لغة الرصاص واستقرار الدول والمجتمعات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&قبل ان اكتب حرفاً في موضوع المقال، ارتأيت أن أغلق بقوة باب المزايدة الاعلامية من خلال تأكيدي الواضح والصريح على رفض أي مساس أو انتهاك او تجاوزات بحق المقدسات والرموز الدينية إيماناً مني بأن الحرية لا تعني مطلقاً الفوضى، وأن حرية الرأي والتعبير ليست مطلقة بل مقيدة تماماُ بأسس ومبادىء وثوابت الاستقرار الاجتماعي، وهذه قناعتي الذاتية، التي قد يتفق معي فيها البعض ويختلف آخرون، وليس بين وبين غيري سوى مساحات الحوار ومداد الاقلام كي نتبارى من خلاله في ساحات الرأي والفكر.
بعد هذه المقدمة التي اعتبرها ضرورية للولوج إلى موضوع شائك ومعقد مثل حادثة اغتيال الكاتب والصحفي الأردني ناهض حتر، أرى أن هذه الجريمة تنبه إلى الكثير من النقاط أولها أن الفكر المتطرف لم يعد بالضرورة ينخرط في جماعات أو تنظيمات بل بات يتمثل في أفراد، يطلق عليهم أحياناُ "ذئاب منفردة" وفق الاصطلاح الغربي للارهابيين الذين يمثلون خلايا نائمة تابعة بشكل غير مباشر لتنظيمات بعينها أو متعاطفة مع فكر هذه الجماعات وتعمل وفق أجندتها من دون تخطيط وتنسيق مسبق.
والنقطة الثانية أن الجهود المبذولة حتى الآن لفضح الفكر المتطرف والتصدي له ليست بالفاعلية المطلوبة للتصدي لأصحاب هذا الفكر، على المستويات القانونية والأمنية والثقافية والدينية. والنقطة الثالثة تتمثل في غياب الاحساس التشاركي بالمسؤولية من جانب بعض أصحاب الرأي، الذين يتجاهلون معطيات البيئة المجتمعية ويعملون في اتجاه مضاد لها بدعوى كسر&الحواجز وتحظيم المحظورات وفتح فضاءات جديدة للحريات!
لا يمكن أن نلقي باللوم في هذه النوعية من الجرائم على الدول والحكومات او الأجهزة الأمنية بمفردها، فتحدي الثوابت المجتمعية يمثل عبئاً ثقيلاً على المعنيين بالأمن والاستقرار المجتمعي، الذين يعملون وفق معادلات حساسة قائمة على إحداث التوازن بين الحريات من جهة ومنظومة الثوابت الخاصة بقيم المجتمع الاخلاقية والدينية من جهة ثانية، وحيث يصبح أي اختراق لهذه المنظومة من قبل بعض أفراد المجتمع بدعوى حرية الرأي والتعبير إخلالاُ وإرباكاً لعمل الأجهزة والسلطات المختصة.
لا يمكن في المقابل، وبأي ذريعة من الذرائع، قبول فكرة الفوضى التي تعمل على نشرها العناصر الارهابية المتشددة، التي تريد أن تستبيح المجتمعات والدول، وتنصب من نفسها قضاة وجلادين لأصحاب أي فكر ورأي مخالف، وعلينا أن نعلن صراحة أن همجية هذه العناصر والتنظيمات والجماعات التي تنتمي إليها أو تعبر عن فكرها الجاهلي تنخر في أسس الدول والمجتمعات، وتمثل خطراً داهماً على الجميع لأنها تنكر فكرة الدولة وتنسفها نسفاً.
في النصف الثاني من القرن العشرين، ظهرت جماعة ارهابية متطرفة تسمى "التكفير والهجرة"، انطلقت من فكرة تكفير المجتمع الذي تعيش فيه، والانعزال عنه وبناء مجتمعات خاصة معزولة عنه تعمل وفقاً لمفاهيم شديدة التطرف والجهل والغباء، وظهرت أيضاً جماعات اخرى مثل الجماعة الاسلامية وغيرها، وكانت هذه الجماعات في مجملها ترجمة أو في أفضل الأحوال إعادة إنتاج لأفكار وردت في كتب منظرين معروفين لجماعة الاخوان المسلمين، في مقدمتهم سيد قطب. وقد واكب ظهور هذه الجماعات من الناحية الزمنية وكان من نتائج انتشار فكرها المتطرف جرائم لا تنسى مثل محاولة&اغتيال الاديب العالمي نجيب محفوظ على يد جاهل لم يكن قد قرأ سطراً من سطور رواياته ولا مرت عيناه على حرف من حروف أعماله الأدبية، ولكنه نفذ ما طلب منه بجهل شديد، كما كان من جرائمها أيضاً اغتيال علماء دين مستنيرين وباحثين حاولوا التحليق في فضاءات الاجتهاد الفقهي.
لاشك أن الخروج من دوامة هذه الجرائم النكراء والممارسات الخرقاء تبدأ من تكريس ثقافة احترام المقدسات والأديان، والتأكيد على ضرورة التفرقة بين حرية الرأي والتعبير من جهة واحترام المقدسات والرموز الدينية من جهة ثانية. كما تبدأ في الوقت ذاته من التعامل بكل حزم قانوني وأمني مع جرائم التحريض على العنف والقتل والارهاب الفكري والمادي والمعنوي من خلال قوانين صارمة تنطوي على عقوبات واضحة تكفل تحقيق أمن واستقرار المجتمعات.
إن مواجهة تيارات العنف والارهاب هي مسؤولية مشتركة للمؤسسات والدول والنخب الثقافية، ولا يمكن بأي حال الاستسلام لممارسات التيارات الظلامية ولاسيما ما يتعلق منها بإشاعة الخوف لدى شرائح المجتمع من المثقفين وغيرهم، وهذه المسؤولية تستلزم بالضرورة تعزيز أسس الاستقرار الاجتماعي عبر نبذ الحوار بلغة الرصاص، وبالقدر ذاته تعزيز ثقافة احترام الأديان والمقدسات للحيلولة دون بناء جدران الكراهية والأحقاد داخل المجتمعات، او اتاحة الفرص للارهاب والارهابيين كي يستغلوا بعض الأفكار في تحقيق أهداف دنيئة تؤدي إلى الفتن والفوضى في الدول والمجتمعات.
التعليقات
مقال تكفيرى تحريضى
فول على طول -يبدأ الكاتب بعدم المساس بالمقدسات والرموز الدينية ...ولكن يا سيدنا الكاتب ما تقولة هو نفس ما يقولة التكفيريين والارهابيين وحماة الدين ..ولم تقل لنا ما هى الحدود لاحترام المقدسات والرموز الدينية ...فهذة جملة مطاطة تخضع للتأويل والتفسير اللامتناهى وكل شخص أو جماعة يفسر كما يحلو لة ...هل بمقالك هذا تختلف عن الارهابيين ؟ يا سيدنا الكاتب اذا كنتم تؤمنون باللة الخالق كل الخليقة فهذا يعنى أن كل البشر شركاء فى اللة ولهم نفس الميراث بالتساوى ....وليس من حقك أن تدافع عن اللة الذى من حق كل الخليقة ولم يوكلكم لهذة المهمة ...واذا كنتم تؤمنون أن اللة القوى والقهار والجبار فهو قادر أن يدافع عن نفسة ولا يحتاج لكم ولا غيركم للدفاع عنة ...اما اذا كان ضعيفا فلا يستحق أن نعبدة . أنتم اخترعتم رب خاص بكم وجعلتموة صنما وتدافعون عنة وهذا ما كان يحدث عند عباد الأوثان حيث يصنعون صنما يعبدونة ويدافعون عنة . سيدنا الكاتب النقد أساس التقدم ونقد الدين - أى دين - هو أساس كل نقد والأنبياء ماتوا منذ عشرات القرون ولن يضيرهم شئ لو انتقداهم أو سخرنا منهم ..حتى لو سخرنا من اللة فهو سوف يحاسبنا فى الأخرة أما فى الدنيا فنحن متساوون وليس من حق أحد أن يدافع عن اللة القوى ....لا تنسي أن نصف العالم ملحدون ..أى لا يعترفون بوجود اللة أصلا ..هل تقتلونهم أم تجبنون وتقدرون فقط على الضعفاء و من يعيش بينكم ..؟ انكم منافقون . هل سمعت أن عيسى أو موسي أو ايليا أو أى نبى - غير محمد بالطبع - حرض أحدا على الدفاع عنة أو عن اللة ؟ ربنا يشفيكم يا سيد سالم وأولهم مثقفوكم .
الى السيد الكاتب
فول على طول -سيدنا الكاتب أكبر اساءة للذات الالهية هو تصويرة بالضعيف ويحتاج لمن يدافع عنة ...ونحن نسألكم لماذا أنتم فقط تهتمون بهذا الجانب ؟ هل أنتم أكثر ايمانا من غيركم حسب أوهامكم أم أن قناعاتكم عن اللة مشوهة ؟ سيدنا الكاتب اللة لم يكبر فى السن ولم يتقدم بأجازة وأنابكم للقيام بعملة ...اللة مازال قادرا على انزال الطوفان أو النار والكبريت لو أراد ومتى أراد ..وقادر على انزال العقاب على من يريد ومتى يريد فلا تهتموا بذلك . ومنذ بدء الخليقة واللة يخلق ملحدون وكفار على كل الأشكال والألوان فهل هذا بالصدفة ؟ وهل يعقل أن تقتلوهم ؟ وأى اهانة للذات الالهية أكبر من عدم الاعتراف بة ..ومع ذلك فاللة طويل البال وكثير الرحمة وجزيل التحنن فلا تقلقوا لذلك . سيدنا الكاتب : اللة لن ينقص منة شيئا لو سخرنا منة أو لم نعترف بوجودة من الأساس ....انظر الى الدول المتقدمة حيث مطلق الحرية للعبادة أو الالحاد لم يتضرر اللة منهم بل يرزقهم مثل كل البشر ...الحساب فى الأخرة يا استاذنا وهذا يكفى .
احترام اي مقدسات؟؟؟
ماجد المصري -الكاتب يؤكد على رفض أي مساس أو انتهاك او تجاوزات بحق المقدسات والرموز الدينية إيماناً منيه بأن الحرية لا تعني مطلقاً الفوضى، وأن حرية الرأي والتعبير ليست مطلقة بل مقيدة تماماُ بأسس ومبادىء وثوابت الاستقرار الاجتماعي...اوافقك تماما علي هذا الكلام ان كان يطبق علي الجميع....المسلمون يقولون بان الاديان الاخري و كتبها المقدسة محرفة و ان تابعيها كفار...اليس هذا تجاوز بحق المقدسات الدينية لليهود و المسيحيين ام هذا حق للمسلمين بتحقير ديانات الاخرين...عاملوا الاخرين كما تريدون ان يعاملونكم انتم...انتم لا تعترفون بالمسيحية و لا اليهودية فما المشكلة ان لا يعترف الاخرين بالاسلام....
مسؤولية أنظمة الحكم
أبو جمال -لا شك أن الفئات الحاكمة والأطراف المتحالفة معها وخدامها وخاصة منهم المشتغلين في مجال التعتيم والتضليل يعيشون في ارتياح وزَهْو بعد عملية الاغتيال الجبانة للكاتب ناهض حتر! أليس هذا بالضبط ما يبحتون عنه؟ التخلص من كاتب معارض، وتحويل أنظار الرأي العام وجعله منشغلا بقضايا تهم مجال المعتقدات، عِوض التركيز على القضايا التي تهم معيشه اليومي مثل قضايا الزيادات الصاروخية في الأسعار ومشاكل السكن والتغطية الصحية والتعليم الجيد والمجاني ومحاسبة المسؤولين على سوء التسيير وعلى احتكار ونهب خيرات البلاد وعلى الفوارق الاجتماعية المستفحلة وغياب المساواة بين المواطنين في الإدارة والقضاء... أما توزيع المسؤولية عن تفشي "الفكر" التكفيري بين الدولة وعموم المواطنين وخاصة منهم المثقفون، فهذه أكبر مغالطة تلجأ لها أنظمة الاستبداد وأبواق دعايتها. أليست الدولة هي المسؤولة عن قطاع التربية والتعليم الذي ينتج المثقفين وجمهور المتلقين للانتاجات الثقافية؟ فكيف يمكن محاسبة المثقفين عن ضعف الاقبال على المنتوج الثقافي بين أوساط مجتمعات تمكنت أنظمة الاستبداد من نشر "الجهل المركب" بين قطاع عريض من مكوناتها؟
الشعب الحر يقرر المحرمات
عراقي حر -تاريخ جميع الدول حول العالم مر باغتيالات وانتهاكات لافراد او مجموعات متطرفة تأخذ على عاتقها تصفية معارضيها منذ عقود وحتى في التاريخ الحديث لدولة مثل أمريكا تم اغتيال كندي ومالكولم أكس ومارتن لوثر كنغ وغيرهم الكثير حول العالم ، الفارق ان الشعوب حرة ولا تؤثر الحوادث الفردية على الغالبية التي تؤمن بالحرية الفكرية ولكن في ضلال حكم مستبد ظالم الفرق يكاد يكون معدوم بين الفرد الداعشي والحكومة الداعشية بل ان الحكومات في منطقتنا تطابق ما يفعله الدواعش ولكن ممنوع تصويره بالكاميرات ولقد كشفت الوثائق التي اكتشفت بعد سقوط نظام صدام مطابقتها لكل ما يقوم به الدواعش في كيانهم المسخ ونفس الشئ لايزال ينفذ بحق المعارضين في هذه الدول فحين تقوم دولة بإعدام معارضيها بقطع الرؤوس وتعليق الاجساد على رافعات مع منع التصوير فما هو الفرق ؟؟؟؟؟؟ لابد للشعوب من الحرية لتقرر ما هو مقبول لها لا ما هو مقبول الحاكم والمخزي ان الكتاب اللاعنيين لداعش يكتبون مقالات مدح وتطبيل لهذه الدول ليل نهار، الشرعية من الشعب لا من الحاكم اي حاكم والحاكم الذي لا تأتي به الصناديق سيضع كل فكر حر في صناديق الموتى والحديث يطول
ما هى المقدسات ؟
زعبوطو -ما هى المقدسات والرموز الدينية يا استاذ سالم ؟ بالتأكيد انت تقصد المقدسات الاسلامية ورموزكم الدينية ...طيب هل للمختلفين عنكم فى الدين مقدسات تحترمونها ..وخاصة اليهود والنصارى ؟ وهل اللة خاص بكم فقط أم للجميع ؟ اللى اختشوا ماتوا من زمان