كتَّاب إيلاف

الامارات والفضاء.. طموح المستقبل

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&

اعتمد مجلس الوزراء خلال جلسة له مؤخراً برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله اعتمد مشروع السياسة الوطنية للفضاء لدولة الإمارات، حيث أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات، ومنذ قيام الاتحاد، خطت خطوات سباقة بفضل رؤية مؤسسيها للانضمام إلى مجتمع الفضاء الدولي، وتسعى اليوم لتسابق دول العالم في هذا المجال، وتكون الريادة لها قبل حلول اليوبيل الذهبي لقيام الدولة.

كشف صاحب السمو نائب رئيس الدولة في تصريحاته عن معلومات مهمة ربما غابت عن كثير من الباحثين والمتخصصين في الشأن الاماراتي، وهي أنه "كان لمؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة نظرة ثاقبة في استقباله وفد وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في سنة 1976 ليوصل رسالة إلى شعبه وإلى شعوب المنطقة والعالم، بأن طموحاتنا الإماراتية والعربية لا تعرف حدوداً، وليرسم لدولة الإمارات طريقاً لمواصلة أمجاد أجدادنا في

معارف الفلك والملاحة والفضاء"، أي أن دولة الامارات تمتلك هذا الطموح منذ سنوات التأسيس الأولى، وكانت تنظر اللحظة المناسبة لترجمته إلى خطط تنفيذية تطبق على أرض الواقع، حيث اعتمد مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير خطة للاستثمار في تكنولوجيا هذا القطاع بقيمة 20 مليار درهم، والبدء بإجراء رحلات استكشافية للفضاء قبل العام 2021، أي بعد سنوات قلائل، ما يشكل تحدياً بالغاً ندرك في الامارات صعوبته، ولكننا ندرك أيضاً حجم التحديات التي سبق أن واجهتنا ونجحنا في تجاوزها على مدار مسيرتنا التنموية.

هذه المعلومات لا تعكس فقط موضوعها، بل تعكس قدر طموحات القائد الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وقد طمح منذ أربعة عقود بمشاركة هذا الحلم مع رواده في الغرب، فكيف لنا بعد كل ماحققته دولة الامارات من إنجازات تنموية وتقنية واقتصادية أن نتخلف عن اللحاق بالركب العالمي في هذا المجال.

الأحلام ليست رهينة الكلمات، بل هي غرس واعد للامكانيات والقدرات الشاملة للدول والشعوب، ونحن نمتلك قواعد اقتصادية وبنية تحتية متكاملة وكفاءات اماراتية مؤهلة تهيئ الامارات لتنضم إلى نادي استشكاف

الفضاء قبل حلول اليوبيل الذهبي لتأسيسها في عام 2021.

طموح الامارات لاستشكاف الفضاء ليس حلماً على ورق، ولا شعاراً ندغدغ به المشاعر، ولكنه حلم مشروع لدولة فتية واعدة قادرة على ترجمة الحلم إلى واقع في ضوء مؤشراتها وقدراتها التقنية والتكنولوجية الحالية؛ لذا فقد التحقت الامارات بالمسيرة من مداخل واقعية، عبر بلورة سياسة وطنية تترجم الطموح إلى خطط وبرامج عمل تنفيذية، ولاسيما على صعيد مأسسة هذا العمل منذ بداياته كركيزة أساسية يتكىء عليها هذا المشروع المستقبلي الواعد.

هناك امكانيات وقدرات وبنى تحتية إماراتية ربما يعرف عنها الكثيرون شيئاً،فالامارات تدير أكثر من 6 أقمار صناعية وتستثمر بالفعل أكثر من 20 مليار درهم في تكنولوجيا الفضاء، ولديها أكبر مشغل إقليمي لخدمات النقل الفضائي، وأكبر الشركات العالمية في تقديم خدمات التأمين الفضائي، ولديها أيضاً بيئة تشريعية تنظيمية، ومراكز أبحاث ومؤسسات قائمة بالفعل في هذا القطاع الحيوي منها "وكالة الإمارات للفضاء"، و "مركز محمد بن راشد للفضاء"، و"مركز الشارقة للفضاء"، و"شركة الثريا للاتصالات الفضائية"،&كما تمتلك خطة دقيقة لإطلاق أول رحلة للمريخ ضمن مسبار الأمل في عام 2021.

الامارات إذن ليست غريبة ولا بعيدة عن استكشاف الفضاء، ولم تنطلق من فراغ في التطلع لاستكمال طموحات بدأتها بالفعل منذ سنوات مضت عبر سلسلة متواصلة من الخطوات، التي كان يخطط لها أن تبلغ منتهاها في يوم من الأيام.

الحلم الفضائي الاماراتي ليس نوعاً من الرفاه، ولا يندرج ضمن المشروعات "الدعائية"، فالامارات لم تعتد مثل هذه الخطط والبرامج، بل تضع أهدافها نصب أعينها جيداً وتسهر على تحقيقها قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وولي عهده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله.

تدخل الامارات مجال استشكاف الفضاء باعتباره مدخلاً لاستثمارات اقتصادية مستقبلية هائلة، وقاطرة للنمو الاقتصادي في المدى المنظور، ودعامة رئيسية من دعائم سياسة التنويع الاقتصادي، التي تنتهجها الامارات منذ سنوات طويلة مضت. وهذا الطموح هو أيضاً جزء لا يتجزأ من خطط تشجيع الابداع والتميز الابتكار لدى الطاقات الاماراتية الشابة، فالدولة باتت تنفق موارد هائلة

على تأهيل الطلاب والطالبات علمياً سواء عبر بناء مؤسسات وأكاديميات تعليمية تعتمد مناهج تعليمية متطورة وتقوم على شراكات علمية وبحثية فاعلة، أو عبر البعثات العلمية التي باتت أحد دعائم النهضة العلمية والتعليمية في دولة الامارات.

النهضة العلمية والبحثية في الامارات هى الوجه الآخر للنهضة الاقتصادية والتنموية، فالطموحات التنموية الاماراتية تحلق بجناحي العلم والاقتصاد، مدفوعة بطاقة هائلة ووقود لا ينضب من إرادة قيادة عزمت على أن تضع شعبها ودولتها في صدارة صفوف التقدم والتطور بحلول الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الاتحاد.

ولاشك أن تنظيم قطاع الفضاء عبر وضع سياسة وطنية له، يعبر عن مأسسة ركيزية لهذا القطاع، ويبشر بجيل واعد من الباحثين والباحثات المواطنين في مجال الفضاء والعلوم والابحاث.

الطموحات لا حدود ولا سقف لها في الامارات، وهي في مجملها طموحات تنموية مشروعة تخدم أبناء الامارات وشعبها، وتصب في مصلحة البشرية جمعاء، فالامارات قائمة على فلسفة تسامح مع الذات تؤمن بقيم انسانية سامية، وتضع خدمة الانسان بغض النظر عن الدين والعرق واللون فوق أي اعتبار.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إستكشاف الفضاء والإستثمارات الإقتصادية
Almouhajer -

أرجو من الكاتب الكريم أن يتحفنا بمقال مفصل، يشرح فيه لنا كيف يمكن أن يكون إستكشاف الفضاء مدخلاً لاستثمارات إقتصادية مستقبلية هائلة . أنا أعتقد أنه الأفضل أن نبقى على الأرض، وأن نستثمر هذه الأموال في المجالات الصناعية والزراعية والعلمية المفيدة للوطن . وبلالنا مسبار المريخ أو غيره.

رزق الهبل على المجانين
قارئ -

الدول الغربيه لم تعد قادره على تمويل مشاريع الترف العلمي و الذي بنت من أجله صناعات ضخمه باتت عبئا على إقتصادها لأن إستهلاكها أكبر من فائدتها بكثير و لأن دعمها كما هو معتاد من ميزانيات تلك الدول بات يشكل عبئا كبيرا عليها و باتت على حافه الإفلاس.لذالك تحاول تلك الدول التغرير بالدول التي تملك المال و إقناعها بأن مستقبلها الزاهر هو في الفضاء و علومه فتقدم لها مشاريعا جاهزه من تطويرها و إنتاجها طبعا كلها قديمه و مجربه و لا جديد فيها.و بذلك يظل هذا القطاع الصناعي الضخم على قيد الحياه بتمويل دول "المال"و يظل إقتصاد تلك الدول منتعشا على حساب الآخرين.

غزو الفضاء لم يحقق شيء
م.قبائل الشحوح دبـ2020ــي -

الولايات المتحدة الأميركية ومعها الأتحاد السوفييتي منذ غزوهم للفضاء لغاية اليوم .. ومع تكبدهم من خسائر واستنزاف للأموال وإرسال مركبات فضائية مختلفة ومجسات ومختبرات لم تحقق ادنى درجة من الفائدة او مجرد موارد مالية قياسا ما تم انفاقه عليها طوال عشرات السنين ومراكز ابحاث متطورة وتلسكوبات عملاقة قد تصل تكلفة كل هذا إلى ربما ترليون دولار .. يعني 1000 .مليار دولار وربما تتجاوز ذلك الرقم .. ولغاية اليوم لم يتم تحقيق أي فائدة تذكر على السواء للبشرية او لدولتين ... ماعدا الأقمار الصناعية التجارية منها والمدنية والعسكرية والتجسسية التي تدور على ارتفاع معين في الفضاء الجوي للكرة الأرضية يعني على حافة مستوى جاذبية الأرض وتنقل احداث واخبار العالم ... ماذا حققت الولايات المتحدة الأميركية وهي الدولة الرائدة في هذا المجال من إرسالها للمركبات الفضائية إلى زحل او القمر او المشتري او غيرها من اقمار المجموعة الشمسية .. لا شيء مجرد إرضاء لرغبات النفس وإشباع لرغبات التحدي العبثية بصور لا تعني شيء للبشرية عامة .............