كتَّاب إيلاف

لمَ تتنكر للإمارات يالعبادي؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في منتصف ديسمبر عام 2014، وبعد نحو أربعة أشهر من توليه منصب رئيس الوزراء في العراق، اختار حيدر العبادي رئيس وزراء العراق، العاصمة الاماراتية، أبوظبي لتكون محطة خليجية له لعبور بوابة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سياسياً، وقيل وقتذاك أن العبادي سعى إلى دور إماراتي في تهدئة بعض التوترات مع دول المجلس، وفي مقدمتها بطبيعة الحال السعودية، كما سعى إلى احتواء غضب مملكة البحرين الشقيقة من اصطفاف حزب الدعوة العراقي، الذي ينتمي إليه العبادي، مع المعارضة الشيعية في البحرين، وحيث كان يرغب في أن تؤجل دولة الكويت الشقيقة مطالبتها بتعويضات الحرب.

العبادي قصد الامارات أولاً، واضعاً نصب عينيه الفوز بقبول سعودي من بوابة إماراتية، ووقتذاك أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عن أمله في ترسم السياسة العراقية الجديدة "أملاً جديداً ومنطلقاً قوياً نحو التغيير" وكان سموه يقصد بالتغيير ـ على الأرجح ـ إشراك جميع مكونات الطيف العراقي في بناء مستقبل العراق كضمانة أساسية وحقيقة لتحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق، وقال سموه نصاً "نتمنى كل خير للعراق ولكل العراقيين وأن يحفظ الله عز وجل أمنهم واستقرارهم وأن يسود الوئام والتضامن والتفاهم كافة أرجاء العراق من أجل مستقبل زاهر لأبنائه". فيما ركز العبادي ـ بحسب ما أعلن وقتذاك مكتبه الاعلامي ـ على الانفتاح الذي يسعى لتحقيقه عربياً وخليجياً.

الامارات إذا لا تحمل للعراق سوى الخير، ولا تتمنى له سوى الأمن والاستقرار، والعبادي ذاته يعلم تماماً دور الامارات في العراق، ولكنه تجاهل الحقائق عن عمد. وبعد هذه الزيارة بنحو عام وثلاثة أشهر تقريباً، خرج العبادي بشكل مفاجىء ليتهم دولة الامارات بشكل فج ووقح بتصدير الارهابيين إلى العراق، زاعماً أن نحو مائة مواطن إماراتي يشاركون ضمن صفوف تنظيم "داعش" الارهابي، مستدعياً دراسته للرياضيات، ومتحدثاً عن فوارق كبيرة بين معدلات انخراط الاماراتيين في تنظيمات الارهاب ونظرائهم العراقيين!

الكذب البواح كان شعار حيدر العبادي في حديثه الذي امتلىء خوفاً ورعباً من الجالسين معه من قادة الحشد الشعبي، وقد وجد الرجل ضالته في التهجم على الامارات ومحاولة الصاق تهم مثير للسخرية بها، فلم يكن للأمر من نتاج سوى أن أضحى العبادي نفسه زعيماً للكوميديا السوداء في عالمنا العربي!!. ليتك كنت قد تفوهت بغير ذلك حتى يصدقك مستمعوك، أتريدنا أن نصدق أن هناك مائة مواطن إماراتي يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش"؟ كيف وأنت الذي اعترفت بلسانك الكذوب أنك غير مطلع على آخر الاحصاءات الخاصة بجنسيات المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم؟ حسناً سأتلوها عليك من مصادر موثوقة لعلك تستفيد، فآخر الاحصاءات الصادرة عن مركز "صوفان جروب &Soufan Group" الأمريكي المتخصص في الأمن الاستراتيجي، والصادرة في بداية فبراير الماضي، تتحدث عن وجود مابين 1ــ 15 مقاتل يحملون جنسية دولة الامارات في صفوف التنظيم، ويشير إلى أن الامارات جاءت في ذيل قائمة طويلة تضم نحو 13 دولة عربية تنخرط اعداد مختلفة من رعاياها في أنشطة هذا التنظيم الخبيث.

أعداد الاماراتيين في صفوف "داعش" إذاً لا تزيد في أسوأ التقديرات عن 15 شخص ومن الوارد ـ بحسب تحليل محتوى قائمة مركز صوفان ـ ألا تزيد اعدادهم عن فرد أو فردين، لاسيما أن التقرير ذاته قد حرص على القول في نهايته نصاً "بعض هذه الأرقام توقعات لأعداد المقاتلين وليست أرقاما مؤكدة بشكل جازم"، ما يؤكد تهافت الفرية السخيفة التي وردت على لسان العبادي أمام مسؤولين يفترض أنه يتحدث أمامهم بلسان صدق، بدلاً من ترديد الأكاذيب.

يتحدث العبادي عن انتشار الفكر الارهابي المزعوم ويزج باسم دولة الامارات في سياق حديث ملىء بالمزاعم والتخرصات والأحقاد، وهي مزاعم لا تستحق النفي أو الرد، فاعتدال الامارات معلوم للجميع، وأجواء التسامح والتعايش التي تتمتع بها نتمناها للآخرين في دولنا العربية، والعبادي نفسه أول من يعلم ذلك، ولكن يبدو أن استغل هذه السمات كي يقفز على الحقائق ويهرب مما يريد قوله خشية افتضاح حقيقة علاقاته مع أطراف اقليمية أخرى، لاسيما أنه كان يجلس وسط حشد يعرف نواياهم تجاهه جيداً، ويخشى أن ينقلبوا عليه، لاسيما أنهم قد سبق لهم أن جاهروه بالعصيان فلم يكن منه سوى أن ارتد خائباً مدحوراً.

يباهي العبادي بهامش الحريات في العراق، ولن أطعن في ذلك بل نتمنى ـ كاماراتيين وعرب ـ لهذا البلد الشقيق أن ينعم بكل خير وأمن واستقرار، ولكن ما لا نتسامح فيه أن يطلق الرجل للسانه الكذوب العنان في النيل من الامارات وحقوق الانسان والحريات فيها، وهو أول من يدرك بطلان ما يقول، لسبب بسيط أنه انطلق من كذبة أولى إلى كذبة ثانية متسائلا بإدعاء سخيف للحيرة والدهشة حول مغزى ذهاب مواطنون اماراتيون للقتال إلى جوار "داعش"!! حسنا ياعبادي... دعني أذكرك ـ وقد فقدت الذاكرة ـ أن غبائك لم يسمح لك أن تتذكر أن هناك نحو 1600 يحملون الجنسية الفرنسية يقاتلون إلى جنب "داعش"، بحسب تقديرات مركز "صوفان، فضلا عن نحو 2400 شخص يحملون جنسية روسيا، وما بين 180 ـ 250 يحملون الجنسية الأمريكية، ونحو 5000 مقاتل من دول الاتحاد الأوربي، ولن اتطرق لدول عربية وخليجية أخرى، فهل كل هذه الدول الأوروبية ورعايا روسيا والولايات المتحدة يفتقرون إلى مقومات حقوق الانسان الأساسية والحريات، التي زعم العبادي أنها السبب في لجوء بعض مواطني دول الخليج للانخراط في صفوف "داعش"!!.

حساباتك خاطئة تماماً ياسيد العبادي، وذكائك خانك حين سعيت إلى توجيه رسالة معينة ـ تدركها ويدركها آخرون ـ إلى طرف اقليمي معين عبر توجيه اللوم إلى دولة الامارات، معتقداً أن أجواء التسامح المتجذرة في دولتنا ستمتد إليك، وسنغفر لك هذه الاساءة البالغة، ولكني أبشرك أن ظنك في غير محله، فالتسامح من شيمنا ولكن مع من يستحق، وليس مع من يعتدي على يد امتدت إليه لتساعده في بناء دولته.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يجوز ولايجوز !
علي البصري -

ليس من حق احد ان يناصر الشيعة المهمشين والمضطهدين في البحرين او السعودية ولكن يجوز لهذه الدول ان تناصر المهمشين في العراق ان صحت التسمية رغم ان المقارنة شاسعة بين الحالتين ولو كان قادة السنة العراقيين (سعوديون)ينقدون حكومة السعودية كما ينقدون حكومتهم لقطعت رؤوسهم في اقرب شارع !! كم فعلت بالشيخ النمر ،العراق ليس بحاجة لهذه الدول فقط يريد عدم التدخل في شؤونه وتناى عن نفسها في الشان العراقي.

الخليج الفارسي والعراق
علي الكرار -

والله ما شفنة من دول الخليج الفارسي العربية غير الحقد والمؤامرات منذ دفع صدام الاحمق لحرب الجارة ايران الى تأسيس و دعم داعش بالسلاح والاموال السعوديىة والاماراتية والقطرية . . ماذا قدمتم للعراق غير الدمار والحروب والقتل لكن العراق الشيعي يبقى شوكة في عيونكم ان شاء الله

الخليجيون والعراق
علي -

والله لم نرى منكم يا اعراب الخليج غير الدسائس والمؤامرات

ugd
ugd -

انتم مثل كل الاعلام العربي السني منافقون ولا تنشرون فقط الي يعجبكم ويحرض على الطائفية

قادة حزب الدعوة العميل
هم دمى بيد ايران -

اثبتت احداث العراق ان الحكومة الحالية الشيعية الحالية في العراق تعمل باجندة ايرانية 100% وهذه الاجندة هي استمرار التاجيج الطائفي وسيطرة الاحزاب الشيعية وقادتها على ثروات البلد ومقدراته وما المكاتب الاقتصادية وسماسمرة احزاب الدعوة الذي سرق الترليونات من الشعب الا اكبردليل .كما ان من الاجندة الايرانية هي منع اي طرف من الامريكان او العرب من مساعدة الشعب العراقي للتخلص من الاستعمار الايراني .نعم العراق الان مستعمرة ايرانية فايران تدخل وتسرق وتقتل ولا احد يستطيع ان يرفع صوته . علما بان حكومة الشيعة الايرانية في العراق لم تبنى ولا حتى طابوقة واحده خلال حكمها للعراق خلال ال13 عام االاخيرة .كما ان من الاجندة المخفية الايرانية هو اذلال السنة وتهجير المسيحيين وفرض شعائر ايران وثقافتها ونشر سمومها كشتم عمر وتشويه وتلفيق تاريخ العرب والمسلمين وان العراق اصلا هو جزؤء من فارس . وان الغلبة هي للعنصر الفارسي وتوسيع المجالات امام النفوذالايراني باعطائهم عقود امام مردود افتصادي تافه وفرض اشخاص معينين في السلطة على العراقيين وترسيخ افكار طائفـــــية في الثقافة والتعليم وممارسة العادات الايرانية كتزويج البنات بعمر 9 سنه ونشر ثقافة المتعة وفتح الحدودامام المخدرات الايرانيةالتى غزت الاسواق العراقية وصار الشباب يتعاطاها والمساعدة في تجنيد وكلاء للمخابرات الايرانية وفيلق القدس والتى وصلت اعدادهم الى مئات الاف واكثرهم من المعممين للتجسس على الشعب العراقى لمنع او ضريب اي نشاط او تحرك معاد لايران ونفوذها في العراق ,

الرد على 1 ، 2 ، 3 ، 4
فهد سالم الشحي -

بعد سقوط صدام : فقط للتذكير دولة الامارات اكثر الدول الداعمة للعراق عسكرياً وانسانياً ( لماذا تنسون عشرات المقاتلات العسكرية التي قدمتها الامارات للعراق ، 10 طائرات ميراج معدلة وكذلك أكثر من عشر طائرات من طراز EMB-314 سوبر توكانوس المقاتلة البرازيلية ، واسلحة متنوعه كثيرة جداً جداً، وعربات للجيش العراقي ، وجميع ذلك بدون مقابل ومجاناً وبدون مقابل سياسي يذكر ) ، وأما إنسانياً فدولة الامارات أكثر دولة ساعدة العراق إنسانياً وساعدة أكثر من مليون نازح في العراق ووزعت سبعة أطنان من الادوية العام الماضي فقط وكذلك الهلال الاحمر الاماراتي متواجد في العراق من بداية سقوط صدام وقدم للشعب العراقي كل متطلباته الضرورية ، وكذلك سابقاً حين زار نوري المالكي دولة الإمارات ( أسقطت الامارات مديونية العراق التي تقدر مع فوائدها تسع مليار دولار ) ، وفوق كل هذا تعتبرون الامارات عدوة لكم ولم تقدم لكم شيئاً ، فقط للتذكير : دولة الامارات تحتل المرتبة الاولى عالمياً من حيث المساعدات الانسانية ، فالحكومة الاماراتية تعرف جيداً كيف تستغل الاموال لصالح الوطن والانسان وهذا عكس حكومتكم المعروفة لديكم جيداً من الفساد المستشري بها وسرقة أموال الشعب ، الافضل لكم أن لا تضيعوا وقتكم بالثرثرة الكاذبة بل أشغلوا أنفسكم وعقلكم لصالح بلدكم المنهار . تحيا العراق ويسقط أذناب ايران في العراق :)

لبنان
جعفر عبدوش -

اصبت يا اخ فهدواخرست اذناب ايران