كتَّاب إيلاف

نحو موقف عربي تجاه سورية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لم يعد خافياً ولا سراً تباين المواقف العربية العربية حيال مايحدث في سورية، ولم يعد من الممكن تجاهل وجود اختلافات عميقة في وجهات نظر العواصم العربية الكبرى حيال التعاطي مع الأوضاع في سورية! وآخر مظاهر ذلك يتمثل في تصويت مصر بالأمس لمصلحة مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، حيث قوبل هذا الموقف باستياء واضح من المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي، الذي وصف تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي، بالمؤلم.

الإشكالية في هذا المشهد ليست في موقف مصر ورؤيتها الذاتية النابعة من دورها القومي ومسؤولياتها التاريخية، ولا في استياء السعودية بما تمتلكه أيضاً من رؤية استراتيجية ومسؤوليات قومية وعربية، ولكن في تباين المواقف العربية بشكل يضع أكبر قوتين مؤثرتين في العالم العربي في الوقت الراهن في موقف متضاد، ما يجعل الحديث عن دور عربي جماعي مشترك في تسوية الأزمة السورية بعيد عن الآمال والطموحات، على الأقل في ظل المعطيات الراهنة.

أدرك أن تعقيدات المشهد العربي بأزماته الطاحنة، قد أسهمت في وجود مساحات تباين عميقة بين المصالح الاستراتيجية للدول العربية، وأدرك أيضاً أن هناك حالة من الاستقطاب الدولي والاقليمي تجعل من الصعب على العواصم العربية المؤثرة البقاء ضمن أرضية واحدة أو مشتركة في وجهات النظر حيال هذه الأزمات، كما أدرك أن هناك صعوبة بالغة في تقريب وجهات النظر حيال مسائل بعينها مثل مستقبل النظام السوري وغير ذلك، ولكني أثق تمام الثقة أن الحفاظ على مكتسبات الشعوب العربية وامتلاك زمام المبادرة في تسوية الأزمات الاقليمية يمثل أولوية لا شك فيها لدى قيادتي البلدين الشقيقين.

الأمر يتطلب أولاً وأخيراً برأيي ضرورة ردم الفجوات القائمة في المواقف ووجهات النظر بين العواصم العربية الكبرى؛ ففي العلاقات الدولية والاقليمية، من الوارد وجود الدول ضمن مربع واحد في حسابات المصالح الاستراتيجية تجاه ملف ما لوقت ما، ولكن من الصعب ضمان البقاء ضمن هذا المربع طيلة الوقت، وهنا تطفو على السطح قائمة الأولويات وحسابات الربح والخسائر، بحيث يمكن التوصل إلى نقطة التوازن الدبلوماسية، حيث لا غالب ولا مغلوب في عمليات الشد والجذب السياسية.

في مثل هذه المواقف المصيرية، لا يبدو الانتصار لأي ومن وجهات النظر نوع من الحصافة ولا العقلانية السياسية، فما بالنا ونحن نتحدث عن دولتين شقيقتين هما عماد منطقتنا العربية، وليس من مصلحتنا جميعا الانخراط في أي جدل حول

هذا التباين لسبب بسيط هو مقدرة القيادتين، المصرية والسعودية، على معالجة مثل هذه الفجوات العابرة في علاقات البلدين الشقيقين، ومن يتحدث عن صدامات محاور جديدة وغير ذلك من التحليلات لا تعبر سوى عن تحليق في فضاء الأمنيات والتمنيات، ومن يتعمق في موقفي البلدين يدرك بسهولة أن هدفهما الاستراتيجي واحد وهو الحفاظ على مصالح الشعب السوري، ووحدة وتماسك أراضي الدولة السورية، ولكن التباين يبقى على المستوى التكتيكي وفقا لحسابات كل طرف ومنطلقاته.

واعتقد أنه أياً كان التباين المصري السعودي حول الملف السوري، فإن علاقات البلدين الشقيقين أعمق من هذا الملف بمراحل، وأن مساحات التوافق في الملفات المشتركة تبقى أكبر من مساحات التباين، ولكن سخونة الملف السوري بتطوراته المتسارعة تسلط الضوء على أي تطورات بشأنه، وتدفع وسائل الاعلام والمتخصصين إلى مناقشة تفاصيله كافة بما فيها ما يتعلق بالموقفين المصري والسعودي، ناهيك عن تنظيمات الارهاب، وتحديداً جماعة الاخوان المسلمين، التي تمتلك آلة إعلامية لا هم لها ولا أولويات في الفترة الأخيرة سوى صب الزيت على النار في أي تطورات تتعلق بالمواقف المصرية والسعودية حيال الأزمات الاقليمية سعياً وراء إشعال أي شرارة لعلها تتسع وتلتهب لتصيب الهدف المرجو لهؤلاء الارهابيين والحاقدين.

وبغض النظر عن رؤى الباحثين والمتخصصين والمراقبين في تقنيد تصريحات المسؤولين المصريين والسعوديين حول وجود خلافات في مواقف البلدين حيال الأزمة السورية من عدمه، فإن ما يهمني على أي حال أن مستوى التنسيق والتعاون والتشاور بين العاصمتين العربيتين الكبيرتين لم يتغير، وهذا بحد ذاته ضمانة كافية لتجاوز أي عثرات أو معالجة أي هفوات أو اختلافات وليست خلافات في وجهات النظر.

العلاقات المصرية السعودية أعمق من أن تتاثر باختلاف في وجهات النظر حيال أزمة بعينها، ويسىء للقوتين العربيتين معاً من يتناول العلاقات بينهمات في إطار تبعية طرف لآخر، أو انخراط طرف منهما في محور اقليمي أو دولي ما انخراطاً يضر بمصالح الطرف الآخر، ولكن المأمول، أن تنجح القيادتان المصرية والسعودية في تقريب وجهات النظر، وتجاوز أي تباين في الرؤى حيال تسوية الأزمة السورية، لأن شعوبنا العربية باتت في حاجة ملحة إلى جبهة عربية موحدة ومتماسكة للخروج من دوامة الأزمات المعقدة، والافلات من فخ المؤامرات والمتآمرين، الذي يحاك لبعض دولنا، من داخلها وخارجها على حد سواء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعليق وتداخل
محمد الراصد -

اذا كان كلا الموقفين (المصري والسعودي) ينبعان من مصلحتهما على الشعب السوري حسبما رأى الكاتب ، وفق معايير وحسابات كل طرف فلماذا اذاً يبدو غضبه الكامن وراء السطور .. ثم متى كانت السعودية دولة تستطيع ان تقف بوجه الروس .. هي أماني وأحلام لا تتحقق .. الدور الريادي للسعودية هو فقط في قتل اليمنيين الفقراء تحت حجج واهية..نصيحتي للسعوديين هو ان يعودوا الى رشدهم وان يبتعدوا عن غرورهم المؤقت..

إنتصار الباطل 1
العراقي القح -

قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ*** امْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ //....الموت والخراب هو كل ماتسمعه وتراه من أخبار عن حلب وسوريا... نعم فقد أتفقت القوى الرئيسية في العالم على المذبحة، فالتغيرات في السياسية الدولية لاتراعي عهود ولاوعود وهي بالتالي لاتميز بين أمراة حامل أوشيخا أوطفلا رضيعا أو مدرسة للأطفال أو أو مسجد أو مستشفى ، الجميع تاكله الحرب!! قرروا جمعيا أنه لارحمة للبشر على مد البصر في هذه البقاع ؛ مسلمين كانوا أو مسيحيين أو حتى يزيدين ، عربا أم أكرادا ، التشرد يجب أن يصبح عنوانهم ، والضياع هو مستقبل أبنائهم ، فلارحمة في قاموس السياسة ، والمهم هو الوصول للهدف وهو هنا : إفراغ المنطقة من إهلها وتدشيرهم أملا في هروبهم النهائي ؟؟ ومن شاهد رد سفير سفاح دمشق في الامم المتحدة جوابا على سؤال وجهه له مراسل القناة الجزيرة باللغة الإنكليزية قبل أيام، يدرك أن الغرب وبقيادة أمريكا نفسها أتفق على ذبح ماتبقى من أهالي حلب ؛لابل الأصح أن الغرب أتفق على ذبح ماتبقى من العرب؟ وإن جواب سفراء الدول الدائمة بمجلس الأمن الذين وصفوا القصف بانه بربري وهمجي ، وإن بشار أصبح مجرم حرب هو ذر رماد بالعيون وكلام يراد به تخذير ماتبقى من العرب لحين موعد الذبح ، ومن يتصور غير ذلك فهو واهم!! السؤال كان ماهو تعليقك على قصف حلب من قبل نظامكم وروسيا ؛ جواب سفير نظام الأسد بشار الجعفري أنه أكتفى بالضحك بصوت عالي كشخص مستهتر نشأ وتربى في الشارع ؛ وكأن الخراب والدمار والقتل ليس لأبناء سوريا ولبناها التحتية والتاريخية!! وفي الواجهة الأخرى لضحكات السفير نقرأ رسالة للعرب وللعالم بان بشار باقي والقتل مستمر والخراب سيعم حلب وسينتقل للعالم العربي وهذا ما أتفق عليه الغرب وقوى الشر متمثلة بالصهيونية العالمية والقوى الماسونية ؛ وشريط العلويين الساحلي أمن وهذا مايضمنه الغرب وتعهدت به إسرائيل القوة النافذة في المنطقة!! أما تركيا فتم تحييدها بعد محاولة الإنقلاب ؛ وفي محاولة الحفاظ على أمنها غضت طرفها عما يحصل من مذابح في بيت الجيران ورفعت الشعار العراقي الكلاسيكي: وأني شعلية"وأنا مالي"!!إسرائيل من جانبها كانت قد تعهدت لسفاح سوريا السابق أبو السفاح الحالي ، بعد بيع الجولان لها بأن يعيش رئيس ويموت رئيس ؛ وهكذا كان؟ الأن إسرائيل تتعهد للسفاح بعد بيع سوريا وأهلها السنة ، بأن احدا لن يمس شعرة للعلويين

إنتصار الباطل 2
العراقي القح -

السؤال المهم هو هل ستنتقل الحرب الى دول العرب الأخرى ؟ والجواب حسب الخطة: نعم !! ومايؤكد إنتقال الحرب لأبعد من سوريا هو إصطفاف شيعة العالم مع سفاح سوريا في موقف مخزي ستلعنه الأجيال القادمه وسيقف عنده التاريخ ساخطا ٠ فقدمت مليشيات الباطل من أبعد نقطة في أفغانستان والعراق ولبنان واليمن والخليج ،على شكل مليشيات قذرة معدة مسبقا للذبح ؛ جائت بعد أن غطت قذارتها وأرهابها تحت مسميات على شاكلة : النجباء ، أنصار الحق ، بدريون، إسلاميون ، فاطميون ،رساليون... نعم جائت مليشيات الباطل وقد شحذت سكاكينها وعبئت حقدها التاريخي باحثة عن(الشهادة) في نحور أطفال سوريا وشرف نساؤها وكما رسمها لهم خامنيهم الماسوني المجرم ؛ فذبح الأطفال وأغتصبت النساء وتشرد من تبقى في أرض الله ٠ وهاهي دماء الجرح السوري ترسم لوحة حزينة لاتشبها لوحة أخرى في العالم سوى تلك التي رسمتها دماء العرب السنة في العراق ، والذي كل ذنبهم كان محاربة المحتل وعملائه ، فكان ماكان ؛ وهاهي مدنهم وقراهم اليوم قد إنتهت الى أطلال بعدما دمرها الشر حتى أمكن منهم ، ومع ترك داعش لكثير من مدن السنة نتيجة الحرب ؛أكمل أعوان داعش من مليشيات الشيعة حرق البيوت التي لم تدمر!!ويبقى الخراب وحده يشرح لنا قصة إنتصار الباطل على العرب السنة ومأنتهت له قصة كرمهم وفداهم للحق ودفاعهم عنه وعن مدنهم وقراهم ضد الباطل الذي تمثل مرة بصورة الإحتلال الأمريكي ومرة بصورة الإحتلال الإيراني الصفوي، ولسان حالهم يقول :أَنْ يُنكِرِ الأَهْلُ وَالْخلاَّنُ مَوْقِفناً *** لا الأَهْلُ أهلي ولا الْخلاَّنُ خلاَّني///٠٠٠نعم إنه نفس السيناريو الذي حصل ويحصل للعرب السنة في العراق بعد سقوطه على يد مغول العصر وهو مايؤكد إنتقال الحرب لتشمل جبهات جديدة كفيل بكشفها القادم من الايام؟؟ لقد كشفت معارك سوريا بما لا يقبل الشك عمالة معممي النجف وكربلاء وتبعيتهم لإيران وشغفهم بقتل الأخر وإنتهاك حرماته بعكس مايظهرون من حديث ويذيعون من فتاوي، والا كيف يفسر لنا معمو النجف وكربلاء تواجد الآف من المليشيات الشيعية في سوريا لخدمة الجلاد ونصرة الظالم واعوانه على المظلوم(لابد هنا أن نستثني السيد الصرخي وأتباعه الشرفاء الذين دفعوا ثمنا باهضا نتيجة مواقفهم العروبية والإسلامية الصادقة ضد أهل الظلم والعمالة لإيران واتباعها). يتبع رجاء ا

إنتصار الباطل 3
العراقي القح -

نعم أنها ساعة أنكشفت بها عورات الكثيرين (أمثال السيستاني الإيراني ووكلائه ومن دار في فلكهم)ممن إنخدعنا بهم وأنخدع معنا الكثير من العراقيين والعرب لوقت ليس بالقصير ، ولكن هيهات فقد ذاب الثلج وبان المرج كما يقول المثل اللبناني وأصبحنا نعرف الخير وأهله ونعرف الشر وأعوانه !! ومما أفرزته معارك حلب وسوريا ككل ، هو إن من يحكم في بغداد ويتحكم فيها حاليا لم يكن عدوا لحكومات العراق السابقة (قبل سقوط بغداد) لسبب مبدئ أو ديني أو عقائدي أو للتخلص من حكومة البعث "الظالم" أملا في تطوير العراق (كما يهذون) ، ولم يكن لنصرة المظلومين من شيعة الإمام علي (رض) كما روجوا ويروجون في خطاباتهم!! فحاكم دمشق بعثي ومجرم بالوراثة وهو إن لم يكن سنيا فهو ليس شيعيا كونه نصيري (علوي)، فكيف إذن التقت أهداف حكام "تالي وكت" مع تطلعات وأهداف جزار سوريا؟ نقطتان لابد إنهما جمعتا جزار سوريا وحكام بغداد ؛ الأولى وبلا شك العمالة لإيران والثانية التأمر على شعب العراق وسوريا لإنهاكهما بغية إسترداد ماتعتبره طهران أملاك كسرى في العراق المتمثلة في وسط وجنوب العراق(مع بقاء شمال وغرب العراق وكل سوريا عدا الشريط العلوي حصة لإسرائيل) وليساهم ذلك في تحديد جبهة جديدة للصراع في المنطقة وربما باعداد وتنظيم مسبق من الغرب وإسرائيل ، لتفرغ الأرض من أهلها كنتيجة حتمية للصراع المرير في المنطقة ؛ فيكون البديل الجاهز هو "دولة إسرائيل الكبرى" ؟؟ ومايؤكد ذلك إن عمليات القتل والتهجير للعرب السنة ومن سكن ضمن حدود مناطقهم كآلأكراد والتركمان واليزيدين والمسيحين في العراق وسوريا وتدمير مدنهم وقراهم؛ تشبه الى حد بعيد تهجير الفلسطينين ومذابحهم وتدمير مدنهم وقراهم في فلسطين من قبل العصابات الصهيونية العالمية ؛ فهل هذه صدفة طبعا لا ؛ لايجب أن نؤمن بالصدف !!وهنا مربط الفرس فقد التقت أهداف الخامنيء وبشار والمالكي مع أهداف دولة صهيون ؛ وربما كان ذلك بترتيب صهيوني ـ ماسوني مسبق ، لذلك واهم كل من ينظر الى أمريكا كدولة تحاول إيقاف الذبح المنهجي الجاري في سوريا أو العراق أوالمنطقة ككل ؛وواهم من يصدق كيري وهو يدلي بتصريحاته الرنانة الداعية لإدانة جزار سوريا ؛ فكيف بمعاقبته ؟؟فمن يحكم العالم اليوم ويتحكم فية هي ثلاث قوى رئيسية وهي : الماسونية العالمية ، والصهيونية العالمية والصليبية ، وكل هذه القوى وبرغم إختلافاتها المبدئية اتفقت على هدف واحد

معسكر ايران ام الدواعش
واحد -

تثرثر كثيراً ونحلل ونخوض شمالاً ويميناً لأننا وبعد ١٠٠ عام وأكثر من النفط مجرد صفر على اليسار في حسابات الدول وقمة طموحنا ان يرضى الغرب علينا ويبيعنا ما يجود به حتى ولو كانت الخردة من الأسلحة التي صممت لقتلنا فقط كشعوب او نتفاخر ببناية او شارع او فندق ، هذا الفراغ لابد لمن يشغله في هذه المنطقة والدولة التي تمتلك كل مقومات النجاح من عقول وموارد وسياسة بعيدة المدى هي ايران وفي المقابل ذهبت مليارات النفط لنخلق دواعش لاهم لهم سوى ذبحنا وهم الان في كل دولنا ينتظرون الفرصة للقفز على أنظمة الحكم المهترئ والفاقد للشرعية في نظر العالم كله . الخيار اليوم بين معسكر ايران ومعسكر الدواعش ولا مكان للوقوف على التل حتى للغرب فمن الطبيعي ان ياخذوا اهون الشرين حسب حساباتهم والايام بيننا