كتَّاب إيلاف

روشتا علاجية لاستشفاء مجتمعاتنا المريضة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&لست نطاسيا سياسيا أو مصلحا اجتماعيا او معالجا سحريا يقدّم وصفات مبتكرة ناجعة لانتشال بلداننا من اوضاعها المزرية ، غير اني أضع نقاطا عامةً دون ان انغمس في التفاصيل تبدو لي علاجية مطببة من خلال مشاهداتي طوال اكثر من خمسة عقود عشت فيها متأرجحا بين أنظمة حكم متهتكة وفاسدة ودكتاتورية الى حدّ الإيغال مثلما عشت أنظمة مدنية راقية انتهجت أسلوب الديمقراطية والمواطنة الحقة ورأيت وتلمّست الفرق بين مجتمعنا المتخلف الموغل في استهتاره بالإنسان وبين انظمة راقية هدفها رفع شأن أبناء وطنها وايصال مواطنيها الى حدود سليمة من السعادة وتحقيق المساواة والاستئناس بالشعب ومايريد باعتباره مصدر السلطات الثلاث التي تجهد في تقديم اقصى الخدمات له&ولا أدّعي أني استللت عشبة جلجامش من فم الأفعى &عنوةً وعن طريق التحايل كما يوصف السرّاق المحنّكون بانهم قادرون على أخذ العلكة من أفواه المغفلين او قمت بخلق حيوان " تيولا " الذي يزعم علماء البايالوجي انه الكائن الحيّ الوحيد بين كل مخلوقات الدنيا لايموت ولا يفنى ابدا وحالما تنتهي فترات شبابه يعود مجددا الى طفولته ولايمر ابدا في مرحلة الشيخوخة وهكذا دواليك سنة اثر اخرى ؛ ولست خطيبا واعظا ناصحا كما قال الامام علي في احدى خطبه أمام جمعٍ من اهل الكوفة &في احدى خطبهِ وهو يزفر أسىً لأنه يعرف بانّ نصائحه ستضرب عرض الحائط : " احفظوا عني خمسا ولو شددتم اليها المطايا حتى تنضوها لم تظفروا بمثلها .... "فكل ما أقوله هي معايشات أدركتها ولمستها في معظم بلداننا العربية الرازحة تحت احكام تعسفية ذات حكم واحد او دكتاتوريات ضاربة في القِدم والمراس في قهر شعوبها كما عشت في ربوع بلدان تقدّس مواطنيها وتعطيه حقوقه على طبق من ذهب وهو بدوره يعرف واجبه تجاه نظامه الذي يختاره بنفسه وينتقي ممثليه بصناديق الاقتراع&ولكي اكون دقيقا وأضع النقاط على الحروف توضيحا أدرج هنا أهم الاجراءات التي علينا القيام بها فقرة فقرة عسى ان نرتقي اولى سلالم التغيير والنماء العقلي اعتمادا على الاضاءة التنويرية التي استرشد بها العالم المتحضر قبلنا وجعل مجتمعه في مصاف يحسد عليه خاصةً من نخبة مثقفينا ومخلصينا الطامحين ان يكون مجتمعهم قريبا من المجتمعات الناهضة او على الاقل يلامس شيئا من الازدهار في العالم المتمدنوان هي النقاط المدرجة تاليا الاّ خطوط عامة ولبنة أساسية للتغيير للارتقاء بمدارج مجتمعنا ولو بتوئدة وخطى بطيئة وهي افضل بكثير من ان نبقى في القاع وحتما ستتبعها تفصيلات واجراءت لابد من اعادة النظر فيها وتجديدها بين حين واخر وفق متغيرات الزمن ومدى الحاجة لها وتقديم الاولويات على التاليات والاقل اهمية&1— أولى بوادر النأي عن التخلف هو النظر بعين فاحصة الى حاضر ومستقبل وضعنا وغضّ الطرف عن الماضي وإشكالاته وبالأخص المختلف لا المؤتلف من اجل ترميم حاضرنا الحالي وإعادة ترتيبه بالشكل الذي نضع تصورا واضحا لما سيؤول الينا المقبل الحسن ويكون هذا الامر بالاعتماد على قيادات مخلصة ولا شائبة عليها ومحمّلة بفكر حضاري على الصعد السياسية والاقتصادية وترسيخ بناء فوقي يؤمن بالإنسان وحده دون اية مراعاة لمعتقده وعرقه وانحداره ومنبته ، اذ ان كل انسان له قدراته الخلاقة العقلية الابتكارية بعيدا عن نزوعه الديني والقومي واللون وما الى ذلك من المعوقات التي تشل الابتكار والإبداع وصنع الانسان الحقيقي لو انشغلت بها عقولنا&2-- اعلان الحرب على الصنمية البشرية وتقديس الشخوص الانسانية وصنع الدكتاتوريات وعبادة الشخصيات سواء كانت من الزعامات السياسية ام الدينية او القبلية فالتقديس أحرى به ان &يكون للعقل ونتاجه الايجابي البنّاء والاعتبار للأذكياء وحاملي لواء العلم ذي الهدف التنويري الحضاري من خلال رفع شأن المواطنين المبدعين نساءً ام رجالا على السواء وإعطاء كامل الاهتمام للمثقفين والثقافة وإيلاء الدور لها ولرعاتها فهم خير منقذ لو أدركوا تأثيرها ومنافعها والاّ فما قيمة الثروة ان لم تكن تجري في قنوات التغيير نحو الأحسن وتغذية الإبداع والمبدعين وتنوير العقل وانتشاله من &براثن الجهل والخرافة والغيبيات والشعوذة&3— استئصال ثديَـي القومية والدينية &باعتبارهما يغذيان التخلّف وأساس بروز النزاعات العقائدية والمذهبية والعرقية سواء كانت في الداخل ( وسط مجتمعاتنا ) او في الخارج بين الدول المتجاورة ، فاذا وجد هذان المرتعان بين ظهرانينا تتوالد الكراهية والنظرة الفوقية وتزداد العداواة وتتعثر المساواة والعدالة التي هي اساس المواطنة &الحقة في المجتمعات المدنية ، صانعة للانسان المتسامح وبدلا من تحويل الأديان من عقائد ملأى بالعصبية والنرجسية وايدولوجيات مشحونة عنفا وتدميرا ففي الإمكان جعلها تيارات روحية واسعة الصدر وفق نظرة المحاباة بدلا من المعاداة&4--- لتكن الثروات النفطية والمدخولات في جزئها الاساسي في خدمة العقل ونمائه لاجل رفع مستواه ليكون في مصاف العقول المتحضرة من اجل انضاج فكر تنويري عقلاني وتشييد بناء فوقي رصين وايلاء الثقافة والمثقفين اهتماما استثنائيا فمن العيب والهوان ان نردد في أوساطنا المتخلفة &" ان أنكر الاصوات لصوت المثقف " ولنصغِ الى مايقول ويشير ونكون طوع أمره في اول خطوة يخطوها بدءا من تغيير مناهجنا الدراسية إلغاءً او إضافةً واستزادة من المناهج الحديثة المعاصرة وتعديل المعوجّ منها ثم القضاء تماما على الاميّة ورفع فؤوسنا للإطاحة بأهرامات الجهل المعرشة على العقول وصولا الى بلورة ثقافة عليا أعلى الهرم للبناء الفوقي ؛ وليس غريبا ان تكون الثقافة ثروة تكاد تفوق الثروات النفطية وتكون مصدرا مدرّاً للمدخولات &على المديات البعيدة والأبعد وامامنا عدة دول حذت حذوها نحو النماء والرقي والتحضر والثراء حينما اتجهت للمدنية الحديثة والوسائل العلمانية من اجل النهوض بمستواها كونها قريبة الشبه بمجتمعاتنا مثل ماليزيا وسنغافورة وتركيا اللائي حققن ازدهارا واستقرارا سياسيا واقتصاديا بشكل ملحوظ5--- توسعة وإنماء البناء التحتي وخلق قواعد صناعية وزراعية لتحريك المجتمع نحو تفجير طاقاته الانتاجية وخلقها بيده وتشكيلها بعقله وامتصاص البطالة الهائلة التي زادت نسبتها الى حدّ غير معقول ( الرجال 40% والنساء تفوق 70% ) وفق احصائيات سنة / 2015 وسط مجتمعاتنا كي يشعر الانسان بقيمته بدلا من ان يكون هائما على وجهه مهملا ويكون صيدا سهلا للنكوص واليأس فيتلقفه الارهاب ودعاته فيضيع عقله بين تهويماتهم الخادعة وأضاليلهم في فتاوى الجهاد ومحاربة الكافرين ونيل الجنان والحسان ، ولا ادري عن ايّ جهاد يتحدثون في بلداننا المحترقة بالحروب العائشة في لجّة جهنم بينما الجنائن والفراديس الدنيوية منتشرة وتتسع يوما بعد يوم في العالم المتحضّر الراقي ؟؟!!اعرف ان هذه الروشتا التي اهجسها ناجعة سليمة الهدف ونقية الطويّة ستصل الي أيديكم وأوقن ان الكثير لن يمعن في فكّ حروفها وتكون صعبة القراءة مثل اية روشتا من طبيب معالج يكتبها بعجالة على شكل شخابيط كلام لا تعرف خطوطها الاّ دكاكين الصيدلي الحاذق كعادة الاطباء المتعجلين في عياداتهم ومنكم من يكوّر ورقتها بكفّهِ ليرميها لاحقا في سلّة النفايات وهذا هو مبعث الأسى والإحباط الذي يساورنا حينما تتجه الأنظار والأسماع لدعاة التخريف عندما يسمّرون عيونهم امام شاشات وقنوات الدجل التلفزيونية العديدة في بيوتنا والروحانيات ونفثات الفتاوى الضالة والمضلّة ويتراكضون سراعا الى خطب الجمعة ليستمعوا الى الشيخ وهو يهذي ويفرّق ويبث العداوة والبغضاء ويصب جام غضبه على الكافرين وأهل الكتاب والملل والنِحَل وكل من يخطر ببالهِ ويرمي الكلمات البذيئة على عواهنها وهزال براهينها ؛ ففي مجتمعات &جاهلة مشلولة المسعى قلما يصغي إلينا احد ولو أصغوا صدفة أو عرَضا &ترى الكلمات تدخل الى الأذن اليمنى لتخرج مسرعة من الأذن اليسرى&هذه هي معضلتنا مع الجهل وأتباعه ممن يقدسون الماضي فصفة التقديس أضحت لازمة لايمكن محوها في الأمد القريب على الاقل ؛ واذا كان لابدّ من القداسة وبقائها فليتها تتجه الى تقديس المستقبل وبهذا نكون بدأنا الخطى الاولى للتحضّر والرقيّ ولكن متى يحين أوان تحرّكها ؟؟هذا ماسنترقبه ولكن بعد لأيٍّ طويل وربما يطول حتى اليأس حتى تلتحم أكفّنا على وجوهنا انتظاراً&jawadghalom@yahoo.com&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
افكار كبيرة وامكانات
محمد البندر -

الخطاب الذي جاء به الاخ جواد غلوم يعادل في أهميته مايمكن لأي حركة إصلاحية أن تقدمه كبرنامج عمل ناضج لاحداث تغيير ما في الوضع المزري الذي نعيشه ، لقد عكس هذا الخطاب حجم معاناة المواطن العراقي الواعي من الحاضر واليأس من المستقبل، رغم مايمتلكه المجتمع العراقي طاقات خلاقة كبيرة يبقيها القادة السياسيون والدينيون مهمشة من لعب اي دور خارج نطاق المسموح به . ويرى الكاتب أن الخطوة الاولى هي غض الطرف عن الماضي .. أي إهمال التاريخ الذي يعيقنا عن رؤية حاضرنا ومستقبلنا ، وقد استشهد الكاتب بتجربة أوربا التي قدر لها أن تتطور بفضل نسيانها الماضي وأهماله وتركيزها على المستقبل ودور الشباب ، فلم تعد الحرب العالمية الثانية مثلاً سوى افلام وثائقية بالاسود والابيض يشاهدها الجيل الجديد الذي قد لايعرف احداً من ابطالها . اكتفي بهذا القدر ولدي تعقيبات على بقية النقاط ، .

وصفة ناجحة
خوليو -

هذه الوصفة هي من طبيب خبير اصاب التشخيص واحكم العلاج ،،هذا هو الحل ،، المشكلة الان كيف يقتنع المريض بهذا الدواء وهو لايريد في حياته سوى الإسراء الى جنة الوهم ،، وصفوا له هذا العلاج فأدمن على اخذه بخمسة جرعات في اليوم ،،الخطوة الاولى إقناعه بانه يركض وراء سراب ،،الخطوات التالية سهلة المنال ،،مقالة في القمة .

تعليق
بسبوسة -

يبدو أنّ اليانكي براء من دم يعقوب هذه المرّة. و دم يعقوب هو (التخلّف، سرطان الثّدي ((القومية و الدين))، تقديس الأصنام، تبديد الثروات، والإهمال المتعمد للبنى التحتية).

كيف يقتنع المريض ؟
فول على طول -

العزيز خوليو - الرائع دائما - سأل سؤالا هاما وهو دائما يسأل هذا السؤال ..كيف يقتنع المريض ؟... نعم تكمن المشكلة بأن المريض مقتنع تماما بأن الداء نفسة هو أهم دواء ..المريض مقتنع تماما بأن نصوصة المقدسة - الداء - الواجبة التنفيذ هى النصوص الوحيدة الغير محرفة ويجب تفعيلها ..وأن سبب تخلف أمة لا الة الا اللة هو ابتعادهم عن تلك النصوص ...هذا هو المرض الأكبر يا عزيزى خوليو حيث يعتقدون أن هذة النصوص السامة هى الدواء ...مصيبة ما بعدها مصائب . ويقول الكاتب فى البند الثالث : استئصال ثديَـي القومية والدينية باعتبارهما يغذيان التخلّف وأساس بروز النزاعات العقائدية والمذهبية والعرقية ..انتهى الاقتباس . وهذا البند بالذات يعود بنا للسؤال : كيف يقتنع المريض بأن الداء يكمن فى القومية والدينية ؟ المريض مقتنع بأن الدواء فى القومية والدينية ...معضلة كبرى بالتأكيد . ربنا يشفى .

الى فول وخوليو
عمار -

العلمانية العربية هي ثديَـي القومية والتحزب الديني، علم من علم وجهل من جهل!

من المريض؟
ومن الطبيب؟ -

حسب النظرية الليبرالية الغربية التي ينعق بها علمانيو ايلاف ليل نهار.. صبحاً ومساء.. قبل الأكل وبعده... مع الازدراء للدين أو بدونه، فان الفرد هو الحكم أو المقيم الأفضل لمصلحته الشخصية، ولا يوجد مقيم خارجي يملك حكمة خارقة تؤهله للحكم على مصالح الآخرين أو من باب أولى التدخل فيها. شيزفرانية عجيبة عند علمانيي ايلاف، وادعاء زائف ومميت للعقلانية.

ازدواجية العلمانيين
ومهاتراهم -

الذي أعلمه جيداً ان خوليو رقم (1) يؤيد التدين الشخصي ويدعمه بكل قوة ضمن اطار التعددية والحرية والعلمانية وحقوق الانسان وغيرها من كلماته، لكن خوليو الجديد رقم (2) يرى ان العلاج خمس مرات ضار بالصحة. أيهما نصدق؟

التاريخ والاسطورة
جبار ياسين -

لعل اهم انجاز مبكر للثورة الفرنسية نهاية القرن الثامن عشر هو فصل الأسطورة عن التاريخ . انها منطلق الحداثة الاوربية التي نثرت شعاع عصر الانوار في ارجاء بعيدة واعطت لحقوق الانسان مغزى ليتم بعد قرن الانتصار على العبودية وفتح أبواب العلم على مصراعيها . مشكلة مجتمعاتنا الشرقية والإسلامية خصوصا هو الثابت الأسطوري المقدس الذي يفسر كل شيء على بظلمة ميتافيزيقا كلية . لم ندخل الحداثة كمجتمعات بل كأفراد منذ رفاعة الطهطاوي وسلامة موسى والزهاوي حتى طرابيشي وادونيس . لدينا كل مقتنى حديث ، بين يدي المرأة والطفل والرجال طبعا ، لكن العقل تكراري ، انشائي ، مثل الشعر العمودي الردئ . فالهاتف النقال في آخر موديلاته يرن بتراتيل دينية او ادعية ومازلنا في عقلية القضاء والقدر حتى في ادق افعالنا الخصوصية .لا إرادة ولا تسيير للواقع بل العكس ، الواقع الخارجي ، المفروض بأرادات خارجية او على الأقل سلطوية محلية هو من يتحكم في الافراد والمجتمعات . فصل الأسطورة عن التاريخ يضع الدين في مكانه ، المسجد او البيت . يلجم القومية المفرطة لأنها نتاج تاريخي وليست قدرا كما يدعي ميشيل عفلق او برزاني مثلا .فصل التاريخ عن الأسطورة يعطي للنقد بعده الإيجابي ولن يعتبر شتائما او تحقيرا . بأختصار ، نحن نعيش اساطيرنا على حساب التاريخ والحقائق ضائعة او مجهولة للأغلبية من افراد مجتمعاتنا ولن يسمح الاكليروس الديني والمدني أيضا بمس ماهو راسخ منذ قرون .حتى النفط اعتبره البعض هبة من الله وننسى ان المكسيك والولايات المتحدة الامريكية وروسيا هم من اهم منتجي النفط قبلنا وبعدنا ، ربما وهم " كفار " . مجتمعاتنا مازلت بحكمة ابي التي كان يختصرها بقصة الدجاجة التي لم تستطع الطيران لأنها لم تقل : انشاء الله . وانا كلما سافرت على خطوط جوية عربية ارتجفت هلعا لحظة الطيران بسبب مايرتل لحظة الإقلاع وخصوصا عبارة " وانا اليه لمنقلبون " كما ارتجف هلعا حينما أكون في احياء باريس العربية واقرأ على واجهات محلات القصابة " مجزرة إسلامية " .

نقطة
نظام -

الأهم ان لا تجعل من الحداثة مصطلحاً ميتافيزيقياً أو اسطورياً في العلاج!

الطبيب والمريض
خوليو -

الطبيب هنا هو السيد الكاتب الذي أعطى الوصفة الجيدة والمريض هو الذي يخلط المعتقدات الشخصية بالشان العام ولايستطيع ان يفصل بينهما لمصلحة أولاده وأحفاده ،، ينقل اليهم أمراضه الشخصية ويعتقد انها هي الحقيقة والعلم ،،يمضي الزمان والنتيجة تخلف ووجود خارج الزمان والمكان ،،والطبيب هو العزيز فول والسيد جبار ياسين-8- والمريض من يداوم على أخذ جرعات الأفيون ويظنه علاج ،،الخلاصة المريض هو من يخلط بين المعتقد الشخصي والتاريخ مع الشأن العام ،،هذا الشأن الصحي المعافى الذي يحافظ على حقوق الجميع ولا يمكن ان يكون الا بالعلمنة والعقل غير الديني ،،المريض من يكره كلمة مساواة وحقوق .

تراجيديا البشرية
غسان -

السيد خوليو ( تعليق 10) يعتقد مخطئاً انه بالامكان الفصل بسهولة بين المعتقدات الشخصية وبين الشأن العام، وبناء المجتمعات على اسس عقلانية بحتة، كما فعل الغربيون بعد التخلص من دين الكنيسة. هذا في الواقع هو حلم العلمانية الانسانية، لكنه الى الآن لا يزال حلماً. الذي يحدث على ارض الواقع هو استبدال معتقدات شخصية بأخرى، أو أيديولوجيا بأخرى!، الا بعد التوصل الى نظرية موضوعية للمعرفة الأخلاقية. المفكرون الغربيون بعد ثلاثة قرون من "التنوير" اما لا يؤمنوا بامكانية وجود مثل هذه النظرية الموضوعية من حيث المبدأ، بسبب التداعيات الجسيمة ل"المغالطة الطبيعية" في فلسفة الأخلاق، أو يرفضون هذه النظرية كونها ستفتح صندوق باندورا على مصراعيه، حسب اعتقادهم، بسبب محاولات فرضها على الغير بالقوة. في الحالتين، المحصلة هي لا فصل بين المعتقدات الشخصية والسياسة العامة. والاستراتيجية تحولت الى تراجيديا.