من هو المستفيد ومن هو المتضرر من إنخفاض اسعار النفط؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&الحرب الخفية
&لا يزال النفط &يلعب دورا استراتيجيا في السياسات الدولية، وذلك لكونه المصدر الأكبر والأهم للطاقة في العالم والمحرك الرئيسي للإقتصاد العالمي. وليس من المبالغة القول ان من يتحكم بالنفط من حيث الإنتاج والتسويق والتسعير، يكون بإمكانه التأثير في السياسة الدولية.يبلغ حاليا إجمالي الإنتاج العالمي من النفط حوالي 92 مليون برميل يوميا، حيث تنتج دول الأوبك حوالي 32 مليون برميل، والباقي أي حوالي 60 مليون برميل تنتجها دول العالم الأخرى المنتجة والمصدرة للنفط. بينما يبلغ الإستهلاك العالمي للنفط حوالي 91 مليون برميل او أقل قليلا من ذلك يوميا، اي ان هناك فائضا يقدر بحوالي مليون او مليون ومائتين الف برميل يوميا. تتصدر السعودية قائمة الإنتاج في دول الأوبك (10 مليون برميل يوميا)، بينما تتصدر روسيا قائمة الإنتاج في دول العالم الأخرى (10.9 مليون برميل يوميا)، تليها الولايات المتحدة الأمريكية (8.5 مليون برميل يوميا).&شهدت اسعار النفط انخفاضا ملموسا منذ منتصف عام 2014م، لتصل الى اقل من 50 دولار للبرميل بداية العام المنصرم، ثم توالت سلسلة الإنخفاضات لتبلغ ذروتها يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي حين إنخفض السعر الى ما دون الـ 30 دولار للبرميل لفترة وجيزة، قبل ان يواصل الصعود الى ما فوق الـ 30 دولار بقليل.ويعزى إنخفاض سعر النفط لعدة أسباب منها: (1) وجود تخمة في العرض تصل الى حوالي 1.2 مليون برميل يوميا.(2) توقعات صندوق النقد الدولي بإنخفاض النمو في الناتج المحلي الإجمالي العالمي من 3.4% الى 3.3% نتيجة التباطؤ في الاقتصادات الصناعية الكبرى في أوروبا واليابان، وتراجع النمو في الاقتصادات الناشئة لا سيما الصين (ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم) والهند. (3) رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران سوف يسمح لها بزيادة إنتاجها بحوالي 500 ألف برميل يوميا في توقيت غير ملائم لأسواق النفط التي تعاني من فائض في المعروض.&اكبر المستفيدين من إنخفاض اسعار النفط هي الدول الصناعية الكبرى في أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية، إضافة الى الصين والهند، ودول الاقتصادات الناشئة في أمريكا الجنوبية ودول جنوب شرق آسيا. وكذلك الدول المستهلكة للنفط &في العالم الثالث، وشركات الطيران. أما المتضررين، في الدرجة الأولى تأتي الدول المنتجة للنفط، تليهم شركات التنقيب عن النفط العالمية.في العقود الماضية قبل عام 2011م (عام إنتفاضات الربيع العربي) إذا انخفضت اسعار النفط بسبب الركود الاقتصادي العالمي ووجود فائض في المعروض، تتفق الدول المنتجة الرئيسية (داخل الأوبك وخارجها) على خطة لتصحيح أسواق النفط، أي رفع الأسعار تدريجيا الى المستوى المعقول والمقبول للمنتجين والمستهلكين، عبر الاتفاق على خفض ممنهج للانتاج لفترة زمنية محددة بهدف إمتصاص الفائض من المعروض وإعادة التوازن الى الأسواق العالمية. وغالبا ما تلعب السعودية دور ما يعرف بـ "المنتج المرجح".&أما في الوقت الحاضر، حيث الحروب الأهلية تدور في أكثر من بلد عربي، هناك إتهامات من بعض الدول الخليجية العربية لدول غير عربية (إيران وروسيا) بتأجيج هذه الحروب بهدف السيطرة وتهديد الأمن القومي لدول الخليج العربي خاصة والدول العربية عامة. وعليه، اعلنت هذه الدول صراحة عدم رغبتها في خفض الانتاج حتى لو إنخفض سعر البرميل من النفط الى عشرون دولار او حتى اقل من ذلك. وفي المقابل تتهم كل من الحكومة الروسية والحكومة الإيرانية دول الخليج بالتآمر عليهما لضرب إقتصاديهما. منذ عام 1973م أصبح النفط سلاحا فعالا في الحروب.لن يرتفع سعر النفط الى المستوى الاقتصادي المقبول لكل من المنتجين والمستهلكين، إلا اذا إنتفت الحاجة إليه كسلاح فعال يستخدم في الحروب الأهلية الدائرة حاليا في الشرق الأوسط، وهذا يتطلب بدوره إيجاد حلول للحروب الدائرة منذ سنوات في سوريا واليمن وليبيا والعراق، وهذا على ما يبدو سوف يستغرق وقتا طويلا. إنها السياسة بكل الاعيبها ايها العقلاء.آخر الكلام: ما يؤسفني حقا في الوضع العربي هو غياب الموقف الموحد للدول العربية في الكثير من القضايا التي تمس مستقبل المنطقة وأمنها القومي.&&التعليقات
المستفيدون الحقيقيون
عراقي متشرد -ما فعلته السعودية من إغراق للسوق النفطية هو لمساعدة الإقتصاد التركي والإقتصاد الأردني وهما دولتان حليفتان للسعودية في مساندة الإرهاب،كذلك مساعدة الإقتصاد الإسرائيلي عدوة إيران الأولى التي تشاركها السعودية في هذه العداوة.تأثير انخفاض النفط على إيران وروسيا عدوتي السعودية وحليفتي بشار لن يكون له تأثير كبير عليهما،لأنهما دولتان صناعيتان وزراعيتان.المتأثر الأكبر هو العراق الذي لم تفكر أي من حكوماته خلال العقود الأربعة الماضية وإلى اليوم في تنويع مصادر الدخل.لكن أكبر تأثير لانخفاض أسعار النفط سيكون على السعودية وباقي دول الخليج.فبالرغم من مدخراتها الهائلة فإن هذه المدخرات ستتبخر خلال أربع سنوات،عندئذ لن تجد هذه الدول المال لشراء حتى الغذاء فكيف الحال بباقي الضرورات خاصة أن عدد سكانها سيتضاعف خلال ثلاثين عاما ويومها سينضب النفط ولا ماء ولا شجر ؟
بسيطه
سعد -عاشو ابائنا واجدادنا بهالصحرا والحمدالله والرازق بالسماواللي اعطاهم يعطينا واللي رزقنا بالنفط يرزقنا بغيره اهم شي حسن التوكل على الله .. وبلادنا بلاد خير واموالها دائما تشاركها مع المستضعفين والمتضررين والمحتاجين والله برحمته وعدله راح يجزينا خير سبحانه .. فنحن لا نخاف المستقبل لانه من عند الله
هل نصحى على انفسنا
حسين -ارتفاع اسعار النفط خلال السنين الماضية نتيجة الزيادة المضطردة لواردات الصين والهند وامريكا من النفط ، مما اوصل سعره الى ما يقارب 120 دولار للبرميل ، ولرخص كلفة انتاجه في المنطقة العربية ، فان الارباح التي جنيت من وراء صادراتها للنفط كبيرة، ولكن بعد البدء في هبوط اسعاره المتواصل منذ عام 2014 وصولا الان الى اقل من 30 دولار للبرميل الواحد وربما يصل الى اقل من 20 كما يتوقع له ، فان المردود المالي تضاءل الى اقل من سدس مما كان عليه قبل انخفاض الاسعار. ولكون النفط يشكل النسب العالية جدا في تغطية الميزانية السنوية لكثير من الدول العربية النفطية ، فان انخفاض اسعاره اثر موجة من عدم الاستقرار المالي والاقتصادي في اسواقها.. فضلا عن الحاجة الى مواجهة الحروب في عدد من الدول العربية المنتجة ، كالعراق والسعودية واليمن وليبيا وسوريا وغيرها ... لذلك ان مواصلة اغراق السوق النفطي بالمنتج العربي ، بحجج واهية فان نتائجها اخطر على الدول العربية المنتجة في المستقبل القريب ، لان الحاجة الفعلية لتمويل الميزانيات ستؤدي الى سحب من الارصده المضمونه للمستقبل ، واضعاف العمله الوطنية وارباك السوق المالي لغالبية الدول المنتجة وستكون نتائجه ليست اقتصادية ومالية فحسب بل اجتماعية لانها ستؤثر على مدخولات المجتمع بصورة عامة ، وسنرى ذلك تباعا وسيظهر الى العلن عندما تؤدي الى مشاكل وربما عدم استقرار وهذا ليس ببعيد ، ما لم تعيد النظر دول الاوبك الكبرى بسياساتها النفطية الخاطئة في اغراق السوق النفطي