فضاء الرأي

المسلسلات التاريخيَّة والارتكابات اللغويَّة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كان من الممكن، بل من اللائق أن نتجاوز عن أخطاء، أو هفواتٍ قليلة، لا بد أنها تقع في خضمِّ أعمال كبيرة، ذوات جوانب متعددة، ومتطلَّبات غير منحصرة في اللغة، فهي تتطلب التأكُّد من صحَّة المعلومات، بعملٍ توثيقيٍّ واسع ومقارن، كما تستدعي متطلبات فنية عديدة، لسنا بصدد التفصيل فيها.

لكن حين يكون الأمر لافتا، بل مؤذيا للأذن، وحتى لآذان المشاهدين من غير المتخصِّصين الذين تستوقفهم تلك الأغلاط الواضحة، فهذا يستدعي لفتة، بل لفتات.

ففي مسلسل " سمرقند"، وفي الحلقة الأولى، وفي مقطع لا يتجاوز عشر دقائق، وقعت الأخطاء الآتية:

"غُلمان وهي: غِلمان، و يُصيحون، وهي: يَصيحون،

وكَساء، وهي: كِساء. وحُجَرات، وهي حُجُرات"

ومن الأخطاء النَّحْوية، في المسلسل نفسِه، وفي المقطع نفسه، قولُ الممثلة أمل بوشوشة:" وجُند الملك يمشِّطون الطرقاتَ المؤديَّة إلى بخارى"، وهي "الطرقاتِ"، وقول ممثل آخر:" لا أعرف أيَّ اسمًا لي قبله" وهي " اسمٍ".

وفي أول الحلقة الأولى، من مسلسل "قضاة عظماء" خطأ حتى في آية قرآنية " ومن قُتِل مظلوما فقد جعلنا لوليِّه سلطانا فلا يسرفْ في القتل" قالها الممثل " فلا يسرفُ في القتل"، وبعدها أخطاء من قبيل ما ورد على لسان شخصية الطبيب اليهودي " يَغدقون" وهي طبعا، "يُغدقون"، وقوله " الدنيا سهلة على عالمٌ فقيهٌ مثلِك" "(عالمٌ)! بعد حرف جر! وبعدها "فقيهٌ" أبقاها مرفوعة؛ خطأ جرَّ خطأ، ولكن حين وصل إلى " مثلِك" قالها على الصواب، كما كُتبت " مثلِك" بالجر.!

وعلى لسان البطل في الحلقة الأولى، وهو القاضي أبو بكر الأنصاري (قاضي المارسِتان) قال عن صُرَّة نقودٍ وجدَها:" في الإسلام تُسمَّى هذه لَقْطَة" بفتح اللام وتسكين القاف، وكرَّرها في موضعين، ثم تابعه عليها الطبيب اليهودي -وهي كما يُعلَم -:" لُقَطة" بضمِّ اللام وفتح القاف، أو " لُقْطة، بضمّ اللام وتسكين القاف، على رأيٍ أضعف، وهي ما التقطه الإنسان من مال ضائع، وكذلك أخطأ أحمد ماهر الذي أدَّى دور القاضي في قوله "فرضيتُ أن أمسّ مرضاةِ ربِّي" وهي مرضاةَ" وأحمد ماهر، ممثل معروف بالأدوار التاريخية، ولغته إلى حدٍّ بعيد سليمة، لكن مثل هذه الهفوة في ضبط كلمة "لقطة" قد تشكِّك بصدقيَّة الدور؛ كونه قاضيا لا بد أن يكون على دراية أكيدة بمثل هذه المصطلحات.

هذه بعض الأمثلة، ولا أريد أن أطيل، حتى لا أرهق القارئ في التفصيلات النحوية واللغوية، ولكن كان لا بد من بعضها؛ لتتضح الظاهرة وحجمها.

مع أني شاهدت لقاءً مع مخرج مسلسل " قضاة عظماء"، عبد القادر الأطرش، حرص فيها، من ضمن حرص، على اللغة والصحَّة اللغوية التي لا تقتصر على السلامة النحْوية والحركات الإعرابية، بحسب قوله، ولكنه أبدى حرصا أيضا على مخارج الحروف، وبالطبع لا يليق بمسلسل تاريخي أن يُنطَق حوارُه بلهجة معاصرة: مصرية أو سورية، أو غيرهما؛ فهذا يخرم واقعيَّته، ويُبعِد المُشاهِد عن التفاعل التام، مع الوقائع التاريخية وعصرها، علما أن هذه اللهجات ظهرت في المسلسل على ألسُن بعض الممثلين، واضحة جليَّة.

وفي ذلك اللقاء لفت المخرج إلى مسألة مهمة يتقاطع فيها الأداءُ الجيِّد للممثل مع اللغة، حين ذكر بأن ضعف الممثل في اللغة الفصيحة، من شأنه أن يؤثر، أو ينتقص من أدائه، حين يخسر بعضَ جهده في تطلُّب اللغة وإتقانها؛ فينشغل، وقد يفقد حرارة الأداء، وهذا الكلام يكشف عن ضرورة إتقان الممثل للغة، وأنَّ ذلك ليس لأجل اللغة فقط، بل لأجل جودة العمل الفني، وتصديق الدور والممثل.

ما نأمل به، وفي المسلسلات التاريخية أكثر، أنْ تكون اللغة من ضمن ما يُحرَص على إجادته، لا من حيث كتابة النص كتابةً لغوية سليمة، (فقد يكون ذلك) ثم إدارة الظهر بعد ذلك عن الأداء العملي، بل لا بد من مراجعة المشهد لغويا بعد أدائه، لتصويب الأغلاط، قدر الإمكان، وبالطبع نحن لا نتحدث عن حالة مثاليَّة، فالأمر ممكن، ولو أنه سيتطلَّب كُلَفا إضافية، وهو واقع ومنجَز في مسلسلات تاريخية رصينة، قلَّما نجد فيها أخطاء، وإذا وجدت فهي محتملة لقلَّتها، كــ"صقر قريش"، و"الزير سالم"، مثلا، مع أنه لا يخلو من عثرات وهفوات، إلا أنها لا تفقده طابعه العام، وهو السلامة والدقة اللغوية في الأداء.

وكمُشاهِد، أولا، حين لا يجذبك الأداء الجميل والمدهش أحيانا، أو لا يقدر على صرْفِك، عن ملاحظة خطأ هنا، أو هفوة هناك، فإن ذلك قد يدلُّ على أن تلك الهفوات قد كثرت؛ حتى صرَفَتْك عن متابعة مسلسك، بل شوَّهت عليك روعة المَشاهد، والمشاهدة.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعليق
بسبوسة -

هذا من الجانب اللغوي، أما من الجانب الإجتماعي والتربوي فحدّث ولا حرج. إذ لا يخلو مسلسلاً عربياً من العُنف، لا سيما مع النساء. النساء يُصفعن ويُطلّقن في الدراما العربية. الأطفال يتعرّضون إلى الإهانات بكل أشكالها. أما الأسحلة واطلاق الرصاص وتهديد الآخر تكاد تكون ملازمة لكل عمل من الأعمال الدرامية. عود على موضوع الأعمال التاريخية والعود أحمد وأقول: لماذا العودة إلى الوراء؟ ما فائدة اجترار الماضي؟ هذه الأعمال توحي أننا أُمّة تعيش في الماضي. أمّة لا حاضر لها، كما أن لا مستقبل لها. ولا من الإشارة ولو بشكل سريع إلى الأعمال الدرامية البائسة في الخليج. كُتّاب الدراما في الخليج لديهم ثيمة واحدة فقط، ألا وهي الزواج والخيانة الزوجية. وللحديث بقية.

بصراحة
ف -

اللغة العربية لغة لقيطة وتم تجميعها من عدة لغات - سامية وسريانية وفارسية وقبطية وأشورية - وتم تأليف النحو والاعراب على يد ابو الأسود الدؤلى وسيبوية الغير عربيين أصلا ..أى أنها لغة تم توليفها أو تأليفها فهى لغة غير طبيعية ...ولا يمكن الكلام بها والتعامل بها فهذا من رابع المستحيلات ...ولذلك انتشرت اللغة العامية ويوجد منها عشرات اللهجات لدرجة أن اللهجة اللبنانية مثلا أو الخليجية أو الأمازيغية العربية لا يمكن فهمها ...ربما كانت اللهجة المصرية الدارجة هى المفهومة عن باقى اللهجات لأنة تم تمصير اللغة العربية ...وفى نفس الوقت لا يمكن كتابة اللغة المصرية الدارجة فى المدارس أو المصالح الحكومية وهذا يخلق ازدواجية ...لغة تتكلمها ولا تكتبها وهذا هو حال كل اللهجات العربية ..تعصبكم للغة العربية ناتج من تصديقكم أنها لغة أهل الجنة ولغة اللوح المحفوظ مع أن اللوح المحفوظ كان خاليا من التنقيط والتشكيل ....اللغة العربية - وخاصة الفصحى - لا تصلح للعلم أو للتخاطب...هل رأيت طوال حياتك أشخاص يتحدثون الفصحى أثناء التخاطب العادى ..حتى من رجال الأزهر ؟ فهى مضحكة جدا ...أعتقد أنها فى طريقها للاندثار لأن اللغة كائن حى يعيش وينمو ويموت أيضا عند عدم المقدرة على الاستمرار ...الان الأجيال الجديدة تتفاخر باللغات الأجنبية لأنها لغة العصر . ونقطة أخيرة هل التاريخ العربى حقيقى أم مزور حتى تدقق فى اللغة فقط ؟

الى فاء ( صه وافرنقع )
mustafa kamal -

فيا ايها البحبوح اعقل ما ترى - ولا تمن العقل بما لا يقبل - هذا جوابي متقرنطا متبعطلا - واعرف انك لن وابدا تعقل

الى شيخ أذكى اخوتة
فول على طول -

شيخ اذكى اخوتة رقم 3 : أولا أنا لم ألاحظ أن اسمى فى تعليقى السابق رقم 2 غير مكتوب بالكامل الا بعد ظهور التعليق وبعد : هل تعتقد أن كلمة صة معروفة لجهابذة اللغة العربية ؟ وكم واحد يعرفها ؟ أما الكلمة الأخرى فى عنوان تعليقك فهى طلسم يضاف الى طلامسكم ..ما علينا . نحن نسألك ومن تاريخكم وكتبكم الغير محرفة : كم حرف نزل عليها القران الكريم ؟ وهل موجودة جميعها فى اللوح المحفوظ ؟ وكم حرف بقى وكم حرف أحرقة عثمان بن عفان ؟ وهل القران نزل بالتنقيط والتشكيل ؟ وهل قواعد اللغة العربية وضعها العرب ؟ وهل اللغة العربية الدارجة - العامية يعنى - يمكن كتابتها ؟ وهل نحن نتكلك باللغة العربية التى نكتبها أم هناك اختلاف كبير بينهما ؟ وكم لهجة عربية ..؟ وهل تفهمها جميعها ؟ وهل اللغة العربية هى لغة العلم ..؟ وهل يوجد أحد يتكلم اللغة العربية الفصحى وحتى بين الأزاهرة ..؟ أليست هى لغة مضحكة عند الكلام بها ؟ جاوب بينك وبين نفسك لأنك لا تملك اجابات وليس لديكم شجاعة الاعتراف ..وهذا نفس مضمون تعليقى رقم 2 ..هل بة كلمة واحدة تخالف التاريخ أو الحقيقة ؟ . تحياتى .

إلى من يهمه الأمر
بسبوسة -

يبدو لي أن المعلق الثاني (ف) ألبس المقالة لبوساً دينياً، في حين أن موضوعها لغوي وحسب. وفي الحالتين يشي تعليقه بأن ثقافته شفاهية. ويطيب لي هنا أن أضيف لمعلوماته الشحيحة معلومة جديدة وهي أن اللغة الفارسية ليست لغة سامية، إنما هي لغة اندو أوروبية. أما اللغات السامية فهي سبعة والعربية احداهن. واللغة العربية لغة شعرية وغنائية وفيها من البلاغة ما يندر وجودها في كثير من اللغات. ضف إلى ذلك إنها لا يمكن أن تندثر لأنها لغة حية. بعبارة أخرى، إنها لغة أدب وشعر ويتكلمها الملايين من بني البشر. أما أبو الأسود و سيبويه فهما لغويان وحسب. ويطيب لي أيضاً أن أضيف إلى ثقافتك الفقيرة معلومة أخرى، ألا وهي في كل لغة من لغات العالم هناك لهجات، والعربية ليست استثناء. ختاماً، لو كنتُ مكانك لما علّقت على أمر أبداً. مَن يُعلّق على مقالة لا بدّ من أن تكون ثقافته متنوعة أو يحظى بتعليم منتظم، لكنّني لا أراك تحظى بهذه أو تلك وهذا يسبب لك احراجاً أنت في غنى عنه. بالمناسبة، لغتك العربية ركيكة جداً وأنصحك أن تبذل مجهوداً كبيراً كيما تجيد صياغة جملة مفيدة.

سامحنى يا شيخ بسبوسة
فول على طول -

أولا يا شيخ بسبوسة أنا لم أقل أن اللغة الفارسية لغة سامية - ارجع الى تعليقى اعلاة وحاول تفهم أو تستعين بصديق - وثانيا يا شيخ بسبوسة أنا شحيح المعلومات جدا واستيعابى محدود وهذا غصب عنى يا خويا ..سامحنى ...أنا فعلا فهمت المقال على أنة دينى وكتبت تعيلقي السابق ...وبما أنك موسوعة علمية وثقافية أتمنى تجاوبنى عن أسئلتى السابقة حتى تستريح انت وأنا والجميع ...ولو جاوبت عليها سوف أتوقف عن التعليق حسب نصيحتك ...هية يا شيخ بسبوسة مبسوط منى ؟ أتفقنا ..؟ وبعدين أنا هاكون أحسن من جبريل ..؟ جبريل نسي اللغة العربية خالص ونس التنقيط والتشكيل والأحرف والمفرد والمتشابك ...هو جات على فول على طول ؟ ووعد منى أننى سوف أستأذنك عند التعليق لكن المشكلة أن كل مرة اجدك نايم ونعسان ...او لا ترد على الأسئلة التى تطرح فى ايلاف ولذلك نستمر نسأل . وحاجة بسيطة على الماشى أول جملة فى تعليقك تقول : يبدو لي أن المعلق الثاني (ف) ألبس المقالة لبوساً دينياً،..انتهت الجملة . كلمة لبوس لها معنى أخر يا شيخ بسبوسة ...اللبوس حاجة مختلفة خالص ..والتصحيح هو : لباسا دينيا لو كنت تعرف اللباس . تحياتى يا شيخ .