فضاء الرأي

رحل الطيبون

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&

قد نكون نحن أكثر جيل يعاني من الاكتئاب، وذلك لأن الحماسة رفعتنا صغارا إلى السماء، ثم هوت بنا خيبة الأمل إلى جوف الأرض، رحل مهدي سردانة وصلاح الدين الحسيني سعيد المزين ومحمد حسيب القاضي وغيرهم الكثيرون من مؤلفي وملحني أناشيد الثورة الفلسطينية الذين لفهم النسيان كما لفنا. نحن اليوم في خريف العمر، وتسقط دمعة كلما سمعنا بالصدفة "أنا صامد صامد أو شد زناد المرتين أو يا جماهير الأرض المحتلة أو اعطيني جعبة وبارودة..." وغيرها الكثير الكثير مما جبلنا على كره الظلم والظالمين وجعلنا نكره النذالة ونحب التضحية، وجلعنا نرفع قاماتنا إلى السماء، لنصحو على الحقيقة المرة وهي..... لا بأس بالنذالة في ضوء بعض الظروف.&

إن سخرية الموقف لم تخطر على بال أحد، فقد علمونا أن نكون صادقين وأوفياء وأن نلتزم بالحق مهما كان الثمن، وأن نضحي بصرف النظر عن أنانية الآخرين، فماذا كانت النتيجة؟ جاء "الواقعيون" وأبعدونا عن الطريق وتلاهم "العقلانيون" وعلمونا الصمت، وبقينا نحن حيارى بالقيم التي نحملها، هل ندسها تحت التراب، أم نعلمها لأبنائنا، ثم نتركهم يعانون ما عانينا؟ لا بد أن نعلمهم لأنه لا يصح إلا الصحيح، وهذه الدول التي تقتلنا يوميا، تؤمن بأوطانها ولا تفرط بها مهما كان الثمن، وربما تصبح هذه الأجيال أكثر ذكاءا وقوة وأخلاقا.&

لقد نزلت تلك الأناشيد من صفة "رفع الروح المعنوية وشحذ الهمم لتحرير الأرض" إلى مجرد "أدب المقاومة" ورغم هذا وذاك، كانت تلك الأناشيد وقود الثورة وصنعت الفدائيين الذين ضحوا بأرواحهم وماتوا من أجل فلسطين، ولكنها اليوم إرث عظيم وكنز ثمين ينبغي أن نحافظ عليه، ليس لأنه من الروائع الأدبية، بل لأنه صنع تاريخا حري بنا أن نحفظه، لقد بحثت طويلا عن أناشيد الثورة ولم أجده في الإنترنت، بل وجدت أناشيد مبعثرة هنا وهناك، وهذا لا يليق بشعر عامي اللهجة، يفهمه الصغير قبل الكبير، فالكبير آنذاك صار فدائيا والصغير انضم إلى مجموعة "أشبال الثورة" بفضل تلك الأناشيد، وهذا كنز فلسطيني عظيم، يجدر بنا أن نجمعه ونوثقه ونخلد ذكرى صانعيه.&

قد يقول البعض أن هذا الأمر ولى زمانه، وهمنا اليوم أكبر من فلسطين، وها هي الدول العربية الكبرى تنزف منذ سنين، فمن الذي سيلتفت إلى فلسطين، وهذا صحيح، ولكن هناك شبابا يحتاجون إلى رفع الروح المعنوية وتذكيرهم بواجباتهم فربما يأتي يوم يسترد العرب عافيتهم، ويصبحون "عقلانيين" فعلا ليس بتجنب الحرب مع إسرائيل، بل بتجنب الحروب فيما بينهم.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لن نرضخ
روان جودة -

فلسطين ستتحرر عاجلا ام اجلا

كراهية الظلم والظالمين ..
فول على طول -

أنتم تحددون الظلم والظالمين حسب أهواءكم ...وتدعون على اليهود والنصارى وكل البشرية حتى من الحرم المكى أقدس مكان لديكم - وفى أيام عيد الأضحى منذ أيام قلائل ...وكراهيتكم للعالم كلة بدأت منذ بدء الدعوة وقبل اسرائيل وفلسطين بعشرات القرون .....والذين يقتلون أوطانكم هو رد فعل لأفعالكم .....أنتم تريدون تدمير العالم كلة وغزوة حتى يصير الدين كلة للة فما المانع أن يتامر عليكم الأخرون أيضا ؟ أو يردونكم عن عدوانكم ؟ بالتأكيد صراحتى لن تعجبكم وسوف تنهال علينا الشتائم والاتهام بكراهية الاسلام والمسلمين ...اقرأوا كتبكم بحياد سوف تستريحون .

لقد ولى زمن العمالقه
جهاد -

الى الاخت والاديبه الرائعه سهى الجندي تحية وبعدان الزمن الذي تتحدثين عنه هو زمن العمالقه الكبار وليس زمن الحثالات الموجودين حاليا لاتتأملي يفهم الشباب العربي الموجود حاليا تلك الحقبه الرائعه من تاريخنا , بوركت والى المزيد من هذه المقالات العظيمه

فلسطين في القلب للابد
مريم -

سنرجع يوما الى حيينا - ونغرق في دافئات المنى - سنرجع مهما يطول الزمان - وتنأى المسافات ما بيننا

للذاكرة احكام
جبار ياسين -

الذاكرة العربية قصيرة الا فيما يتعلق بالفتن " قميص عثمان وضلع الزهرة مثالا " الخرافة تستبد بالذاكرة العربية والواقع زبد عند العربي ، أي كان . انا شخصيا ، وعذرا لهذه الأنا ، مازلت احتفظ بأشرطة واسطوانات لهذه الأغاني والاناشيد والاهزوجات ,احفظ الكثير منها عن ظهر قلب منذ انطلاقة الشرارة الأولى للكفاح الفلسطيني المسلح في الأول من كانون الثاني " يناير عام 65 واستشهاد مازن أبو غزالة على اطراف سيناء .

شر البلية
ما يضحك! -

فول مفضوح منذ سنين، لكن تأكيد الفضيحة من حين لآخر -مثل هذا التعليق- لاشك بأنه يزيد المصداقية ويرفع الموثوقية...!

عندما يهذي
هذا البروفسور -

اذن مفهومك للظلم ما ينسجم وأعداء الأمة؟

ارجوك ان لاتزعلي
صوت الحق -

كل من قارب الخمسين يعلم كم كانت ايامنا ومدننا اجمل قبل ان تظهروا في حياتنا بحجابكم وخماركم ولحاكم ودشاديشكم القصيرة. من انتج هؤلاء الطيبيين مجتمعات طيبة تحب الحياة وتحب الناس تعشق الطرب والشعر. رغم كل صعوبات الحياة لكنها بسيطة لفطرتها فكانت بيروت مدينة الجمال ودمشق مسكه وبغداد ديوانه والقاهرة كتابه , نصحى لصوت فيروز ويزف جمعتنا صوت ام كلثوم والعديد العديد . ديننا ودنيانا عشناها بلا نفاق وتركنا الخلق للخالق..... ثم اتيتم !!! وداعاً لبلدان الزمن الجميل واهلها الاموات والاحياء ووداعاً للحياة الجميلة لعن الله من حرم اولادنا منكِ

لا خرافة ولا اسطورة
مريم -

العالم كللو شرق وغرب قاعد ينهش بلحم اطفالنا ورح نفضل نغني للثورة والكفاح والحرية والعداله . النور منتظرنا واحنا ماشيين صوبو ما نوقفش ابدا ولا نتعب ابدا

لا نفنى ولا نهون
مريم -

يعبرون الجسر في الصبح خفافا / اضلعي امتد لهم جسرا وطيد / من كهوف الشرق / من مستنقع الشرق / الى الشرق الجديد

صوت الاستبداد
وكبت الحريات -

ما تمقته بشدة وهوس هو حريات شخصية وممارسات في الفضاء الخاص.. أتمقت الحريات الشخصية؟!

الصراحة راحة
صوت الحق -

لنقل الحقيقة ولو على انفسنا ولوجه الله . كم دولة عربية موجودة ؟ وكم حجم ميزانيات هذه الدول منذ تأسيس اسرائيل؟ هل يستطيع احد منكم ان يقارن اي منها بتقدم اسرائيل وديمقراطيتها وصناعتها وزراعتها واحترام العالم لها ؟؟ تصوروا لو لم تكن هناك اسرائيل , هل كانت دولة فلسطين تختلف عن اي من دولكم المتخلفة ؟؟؟ وكم عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم دولتهم حتى الساعة ؟؟؟؟ لانعلم الغيب ولكن البعرة تدل على البعير

صوت العدمية
والقدرية -

هذه وقاحة وليست صراحة.. انر شمعة بدلاً من لعن الظلام وقبول الظالم والتمتع بالظلم.

كل شي بوقته وبموضعه حلو يا أستاذة سهى
Almouhajer -

أعتقد ! لو أن العرب تحلَّوا بالواقعية التي تتغنى بها السيدة الكاتبة، لكانوا على الأقل أدركوا أن إسرائيل التي تأسست بقرار من الأمم المتحدة ، وكان الآتحاد السوفييتي وقتها أول الموافقين في التصويت، دولة تأسست بموافقة أغلب دول العالم، وأن هذه الدولة أخذت شرعيتها من هذه الأغلبية، مع التأكيد أنني ضد إنشاء إسرائيل على أرض فلسطين ، إذن لو تحلوا بالواقعية وقبلوا إنشاء دولتين فلسطين وإسرائيل، لكان الأمر جميلاً، وكان وفر دماء الكثيرين الكثيرين . حتى بورقيبة الراحل أدرك هذه المعادلة ، ودعا للإعتراف بإسرائيل وإقامة الدولة الفلسطينية ...إلخ فما كان من الأمة العربية إلا أن خوَّنته . إذن يا سيدة سهى الجندي ، يا كاتبتنا العزيزة! العقلانية التي تبحثين عنها غير موجودة لدى هذه الأمة . من أجل هذا فإن المستقبل القريب منه والبعيد، لن يرمي إسرائيل في البحر ، طالما أن العالم كله تقريباً يعترف بها ، حتى إخوتكم في الأمة الإسلامية . يا ليت يأتي من يتحلى بالواقعية هذه ، لعل القضية الفلسطينية تجد الحل .