العرب والفلسفة اليونانيّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&حين بدأت عظامه تبرد،وأخذ عقله الجبّار يتهاوى شيئا فشيئا تحت وقع المداهمات العنيفة والمتتالية لتلك الكوابيس المرعبة التي قادته الى عتمة الجنون،تماما مثاما كان الحال مع هولدرلين،قطع نيتشه صلاته بصديقه القديم الموسيقارالشهير فاغنر،وبألمانيا الرماديّة الصّارمة،ليشرع في رحلة آستكشافيّة لبلاد الشرق قادته الى شعراء "التروبادور"،والى سمفونيّات "بيزي" المرحة،والى شواطئ المتوسط على الساحل الفرنسي،والايطالي.ولم يكن هدف نيتشه من تلك الرحلات ينحصر فقط في البحث عن الدفء،وعن النور،وانما كان يرمي الى الاقتراب أكثر فأكثر من الينابيع الأولى للفلسفة المتجسّدة في فلاسفة الإغريق الكبار من امثال سقواط،وأرسطو،وهيراقليطس، وبارمينيدس، وغيرهم.
ومن المؤكد أن هذا العشق للفلسفة اليونانية هو الذي أوحى الى نيتشه بكتابة آثاره الخالدة مثل "هكذا تحدث زرادشت"،و"ولادة التراجيديا"،و"المعرفة المرحة".ولم يكن هو الوحيد الذي هام بالفلاسفة اليونانيين.بإمكاننا أن نقول بان جميع الفلاسفة والمفكرين الملهمين للثورات العلمية،والسياسية،والثقافية،والتي عرفتها اوروبا منذ عصر النهضة وحتى هذه الساعة،كانوا من المدمنين على قراءة آثار الفلاسفة والشعراء اليونانيين القدماء. وجميع هؤلاء كانوا يعودون في أوقات الضِيق الكبرى،وفقدان التوازن،الى مؤلّفات سقراط،وافلاطون،وهيراقليطس،وهوميروس بحثا عن ما يساعدهم على تبديد العتمة التي تلفّ عالمهم .وكان هايدغر،أب الفسفة الوجودية المعاصرة،يعتبر العودة الى الفلسفة اليونانية ضرورية وأساسية.والشيء الذي يؤكّد لنا ذلك هو أنه-أي هايدغر-افتتح مؤلفه الشهير:”الوجود والزمن" بجملة لافلاطون وكأنه يرغب في ان يبرز بشكل واضح ان مشاكل الوجود والزمن كانت قد طرحت بصفة شاملة من قبل فلاسفة اليونان القدماء.وقال الفيلسوف الفرنسي جان بوفري مترجم هايدغر الى لغة ديكارت بإن الاغريق كانوا دون علم منهم "المهندسين الاوائل للوجود".ويوافق الفرنسيّ الآخر جان ماري روّار جان بوفري الرأي،ويكتب قائلا:”الفكر الاغريقي يسكننا شئنا ذلك أم أبينا.وهذا الفكر هو الذي شكّل طريقتنا في التفكير،وفي التمسّك بمعتقداتنا،وعاداتنا،ومؤسساتنا،وحضارتنا".
وفي كتاب عن أرسطو صدر بالفرنسيّة عن دار Presses Pocket المعروفة،نجد ملفّا خاصّا يتضمّن تعليقات الشراح العرب القداء،وآراءهم في الفيلسوف اليوناني.وأنا أقرأ هذا الملف عادت بي الذاكرة الى الزمن السحيق عندما كان العرب يقطعون المسافات المديدة من قرطبة الى بلاد الشام،ومن القيروان الى بغداد طلبا للمعرفة، بحثا عن أجوبة للأسئلة الوجودية التي تؤرقهم .وكانت مراكز العلم،وبيوت الحكمة تجمع المترجمين لتكلفهم بنقل آثار الفلاسفة الاغريق،وغيرهم الى لغة الضّاد.ويجمع المؤرخون على أن العصر الذهبي للحضارة العربية -الاسلاميّة بدأ عندماآنفتح العرب على العالم،وعلى الثقافات والحضارات القريبة والبعيدة سواء في الزمن أم في الجغرافيا،وغذّوا ثقافتهم وفكرهم بأعمال فلاسفة اليونان مطلقين على ارسطو آسم" المعلم".ولا يتردّد المؤرخون في القول بإن أعظم ما أبدعته العبقريّة العربيّة برز،وتجلّى لمّا آطلع المفكرون والكتاب العرب من أمثال الجاحظ،وآبن رشد،وآبن سينا،والفارابي،وآبن باجة،والكندي وغيرهم على آثار الفلاسفة اليونانيين.ولولا الفلسفة اليونانية لما ظهر المعتزلة الذين يمثلون اول نواة للفكر العقلاني التنويري في التاريخ العربي الاسلامي.ولولا هذه الفلسفة لما كان لما سمّي ب"مدرسة بغداد"التي أشعت على العرب في القرن الحادي عشر وجود.وكان الفارابي الذي يعود إليه الفضل بالتعريف بها من خلال شروحه لأرسطو رمزها البارز.لذلك يعتبره مؤرخو الفلسفة المؤثر الأساسي في فكر كل من ابن سينا وآبن رشد.
وعلينا ألاّ ننسى أن الغرب آعترف ولا يزال يعترف لنا نحن العرب بذلك الفضل المهم للغاية،المتمثّل في نقل التراث الفلسفي اليوناني الى جامعاتهم،ومراكزهم العلمية في بدايات نهضته.ويجدر بنا أن نشير الى ان البعض من المفكرين والكتاب العرب المحدثين من امثال طه حسين،وزكي نجيب محمود،وعبد الرحمان بدوي،ولويس عوض،وعبد الله العروي،وهشام جعيط،ومحمد عابد الجابري وآخرين آجتهدوا،وأنجزوا اعمالا جادة لربط الصلة مع الفلاسفة اليونانيين،وجعلهم قدوة لنا في العمل على بعث نهضة عربية جديدة.وكان طه حسين من أشدّ المتحمّسين لهذا الاتجاه خصوصا في كتابه:"مستقبل الثقافة في مصر" الذي أثار حفيظة المتزمتين والرجعيين ففصلوه من الجامعة بسببه.ومن الثابت أن حماسه للفلسفة اليونانية هو الذي دفع طه حسين الى تأليف كتابه:”قادة الفكر" بهدف التعريف برموزها.وفي الجامعة كان يحرّض الطلبة على "العضّ على الفكر اليوناني".وعندما بدأت اعمال المستنيرين العرب المعاصرين تثري الثقافة العربية الجامدة منذ ان احرق المغول مكتبات بغداد العظيمة، هبّت عواصف الايديولوجيّات القومية والأصولية .فكان تأثيرها على المستوى الفكري والثقافي مدمّرا ومخرّبا.فقد تمّ تعويض الثقافة القائمة على السؤال والشكّ بالخطب الرنانة،والشعارات الجوفاء، والمنشورات الداعائية التافهة،والفتاوي الصفراء. وعوض أن "يعضّ" الشباب العربي اليوم على الفلسفة اليونانية،ويقرأ آثار رموزها الكبيرة، نحن نجد قسما كبيرا من هذا الشباب ينصرف الى قراءة كتب تتحدث عن عذاب القبر، وعن أشياء من هذا القبيل.بل يلتحق بالتنظيمات الإرهابيّة ليحترف ثقافة العنف والقتل والكراهيّة. ولعل هذا ما يفسّرفشل "الربيع العربي" الذي بات يهدّد الشعوب العربية بالعودة الى الوراء عوض أن يوفر لها فرصة القفز الى الأمام لتقطع مع ماض مقيت، موسوم بالتخلف والجهل والتزمت.
التعليقات
قصة الحضارة
خوليو -استطاع السيد الكاتب ان يلخص تاريخ الحضارة البشرية بهذه المقالة الجيدة ،، قبل ذلك نهل الاغريق من الحضارة السورية البابلية والحضارة المصرية فها هو السوري قدموس ينقل علوم الرياضيات للإغريق وهاهو المؤلف هورودتوس يعترف بتعلم الطب من البابليين والمصريين ويعترف أيضاً بنقل وتعلم أشياء كثيرة من بلاد مهد الحضارة الانسانية باعتراف الجميع ،،والمقالة تذكر اسماء الفلاسفة اليونان الذين تَرَكُوا بصماتهم على الفلسفة وعلى شتى العلوم ،، فها هي نظرية فيثاغورث لاتزال كما هي تدرس في جميع مدارس العالم وارخميدس شرحه ،، لايوجد طبيب عربي إسلامي او مسيحي في العصر الاسلامي لم يقرا لابيقراط او جالينوس ويتعلم منهم حتى ان ابن النفيس كان لايعطي شهادة التمرس في التطبيب الا بعد قراءة كتاب جالينوس الجسد وسبعة كتب لابيقراط،، ومع كل هذا يأتِ اصحاب العلم الاخر الذي هبط عليه من السماء كما يقولون ليطرحوا نظرية كارثية تقول ان سبب التقدم هو التمسك بالشريعة وسبب التخلف تركها ،،هؤلاء يؤكدون انهم لم يفتحوا كتاب واحد عن قصة الحضارة الانسانية ،، كل من ساهم باشياء في زمن الحضارة الاسلامية كما يسمونها لانهم شذوا عن الشريعة وقرأوا للفلاسفة الإغريق وقبلهم من الحضارة السورية والمصرية ولولا ذلك لبقيت ثقافة الفتوحات بشرب بول البعير وحليب النوق ومعالجة الإسهالات بالعسل والحجامة والتعاويذ والشهب رجم شياطين والشمس تغرب في بءر حمءة كما وجدها ذو القرنين ونظرية الخلق وآدم وحواء ومن علمه الأسماء كلها وقاتلوا وانكحوا واضربهن وعذاب القبر والثعبان الاقرع والتخويف والترهيب من الحرق بصور محكية تخجل أمامها أفلام الرعب ،،ان كان العكس صحيح فأين هي الحضارة في بلاد منشأ تلك الشريعة لو انها هي المحرك للتقدم والمعرفة؟ سوْال يطرح نفسه بنفسه،، واليوم لاسبيل للتقدم الا بفصل الاديان عن الحكم وتركها خيار شخصي إيماني ومن ثم الاتجاه نحو علوم العصر الحديثة لانه بالعلوم وفي شتى المجالات يحيا انسان اليوم وينافس الامم التي سبقته بأشواط .
نهاية الفلسفة
ونهاية الأيديولوجيا -الفلسفة عموماً في القرن الحادي والعشرين تعتبر من حقول المعرفة الفارغة لأنها لم تستطع ان تواكب العلوم التجريبية (كالهندسة مثلاً) في التوصل الى المعرفة الموضوعية والتطبيقية التي تخدم الانسان. نهاية الايديولوجيا تعني نهاية الفلسفة بكافة فروعها، حيث لكل مسألة فلسفية خمسة وجوه وآراء ومدارس متناقضة.
ملاحظة اولية
mustafa kamal -اطلع الفلاسفة العرب على الفلسفة اليونانية ودرسوا ادواتها المعرفية المتنوعة مدفوعين برغبة عارمة اما في ايجاد اسس عقلانية اضافية للمنظومة الفكرية الاسلامية في التوحيد واما من اجل البرهنة المنطقية على ان مقاصد الشريعة والفلسفة متطابقان على ما بشر به ابن رشد. في الرغبة الاولى اصطدمت محاولة الفلاسفة العرب بتهمة الزندقة باعتبار ان التوحيد ينبغي ان يكون تسليما وفي الرغبة الثانية حظرت كتبهم واحرقت . وقد اصيب الفلاسفة العرب في اندفاع الرغبتين بهزيمة كبيرة على يد الغزالي الذي برع في الفلسفة واستخدم ادواتها ذاتها لدحض ونقض طروحات الفلاسفة العرب . و يعتقد شطر من دارسي تاريخ الفلسفة الاسلامية ان انحطاطها مرده اولوية شد العصب الديني آنذاك لمقاومة الغزوات الخارجية من مغول وصليبيين . وقد نشات تباشير نهضة فلسفية عربية منذ بداية القرن العشرين على ايدي من ذكرهم السيد المصباحي وغيرهم لكنها لم تبلغ بعد ذرى فكرية ذات طابع عالمي كما هي حال الفبلاسفة الجدد في المانيا وفرنسا والولايات المتحدة
المغالطات الى متى ؟
فول على طول -يقول الكاتب : ويجمع المؤرخون على أن العصر الذهبي للحضارة العربية -الاسلاميّة بدأ عندماآنفتح العرب على العالم، ..انتهى الاقتباس . سيدنا الكاتب هناك فرق بين الحضارة وبين الديانة ...الخلط بينهما غير جائز ...الذين امنوا وعن عمد يخلطون بينهما وينسبون الحضارة الى الدين وهذا يؤكد أنهم يعانون من عقدة النقص ويريدون رفع شأن الاسلام ونسب الحضارة الية ..هل سمعت عن الحضارة المسيحية أو الزرادشتية أو البوذية أى أى ديانة أخرى - ما عدا الدين الأعلى - ؟ الذين امنوا يعانون من الفوضى العقلية ويخلطون المصطلحات حتى تاريخة ...مثلا يطلقون كلمة فتح على " الغزو " ..ويطلقون لقب علماء على " من يحفظ نصوص الدين الأعلى " مع أن هناك فارق كبير جدا بين هذا وذاك ....وكلمة اسلام وسطى ..وهذا يعنى أن هناك عدة أنواع من الاسلام وهم لا يدرون بذلك ...وكلمة سماحة الاسلام عندما يتعايشون مع الأخرين مع أن التعايش وعلى قدم المساواة هو حق للأخرين وليس سماحة من أحد ....أو كأنهم يمنون على الأخرين بالسماحة ..ويسبون الأخرين ليل نهار ويتهمون الأخرين باذدراء الاسلام عندما نسألهم فى الدين الأعلى ....المهم . سيدنا الكاتب الأسماء التى ذكرتها - لويس عوض أو طة حسين وذكى نجيب محمدود أو غيرهم - عندما تحرروا من الفكر الاسلامى أصبحوا مفكرين ولكن لا تنسي أن الاسلام كفرهم ...الاسلام والحضارة لا يلتقيان ..قال العلماء من تمنطق - من علم المنطق - فقد تزندق - والفكر والكفر متشابهان وهذا ما قالة العلماء . أما العلماء أصحاب الشعارات الجوفاء والفتاوى التافهه فهم أهل العلم من الثقاة ويقرأون العلم من مصادرة التى لم يعتريها التحريف . مطلوب مزيد من الشجاعة والصراحة .
خطأ تاريخي
ايوب -الخطأ الشائع الذي ينقله الكتاب العرب عن كتب التاريخ العربي والاسلامي بان الفلسفة والعلوم الاغريقية نقلت من الاغريقية الى العربية بجهود المترجمين و المفكرين العرب ، وهذا ليس صحيح بتاتا ، ان المترجمين السريان لهم الدور الرئيس في نقل تلك العلوم والمعارف من الاغريقية الى السريانية ومن ثم الى العربية ، من هذه العلوم الطبية وعلوم الصيدلة والفلسفة والاداب والفنون على اصنافها المختلفة ، الفلاسفة العرب لم يعرفوا الاغريقية كلغة مألوفة لديهم كاللغة الفارسية مثلا و متداولة في زمن العباسيين ، لان النهضة الفكرية قامت عند العرب في زمن العباسيين وليس قبل ذلك ، وطالما كانت ارض الرافدين تحت سلطة الفرس قبل الاجتياح العربي الاسلامي ، فكان من الطبيعي ان تكون اللغة الفارسية معروفة وشائعة في الاوساط الشعبية والنخبة الاجتماعية . كان ,, غالينوس ,, بحد ذاته مدرسة للطب في عصره ، ونقلت جميع علومه الطبية الى تلاميذه السريان في حرّان وبغداد والاسكندرية في مصر ، وبدورهم ترجموها الى السريانية ، وبما انها كانت لغة شائعة في اعالي بلاد الرافدين ( سوريا والاناضول) فقاموا بترجمتها الى العربية ، وبالنتيجة اضحت متيسرة لدى المفكرين العرب ..
الخبرة في الاسلام
اقتصادي -من الأدلة الشرعية على ضرورة الاهتمام بالخبرة والمعرفة الفنية في عمارة الأرض وتشكيل الجهاز الحكومي: "ولا ينبئك مثل خبير"، و"أنتم أعلم بأمور دنياكم" (مثال: كيفية تحسين الانتاجية الزراعية)، و "ان خير من استأجرت القوي الأمين".
نقطة
نظام -العلم والحضارة هي عملية تراكمية منذ خلق آدم حتى القرن الحادي والعشرين، وكل حضارة أفادت مما في السابق ونقلته وطورت عليه. والعصر الذهبي للاسلام خير شاهد على دور الحضارة الاسلامية في الابتكار والاختراع.
نكران الحقائق
عمار -بعيداً عن التقييد الجغرافي، علم الجبر مصدره الحضارة الاسلامية، ورقم الصفر الذي هو أساس ثورة الحاسب الحديثة هو اختراع اسلامي، والأرقام الانجليزية المستخدمة حالياً منشؤها الحضارة الاسلامية، ومئات النجوم في علم الفلك الحديث أسماؤها عربية، والكاميرا مصطلح عربي أصله (قمرة) ومصطلح اللوغارتم هو مفهوم عربي... هذه مجرد أمثلة. انظر الى فيديو "1000 اختراع واختراع" على يوتيوب، وهو يأتي بعناوين متقاربة حول دور الحضارة الاسلامية في تطوير المخترعات واثراء المعرفة العلمية. انظر كذلك الى عنوان "العصر الذهبي للاسلام" في ويكيبيدا باللغتين الانجليزية والعربية. بغداد وقرطبة كانتا عاصمة العالم العلمية والاقتصادية قبل حروب المغول في المنطقة.
ترجمة النصوص الفلسفية
ايوب -حركة الترجمة التي تلت سرغيس الراسيني ( توفي 536 ميلادية ) فبلغت أوجها على يد(( حُنين بن اسحاق)) وهو من مواليد الحيرة في جنوب وسط العراق سنة 810 م ، ويعتقد انه من اصل حرّاني، نزحت عائلته من حرّان في زمن الخليفة العباسي " هارون الرشيد " الى الحيرة (جامعة الأديان )، وكان والده يشتغل بالصيدلة، وحُنين طبيب وجراح في امراض العيون . وفي ذات الوقت كان قد انجز العديد من التراجم العربية لتلك النصوص الاغريقية. وهناك احتمال ان التراجم العربية للنصوص الطبية كانت قد بدأت في القرن الاول للهجرة ، الا انها لم تكن كثيرة حتى اواخر القرن الثامن .كتب (سباستيان بروك )عن ترجمة النصوص الفلسفية قائلا:[أحد الاسباب التي تجعل هذا النهج يبدو غير عملي ، غير طيع ( للوهلة الاولى ) هو ان حُنين بن اسحق كان استند في ترجمة النصوص الاغريقية المعقدة الى السريانية على خبرة تراكمت منذ خمسمائة سنة ، اما بالنسبة للعربية فلم يكن لها ارث يتعلق بالترجمة ، لذا لم يكن امر انجاز الترجمة من الاغريقية التي هي لغة هندواروبية الى العربية السامية سهلاً الا اذا تمت عبر السريانية ، التي هي الاخرى لغة سامية . لذلك معرفة اللغة السريانية كخلفية تاريخية هي شأن أساسي في دراسة الفلسفة الارسطوطالية عند العرب ].