كتَّاب إيلاف

افضحوا فاسدينا ولو على الطريقة الصينية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في تقرير صحفي طريف قرأته مؤخرا حول كيفية التعامل معالمسؤولين الفاسدين ؛ وبأية صورة يراهم الناس وهم المدانون بجرائم تعاطي الرشا ونهب المال العام .. فقد أقدم شاب صينيّ أسمه "زهانغ بينغ جيان " بجمع اكثر من (1600 ) صورة لموظفين ومسؤولينتلطخت أيديهم بتعاطي الرشى وامتهان الفساد.

ولأن هذا الفتى فنان بارع في رسم الصور الفوتوغرافية ، فهو يأمل انيرى الناس سحنات هذه العينات الفاسدة السقيمة الخلق والخُلق منخلال إقامة معرض يحتوي رسومهم وإبراز وجوههم الكريهة أمام الملأ.

هذا الشاب الصيني زهانغ قدّم طلبا الى المعنيين المسؤولين في قاعة المشاهير في بكين ( وهذه القاعة تحتوي غاليريهات فخمة لكبار الفنانين العالميين الراقين ) لعرض رسوماته وحجز إحدى القاعات لهذا الغرض وهو يدري تماما ان طلبه مرفوض حتما لأن هذه القاعة مخصصة للإعمال الإبداعية الفريدة المتميزة عالميا ، ولكنه قام بتقديم الطلب بدافع السخرية والتهكّم والاستهزاء لِما اقترف لصوص بلاده من جرم بحقّ أموال مواطنيهم ، فهؤلاء اللصوص ليسوا من الشخصيات الناجحة التي تستحق الاحترام كي توضع بوستراتهم الكريهة في قاعة المشاهير المرموقة.

ويتعاون الفنان " زهانغ " مع أكثر من عشرين فنانا من أصدقائه الشباب المتحمس برسم لوحات كبيرة لهؤلاء الفاسدين الذين أدانتهم المحاكم المختصة ويستخدمون عن قصد أردأ أنواع الورق والقماش الرثّ المرميّ في المزابل أو من البالات الرخيصة لرسم تلك الوجوه الكالحة وأسوأ أنواع الأصباغ والدّهان لإبراز معالم هذه الوجوه وملامحهم الكريهة التي تثير السخرية أمام الزوار ؛ فهذه الوجوه الفاسدة لا تستأهل النفيس والغالي من الورق والدهان وقماش الكانفاس الجميل المستخدم لدى الفنانين والخطاطين.

ويقول هؤلاء الشباب الذين يعملون منذ عدة أعوام لأجل جمع صور مواطنيهم الفاسدين : " الحقّ ان مظاهر الفساد في الصين قد ظهرت في الآونة الاخيرة وانتشرت رائحتها بشكل أثار قرف هؤلاء الشباب الذين يقولون ايضا ان بلادهم لم تكن تعرف سابقا مثل تلك الكثرة الكاثرة من القطط السمان ومن الحيتان الغريبة الأطوار النهمة والتي تشفط وتبلع ما تيسّر لها في بلادي ".

اما كيف يسعى " زهانغ " وأصحابهُ للحصول على صور المدانين بالفساد فان ابواب المحاكم مفتوحة لهم ويزودونهم بما يريدون بلا ايتساؤل او حجب كما يستعينون بوسائل الاعلام التي فضحت الفاسدين حتى زجّتهم الدولة في السجون كما ان إدارة ومسؤوليالسجون لا تمانع من تزويد هؤلاء الفتية الشباب الفنانين بصور المرتشين الفاسدين بلا اية خطوط حمر ، وفي حالة تعذر الحصول على اية صورة للمدان يلجأ الرسامون الى تعليق صورة بدون ملامح وجه مع الإشارة لأسم المعنيّ أسفل الصورة الموحية له.

وبالرغم من رفض مسؤولي قاعة المشاهير إقامة المعرض لرسومات هؤلاء الفتية لكن الفنانين يأملون في يوم ما ان تتم الموافقة على مطلبهم فلا يكفي إشاعة وجوههم وتعليقها في الساحات الرئيسية العامة والشوارع والحدائق وأماكن التجمّع الرئيسية ، وهم جادون وبإصرار شديد في نشر صور هؤلاء وعرضهم بقاعة المشاهير بأيّشكل من الأشكال الى حدّ انهم مصممون ان يرى الناس في كل أنحاء العالم وليس في الصين وحدها سحنات وجوه غدرت بالوطن ونهشت لحمه وامتصت دماءه وسرقت جزءا من ثرواته.

أنا عن نفسي لا أخفي ما في داخلي من استحسان تلك الفكرة ؛ فقد تمنيت ان يقوم فنانونا من الرسامين والمبدعين ان يحذو حذو الفنانين الصينيين الشباب ويقومون بتنظيم معارض في الهواء الطلق وساحة التحرير ببغداد وشوارع ابي نواس والسعدون وغيرها من المناطق المكتظة لإشاعة صور فاسدينا وهم كثرة كاثرة ايضا وقد يفوق عددهم عمّا في الصين التي زاد تعداد سكّانها على المليار ونصف نسمة.

وياحبذا ان يكون المعرض مقاما في عيانا وفي أماكن مكشوفة في إحدى الساحات او الحدائق العامة من اجل فضح هؤلاء ويرى العابر والقاصد صورهم وأشكالهم ونتخيّل كيف ينهشون لحم مواطنيهم وينهبون ثروات بلدهم وما اكثرهم في بلادنا التي اتخمت من أعدادهم المتصاعدة وأصبحوا يتناسلون كالديدان وينتشرون كالطحالب ؛ وفي نظرنا لابدّ ان يتم فضح الفاسدين والمفسدين عندنا وتنشر لعموم الناس ويراها الاعم الاغلب من اجل كبح جماحها والتقليل من مخاطرها الجمّة وان لا تقتصر على مرتكبي ومرتشي الصغائر فقط فالحيتان الكبيرة الضخمة هم اول من يحاسبون ويتم نشر غسيلهم القذر امام العيون.

jawadghalom@yahoo.com

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فوق التل وتحت التل ...
جبار ياسين -

لماذا تزعج فناني البورتريت دون طائل يا صديقنا الكاتب ؟ فهم سيسرقون اللوحات . يكفي تصوير شاشات التلفزيون فهم نجوم الشاشة على كل القنوات التلفزيونية ، الحرة والمستعبدة . رحل عن عالمنا الممثل الطيب" وحش الشاشة " فريد شوقي . ورحل الممثل المثقف الكريم " مجرم الشاشة " محمود المليجي . بقي لنا وحوش حقيقية تلتهم الزرع والبشر والدولارات ، العقود والنقود والحجر الجلمود . قبل اصلاح الكهرباء والماء والصرف الصحي والارصفة والعشوائيات ، نحتاج الى اكبر مكنسة كهربائية من صنع " بلادي " لتكنس اهل العمائم والافندية ولابسي الشراويل . بعد ذلك نقيم متحفا لكائنات مابعد 2003 الخرافية . لن يكون الدخول مجانا بل بعشرة دولارات توضع في صندوق لحماية الأجيال القادمة . سيدر علينا الصندوق افضل مما در علينا النفط و دون اوجاع رأس وضحايا .

المشكلة أكبر من ذلك بكثير
فول على طول -

الشعب الذى تربى على المفاهيم المقلوبة والمفاهيم المغلوطة بل جعلوها تعاليم مقدسة لا يعرف الفرق بين الصواب وبين الخطأ ..هذا الشعب لا يطرف لة جفن ولا يحرك ساكنا عندما يرى الموبقات لأنة اعتاد عليها بل يقدسها . مكاتب رسمية للنخاسة ويديرها أهل العلم ..ماذا تنتظر من هذا الشعب ؟ الفاسدون يتصدرون المشهد وكل منهم يعتلى رأسة عمامة ويمسك بالمسبحة وتعلو وجهه زبيبة ويؤدى الفروض فى مواعيدها ولا يطرف لة جفن والشعب يفسح لة الطريق ويرفعة على الأعناق ....ماذا تنتظر بعد ذلك ؟ الشعب يهتف للفاسدين : بالروح بالدم نفديك ..هل سمعت هذا النداء فى مكان فى العالم غير المشعوذين ؟ سيدى الفاضل أرى أن البلد بكاملها لا تكفى لاقامة المعرض الذى تطالب بة ومع ذلك أرى أنة لن يلفت نظر أحد لأن الناس اعتادت على القبح . الذى اعتاد على منظر الزبالة فى الشارع والتلوث والتحرش وقتل الحيوانات والاغتيالات والدماء الخ الخ تبلد لديها الاحساس من زمان . هناك مثل صينى يقول : تبدأ المأساة عندما يسكت الديك وتصيح الدجاجة ويعتاد الناس على ذلك أى عندما تنقلب الأمور ويعتادها البشر ويصبح العرف هو القانون والقانون هو عرف . شعوب انتهت من زمان .

الوحشية يا مردخاي فول طبع وطباع باباوتكم وقساوستكم ممن علمكم الحقد
بسام عبد الله -

الإسلام والعرب سيبقوا إلى الأبد أسيادك وأسياد أسيادك شئت أم أبيت يا حقود يا مردخاي فول الصهيوني، وحضارتهم وفتوحاتهم تُدَرّسْ في كتب التاريخ في جميع بلاد الغرب ويذكر عدلهم وسلمهم ومعاملتهم الإنسانية القساوسة والرهبان في المدارس الكاثوليكية في اوروبا وامريكا، وهذه حقائق يرويها من عاش هناك. أما الوحشية والإجرام فهو طبعكم وطباعكم وديدنكم ترضعكم إياها كنائسكم المعيبة مع زيت الميرون، لماذا لا تحدثنا عن الرهبان الأرثوذوكس اللي نازلين قتل ببعض من أجل حفنة من المخدرات . نتحداك بأن تعلق برأيك عن الجريمة التي حصلت مؤخراً حيث أكدت التحريات أن المخطط لهذه الجريمة هو البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية. والخلاف لم يكن عقائدياً لأن آخر همهم هو الدين كما جرت العادة والخلافات التي بلغت أشدها منذ عهد البابا شنودة الثالث، حيث كان البابا تواضروس الثاني يريد الإستيلاء على أموال دير أبو مقار فخطط لقتل الأنبا إبيفانيوس والإستيلاء على أموال الدير فجند كل من الراهب إشعيا المقارى والراهب فلتاؤس المقارى للقيام بهذه الجريمة التي إنكشفت بمعجزة رغم كل محاولات الكنيسة التغطية عليها ومنع الأمن من التحقيق بها، والإصرار على إتهام جماعات إسلامية إرهابية بها. وطلب البابا للتمويه من السلطات التحقيق بالحادث ظناً منه أن الجريمة كاملة يستحيل على الأمن فك رموزها، وعندما كشفت التحقيقات ملابسات الحادث، أمره البابا بالإنتحار أو أرسل من ينحره. ولا زالت قناة ملك القسيس ومحور وغيرها والبابا وبعض القساوسة يحاولون التغطية على القضية بالإيحاء بأن الراهب أخطأ وهو بشر والبشر يخطيء ويصيب. والسؤال هنا : إذا كان رهبانهم بهذه الوحشية فكيف يكون أتباعهم ؟ علماً بأنهم عاشوا تحت حكم المسلمين لعشرات القرون معززين مكرمين يمارسون شعائرهم بحرية حتى أنهم أصبحوا اليوم دولة داخل الدولة ومن كثرة كنائسهم لم يجدوا أسماء لها فصاروا يرقمونها. لذا نتوقع قريباً بعد هذه الفضيحة المدوية إنهيار الكنيسة القبطية وخروج جماعي عن هذا التجمع الديني المشبوه واللجوء إلى الأديان الحقيقية كالكاثوليك والإسلام. ومن يريد معرفة المزيد فليكتب على غوغل مسيحية جريئة تفضح الكنيسة وسيرى ويقرأ ما يشيب له الولدان.