بين جعفريين... مجتزأ من مقال يطول به المقام..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغض النظر عن خلافنا مع الأشخاص، سيكون تقيمنا للمنجز والخطاب والمعرفة والسلوك الوظيفي ولاشيء سواها، وليس للونك او نسبك او حسبك او دينك اي علاقة بما تنجز ولااحد يسالك اذا كنت تلطم او تضرب "درباشة" وليس مهم ان تكون مسلما او بوذيا.. مسيحيا متدينا او لاأدريا او ملحدا، المهم ما تقدمه لوطنك وما تقدمه للانسانية من خير وجمال في العمل والكلام.
ابراهيم الجعفري وزير خارجية العراق يحب الظهور والتفلسف الذي يوقعه في الشطط والابتذال. الرجل لم يك خطيبا متفوها او فيلسوفا متمكنا من ادواته وحبه للظهور كعارف وعالم وفيلسوف بقدرات لاتساعده كثيرا وتشغله وتنسيه دوره الدبلوماسي والسياسي الذي يفرض عليه ان يتكلم بلغة دبلوماسية في سياقات محددة في مقام محدد. وفي علم السياسة لارسًطو طاليس "يجب على السياسي ان يكون فيلسوفا قبل كل شيء اخر اي حكيما بمقدار ما أوتي الانسان ان يكون "وبالنسبة للحاكم او السياسي الدبلوماسي تاتي الحكمة بالمعرفة وانتقاء طاقم العمل او الخلية التي تحيط به للنجاح في المهام الملقاة على عاتقه والظهور بكاريزما مؤثرة. وابراهيم الجعفري لايلتزم حتى بالخطاب الاخلاقي الذي يمنحه المصداقية والقبول وهو القائل { انا بايع ومخلص } وهذه لهجة السقطة في الشوارع بالعراق ولا تليق به وبسنه وتاريخه ومنصبه.وان بالغالب مايكون السياسي سفططائيا ولكن ابراهيم الجعفري كان سفططائيا قبل ان يكون سياسيا. لا يمتلك مهارات ولم يطلع على الجغرافية والتاريخ وضعيف التواصل لا يجيد حتى التعبير والوضوح في اللغة الخطابية بكل ضروبها. يخرج عن الموضوع سلفا ويخرج عن سياقات الفكرة دون تصورات مسبقة فلا هو فيلسوفا ولا هو مأدلجا. فيعدم مسافة المنطق المشترك بينه وبين الاخر " المتلقي " الذي يستمع اليه ولهذا تأتي الردود قاسية عليه وباتت خطاباته هلوسات غير مفهومة ومثار سخرية وضحك اشبه بالنكات السمجة احيانا ولا احد على ما اعتقد يريد مضيعة وقته بها او الاستماع اليها فما بالكم في المحافل الدولية التي تعد ساحة صراع فكري وسياسي لكسب جولات الصراع سياسيا قبل كل شيء وفي بعض المحافل لايسع للمتحدث ان يحصل على اكثر من 5 دقائق.نأتي على " بشار الجعفري " الجعفري الاخر" سفير سوريا في الامم المتحدة. الرجل مدافع عنيد وصلب عن النظام السوري وشام الياسمين بمهارة دبلوماسية واضحة بخطاب جلي، صاحب تحصيل أكاديمي مرموق ماجستير في الترجمة والتعريب من جامعة دمشق و ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة باريس ودكتورا في تاريخ الحضارة من جامعة جاكارتا ويجيد عدة لغات بطلاقة كالفرنسية والانكليزية وعلى مايبدو انه قارىء اكثر من نهم ولايملك مكتبة عرضها وطولها لايصدق كما هي مكتبة ابراهيم الجعفري الذي يحرص ان تظهر من خلفه في لقائاته المتلفزة في بيته وهو يدير وزارة الخارجية العراقية من البيت وهذا معروف عنه واكيد.بشار الجعفري ضليع بالاطلاع على الحضارة الانسانية وهذا ما تترجمه مداخلاته وسلوكه في المحاضر الدولية وحفظ درس سقراط جيدا وطبقه فكان تلميذه النجيب " اليسبياد"الذي تلقى درسه على أتم وجه ( يجب قبل كل شيء ياصديقي ان تفكر في اكتساب الفضيلة انت وكل رجل يريد الا يعنى بنفسه ولما له من الاشياء فحسب بل ايضا بالدولة والشؤون التي هي للدولة )هذه قاعدة عميقة يجب على كل رجل دولة ان يتفهمها بالدفاع عن دولته وشعبه بالمعرفة والاستقراء الصحيح والبراهين التي تقتضي جلاء موقفه وبالتالي موقف النظام والدولة التي يمثلها.فعندما نسمع بشار الجعفري في مداخلاته تتعرف على اطلاع الرجل في الادب والشعر والتاريخ والجغرافية اضافة الى وطنية فيها كبرياء رغم الهجمة الكونية على سوريا ونحن هنا لا نتحدث عن حق وباطل او ضد ومع فهذا متروك لكل شخص ورأيه وانتمائه الأيدلوجي السياسي ومدى حبه وكرهه لهذا النظام او ذاك.&ولمن يريد ان يدافع او يتخذ موقف عليه ان يرجع الى ◼️you Tube ولتكن خطابات وأداء الرجلين هي الحكم والفيصل في التقييم الغير متجني {تكلم حتى أراك} & {تكلموا تعرفوا فان المرء مخبوء تحت طي لسانه }. ولا اعتقد ان هناك ساسة ودبلوماسيين يتقاضون ما يتقاضاه أقرانهم في العراق. لكن الله يرزق من يشاء بغير حساب.. والله يعز من يشاء ويذل من يشاء.. فمع كل هذه الثروات والامتيازات والطائرات الخاصة لم يك فيها عزة للنفس والمنصب بسبب اداءهم الاكثر من فاشل ولايرتقي لاي معيار سياسي او دبلوماسي وبالتالي لا تخدم ولا تنتمي للوطن الذي بات على حافة الافلاس اذا ما استمرت الأزمة الاقتصادية القاتلة.ان الصوت يعبر عن الوجود وهو اكثر من قدرة على الحديث.. الكلام هو انت.ان كلام الثرثرة نقيصة على حد قول سقراط وللكلمة حسابات دقيقة تليق بها ولاتطلق على عواهنها. ان الكلام ماهية الفكر وان الفكر ماهية الانسان وحتى التفكير الذاتي "المنلوج الداخلي " ضرب من ضروب النطق والكلام لان الأحبال الصوتية تتحرك لا إراديا. ويبدو ان ابراهيم الجعفري معجب جدا بمنلوجاته او كمن يغني في الحمام ويطرب لنفسه وغناءه لا يخضع لاي مقام موسيقي ومنطقي وعقلي ولا يمكن لاي إذن ان تصغي اليه لكن خيلاءه صور له انه مغني شجي الصوت وقوي التاثير في كورال الطبقة الحاكمة بعد 2003 في العراق.ان مراجعة دقيقة لخطابات ابراهيم الجعفري المتلفزة ومداخلاته في البرلمان والمحافل الدبلوماسية تكشيف عن احباط يصل بالمرء الى ان ينكش شعر راسه ويكفر باداءه البعيد كل البعد عن الدبلوماسية والسياسة . ربما يصلح ابراهيم الجعفري لرئاسة هيئة الحج والعمرة حسب خبرته السابقة كحملة دار للحج والعمرة ايام كان معارضا في لندن لا ان يقود الدبلوماسية في بلد علم العالم اول حرف مكتوب في تاريخ الخليقة وأول من اطلق كلمة حرية وأُقدِّم مسّلة قوانين في تاريخ الانسانية. ان انحطاط الساسة العراقيين إجمالا هو انحطاط خطابي فكري اخلاقي سياسي بامتياز والمثل الشهير يقول : الاناء ينضح بما فيه.&لايقارن حتى بسلفه "هويشار زيباري" الذي كان وزير خارجية اقليم كردستان وليس العراق في حقيقة تحركاته.&نقارنه بكوكبة من وزراء خارجية العراق وهم اعلام في تاريخ الدبلوماسية العالمية طه هاشم، نوري سعيد طالب ناجي، شاذل طاقة، طالب شبيب، ناجي السويدي، جعفر العسكري، عبد المحسن السعدون، ياسين الهاشمي، وسعدون جمادي، وطارق عزيز. الموضوع بحاجة الى بحث أوسع وانجازات الدبلوماسية العراقية معروفة ومشهود منذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921م. ونذكر بسفيرنا قي الامم المتحدة الدكتور محمد الدوري في عهد الطاغية صدام والذي قادة الدفاع عن النظام والعراق بصلابة ولباقة وضراوة لأتقل عن صلابة بشار الجعفري وكانت عبارته الشهر "اللعبة انتهت " باللغة الانكليزية :The came is overعبارة استشرافية وجزيلة أنهت الفصل الأخير للمسرحية في الامم المتحدة وتدمير العراق والمنطقة بأسرها لصالح امريكا وحلفاءها. الدبلوماسي الموهوب لا يشغله ولايفتنه شيء غير إيجاد لغة وخطاب مقنع وصلب يدافع به عن بلده بغض النظر عن النظام نرضى عنه او نعارضه وهنا تتجلى المهارة وروح الفروسية بمنازلة الخصوم واقناع الأصدقاء بكل الوسائل المتاحة والممكنة وتسخير المصالح المشتركة وليس بالتمنيات والشقشقيات والأدعية والحروز وفتاحات الفال والافخاذ. الحقيقة مرة بل تفوق مرارتها طعم الصبار عشرات المرات وتدوخ اكثر من عصير الصبار " التكيلا".&{ان لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الاحمق وراء لسانه}.. شاكرا تحملكم لرزايا قراءة الموضوع ورزايا المشهد العراقي ومن يتصدره.&altnoor62@gmail.com&التعليقات
مقالة رائعة واكثر
خالد -عزيزي الكاتب كنت اتمنى ان يعلمني احد كيفية كتابة مقالة شيقة وغنية. مع كل الاسف لم اجد مدرس لغة عربية واحد يستطيع ان يشرح ذلك السر حتى صادفت مدرسة لغة اكاديمية انكليزية شرحت لي هذا السر ومنها تعلمت اكتب بالعربي. الخلاصة لايوجد احد يشجع الكتابة في العالم العربي ومقالاتنا مهزوزة الا ماندر وبمناسبة المقارنة بين الجعفريين, ماذا ترجو من رجل ترك الطب وماتعلم ليكون حمل دار وبدل ان يطور نفسه باختصاصه العلمي راح يتعلم طرق النصب والاحتيال والسرقة واعتقد جازما انه لم يقرأ اي كتاب واحد في حياته بعد ان اكمل الجامعة. اما جعفري سوريا فالرجل مثقف بغض النظر مع من يقف وحصل علي وظيفته بجدارته الدبلوماسية وليس عن طريق الغش والتزوير.
مقال يستحق القراءة
شاكر الشمري -مقال جميل وممتع وكانت لفته جميلة منك ان تذكرنا بأسماء وزراء خارجية العراق السابقين رحمهم الله جميعا.. شكرا لك سيد عباس داخل حسن.
القضية
خوليو -لاشك ان ثقافة الانسان ودبلوماسيته والمخزون المعرفي الكامن وراء لسانه يساعد هذا الأخير ( اللسان) على التعريف عن معدن صاحبه،، اي ان القضية التي تدافع عنها تكون بمثابة الساند لما سينطق به لسانك ،، فلا الجعفري السوري ورغم الشهادات واللغات ولا العراقي رغم كبر المكتبة تساعدهما قضيتهما على إيجاد موقع قدم لهما على ارض الاقناع ،، الاول يدافع عن ديكتاتورية طاءفية فردية تخذله وتجعله مراوغا تكشف حروف كلماته كذبه،، والثاني العراقي وعلى الرغم من قلة دبلوماسيته كما تقول المقالة لا يساعده النظام الطاءفي الذي انشا مكان ديكتاتورية فردية طاءفية ايضا،، لولا ديكتاتورها ماكان نزل المطر كما يقول شاعره ،،كان هناك فرصة ولاتزال امام العراقيين ان ينشاوا نظام ديمقراطي حر سيادي يكون قدوة لدول المنطقة ،،فبدلا عن ذلك ارسوا نظام طاءفي عماده الجناح الاخر من دين الذين امنوا وخذ ندبا وعويلا وتمزيق ثياب على قتيل منذ اكثر من الف سنة ،،فما هي الفصاحة والدبلوماسية التي سيمثلها وزير خارجية هكذا نظام الذي قال رئيس برلمان سابق في العراق بانه سيضرب بالحذاء كل من يخرج عن الشريعة من النواب ،،أية دبلوماسية ستفيد ويكون لها اثر في المحافل الدولية والمحلية تمثل هكذا نظام ديني يعجز عن تكوين وطن لكل ابناءه ،، الخلاصة قوة القضية التي تقبع وراء ممثل البلاد هي التي تعطيه الزخم ليقول الصدق،، والصدق والحقيقة هما الذان يحرران الانسان ويجعلونه طليق اللسان وخطابه متماسك مقنع ،،والجعفريين يمثلان قضايا مريضة طاءفية ليس لها اتباع سوى في دور العبادة ومع العبيد امثالهما .
أصبت ولم تصب
طه طلبه -الأستاذ عباس أصاب في وصف وتحليل خطاب إبراهيم الجعفري ، لكنه برأ بشار الجعفري من السقطات الدبلوماسية ، ومنها تصريحه في جنيف الذي اساء للدين الإسلامي وخلق (سورة فاتحة جديدة) ، أما استشهاد الأستاذ عباس بصلابة ولباقة سفير العراق في الأمم المتحدة محمد الدوري ، فهو (تسطير كلام) لا علاقة له بالحقيقة ، وعبارة ( اللعبة انتهت) التي استشهد بها كمثال على عبقرية السفير محمد الدوري ، توقيتها ومضمونها يرمي الى العكس ، والسفير الذي تحتل عاصمة بلاده ويقول اللعبة انتهت فمعنى هذا انه يجهل معنى التعبير الإنجليزي أو يجهل مهمته المتمثلة برفض الاحتلال ومقاومته .