فضاء الرأي

الإنكسار على أنغام الفلاح

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا أدري لماذا مشهد&إعلاء&شارة النصر التي رفعهاالبعض من&أهالي منطقة عفرين المهجرين إلى&مقاطعةالشهباء&بريف حلب،&الذين رفضوا المساعدات الغذائية التي جاءت لتقدمها لهم القوات الروسية يوم الاثنين الواقع في 17/9/2019،&أخذني&كالسهم&من تلك البراري&إلى&رياض&تغريدات&الكاتبة السورية نوال شق،&التي كتبت&عن "شارة النصر"، ليس كإشارة معبّرة عن النصر،&إنما كتعبير عن&حالة&خاسرٍ يصر على تقديم نفسه كرابح من خلال علامات الجسد،&وذلك بقولها:&"لا أثق بإشارة النصر، فالإصبع الوسطى المنبوذة اجتماعيآ دعت جارتها السبابة للوقوف بجانبها في مشهدٍ&مسرحيٍّ&كاذب"،&وحيث أن&أوهام&الإنتصار من خلال شارة الأصابع&ما تزال&حاضرة&لدى من خسروا بيوتهم وأملاكهم وحتى مواشيهم؛&ورغم الشك بالذي دفع الناس للتظاهر&هناك&بأنه مشاركٌ&أصلاً&في حبك اللعنة، إلا أنه ما من&قرائن إلى الآن تؤكد&بأن غباء قيادة ذلك الحزب أو&تورطها&المباشر كان وراء الذي جرى لأهالي عفرين.

علماً أن الجهة التي حرّضت الأهالي أمس في مقاطعة الشهباء للتظاهر ضد القوات الروسية بدعوى أن روسيا سلّمت منطقة عفرين لتركيا مقابل تكفل تركيا بإقناع الفصائل في الغوطة الشرقية للإنسحاب إلى الشمال السوري من أجل إخلائها لقوات النظام وهو الذي حصل،&وحيث&كان بمقدور تلك الجهة التي تسببت بخراب عفرين&من خلال جر المعركة إليها، تجنيب أهالي المنطقة النزوح والتهجير من خلال إنسحاب مسلحيها إلى نفس المنطقة التي يقبعون فيها الآن!!&وكان من الممكن&جداً&لـ: (PYD) القول للناسآنذاك&بأنهم غير قادرين على مواجهة أكبر قوة لحلف الناتو في الشرق الأوسط، لذا لزم الأمر الإنسحابعوضاً عن التسبب بقتل الناس وتدمير بيوتها.

ومن جانبٍ آخر فلنفترض جدلاً&بأنه&كان هناك اتفاق بين الأطراف الأربعة أي النظام وروسيا وتركيا و(PYD)&بإعادة المنطقة&لاحقاً&إلى&حضن&نظامالأسد،&ولكن عبر مسرحيات دامية،&وبعد تحملعشرات الآلاف من&المهجّرين قساوة&ظروف&المخيمات، وكذلك الأمر تجرع&المتبقين&من أهل المنطقة في بيوتهمالذل&على يد&عناصر وقادة&بعض&الفصائل الذينحاربوا الكرد قبل الثورة بسلاح نظام دمشق،&ومن ثم حاربوا ويحاربون الكرد&في الوقت الراهن&بسلاح تركيا،&وطبعاً بدعوى محاربة&(PKK)&وهي الذريعة التي كان النظام يعتقل الكرد&من خلالها&قبل الثورة، واليوم يتم محاربة الكرد أيضاً من خلال نفس الذريعة ولكن هذه المرة على يد أدوات تركيا من السوريين.

على العموم فبما أن الرسائل الإعلامية المكررة عن موضوعٍ&محدَّد&وفي فتراتٍ&محددة&لا&تأتي من فراغ، لذا&فمراقب الخطابات&والتصريحات المتعلقة بعفرين وأهلها&يتذكر&بأنه&كان هناك&ما يشبه&التناغم بين وسائل إعلام حزب الاتحاد الديمقراطي،&وإعلام الدولة التركية بخصوص مكونات منطقة عفرين، ومع أن&تركيا بناءً على الأرشيف العثماني تعي جيداً بأن عفرين منطقة&كردية&شبه&صرفة،&ومع ذلك كان&إعلامها&قبيل غزوة عفرين وحينها يكرر جملة&دائمة عن&مكونات منطقة عفرين!، كما روّج&لنفس تلك&الديباجة&إعلام أصحاب&النظريات الإيكولوجية والأمة الديمقراطية، علماً أن&عفرين لا تركمان فيها ولا سريان ولا آشوريين،وأغلب&الأخوة العرب&فيها&جاؤوا&بفضل الإحصاء الاستثنائي لحزب البعث العربي الاشتراكي،&كخطوة أولية لتعريب&المنطقة تماشياً&مع نظرية&"محمد طلب هلال"&التي تبناها ومارسها عملياً&حزب العفالقة،&وبما&أن عفرين لا تعاني من الاختلاط&السكانيفيشير نشطاء ومثقفو المنطقة إلى أن&التصريحاتالخبيثة&للساسة&قبيل غزوها&كانت&آتية من باب تثبيتدعائم نظريتهم حول مكونات المنطقة،&فيروجونها&أولاً&ومن ثم&يسعون لتطبيقها&لاحقاً، وذلك&لإحداث تغييرديمغرافي&بما يتوافق مع&أهداف ومزاج&كل&الحالمين بالتغيير الديمغرافي، طالما أن النظام&السوري&كان البادئ بتنفيذ مخطط الحزام العربي&الذي&قررته الحكومة السورية في عام 1965&بهدف تفريغ منطقة الجزيرة أو محافظة الحسكة من السكان الكرد الأصليين وتوطين أسر عربية بدلاً عنهم؛&وهو ما يتماشى مع رغبات تركيا، وحيث&تشير&الوقائع منذ عدة سنوات&إلى أن&تركيا لا يقلقها&شيء&من كل ما يجري في سورية&من قتل&وتهجير&وخراب ودمار&أكثر من قضية&الكرد&الذين زرعهم الله&على&غفلةٍ منها&وبدون مشاورتها&على طول&حدودها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مشروع الإدارة الذاتية هو مشروع نهضوي
raman -

إن مشروع الإدارة الذاتية هو مشروع نهضوي تنويري له العلاقة الرصينة بحل القضيتين الديمقراطية والكردية في سوريا بالوقت نفسه.بالطبع مثل هذه النتيجة لن يفهم منها بأنها صد باب الإدارة الذاتية أمام من بقي خارجها؛ من ضمنهم الآنكسي. مثل هذه النتيجة تفيد إلى أمر مهم مفاده أن خمسة أعوام عمر الإدارة الذاتية تعتبر نتيجة ناجحة؛ على الرغم من حاجة الإدارة المستمرة -كما حال كل إدارة- إلى التصويب والتطوير، وهنا فإن أحد أهم مداخل صون المكتسبات المتحققة يتمثل بانضمام آمن لمن بقي خارج إطار نموذج الحل الديمقراطي السوري المتمثل بالإدارة الذاتية. ولأن المسألة متعلقة بالتغيير والتحول الديمقراطي في سوريا فإن الآنكسي ليس بالمعني لمسألة الانضمام وحده؛ إنما كل القوى السورية الوطنية التي تهدف حقيقة إلى التغيير الديمقراطي في سوريا؛ معنية بذلك أيضاً. فالمنظومة المركزية الاستبدادية التي تتهم أغلبية شعب سوريا إما بالانفصال أو الخيانة أو الجبن؛ قد بات تغييرها بالمهمة الوطنية، من خلال تحقيق سوريا لا مركزية ديمقراطية، وبياننا في ذلك هي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.ولأن كل مسألة/ قضية تحتمل تفاعلاً مستمراً ما بين بعدي الذات والموضوع؛ فإن قضية الذات الكردي في سوريا يبدو أنه في وضع متقدم لم يحظى به منذ مأسسة سوريا الحديثة إلى لحظة إعلان الإدارة الذاتية التي سبقت بدورها عقد جنيف السوري الثاني بأقل من يوم.