فضاء الرأي

خوف امرأة في المترو

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في زحمة المترو اثناء عودتي من العمل، كنت اجلس بجانب رجل في منتصف العمر يقرأ كتاباً في الفلسفة وفي مقابلي كان هناك كرسي فارغ، يجاوره شاب مشغول غارق بسماع شيء من هاتفه، ربما موسيقى. في إحدى المحطات، فتح الباب، دخل زوجان، المرأة محجبة، سارع الزوج بالجلوس في الكرسي الفارغ وظلت هي واقفة. استغربت موقف أن يجلس الرجل ويدع زوجته واقفة، لم أفكر بالأمر كثيراً، فتحرك المترو كعادته بسرعة وبما ان السيدة المحجبة كانت تقف امام كرسي زوجها ولا تتمسك بشيء، وقعت مع السرعة المفاجئة على الارض سارع نحوها ثلاثة من الشبان يقفون بجانبها وحاولوا مساعدتها للوقوف لكنها منعتهم وتوقفت بدون مساعدة وهي محرجة وزوجها يتفرج وبدا على وجهه الانزعاج من الشباب ومحاولة مساعدتهم لزوجته. هنا، بدأت أنظر الى الاثنين، أدقق بحركتهم، تعابيرهم، وتبادلهم للنظرات التي تشي بالكثير من الحديث الديني والاجتماعي. اقارن أيضا انشغال الكل بقراءة كتابة أو سماع موسيقى، وانشغال الزوج الخائف بزوجته. قبل الوصول الى محطة وقوف أخرى، قام أحد الجالسين إليها وعرض بأن تأخذ كرسيه وتجلس كي لا تقع مرة اخرى لكنها ايضاً رفضت المساعدة مجدداً، وعيون الزوج تلاحقها، وتلاحق كل رجل يحاول المساعدة أو يقدم على أي خطوة حولها، حتى شغرت إحدى المقاعد، ركضت لتجلس، انتبهت الى أن مجاورها سيدة كانت تقرأ. بهذا عرفت القصة كاملة، واستوعبت المشهد وخلفياته والنظرات بين الزوجين. الزوج انزعج من محاولة مساعدة الشباب لزوجته كي لا يتقربوا من جسدها و لم يعطها كرسيه لانه بجانب رجل ولن تقبل هي الجلوس عندما عرض عليها الكرسي لانها بجانب رجل بينما ركضت لتجلس جانب سيدة. رغم أنها حالة من عشرات المفارقات والغرائب التي نشاهدها بشكل دوري، إلا أنها أكثر غرابة حتى من قصص الانتحار وأكثر تعقيداً مما يمكن لانسان غربي أن يفهمه. التعقيد، أن بساطة مساعدة الانسان للانسان، وحياته اليومية المبنية على الاحتكاك الاعتيادي بين الرجل والمرأة، لا يشبه حذر هذه المرأة ونظرات الزوج. عليها أن تتحاشى أي ملامسة، وكأن الرجال كهرباء قاتلة. هذا الحرص الذكوري يفترض أن يقوم هو بمساعدتها، لا يتركها تقع، بل يمسكها، فالذكورة التي نسمع عنها تفترض أن تكون محمية، لكن في هذه الحالة غير محمية وغير مسموح لأي آخر من بني نوعها البشري مساعدتها. العقلية الدينية المتزاوجة بعادات المجتمع، تلعب دوراً كبيراً بحيث ترى المرأة الرجال كالبعبع لا يمكن حتى الجلوس بجانبهم وهذا طبعاً بقرار من الزوج ايضاً لكن لا مانع للزوج ان يجلس بجانب امرأة او حتى ان يقبل مساعدتها. وهذا يؤدي الى أن تنظر المرأة الى الطرف الآخر دائما حالة جنسية، تجعل لمساته دائما غير بريئة في احساسها حتى لو كان بريئا من جهته. هذه الحالة تمثل صورة مزرية عن واقع واسع النطاق آخذ بالاتساع عربياً، بعد ان تمكن العقل الديني من السيطرة على الثورات، واصبح حجب المرأة عن الرجل هو السائد، ويحاصرها بعدة من الفتاوى والمحرمات والعادات، ويفقدها انسانيتها، ويجعل منها عورة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بطلوا افتراء
يا سافرات -

بطلوا افتراء . هوه فيه مترو بدون مقابض ومساكات للواقفين ؟!

القادم أسوأ
فول على طول -

المؤمن مخلوق ارتكازى مثل الترس فى الماكينة يدور أى يعمل من غير تفكير ...قالوا لة ..يعيش حياتة على " قالوا لة " وعن فلان وعن علان وعن ترتان ولا يشغل عقلة ..وصدق أن المؤمنة عورة والأغرب أن المؤمنة تؤمن تماما أنها عورة ..ونحن نسأل هل اللة خلق الانسان فى أحسن تقويم أم عورة ؟ اللة خلق البشر على صورتة ومثالة ...هل صورة اللة عورة ؟ اللة فى الدين الأعلى يكرة المرأة ويكلفها بكل شئ - تتكفن أو تتنتقب أو تتحجب فى أفضل الحالات ...وشعرها عورة ورأسها عورة وصوتها عورة الى اخر العورات فى الدنيا - وترك للرجل كل الاباحات من تعدد زوجات خوفا من أن يزنى - يعنى يعمل قانون على مزاج الرجال - وغير مطالب بالاحتشام ولا احترام الذات ولا الأدب ... ...لم تكن هذة العادات منتشرة فى الستينات من القرن الماضى ولكن انتشرت بعد السبعينات . لماذا لا يحترم الرجل نفسة وينظر الى الانسانة الرقيقة - المرأة - على أنها أمة أو أختة أو زوجتة ؟ لماذا لا يعلم المؤمن أن المرأة انسان وبشر من صنع الخالق ويتساوى مع الفحل الذكر فى كل شئ ؟ .

ولكن لماذا لم يساعدها بعلها
خوليو -

لقد شرحت الانسة رانيا الكاتبة الأسباب التي بموجبها رفضت هذه المؤمنة او من اللواتي أمن المساعدة ،، وكلها صحيحة،، فَلَو انها قبلت بمساعدة الشباب وأمسكت بيد احدهم للنهوض لربما كلفها هذا الفعل طلاقها وما اسهله عند الذين آمنوا،، ويمكن ان يكلفها ايضا طلاقها ان جلست بجانب اي رجل لان لا ثقة مطلقة لزوجها بها فهي فتنة حتى ولو كانت بالمترو ،، ولكن لماذا لم يساعدها هو ؟ لا تفسير لذلك سوى ان زوجها ربما متوضئ وملامستها قد بذهب وضوءه ولايوجد تراب في المترو ليتيمم به ،، لقد قالها المتنبي وهم في أوج حضارتهم بان الامم تضحك من جهلهم ،، المرأة بالنسبة لهم فتنة وجنس ،،ولكن المحزن هو ان الكثير من اللواتي أمن يقبلن بذلك ،، وهنا يكمن احد أسباب التخلف في مجتمعاتنا ،،مقالة من الواقع

المرأه فريسه
هيـام -

المرأه في الاسلام تعتبر فريسه والرجل يعتبر وحش لا عقل ولا اخلاق لديه ولا قدره له على التحكم بغرائزه وعواطفه , واي (كونتاكت ) ببسيط بينهما فالشيطان ثالثهما وما اجتمع رجل وامرأه الا وثالثهم الشيطان !!.والمرأه اساس وجودها هو لمتعة الرجل الجنسيه لذلك جسدها هو بؤرة الاهتمام !!, اما عقلها وروحها فلا قيمه لها ولم يأتي الاسلام على ذكرهم بشىء.

تعليق
ن ف -

موضوع قيل فيه الكثير!

فراغ فكري!!
عمر -

قال يعني فول غير مؤمن بأي شيء...

قاعدة شرعية
عمار -

الضروريات تبيح المحظورات.. والضرورة تقدر بقدرها مسيو خوليو

بعيداً عن
التنظير -

المرأة في وقتنا الحاضر نوعان: ظالمة لنفسها ولزوجها ولبيتها باهتمامها بتوافه الامور، ومظلومة مع ضيق الحال وتدهور الاوضاع الاقتصادية في النظم الاقتصادية العلمانية..

نقطة
نظام -

فول معذور، لم يدرس في المدرسة الابتدائية العربية الأثر: " لا يكن أحدكم إمعة، يقول: أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت, و إن أساءوا أسأت, و لكن وطنوا أنفسكم. إن أحسن الناس أحسنتم، وان أساؤوا فلا تظلموا".

على طول
عباس -

يجب على الزوج في الشريعة ان يعمل، ليل نهار ان تطلب الأمر، للانفاق على زوجته واسرته وتأمين احتياجاتهم الأساسية، وليس العكس كما هو حاصل في النظم الحالية.

!
Rano -

صحيح ولكن آيضا المرآه العربيه تتجنب الرجال لآن الرجل في خبرتها مغتصب ومعتدي دايما فهي ما ان تغلق باب بيتها غي البلاد العربيه وتمشي في الشارع حت يبدآ تحرش الكلاب الضاله بها< هل يعقل الاغتصاب آن يحدث اغتصاب جماعي في الشوارع كما حدث في مصر ورحله الباص او المواصلات العمومي هي رحله صد ورد بين النسا والرجال