فضاء الرأي

أغسطس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قررت عنونة ثلاثة مقالات بأسماء ثلاثة اشهر وبأثر رجعي انطلاقا من اغسطس، اولا لعلو حرارته سياسيا، وكثيرة رطوبته إعلاميا. ومرةٍ اخرى يكون الإعلام محور المقال لأن القائمين عليه تسامحوا كثيرا مع دورهم الصحفي واشتغلوا بالسياسة.

خبر بسيط وفرعي تم تجاهله من معسكر إعلامي استثمر فيه المعسكر الآخر كل طاقاته، فتحول الخبر عنوانا لأزمة افتراضية فقط لان الاعلام بات يقاد رأيا من قبل ابطال الصحوة الوطنجية والشعبويون ومن جاورهم يوتيوبياً. محور الازمة كان زيارة قائد قوات خفر السواحل في دولة الإمارات العميد محمد علي مصباح الأحبابي لطهران للقاء نظيرة الإيراني لتناول قضايا مثل التنسيق الملاحي ومراقبة الانشطة غير القانونية بالإضافة للمضايقات التي يتعرض لها الصيادين الإماراتيين. الى هنا الخبر عادي جدا، الا ان قرار القائمين على الإعلام في دول الرباعية الخليجيين التعتيم على الخبر اعطى حماة الديار تويتريا حق الانتفاض والدفاع عن العلاقات السعودية الاماراتية وكأن الرياض قامت باستدعاء سفيرها من ابوظبي.

ما حفز حماة الديار التويتريون واليوتيوبين ومن صاحبهم من الاعلاميين هو خبر عن نية الإمارات اعادة نشر قواتها في اليمن، وحسب قراءات اهل المعسكر الآخر ان دلالات ذلك هو عزم الإمارات الانسحاب من اليمن. ما قاد للفعل وردات الفعل تويتريا هي تغريده لكاتب إماراتي ربط عبر توقيتها بين قرار اعادة الانتشار وتفسيرات زيارة العميد الأحبابي لطهران.

قبل الانطلاق في محاولة قراءة المشهد اود قول جملة بسيطة شيء، هو ان العلاقة بين السعودية والامارات لم تعد تقليدية بمقاييس العلاقات السياسة الخليجية، وحتى بافتراض وجود تباين سياسي حول ملف ما ليكن، وما الضير في ذلك. لقد كانت هناك تباينات كبرى حول سوريا بين مصر وكل من السعودية والامارات، وكلنا يتذكر ما قاله السفير المعلمي بعد جلسة لمجلس الأمن صوتت فيه مصر بما يخالف والموقف السعودي.&

ما يحتاجه إعلامنا الان هو العودة لخندق الإعلام بدل الاشتغال بالسياسة، ذلك اولا، اما ثانيا والسؤال للسادة القائمين على الاعلام مرة اخرى، هل يختلف ان تتفاوض الشرعية اليمنية مع الطرف الحوثي برعايتنا السياسية والمعنوية عن نقاش امر الصيادين الإماراتيين المحتجزين في إيران من قبل الأحبابي او لتقترحوا من يجب ان يطلع بذلك الدور، ربما السفير السويسري في طهران. الولايات المتحدة حاورت الالمان في سويسرا ابان الحرب العالمية الثانية وها هي اليوم تحاور حركة طالبان وهي تقتل جنودهم في افغانستان يوميا. السياسة شأن الدولة لا شأن الإعلام او التعتيم على خبر فرعي نتيجة سوء قراءة نتج عنها مساحة استفاد منها خصوم السعودية والإمارات.

اما فيما يتعلق بإعادة نشر القوات الإماراتية في اليمن، فيجب اولا &تقدير ما قدمة ويقدمه التحالف لليمن ولكل اليمنيين، والكثير من الانجازات مثل اعادة تدريب وتأهيل وتسليح القوات اليمنية وقواها الأمنية. وبدل ان تساءل الإمارات في فحوي قرار إعادة الانتشار لماذا لا يسأل الرئيس اليمني وحكومته عن افاق الحلول في هذه الازمة بدل ابقائها مفتوحة بدون افق يلوح في الافق، وثانيا ماذا نفذت الحكومات اليمينة المتعاقبة من برامج اتفق عليها اليمنيون كمخرجات للحوار الوطني.

ارجو ان يكون الوقت قد حان ليطلع الإعلام بواجباته الوطنية بدل ترك الحبل على القارب بقيادة حماة الوطن التويتريون واليوتبيون. اما من اراد ادراك مدى ما وصلت اليه التوأمة السعودية الإماراتية استراتيجيا، فلينظر للتكامل بينهما اقتصاديا واجتماعيا. اما الجغرافيا السياسية، فأنها لم تعد بفواصل حدودية بل ما رسم باختلاط الدم السعودي الإماراتي على ارض الجزيرة العربية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف