فضاء الرأي

الاطلال الأميركية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ادارة ترامب وضعت منذ اليوم الاول شعاراً اعتبره البعض فضفاضاً الاوهو (امريكا اولاً). ولكن السنوات اللاحقة افضت الى ان هذا الشعار الذي اطلقه ترامب ما هو الا البداية لإعلان الولايات المتحدة لانتهاء دورها العالمي الذي بات مكلفاً ماديا ومعنوياً. الرئيس ترامب كرر في اقل من شهر ان التدخل الأمريكي في الشرق الوسط والذي كلف المليارات لم يكن سوى خطأ لا يجب تكراره في إشارة منه الى المليارات التي تكبدتها الولايات المتحدة في حرب العراق 2003. ثم عاد ليغرد عبر توتر بان "الحروب اللامنتهية يجب ان تتوقف" هذا لا يعني ان الولايات المتحدة سوف تتدخل لانهاء الحروب في الشرق الاوسط انه يعني ان الولايات المتحدة لن تتدخل بعد اليوم في حروب الشرق الاوسط وصراعاته.

يبدو ان الولايات المتحدة لم تعد تبحث عن عدو تتنافس معه جيوستراتيجاً كما كان الحال منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، انها الان باتت تبحث عن التنافس اقتصاديا مع عمالقة اقتصاديين كبار، في عالم لم تعد القوة العسكرية تعني دعماً للقوة الاقتصادية بل ان قوة المال والتجارة والاقتصاد هي القوة الوحيدة المهيمنة والفيصل الحاسم الذي يقرر من يحكم العالم.

ترامب ربما بات راغبا في ان يحذو حذو النموذج الصيني الذي ظلَ بعيداً عن كل الحروب والصراعات التي خاضتها الولايات المتحدة وانهكت فيها عسكريا واقتصاديا وسياسياً . حروب حطمت سمعة الولايات المتحدة وتنافسيتها في التجارة العالمية بنفس قوة تحطيمها للبلدان والشعوب المتصارعة في حروب لا منتهية.

ولو رجعنا بالتاريخ غير البعيد لوجدنا ان كل الصراعات التي حملت لوائها الولايات المتحدة كانت الصين وروسيا تقف فيها موقف المعارض في ساحات الأمم المتحدة ولكنها ايضا تعود لتجني المنافع والنوافل الاقتصادية بثوب ابيض حالها حال الامريكان وحلفائهم الذين يخوضون في وحل تلك الصراعات والحروب.

نعم الولايات المتحدة وحلفائها كانوا يجنون ثمار تلك الصراعات عبر تحكمهم بالنفط واسعاره وتامين طرق تصديره، وايضاً لا يجادل احد بان حروب الشرق الاوسط غير المنتهية جعلت الولايات المتحدة تتربع على عرش تجارة السلاح الى تلك المنطقة لعقود طويلة. ولكن العالم تغير والنظام الدولي لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية يلفظ أنفاسه الأخيرة، وحلفاء الامس لم يعودوا حلفاء موحدين بل انهم يخرجون من احلافهم التاريخية الواحد تلو الاخر ويبحثون عن حلفاء وشركاء جدد.

ايضا النفط لم يعد ذهباً اسود انه اليوم يتدفق من كل مكان ودول الشرق الاوسط الثرية نفطياً والمفلسة سياسياً ليس لها سوى ان تبيع باي سعر وباي وسيلة لتجني قوتها. اما السلاح فهو لم يعد تجارة مربحة كثيراً للولايات المتحدة بعد ان تغيرت وسائل التسويق ففي الماضي كانت تجارة السلاح تقوم بها الحكومات مع حكومات اخرى وتتم بين قادة وزعماء لتجهيز جيوش نظامية، اليوم وصلت هذه التجارة الى الحضيض فالدول صارت تبيع للسماسرة الذين يبيعون للمليشيات والتنظيمات جهادية تدفع اكثر بكثير من الدول والحكومات وبالتالي لم يعد الرئيس الأمريكي مضطراً لان يعبر البحار والمحيطات ليعقد صفقة مع هذه الدولة او تلك، ان السلاح بات يباع عبر الانترنيت لمن يريد.

مراقبة أداء الإدارة الامريكية يفضي الى استنتاج مفاده، ان الولايات المتحدة تغادر الشرق الاوسط وترامب ما هو الا البداية ثم ستتلاحق الإدارات الامريكية لتحذو حذوه عاجلاً ام اجلاً. الولايات المتحدة لن تسمح لنفسها بعد اليوم لان تتورط في حروب الاخرين ولن تسمح لنفسها ان تنفق المليارات في حروب خاسرة وغير منتهية ، ولن تدعم بعد اليوم أي طرف او جهة سياسية او اقلية عرقية او دينية مهما بلغ حجم الدور او الولاء الذي قدمته للوجود الأمريكي في يوم ما، بل ان بعضهم أصدقاء مخلصين مجانيين لأعداء الولايات المتحدة الإقليميين.

الموقف الأمريكي غير الفعال امام تنامي دور ايران في العراق الذي يبدوا وكأن الادارة الامريكية تستعد للرحيل نهائياً من العراق وانها لم تعد تولي الملف العراقي أي اهتمام .انه فراغ ستنتهزه ايران لتملأ الفراغ&العسكري الأمريكي في العراق بعد ان استطاعت ان تؤسس لها نفوذا سياسياً وامنياً مدعوماً من قبل القوى الحزبية والدينية العراقية نفسها تلك التي جائت راكبة على ظهور الدبابات الامريكية بعد الغزو الأمريكي للعراق ثم سرعان ما تخلت عنهم الإدارات الامريكية كما تخلت عن عارها في العراق.

كذلك تركيا التي ايضا تحلم بعودة إمبراطوريتها في الشرق الاوسط عن طريق العثمانيين الجدد. ولكن العثمانيين الجدد في المنطقة العربية ما هم الا &تلك التنظيمات إسلامية التي تم تربيتها ودعمها في اوربا والولايات المتحدة لتكون شكلاً من اشكال الاسلام السياسي الحديث الذي "يتمكيج" بقيم الديمقراطية الغربية ليخفي ملامحة البرغماتية المشوهة والمبتورة والمتطرفة. تركيا كذلك تبني وتدعم نفوذ سياسي في المنطقة وهي متأهبة لكي تحل محل أي فراغ عسكري امريكي، وهذا ما تجلى مؤخرا في عملية "نبع السلام" التي هي فرصة تركيا لكي تعيد ترتيب الأوضاع الجيوستراتيجية لصالحها في سوريا بعد ان اضطرت مرغمة لان تتخلى وقتياً عن مخططاتها في سوريا تحت الضغط الأمريكي، واختلاط أوراق اللاعبين الدوليين في سوريا ابان المعارك ضد داعش. صراع النفوذ والقوة الذي تتقاسمه ايران وتركيا واطراف إقليمية اخرى في الشرق الاوسط يدل على ان إمبراطوريات الشرق القديمة عادت من جديد لتحل محل إمبراطوريات الغرب المتقهقرة، انها في غاية الشراهة لتعيد التاريخ في الشرق الاوسط الى نقطة البداية.

بالمقابل فان الولايات المتحدة باتت تدريجياً تفقد شهيتها في ان تكون امبراطورية تهيمن على جيوسياسية العالم وتتحكم في ارضه وبحارة وسماواته. انها لم تعد تخفي رغبتها في ان تكون نداً اقتصاديا متفرداً يضارب في العالم الرقمي ويتاجر بكل أنواع السلع ويبيع لجميع الزبائن سواء كانوا من كوريا الشمالية و ايران المارقة او من سويسرا.

قد يكون التخلي عن عرش الشرق الاوسط في مراحله الأولية فالتخلص من أجيال المتحمسين للدور العالمي داخل البيت الأبيض ليس بالأمر السهل والتخلي عن التركات والالتزامات والابناء المخلصين والربيبات في الشرق الاوسط وغيره من أماكن النفوذ ليس الا في مراحلة الأولية وهو يحتاج لسنوات طويلة وتصفية للحسابات المتراكمة. ولكن مع هذا لن يكون بعيداً ذلك اليوم الذي ستتحول فيها التحالفات والقواعد الامريكية في الشرق الاوسط وأماكن اخرى في العالم الى اطلال ومتاحف وقصص نقصها لأحفادنا ربما سيصدقونها او سيتهموننا بالخرف خاصة عندما سنقول لهم ان الولايات المتحدة صرفت المليارات في حرب العراق&٢٠٠٣ لتسهل في النهاية امتداد النفوذ الايراني، او نقول لهم اننا افلسنا ونحن ندفع المليارات للجنود الامريكان لننتهي في النهاية الى دويلات تتمزقها تركيا وايران.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بداية نهاية ترامب
بسام عبد الله -

قضية ترامب ليست قضية منافسة أو حتى صراع بين حزب جمهوري وحزب ديمقراطي وليست قضية عادية مثل ووترغيت التي تم عزل أو إجبار نيكسون على الإستقالة والتي قام الرئيس فورد بالعفو عنه، ولا قضية شخصية كفضيحة كلينتون ومونيكا لوينسكي، بل نحن هنا أمام قضية خيانة لن يستطيع الرئيس القادم العفو عنه، لأنها قضية تجسس وخيانة عظمى والتعاون مع أعداء امريكا الألداء مثل روسيا وتسريب معلومات سرية جداً وتمكينهم من التدخل بشؤونها الداخلية لمساعدته للفوز بالإنتخابات. وهذا يخرج عن نطاق الإصطفاف الحزبي، وعندما تعرض قضية عزل ترامب على الكونجرس سيتم التصويت بالإجماع عليه برغم الأغلبية للحزب الجمهوري، لأن كل من سيصوت ضده سيعتبر متواطيء مع ترامب وموافق على خيانته لأمريكا وشعبها وهذا ما أعربت عنه عدة لجان بالكونجرس، لأن كل من سيبرر له خيانته يعتبر شريك، وسينتهي معه في غوانتانامو، لأن القضية أكبر بكثير مما هو ظاهر اليوم وقد صرحت المخابرات الامريكية بأنها ستفرج عن معلومات أكثر خطورة وسرية مثل مكالمات بين ترامب وبوتين تؤكد التواطؤ والتدخل المباشر وهذا ما يفسر سبب قلق وحرج وخوف ترامب وبوتين من نشر فحوى المكالمات بينهما لأنها تعطي بوتين المخابراتي المخضرم القدرة على التحكم بترامب وإبتزازه والسيطرة عليه، لذا يجب على القضاء الامريكي وليس الحزب الديمقراطي فقط التدخل بسرعة لعزل ترامب ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى وسجنه.

امريكا المتهمة دائما ....لماذا ؟
فول على طول -

الذين أمنوا يصورون امريكا على أنها الشيطان الأكبر وبلد الكفر لأسباب ترجع للمؤمنين أنفسهم وليس لامريكا مع أن أغلب الذين أمنوا يتمنون العيش فى امريكا أو الرضا الامريكى ..وحتى المؤمن الذى العيش فى امريكا ويتنعم بخيراتها يتمنى خرابها وهذا يعود الى الشعوذة التى يعانى منها المؤمن . المهم دعنا نقول أن ترمب غير مسئول عن قرارات من سبقوة من الرؤساء ويرى أن الحروب الخارجية التى خاضتها امريكا هى خطأ ...ودعنا نتفق أنة لا يمكن اتفاق الجميع على فكرة معينة أو على رأى واحد فى الموضوع الواحد وهذا شئ طبيعى وبالتالى فان السياسة الخارجية الأمريكية محل اختلاف حتى بين الأمريكيين أنفسهم وهذا شئ طبيعى جدا . لكن ومن مصادر موثوقة أن أغلب الأمريكيين يقولون : نحن حبانا اللة بقارة واسعة ومليئة بالخيرات وبكل شئ ومحمية طبيعية بالمحيطات من كل جانب ونبعد عن الشرق الأوسط أكثر من سبعة الاف ميل بيننا وبين بلاد الشام اذن لماذا نحارب هناك ؟ ولماذا نحارب خارج أرضنا ولا شئ يهددنا ؟ دعهم يحاربون أنفسهم ويقتلون بعضهم وبأموالهم وبأيديهم فى الوقت نفسة يؤمنون أن منطقة الشرق الأوسط لم ولن تستقر والشعوب هناك ترضع ثقافة الموت - يسمونها الشهادة - اذن لا مانع أن يفوزا بالشهادة والحوريات بعيدا عنا ..ترمب يعرف ذلك جيدا ولدية من الشجاعة أن يعلن ذلك على الملأ ووصف حروب الشرق بأنها حروب عبثية وأعلن مرارا أنة سيسحب جنودة من خارج امريكا ...هو رئيس امريكا ويعمل لمصلحة امريكا وهو حر فى ذلك ومن يريد انتقادة فلا مانع فهو لا يهتم بذلك . الناس سوف تنتقد امريكا فى جميع الأحوال اذن العمل من أجل امريكا أولا هو الأحق كما قال ترمب . ترمب رجل أعمال ويعرف أن الحرب مكلفة جدا ولم تعد الحروب تحقق الأهداف المرجوة بل الاقتصاد بجانب السياسة ..ترمب لا يحب الخسارة وهذة هى عقليتة الممتازة والتى تجد ارتياح كبير فى بلدة مهما يبدو غير ذلك . . تحياتى سيدتى الدكتورة رنا خالد .

راسبوتينات الحقد والكراهية والعنصرية هم من عليهم اصبع الإتهام
بسام عبد الله -

ومن فوضك يا مردخاي فول الصهيوني لتتبنى سياسات وديانات العالم الغربي وامريكا وفلان وعلان وعلاك البان والتحدث باسمهم؟ وهم يكرهونكم كرههم للعمى ولا يطيقون حتى سماع سيرتكم، لأنكم رمز العنصرية والحقد والكراهية يا أتباع يهودا الاسخريوطي يا غجر اليونان. أمثالك أفضل مثال على مقولة نكاية بالطهارة يتغوط بلباسه ويحشر أنفه بما لا يفقه. أنت آخر من يحق له الحديث عن سياسة امريكا الخارجية ورؤسائها. فهمت يا راسبوتين الحقد والكراهية أم نعيد من الأول ونقول كمان، ونذكرك بوثيقة بابا الفاتيكان بتكفيركم ووصف المطران جورج خضر لإرهابكم وإعادة ترامب لعائلات شنودية بأكملها من مطار نيويورك إلى مصر رغم حصولهم على تأشيرات صالحة وإلغاء كندا لإقامات العديد منهم لإكتشافها الكذب والتلاعب والتزوير في مستندات اللجوء؟ وفي الوقت نفسه قبول عشرات الآلاف من طلبات اللجوء لعائلات مسلمة في امريكا وكندا والمانيا وحتى الفاتيكان، وكم مرة ردد قداسة بابا الفاتيكان أن المؤمن المسلم أفضل من المنافق المسيحي؟ لماذا لا تذهب إلى صحف أطفال وتقص عليهم سخافاتك وخزعبلاتك وشعوذاتك؟ هل تريدنا أن نعيد عليك قصص جحا وحماره وحلاق القرية ولاعب كرة القدم والقسيس وحمامته وجريمة قتل الأنبا إبيفانيوس وشعوذات ايمان نبيل وقرينتها؟ أمثالك سرطان خبيث في المجتمعات لا ينفع معها حجر صحي أو محميات وعلاجها الوحيد الإستئصال والبتر والحرق.