لك هواجس وصلت حدّ الهوس القسري. شعبك ارتكب الخيانة العظمى أكثر من مرّة، وإذا كنتَ بحاجة إلى تفاصيل فلن أتردد في أن أسردها لك. بالمناسبة، أنت لا تجيد القراءة ولا الكتابة لا في اللغة العربية ولا حتى في اللغة الكردية، كما أنّ ثقافتك ضحلة وتثير الغثيان في أغلب الأحيان. نصيحتي لك هي أن تمارس هواية ما كيما يتسع أُفقك وتبتهج روحك وتنفتح على الآخر. أنصحك بعدم أكل الكباب والبصل وشرب اللبن أيضاً.
ولك انت يارزكار
... -واك انت جالس تطلق الكلام بدون احترامولك شلون نفس الوجوه ولك الا تزن الكلام الاحداث التى اشرت اليها مرت عليها اعوام واعوام فكيف نفس الوجوه يا طايح الحظ .انت ولك انت منو حتى تطلق كلمة لقيط على العراق ليش مو كردستان او اسرائيل لقيطين كلمات حقد تكتبها بدون وعي وتفكير
لا للشوفينية
صبحي -القوميون الشوفينيون هم اساس البلاء. في العراق القوميون العرب من أوصل العراق الى ما هو عليه فمن غيرهم تمخض. لبلد حزب البعث الفاشستي؟ واليوم القوميون الكرد يكررون نفس الاجرام وسيقودون شعبهم الى نفس المصير والدرب الذي سار عليه أقرانهم العرب. لا حل للعراق الا بنظام ديمقراطي علماني لا يسمح فيه بأحزاب ذات طابع ديني او طائفي (حزب إسلامي او حزب دعوة الخ الخ) ولا احزاب ذات طابع قومي شوفيني (حزب بعث او حزب ذو شعار قومي كالپارتي حزب مسعود مثلا)
رزكار 1
سومريون -اقرا التاريخ الذي قتل الاثوريين هم لاكراد، وحتى في ايام الملكية الذي قام بحرب الاثوريين في سميل هو بكر صدقي وهو كردي بالاصل، لان هناك كره قديم وعداوة بين الكرد والاثوريين والاكراد اعتصبوا اراضي الاثوريين. اما عن العراق فالعراق اكبر من حجم تفكيرك، العراق فيه بدات اول كلمة كتابة" وفيه مولد ابو الانبياء ابراهيم ( ع)، وفيه اعرق حضارات الارض بتاييد الجامعات المتقدمة في العالم، وهو لايحتاج لامثالك من سطحي الفكر والثقافة لكي يقيمه، الذي يقول ان العراق لقيط فليبحث عن اصله؟!!
والاتي من الرقص والفرح
Rizgar -ان كنتم تتصورون ان بامكان هذه الحثالات اللقيطة وعاصمة الانفال و ا لاحزاب الاسلامية ان تقدم لكم حياة كريمة يوما ما فانتم واهمون , فالاتي من قعر التاريخ وعقده يسحب الشعوب معه الى قعره هذا وليس الى امام . والاتي من الرقص والفرح على جثث اليهود المعلقين في ساحة تحرير و تعريب المدن الكوردستانية و ابادة الا ثوريين والمسيحيين ١٩٣٢ وضرب مركز مدينة السليمانية ١٩٢٣ بالغازات الانكليزية السامة .....الخ من الجرائم المروعة ..... فالاتي من قعر هذا التاريخ الاحتلالي البشع وعقده يسحب الشعوب معه الى قعره هذا وليس الى امام . انظروا الى اوضاع عاصمة الا نفال , ثم اشتموني يمينا وشمالا وشرقا وغربا ...الحقيقة مرة ؟ اليس كذلك ؟
الى رزكار
رشا -سيقتلك حقدك يوما ما حتما ... راجع نفسك قبل فوات الاوان والا سيكون مصيرك مستشفى ال............................ من الكراهية التي تحملها على الغير
إلى الأستاذ رزكار
عراقي متشرد -لماذا كل هذا الحقد على العراق؟فضل الدولة العراقية عليك لا حدود له.فقد أكملت جميع المراحل الدراسية في العراق على نفقة الدولة وفي الجامعة كنت تسكن في القسم الداخلي في دار الطلبة وتقبض منحة شهرية وعندما تخرجت عينت مدرسا واليوم تقبض راتبا تقاعديا يبلغ ألفا ومائتي دولار شهريا وتأتي من السويد تستلمه كل شهرين.اليوم موجودة دولة كردية في شمال العراق فلماذا لا تعود إليها وفضلت العيش ذليلا محتقرا في السويد تتحمل الإهانات والعنصرية والنظرة الدونية؟لولا صدام الذي قتل من الأكراد عددا لا يزيد على مائة كما شاهدنا في التلفزيون لما حصل مئات الألوف من أكراد العراق وإيران وتركيا على اللجوء في أوربا بزعم أنهم عراقيون مضطهدون.العراق لن يغفر للأكراد ناكري الجميل عندما أعادهم الزعيم عبد الكريم إلى العراق واكرمهم فعضوا اليد التي أطعمتهم وعند وصولهم إلى الشمال تمردوا مما كان سببا في إنقلاب البعثيين وما تبع ذلك من كوارث ما زالت متواصلة إلى اليوم.من الأفضل التخلص من هذا السرطان الذي ينهش جسم العراق وفصله عنه لتضمه تركيا وإيران إليهما.لا تنس خيانة مسعود وتواطئه مع جاحش عندما سلم الموصل وسهل نينوى إليها.مآسي الأيزيديين والمسيحيين برقبة الأكراد.
إتركوا رزكار لحاله رجاءً
محمد توفيق -الى الأخوان المعلقين الذين يستثيرهم رزكار بتعليقاته المكررة اقول إتركوه يا أخوان وشانه ، لقد تركتم المقال نفسه وانشغلتم برزكار . هذا الرجل داب على سماع الكثير من تقريع القراء لكنه لا يكل ولايمل، بل أراه يتمتع بها! وهذا دليل على مرض الرهاب النفسي الذي يعاني منه رزكار، فلاتعطونه أهمية إطلاقاً .. دعوه يكتب مايريد فايلاف منحته الفرصه للتعبير عن افكاره فضلاً منها عليه، وهي فرصته الوحيدة ، كي يتعلم شيئاً عن ادب التخاطب . هذا الإنسان وحيد وغريب لاينتمي الى اية قومية من القوميات بل الى فئة من المرضى النفسيين الموجودين لدى العرب وغيرهم ايضاً .