فضاء الرأي

الكُرد، في مصيدة الإتفاقيات الصادمة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

من الواضح ان الاتفاق الأمريكي &- التركي بخصوص الملف السوري والمنطقة الآمنة في شمال سوريا، جاء على حساب خرق فاضح للقانون الدولي وللسيادة السورية واحتلال الأراضي لهذه الأخيرة، وكذلك على حساب تشريد اكثر من(400) الف شخصاً من المدنيين في شمال شرق سوريا من كافة المكونات وعلى رأسهم العرب والكُرد، الذين يشكلان منذ الآف السنين ديموغرافيا منطقة رأس العين وتل الأبيض، فضلاً عن قتل اكثر من (300) مدنياً وإصابة الآلاف.
وقد حدث كل ذلك طبعاً بذريعة إبعاد قوات سوريا الديمقراطية عن الحدود التركية &- السورية!، والمقصود هنا القوات التي لم تطلق أبداً حتى طلقة واحدة بإتجاه الحدود التركية قبل هذا الغزو ولم تشكل تهديداً قط على أمن تركيا وإستقرارها ولا على أمنها القومي كما تدعي أنقرة وتسوق له سياسياً وإعلامياً منذ سنوات.&
بمعنى آخر، ان الاتفاق مُسَوَّغ بذرائع غير موضوعية أساساً، وحديث الأتراك عن إعادة اللاجئيين السوريين من داخل تركيا الى المنطقة الآمنة هو أيضاً ليس سوى مجرد تسويغ ضمني آخر للغزو وتبريره أمام الرأي العام العالمي والأوروبي، والدليل هو ان المتحدث الرسمي للرئاسة التركية، إبراهيم قالن، صرح بنفسه أكثر من مرة بأن تركيا لن تُجبر احد على العودة الى سوريا ولن تكون العملية قسرياً إطلاقاً، وهذا يعني، بكل بساطة، ان الملف هذا كان، هو الآخر، مجرد ورقة ضغط ليس إلا استخدمتها السلطات التركية ولاتزال بوجه الدول الأوروبية لتجميد أي موقف ضد انقرة وغزوها لشمال سوريا.
&بعبارة أخرى، ان الأستراتيجية التركية تقوم عادةً على تنفيذ أجندات مسلحة بذرائع مسبقة!، غير ان الهدف في النهاية فيما يتعلق بغزوه هذا هو ليس سوى إنعدام الإستقرار في العالم العربي وبث روح الفتنة والكراهية بين الشعوب والمكونات في هذا العالم لأن ذلك يصب مباشرةً في ملصحته على المدى القريب والبعيد ويجعله تدريجياً بمثابة المرجع للعديد من الدول والحركات السياسية في المنطقة العربية، لاسيما في ظل الصراعات الطائفية والسياسية.
&وبالتأكيد للإتفاق التركي - الأمريكي أيضاً تداعيات على موقف الكُرد في كردستان العراق، خصوصاً مع تزايد أعداد اللاجئيين والضحايا في صفوف المدنيين جراء القصف التركي وإحتلالها للمناطق المختلفة في شمال شرق سوريا.&
&الكُرد هنا في إقليم كردستان، غاضبون اليوم للغاية دون أدنى شك، بل يرفضون الغزو التركي كلياً والتعامل مجدداً بعقلية إبادة الكُرد، التي لاتزال عقلية سائدة عند معظم الساسة الأتراك بمختلف خلفياتهم الآيديولوجية والسياسية، لاسيما ان الأمر يُذكر الكُرد دوماً بعهد نظام صدام حسين البعثي(1968-2003م) عندما إجتاح دولة الكويت (1990م) وقمع الشعب العراقي وفي مقدمتهم الكُرد في أواخر إنتفاضة عام (1991م) وإنتكاستها، لذا لا غرابة بأن نجد اليوم ان الشارع الكُردي يغلي فعلاً إزاء هذه التهديدات الخطيرة. وقد أتخذ الموقف منها بشتى الوسائل المتاحة، رافضاً الإجتياح التركي الغادر لمناطق شمال سوريا وخاصة المناطق الخاضعة لسلطة قوات سوريا الديمقراطية، بكل السبل المدنية والسياسية الممكنة.
&وقد اصدرت حكومة إقليم وكذلك برلمان كردستان ومقر البارزاني، بهذا الصدد، بيانات متتالية، أعربت كلها عن مخاطر هذا الغزو وعواقبه الوخيمة على أمن وإستقرار المنطقة برمتها. كما وأجري إجتماعاً طارئاً للأحزاب الكُردية في العراق في مكتب رئاسة الإقليم لتوحيد الموقف بناءاً على نداء ثاني أكبر حزب سياسي في الإقليم ألا وهو الإتحاد الوطني الكُردستاني، حزب الطالباني، وبمقترح من نائبه الأول" كوسرت روسل علي".
&وفضلاً عن ذلك كله، ثمة معونات إنسانية تُجمع اليوم من كافة المحافظات الكُردستانية في العراق وإرسالها لللاجئيين السورين من الكُرد والعرب والأرمن والسريان والتركمان دون إستثناء، اولئك الذين هجّروا أو فروا من مناطقهم بسبب القصف الجوي والبري العشوائيين للقوات التركية الغازية.
&وربما حتى على مستوى علاقات الإقليم مع أنقرة، يبدو المشهد ليس على ما يرام!، بل العلاقات مهتزة دبلوماسياً بعض الشيء، وذلك نتيجةً للمظاهرات الأخيرة المنددة بالإجتياح والتي نُظمت في مختلف المدن الكردستانية من جهة، ومن جهة أخرى لأن اقليم كردستان يعتبر نفسه أيضاً، من حيث المبدأ، مرجعاً سياسياً وملهماً قومياً بل مسؤولاً حيال مصير بقية الأجزاء الكُردية في المنطقة.&
&وعلى الصعيد الشعبي، ثمة اليوم نداءآت واسعة النطاق لمقاطعة البضائع والسلع التركية في إقليم كردستان وتجميد التبادل التجاري مع تركيا ونشاطات أخرى مدنية تنديداً بالعدوان التركي على الأراضي السورية وبحق الكورد والمكونات الأخرى.&
&أما بخصوص الاتفاق التركي &- الروسي في سوتشي بخصوص الملف السوري، فنعلم بأنه زاد الطين بلة دون أدنى شك، إذ جاء أيضاً على خلفية تفاهمات مسبقة وبتناغم تام مع أجندات ومصالح كل من تركيا وروسيا والحكومة في ديمشق بشأن سبل حسم الأوضاع في شمال سوريا!، وبموجب هذا الاتفاق رأينا بأم الأعين ان الجيش السوري عاد فعلاً الى أغلب المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وهذا بحد ذاته يُعتَبر ضمنياً بمثابة ضربة موجعة لمطامح الكُرد ولإستمرار الإدارات الذاتية كما كانت عليها في الماضي، والتي تمتع بها الكُرد في غرب كُردستان منذ إندلاع الأحداث في سوريا عام 2011.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إنَّما أُكِلْتُ يَومَ أُكِل الثَّورُ الأبيَضُ
بسام عبد الله -

كلٌ يرى ويؤول ويفلسف ويفسر الأمور على هواه ومزاجه ومصلحته. تركيا تحمي وتدافع عن حدودها ووحدتها الوطنية ، وتتحرك وفق إتفاقية أضنة الموقعة مع الحكومة السورية حافظ أسد منذ عقود، وهي أكثر المتضررين من الحرب وتأوي خمسة ملايين لاجيء سوري، وتحارب عصابة قسد الداعشية الإرهابية الإنفصالية وقتلت بضعة إرهابيين، وتعتمد على الجيش السوري الحقيقي الذي إنفصل عن الجيش بنسبة سبعين بالمئة وهو يدافع عن أرضه وعرضه وما تبقى عند المجرم بشار عصابة طائفية إرهابية داعشية من النصيريين، والذي إنفصل ليحرر أرضه من الإرهابيين ولم تقتل سوى بضعة إرهابيين على وداخل حدودها. بينما لم يرَ حضرة الكاتب عدالت الجيوش الأمريكي والروسي والفرنسي والايراني والبرزاني والمليشات العراقية واللبنانية والأفغانية والباكستانية منهم من قطع آلاف ومئات الكيلومترات ليقتل الشعب السوري وليجرب أسلحته على أطفاله لتسويقها. مليون شهيد ومليون معتقل وعشرة ملايين مشرد ومهجر، وكان الجميع يتفرج بين مشارك ومتفرج وشامت. يا سيد عدالت عبد الله ما نراه اليوم أول الغيث والقادم ليس أعظم بل رهيب والدور اليوم على الثور الكردي الذي شارك في قتل الشعب السوري بدل نصرته ومشاركته ثورته . وغدا سيأتي دور الثور النصيري ولن يوفروا أحد. قليل من الصدق مع النفس لا يضر يا سيد عدالت. ولكن ماذا تقول لبعض الأكراد العنصريين الحاقدين من دواعش قسد وأتباع قزم أربيل الذين تفرعنوا عندما ساعدهم الجيش الأمريكي في سوريا والموساد شمال العراق؟ فقد سمعنا البرزانيين يطالبون بكركوك وبغداد، وعصابة قسد الإرهابية تقول أنهم سيصلون إلى جبل الأكراد في دمشق لطرد العرب ومنع اللغة العربية وفرض اللغتين الكردية والعبرية، حتى أجبرونا على اللجوء للغرباء ليحمونا من بطشهم ووحشيتهم، وهاهم اليوم يلطمون وينوحون وينحبون. مشكلة بعض الأقليات بل مصيبتها أنها لا ترى أبعد من أنوفها، ولا تشعر بالمصيبة إلا عندما يلتف حبل المشنقة على أعناقها. رحم الله معاوية الذي قال : اللهم أعني على أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم، وذلك أيضاً يذكرنا بقول هتلر المأثور عندما سألوه، من هم أحقر الناس؟ فقال : ﺍﻟــذين ﺳﺎﻋدﻭﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺃﻭطاﻧﻬم ﻓﺴﺤﻘـــــــاً ﻟﻤﻦ ﺑﺎﻉ ﻭطنه ودينه ﻣﻘﺎﺑﻞ وهم زائل.

سيد الارهابيين
ابو تارا -

الارهابى الدولى اوردوغان يبغى من وراء عدوانه واجتياحه المنطقة الكوردية في سوريا الحؤول دون حصول الكورد في سوريا على حقوقهم المشروعة وثانيا ينوى تطبيق مشروع التغير الديمغرافى في المنطقة الكوردية المتاخمة للمنطقة الكور دية في تركيا والتي تعتبر اراضى تاريخية للكورد قبل تقسيمها من قبل الخبيثين الاستعماريين سايكس وبيكو لعنة الله عليهما وسبق للأنظمة العنصرية الحاكمة في سوريا وتركيا ان قاما بحملات ترحيل وتهجير وقمع وترهيب للكورد القاطنين فبها ولا زالا والى اليوم تحية للكاتب

إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ.. وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا
بسام عبد الله -

عصابة قسد وأتباع قزم أربيل الإرهابيين والعنصريين حولوا الحلم الكردي بالعيش مع الشعوب التي ينتمون إليها إلى كابوس رهيب سيعود عليهم بالدمار والخراب لقرون على جرائمهم ومجازرهم في المناطق العربية التي إحتلوها بمساعدة جيش ترامب. لو كان هناك وجود كردي كما يزعمون لأسس الدولة الكردية البطل صلاح الدين الأيوبي بدل الدولة الأيوبية، أصل الأكراد عشائر وقبائل وبدو رحل من أصول غجرية هاجروا من جبال القوقاز عندما حاول قياصرة روسيا وستالين إبادتهم فقدموا إلينا فأجرناهم وآويناهم فطعنونا في الظهر عندما ضعفنا واحتلوا أرضنا وإغتصبوا عرضنا وطردونا من أرضنا وألغوا اللغة العربية وفرضوا الكردية والعبرية. هل سمعت يوماً عن دولة غجرية ؟ الغجر قطاع طرق بلا حضارة ولا أصول ولا أخلاق بل عادات وتقاليد وقيم بالية من الخزعبلات شظف بعضهم الإسلام. رأيناهم في اوروبا الشرقية والغربية في خيم على ضفاف الأنهار ، فماذا لو تجمعوا في ايطاليا أو فرنسا وقرروا إقامة دولة غجرستان وقرروا الإستفتاء والإنتخاب والتصويت على الإنفصال؟ هل ستقف السلطات هناك مكتوفة الأيدي تتفرج على خيبتها كما فعلت حكومتا العراق وسوريا أم تجتاح تجمعاتهم وتطردهم كما فعلت تركيا؟ قليل من العقل والحكمة ورد المعروف للدول التي منحتكم هويتها وجعلت منكم مواطنين بعزة وكرامة.