فضاء الرأي

هل نعزز لبيئة عمل ذكورية؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تشدد وزارة العمل على معاقبة أي منشأة لا تخصص مكان للنساء العاملات لديها، وتؤكد أن عمل المرأة "بمفردها" في المكان المخصص والمغلق أيضاً، يُعد هو الآخر مخالفة وفقاً لقرار المخالفات والعقوبات الصادر مؤخراً. ونحن نريد أن نقف قليلاً عند هذه النقطة.&

فالمرأة تبعاً لنص العقوبة، يجب أن تمتنع عن أداء وظيفتها وتغادر فوراً مكان العمل إذا كانت وحيدة. وهذا يعني أولاً، أنه قطعاً لا يجوز لأي منشأة حتى وإن كانت صغيرة جداً أن توظف أقل من امرأتين في نفس الوقت، ثانياً أن على أي منشأة "إيقاف وتعطيل" جميع الأعمال والمسؤوليات المنوطة بالمرأة العاملة لديها إذا قضت ظروف زميلاتها أن تبقى بمفردها، أي في حال غياب أو تمتع الأخريات بإجازة أو غير ذلك من الظروف.

فنفهم إذن من هذه التشريعات أنها تقضي بأمرين واضحين أحدهما، عزل النساء في أماكن مخصصة والآخر، ضمان عدم بقاء المرأة في مكان العمل بمفردها.

والسؤال الذي أجده ملحاً الآن: كيف تنظر هذه القوانين للمرأة؟

&في ظني وقد أكون مخطئاً، أن هذه القوانين لا تختلف عن القوانين المستمدة من الأفكار الناظرة للمرأة بصفتها كائن "أنثوي مُثير" يجب عزله دائماً عن الذكر حفاظاً على غرائز هذا الأخير هادئة. وأننا معشر الرجال وفقاً لهذه الرؤية، لا نستطيع التمييز بين المرأة في جميع أحوالها، فهي موضع إثارة وفتنة سواء ظهرت بهوية العاملة أو الزوجة أو زميلة العمل. بل أن هذه القوانين تذهب أبعد من ذلك كما أتصور، فهي تفترض ضمنياً وبصورة مسبقة أن الأخلاقيات والعفة والفضيلة لا يمكن أن يتحلى بها العامل والعاملة إلا بعد أن تتجسد في هيئة عقوبات وقوانين!

والسؤال الآخر الذي أجده على أهمية من جانبي: هل تساعد هذه الاشتراطات على تغيير نظرة المجتمع للمرأة السعودية العاملة، وإلى أين تسير بها؟

من الواضح أن هذه القوانين تخالف كثير من القوانين الجديدة التي أعطت للمرأة والرجل حقوق متساوية. ولا داعي لِذكر جملة الأنظمة التي تتعامل معهما (اليوم) على حد سواء كمواطنين دون تمييز. فالمرأة اليوم تتساوى مدنياً وحقوقياً مع الرجل ولها ما له وعليها ما عليه، فلماذا نعمل على تعزيز الفجوة في المساواة بالتفرقة بين الجنسين في أماكن العمل؟

يجب أن نتذكر أن قانون العمل هو ضابط للعلاقة بين العامل ورب العمل، وليس حارساً للفضيلة!

كما يجب أن نتذكر أيضاً أن صناعة المرأة لمواجهة تحديات العمل في الغد، يبدأ بإعدادها اليوم، فهي بحاجة التطلع إلى معارف جديدة، وعملية الإعداد هذه لا تتأسس من خلال عزلها والإغلاق عليها، بل تتأسس من خلال الاحتكاك العملي بخبرات الرجل، كون هذا الأخير أكثر تجارباً وممارسة، وأطول تاريخاً في سوق العمل. فعزل المرأة في بيئة نسوية خالصة، يبقيها ضمن خبرات محدودة في المقابل، بل يجب أن لا نتوقع منافستها للرجل مستقبلاً، إلا في حدود ضيقة جداً.

&إن بعض التشريعات تعمل على تعميق النظرة الذكورية التي تحاول تشريعات أخرى هدمها ومحاربتها، فمن جوانب تتأسس تشريعات ذات بُعد مساواتي وعدلي تنظر للفرد كقيمة لا كجسد، في حين تتأسس أخرى بأفكار عالقة في مخاطر الجسد ولا تنظر للقيمة. فلماذا نخشى اليوم من عمل المرأة والرجل تحت سقف واحد، في ظل الوعي أن كلاً منهم يحمل مسؤولياته الأخلاقية بمفرده، وأن لدينا من القوانين ما يردع وقوع التحرش والجريمة؟&

ومع ذلك، فليس جمعهم تحت سقف واحد هو هدف لذاته، بل هدفه التشجيع نحو& رفع مستوى التشارك في خبرات العمل بين الجنسين، ما يرتقي بفاعلية عمل كلٍ منهم خاصةً المرأة. فالنماذج المشرقة للمرأة السعودية اليوم، والقليلة في نفس الوقت، لا يمكن للبيئة النسوية المعزولة أن تنتج مثيلاتها من النماذج. بل على العكس، سوف يكون نتاجها قدرات محدودة، إنما بأعداد كبيرة وضخمة. وعطفاً على ذلك، فإنني لا أستبعد إمكانية أن يُعالج دمج الجنسين في العمل، حساسية النظرة العامة للجنسين أحدهما للآخر خاصةً في مجتمعنا.&

يقول عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي (رحمه الله): "فالمرأة عندما حجزناها وضيقنا عليها أُفق التجوال والاختلاط صار عقلها محدوداً. بل لقد وجدنا المرأة الغربية تنافس الرجل في بُعد النظر وسلامة الرأي، وسبب ذلك راجع إلى انطلاقها الجديد حيث أخذت تعمل معه وتسافر مثله وتدرس كما يفعل هو تماماً".&

*كاتب سعودي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عقب التجربة المرة في تحرير المرأة الغربية
امرأة مسيحية أمريكية تنصح أخواتها المسلمات -

كتبت الكاتبة والصحفية الامريكية "جوانا فرانسيس" في أحد مقالتها تحت عنوان "رسالة من مسيحية إلى مسلمة"، حيث توجّهت الكاتبة الأمريكية بالخطاب للمرأة المسلمة.ونقلت مختلف المواقع الالكترونية من بينها موقع "الامه"، " ummah" قالت "جوانا فرانسيس" مخاطبة المسلمات "إن هناك من يحاول اغراءكن بالأشرطة والموسيقى التى تدغدغ أجسادكن، مع بعث صورة غير لائقة للأمريكيات كذبا ويقولون عنا بأننا سعداء وراضون ونفتخر بلباسنا مثل لباس العاهرات وبأننا قانعون بدون أن يكون لنا عائلات" .وأكدت الصحفية الامريكية التي تنتمي إلى الديانة المسيحية أن واقع معظم النساء في امريكا لسن سعيدات موضحة " أن الملايين منا يتناولن أدوية ضد الاكتئاب، ونكره أعمالنا ونبكى ليلا من الرجال الذين قالوا لنا بأنهم يحبوننا، ثم استغلونا بأنانية وتركونا" .كما حذّرت المسيحية المرأة المسلمة من هؤلاء الذين يريدون تدمير العائلات المسلمة، المحافظة وبمحاولة اقناعهن بانجاب عدد قليل من الأطفال، حيث يقومون بتصوير الزواج على أنه شكل من أشكال العبودية ، وبأن "الأمومة لعنة" ، وبأن الاحتشام والطهارة عفا عليهما الزمن وهى أفكار بالية، -على حد قولها-. أما عن النساء الاوروبيات فقد أشارت الصحفية الامريكية جوانا فرانسيس تعرضن لعملية غسيل دماغ كي يعتقدن أن النساء المسلمات مضطهدات ، حيث قالت إن في الواقع "نحن اللواتى يخضعن للاضطهاد ، نحن عبيد الأزياء التى تحط من قدرنا ، ويسيطر علينا هوس وزن أجسامنا ، ونتوسل للرجال طلبا للحب والرجال لايريدون أن يكبروا" . تابعة كلامها "ونحن ندرك فى أعماقنا أننا خدعنا ، ولذلك نحن معجبون بكن وأنتم مثار حسدنا.. رغم أن البعض منا لايقرون ذلك". وترجت الكاتبة الصحفية "جوانا فرانسيس" النساء المسلمات بعدم النظر الى النساء الغربيات بحقارة أو التفكير بأنهن يحبن الأشياء كما هى عليه، قائلة " إن الخطأ ليس عندما كنا صغارا لم يكن لنا آباء للقيام بحمايتنا لأن العائلات قد جرى تدميرها.. وأنتن تدركن من هو وراء هذه المؤامرة ". ودعت الكاتبة المسيحية "جوانا فرانسيس" اخواتها المسلمات بعدم الانخداع "فلا تسمحن لهم بخداعكن ، ولتظل النساء عفيفات وطاهرات.. نحن المسيحيات يتعين علينا رؤية الحياة كما ينبغى أن تكون بالنسبة للنساء". مردفة "نحن بحاجة اليكن لتضربن مثلا لنا نظرا لأننا ضللنا الطريق ... اذا تمسكوا بطهارتكن ، ولتتذكروا أنه ليس بالوسع

مساوئ وحسنات
الفصل ام الاختلاط -

الفصل التام بين الجنسين فيه منافع اجتماعية وان كان لا يخلو من مساوئ نفسيةوالدمج بين الجنسين فيه مساوئ اجتماعية وان كان لا يخلو من محاسن نفسيةولابد من وجود المعاناة سواء دمج المجتمع بين الجنسين والا فصل بينهموالسعودية هي البلد الوحيد تقريبا الذي يفصل بين الجنسين في العمل واعتقد ان الدمج بينهم قادم

ما الهدف طيب ؟
وليد -

المفروض فيه هدف واضح من الدمج صح؟طيب وش هذا الهدف؟هل هو تكيف الجنسين مع بعضهم زي ما تقول؟ والا تقليد للغرب؟ والا تبي النساء والرجال بلا خصوصية ابداً ؟ والا يهمكم مستقبل المرأة لدرجة انكم تبونها تستفيد من خبرات الرجل؟

التطبيع بالتدريج
تطبيع علاقة المرأة بالرجل -

كل الامور الجميلة التي كانت تميز السعودية اختفت الان بل يعمل التغريبيين على اخفاء ما تبقى منها ..

لسلامة التعايش بين الجنسين
Ehab -

فصل النساء عن الرجال في العمل من بقايا الافكار المتحجرة والبالية التي لا تتناسب مع امور كثيرة اهمها سلامة التعايش بين الجنسين .. وهذا امر حساس بالنسبة للافراد الذين يعانون غياب الجنس الاخر عنهم .. فمعدلات الشذوذ تزداد في المجتمع الغير مختلط وتقل مع وجود الاختلاط ..امور كثيرة ايجابية تنتج عن الاختلاط اذا نظرنا للامر بصورة نزيهة وعقلانية بعيد عن المنظور الغريزي والحيواني ..يمكن الحديث ايضا عن امكانية التخفيف من وتيرة التحرش في حال الاختلاط بعكس مايتم الترويج عنه من ان الاختلاط سبب في وقوع جرائم الاغتصاب مثلا وهذا يعود لاسباب سايكولوجية مختلفة مقال مهم شكراً للكاتب الفقيه

دعوة الكاتب ضد الدين وضد الاخلاق والمرؤة
ونسأله -

دعا الاسلام النساء الى المكوث في بيوتهن { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى } وعدم مغادرتها الا لضرورة ، وواجب الدولة مساعدة النساء اللواتي لا عائل لهن على عدم اهدار كرامتهن وتعرضهن لما يكرهن من الذئاب البشرية المنتشرة ، ولو تم ذلك ما احتاج الامر الى ان تطلق منظمات نسوية حقوقية وشخصيات عامة مبادرة "من أجل بيئة عمل آمنة للنساء" وتصرخ النساء. لمناهضة العنف ضد النساء داخل أماكن العمل.وقالت المنظمات، في بيانها إنه بالرغم من جهود مؤسسات الدولة [ نفاق ] والمنظمات النسوية في محاولة القضاء على العنف ضد النساء، إلا أن النتائج أثبتت أن حجم التغيير لا يتناسب مع حجم المشكلة.وشددت على أنه لا يمكن الحديث عن العدالة وعدم التمييز بين أفراد المجتمع في ظل تنامي العنف ضد النساء، خاصة في بيئة العمل.وقالت المنظمات إن العنف النفسي والجنسي من أكثر أشكال العنف شيوعًا ضد النساء داخل أماكن العمل، وهو الأمر الذي يسهم في حرمان النساء من فرص عمل لائقة، وينعكس على محاولات تمكين النساء على المستوى الاقتصادي، الاجتماعي، السياسي، ويضعف مساهمة النساء في قوى العمل.

كل إناء بما فيه ينضح
توفيق مطر -

عانت المرأة الاوروبية في عصور الظلام في اوروبا (قبل عصر الانوار) اشد مما عانت المرأة العربية والشرقية. فقد كانت سلعة تباع وتشترى كما حدث في عصر الجاهلية عند العرب. فلم تتحرر من العبودية والاستهلاك وتصبح ذات استقلال الا بعد ثورات على الظلم كان من ابرزها الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر. وعند العرب كان تحولها مختلف وبطيء لكن لم يختلف كثيرا لان المفهوم الذكوري ظل مسيطرا في اوروبا حتى مطلع القرن العشرين وعند العرب لم يتحرك ولم يتغير الا بعد دخول مفاهيم الديموقراطية واستقلال بعض البلدان بعد الغزو والاستعمار اما في منطقة الخليج فحال المرأة يؤسف له فهي لم تعرف حقوقها الا قبل سنوات قليلة واعني بالحقوق اي حق طبيعي او مدنيوفي السعودية كانت المرأة اخر امرأة عربية تقريبا في مسالة الاستقلال

القانون يحمي من النزوات
فادية -

لا يأمن البشر من مكر بعضهم البعض او الاساءة لانفسهم ومن الواجب فرض القانون حماية لهموفرض العقوبة على المؤسسة التي لا تفصل بينهم هو قرار حكيم ،،، ثم ان هناك من النساء من لا ترضى العمل بين الرجال فهل نسلبها هذا الحق؟

أنتم فى ورطات كبرى
فول على طول -

هناك نصوص اسلامية وتفاسير وفتاوى لا يمكن ترميمها ...الحل الوحيد هو منعها نهائيا مثلما تم تجريم وتحريم النازية . انتهى . سمو الأمير محمد بن سلمان الى الطريق فى هذا النهج وهو الوحيد القادر على ذلك ...كل التوفيق والتحية لسموة .

تسليع المرأة
والحصاد المر -

للذكور في الغرب الحرية في استغلال النساء بدون زواج ولا ضمانات ولا حقوق ولا أمن مادي أو عاطفي. فمعظم الرجال يعاملون النساء كالبغايا‏وإذا حملت إحداهن من هذا الزنا فهو عبؤها وحدها إما أن تتحمل تربي هذا الابن غير الشرعي أو قتله ⁧، ولذلك بلغ رقم الأجنة المطروحة من هذه العلاقات ٤٢ مليون حالة اجهاض ما بين ١٩٧٣ و٢٠٠٢ ؟!

البيئة المختلطة اخطر على المرأة من الحرب ..
عبدالله البسام -

البيئة المختلطة التي تعمل بها النساء اليوم في كل العالم بيئة غير آمنة ، فهي عرضة للتعرض للتحرش البصري واللفظي والفعلي ، والمشكلة ان المسلمين السُنة لا يتعظون ويعيدون انتاج التجربة المرة، التي مرت بها وتعيشها اليوم المرأة الغربية وغيرها