فضاء الرأي

أين تكمن الحلول في الطوبى أم في البرامج؟!

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&ما أكثر ما تساءلت بيني وبين نفسي: ترى هل يعرف معظم الذين طرحوا شعار {الإسلام هو الحل} حجم ومدى الإشكالات الكامنة في ثنايا هذا الشعار، بعيداً عن الرشاقة البلاغية التي يتحلى بها، مثله في &ذلك مثل شعارات أخرى تتغنى بـ{رسالة خالدة} أو تنادي بـ{وحدة عمال العالم} وغيرها كثير. وطبعاً من غير المقبول السخرية من المنادين بشعارات أخرى ولا شتمهم عملاً بالآيتين الكريمتين:([يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم....] [..ولا تسبوا الذين....]). بل على العكس هم مأمورون بالحوار المنطقي الهادئ المسالم، وبالأخص الأخص بحث كيفية إدارة شؤون حياتهم وتدبير معاشهم وهو الهم الأهم.. &من هذا المنطلق لم يدهشني رأي سبق أن طرحه الدكتور عصام العريان: من أنه حان الوقت لمراجعة شعار {الإسلام هو الحل}. فقد أثار تفاؤلي الدعوة إلى المراجعة، وهنا بيت القصيد، فقد سبق أن ضاعت وما زالت أرواح وأموال وجهود عبر السنين بسبب الوقوف عند "استقر الرأي" عند السابقين، أو قصر الجهود على القضية المركزية، أو تكمن الحقيقة المطلقة في...، إلخ إلخ..أيضاً ينزعج أصحاب الشعار ممن يطرحون مقولة العلمانية بدعوى أنها "ملحدة"، وأزعم بقوة أن هؤلاء لم يطلعوا &- بل ولا يرغبون في الاطّلاع - على مفهوم العلمانية كما ينبغي لتحقيق معرفة علمية. وقد سبق لي أن أشرت (في مقال سابق) إلى أن العلمانية انبثقت من كنف التدين الورع.&أول انتقاد لشعار: الإسلام هو الحل، يوجه إلى صياغته اللغوية، وجود الضمير "هو" فيه، ينبئ عن انه حديث العهد، الأقدم منه المناداة بـ[لا حكم إلا لله] شعار الخوارج الذين انقرضت جماعاتهم، على اختلاف قراءتها، ولم يبق منهم سوى القَعَدَة أي الذين قعدوا عن الخروج (إلى القتال = الجهاد) من أجل إعمال الفكر والنظر، وهم الإباضية.&وإذا فالشعار قابل للنقاش من كافة الأوجه. بل يُضاف أن هذا التعبير غير لائق بما فيه الكفاية، إذ أنه يجعل من الإسلام، بإنجازه الحضاري العظيم، موئلاً للبحث عن حلول لمشكلات أنية مادية طارئة فقط. في حين أن الإسلام يكشف عن "الدين" بتحديد أركان الإيمان وتوطيد معطيات الاعتقاد، وعن الشريعة فيحدد الواجبات والمحرمات والنواهي بمطلقها ونسبيّها. ويتطرق إلى تبيان وتوصيف وتصنيف وشرح الكليّات. أما الفقه فهو استنباط أئمة عظام، لكنهم غير معصومين بل ومختلفين، لقواعد يسير عليها، = يقلدّها، الناس في أمور عبادتهم ومعاشهم، على أساس أنّ اختلاف الأئمة رحمة.قدّم الأئمة العظام منذ ألف سنة أفكاراً ورؤى وقواعد كانت في حينها قمة في التنور والتسامح والطيبة. لكن بعد مرور القرون العشر مازال هناك من يصر على التعميم بتعبيرات ومقولات ضبابية تقف عاجزة أمام تغيرات ومتغيرات تزيد وتزيد وتزيد.أخيراً، لا يحق لأحد التطرق (بأمر قرآني ونبوي) إلى كينونة الإيمان الشخصي، فهذا ليس مجال بحث على الإطلاق، فلكل امرئ حرية الاعتقاد وإيمانه الخاص به، الذي ليس من حق أحد تصويبه أو تخطئته. وإذاً فالمشكلة تبرز صارخة في التعاطي مع أمور الحياة ومستجداتها. وكيلا نبقى في العموميات علينا التحاور حول طرائق إيجاد برامج وحلول للمتطلبات الملحة، وتأجيل البعيدة المدى، أو كما يُقال حديثاً: وضع خارطة طريق لمشاريع الحلول......&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وهم البرامج والطوباويات
عمار -

عنوان المقال قام بمقارنة لغوية بين الطوبى (يقصد اليوتوبيا، ويعني بها غالباً اليوتوبيا المستندة الى الاسلام) وبين البرامج التنموية، ليقول لنا أيها الأغبياء: طبعاً البرامج التنموية أفضل، وانسو أمر الطوبى! يمكن نقد هذه النهج المبسط من عدة زوايا. بداية، لابد لأي برامج ومشاريع تنفيذية من طوبى أو رؤية عليا تحدد الأهداف والغايات والفلسفة المجتمعية. فنعود مرة أخرى الى الطوبى، ولكن أية طوبى؟. هل هي الطوباوية الاشتراكية (لعل سوريا أفضل مثال)، ام هي الطوباوية الرأسمالية (تونس كمثال)، أم العلمانية؟ أم الاسلامية؟ أم ماذا؟ من العدل القول ان كافة الطوباويات العلمانية الانسانية (الغربية والشرقية) قد جربت في الوطن العربي وفشلت عموماً في حل أزمات الأمة الحادة كأزمة الهوية والازمة الأخلاقية والأزمة التنموية والأزمة الديمقراطية وأزمة التوازن والاستقرار. ثانياً: البرامج والمشاريع هي أدوات هامة لتحقيق غايات عليا لكنها عموماً ليست وصفة تلقائية للنجاح، لأن الأهم هو تحديد الأولويات المجتمعية بحكمة والمفاضلة بينها، ومن ثم تنفيذ المشاريع والبرامج الساعية لتحقيق هذه الأولويات بنجاح وليس على الورق أو في ادراج المسؤول أو عقله أو احصائياته المفبركة. ومن المعروف تاريخياً ان تنفيذ البرامج والمشاريع في خطط التنمية العربية كان ضعيفاً وغير فعالاً في تحسين مستوى معيشة المواطن. ثالثاً، الشعار –مهما كان- لابد ان ينعكس على صورة رؤية وخطة وأهداف وبرامج ومشاريع وأنشطة، وهذا ينطبق أيضاً على شعار "الاسلام هو الحل". وصندوق الاقتراع هو الحكم النهائي في أي من الطوباويات والبرامج كان وهماً وأيها كان واقعاً ملموساً (النموذج التركي مثالاً).

لا تناقض
بين الطوبى والبرامج -

سيدنا يوسف كان له برامج ورؤية مستقبلية في آن واحد. فالدين لا يلغي ضرورة التخطيط والبرمجة، والتخطيط لا يلغي الدين بل يحتاجه في التنفيذ الأمين، فكلاهما مكمل للآخر في المنظور المتوازن.

نقطة
نظام -

لا أعلم مقصود المقال بالضبط، لكن قيمة أخلاقية دينية واحدة مثل تحريم الزنا خارج مؤسسة الزواج قد تماثل من حيث الفعالية خمسة برامج حكومية للوقاية من الأيدز، ودون كلفة مالية اضافية!

برامج
طوبى! -

تكمن الحلول في أي شيء سوى البرامج الطوبى.

لماذا ترفضون ؟
فول على طول -

داعش تطبق صحيح الاسلام بكل قواعده وحسب الشريعة ...وقد وضعت حلولا جذرية لكل المشاكل - استراحت من تعليم الاناث تنفيذا ل : وقرن فى بيوتكن ...وأغلقت صالونات الحلاقة واستراح الرجال من الذهاب اليهم ...وتم حل مشكلة العنوسة وزواج الشباب بالسبى ونكاح الجهاد...وأصبح التعليم الشرعى هو الأساس واسترحنا من الكيمياء والفيزياء وخلافهما ...وتم تهجير الكفار والاستيلاء على ممتلكاتهم الخ الخ - ولكن الذي يضايقنى لماذا يرفض الذين امنوا تطبيق الدعوشة فى كل البلاد ؟ لماذا يرفضون تطبيق الشريعة الغراء وكما جاءت بحذافيرها ؟ ما الذى يفعله الدواعش خارج اطار الشريعة ..؟ انا عن نفسى مستريح مع هذا الحل . الذين امنوا ينقصهم الشجاعة والصراحة معا ..

نسبة النجاح
في برامج البنك الدولي -

في دراسة تقييمية داخلية للبنك الدولي، وجد بأن 39% من مشاريعه التنموية لم تنجح في عام 2010. مع العلم بأن البنك الدولي يملك بعضاً من أفضل الكفاءات حول العالم.