الحمامات السجينات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قال لها كفي عن هذه الأفكار فردت عليه وهي& منغمسة بتنظيف الغرفة " انني كاتبة او مخترعة حوادث ، يعني بأنني لست ملك نفسي عندما تتراقص الأفكار في راسي " ، قال لها " أنكِ ترعبيني " فتوقفت عما كانت تعمله وسألته بكل برود " لماذا ؟ قلت لك انها أفكار تتصارع تريد الخروج الى الهواء" ، واستمر جو البيت خانقاً. لقد قرروا السكوت ولكن بدون عصب كي لا ادع للمقابل اي فرصة يحولها مادة لاستفزازي، كم أكون سعيدة عندما أغلق جميع ابوابي وأتوه في عالم نفسي وذاتي كي اتعايش معها، أحاججها، الومها على ما وصلت اليه من التحمل كي لا أربك حياة الاخرين. تسائلت نفسي الى متى؟ ًحتى غوصي باعماق نفسي للبحث عن ذاتي يطالبني بان اكف عن التفكير!!! هل هو العدالة؟ افكر بصمت .. سالني ولدي لماذا انتِ دوماً صامتة؟ حتى جوابي لابسط شى افكر في كيفية نسجه حتى لا اقلقه، كرر السؤال وعجزت عن الجواب لكنني قلت له " هل وجدت امك يوماً مثرثرة ؟" فنظر لي كالعادة& بنظرة تدل على الضجر ، قلت له لا تزعل ، دعني اقول لك في معظم الاحيان مخي وحالتي النفسية يهربان من كآبتي& وعليه افتقدهما واصمت ، ليس هناك من يتحاور معي.
اليوم هو يوم التحقيقات ابتدءا من الاب ولن ينتهي مطلقاً حتى بعد استجواب ولدي الكبير الذي طالما يبحث عن جواب للغز الذي ابحث عنه كي اصبح ثرثارة لاشبع غريزة من حولي.، أجبته بكل برودة" لا شئ ، انه حالة عادية، ألم تتعودوا على طبعي؟ " قال وهو مقتنع " غريب طبع أمي، غريب طبعك" ، لا ولن أفسر حالتي التي تعبت منها والتي صَمِتُ عليها منذ زمن بعيد جداً لعوامل كثيرة وكثيرة جداً، انا حائرة وقلقة في كيفية التعامل معها، وفي نهاية الصراع اقبض عليها و أعيدها للصندوق القابع في ذهني كي استعيد راحتي لكنني اجد نفسي في النهاية بأنني أعيش مع هذه الشخوص المتصارعة كأنني في فصل دراسي تتزاحم فيه الطلبة من الجنسين في طرح نفوسهم على منضدة النقاش، ولكنني أتسأل ماذا سأناقش؟ فكرت ملياً في إطلاق سراحهم جميعا لعلي استريح.
انني اعتقد وهو من حقي انا التعامل من شخوص مبهمة لا اود تقديمها لمن حولي ليس خوفاً من الانتقادات ، انها قضايا عديدة أعطيتها مسميات كأسماء البشر كي يسهل عليّٓ التعامل معها.
فكرت من فترة ان إطلاق سراح هذه الشخوص التي تقبع في الأعماق بعد قال لي ولدي " هل تكلمين نفسكِ ؟
قلت له نعم ، قلتها عن ثقة لأنني درستها في مادة علم النفس على انها حالة صحية عند انعدام من تثقين به وتستعين نفسكِ بصوت مسموع ، صادقي نفسكي واحكي لها ما يزعجكِ ففيها الثقة، ابتسمت وتركت افكاري تتصارع من اجل الخروج على مسرح الحياة وطرح تجربتها الخاصة اما للشهرة او لتقديم خبرتها من الاستفادة منها. حيرتني احد الشخوص المبهمة القابعة في ذهني. حاولت عدم التقرب منها لكنها بقيت تلح علي بان أدعها تحكي لي قصتها، وكنت أتوقع كشئ طبيعي انها قصة تتعلق بالحب والعائلة والغيرة الى أخرهِ، سحبتني بقوة اليها وقالت هل تعرفين كم ابلغ من العمر؟
العمر سيدتي عندي لا يهم والمهم هو كيف نتعامل معه ، قالت وكيف يتم التعامل مع التجربة التي ترفض ان تموت ، ترفض ان تعلن الانسحاب رغم مرور الزمن الطويل عليها!!! قلت لها إذن انها قصة حب، بل قالت احسبيها كما تشائين ، لكنني احسبها العمر كله من حلوه ومره ، من قبحه وجماله، الذكي هو من يعرف كيفية التعامل مع الحدث لكنني حسب اعتقادي بأنني فشلت ، لكن فشلي صامت، دفنته بالأعماق وتبنته إنسانه غاضبة قابعة في أعماقي ، هنا ربما استطعت ان ابّٓسط اللغز المحير من حولي، لكن إلحاح الانسانة الحائرة المتعبة النادمة عفوا ً ليست نادمة بل غاضبة من طرح قضيتها لنفسها ولي كي نناقشها ونجد الحقيقة وراء الغضب والثورة المكبوتة، وكم منا لم يعاني من مخابئ غطاها التراب في أعماقنا نتمسك بها لنعاقب انفسنا على الفشل من تحقيقها بنجاح. اتكأت على مسند الكرسي، شعرت فجأة بتعب. قررت ان اعطي نفسي اجازة من نفسي كي لا أقع في مطب التناقض بين ما اريد وبين ما يريدون.
لحظات قليلة لم تتعدى العشرون ثانية وسمعنا صوتا من بعيد يناديني، عرفت بانه احد الأصوات التي تقطع خلوتي من اجل ان اجد له جواربه او بحاجة لسندويتش، جررت بدني المتعب وأخذ ابحث له عما يريد بكل صمت أعطيته حاجته وطلبت ممن حولي ان يحترموا تعبي ، سحبت كتابي المرمي على الطاولة منذ ثلاثة ايام حيث لم تحن لي الفرصة بفتح ورقاته التي هجرتها على امل ان أعود اليها. أحسست بان جسدي قد استسلمَ حيث اخذ منه الإعياء ماخذه، بقيت مستسلمة له كي استعيد نشاطي وأعيش روتين حياتي مع الجميع.
الغريب انني أعيش عالمين ، إحداهما فوضوي يبحث عن حاجاته بصوت مسموع والعالم الثاني يتصارع بكل هدوء للتنفس ، عالمي مليء بالتناقضات والتي حصلت من جراء أمور لا اريد البوح بها لا لشيء بل انها محبوسة في أعماق احدى شخصياتي في سرداب او قبو اظلم لا استطيع الدخول في دهاليزه وفرضت عليه شباك العنكبوت وجعلته ملكها واشترطت بانها ستتكلم في الوقت المناسب لها ، توسلت ان احصل وقتا لنفسي كي انتاج نفسي ولكن هناك من يلح بشد انتباهي حتى لحاجات تافهة فقط الغرض منها عدم منحك الحق بالاختلاء بنفسي لمراجعتها وتدوين بعض الأفكار التي أريدها ان تنطلق في الفضاء ان تجد لها حلا .د
&
التعليقات
مقالة من نوع الرسالة
خوليو -تُّعبر هذه المقالة عن رسالة تريد أن ترسلها صاحبتها للفضاء العام وكلما أرادت أن ترسلها يتدخل أحد الشخصيات القابعة في دماغها لمنع بثها ،،لأنه يعلم أن لاقبول لها خارج دماغها ،، المجتمع الديني رسم الصورة عن صفات المرأة المقبولة لديه : طائعة صامتة أو إن كانت متكلمة فغير مسموح أن تقول سوى نعم أو تكون مرحة لبسط الآخرين ،،ومن الصفات المقبولة أن تكون طباخة غسالة ملبية للحاجات المادية والجنسية كلما طلب زوجها منها ،، إلا أن كاتبتنا تريد أن تقول أشياء أخرى ولكنها لاتجرؤ لخوفها من امتعاض الآخرين وتعكير صفوة حياتهم المبنية على إخضاع المرأة ،،لمعرفتها أن الآخر لن يتقبل إلا الأفكار الجاهزة والصورة المرسومة عنها والمقبولة اجتماعياً ودينياً ،، هي تعلم أن حرية الفكر ممنوعة،، واستقلالية القرار الأنثوني الشخصي من المحرمات ، وتعلم أيضاً أنها ملك القّوام عليها ومجرد طرح مساواة الند للند جريمة لاتُغتفر ،، وتعرف أن حقوقها مرسومة ومحددة ومطالبتها بالمساواة الكاملة مع الرجل سيأخذها لبيت الطاعة ،،متيقنة أنه لن يفهمها أو يوافقها أحد،، فتلتزم الصمت الموجع لقاء أن تحصل على لقمة اضطهادها وعدم نبذ المجتمع لها إن طالبت بحريتها وبحرية قرارها وباحترامها كإنسانة ،، هذه المعاناة هي وباء مصابة به معظم نساء بلادنا الحزينة ،،لن يحله إلا إذا خرجت شخصيات السيدة الكاتبة من رأسها لتصرخ بدون عنف وسكاكين في وجه من يريد أن تبقى معانتهن ضمن رؤوسهن حتى لاتتعكر حياتهم السادية ،، مقالة جيدة .