فضاء الرأي

البُنى الاجتماعية والسيطرة على عُنصر المفاجأة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إن تحليل النُّظم الرمزية في البُنى الاجتماعية ضروري من أجل فهم التغيرات النفسية للأفراد، واستيعابِ السلوكيات المُتقلِّبة للمُجتمعات الإنسانية. ولا يُمكن فهم حركة الأفكار والمشاعر في النَّسق الاجتماعي&العام،

إلا بفهم الأساس الفكري لهذا النسق. وإذا أردنا فهم الطبيعة النفسية للإنسان، لا بُد من العودة إلى طُفولته وتحليلها. وإذا أردنا معرفة طبيعة الشجرة، لا بُد من العودة إلى جُذورها ودراستها. وهذا يدل على الترابط الحَتمي بين الماضي والحاضر، باعتبارهما كيانًا واحدًا مُتَّصِلًا، وصيغةً رمزية فلسفية، وكُتلةً اجتماعية مُترابطة ومُتشابكة، وليس مرحلتَيْن مُنفصلتَيْن زمانًا ومكانًا.

2

& & الماضي لا يَمضي. هذه حقيقة فلسفية لها تطبيقات على أرض الواقع، تتعلَّق بعودة الإنسان إلى مَاضيه وجُذوره، من أجل فهم حاضره. وكُل شخص وَصل إلى البَيت، ينبغي ألا يَحصر تفكيره بين جُدران البَيت، لأن هذا يدل على قِصَر النظر، وعدم رؤية الأشياء مِن كل الزوايا. والواجب عليه أن يَنشغل بالطريق المُوصل إلى البيت، ويُفكِّر في طبيعة المسار الذي أوصله إلى هدفه، والعلاقة بين الوسيلة والغاية، والسبب والنتيجة. والبيتُ مكان الراحة والهدوء والاستقرار، في حين أن الطريق مكان التعب والمَشَقَّة والحركة. والإنسانُ الواعي يَقضي وقته لإيجاد حُلول للمشكلات، وعلاج الأزمات، ومُواجهة التحديات، ولا يَقضي وقته في تحصيل الحاصل، والتفكيرِ بالأشياء المضمونة الجاهزة. وبعبارة أُخرى، إن الوعي الإنساني والجُهد العقلي يجب أن يتم تركيزهما على الأشياء المطلوبة لا الأشياء المضمونة.

3

& & الطالبُ الناجح يَحصر تفكيره في الإجابة عن أسئلة الامتحان بشكل صحيح، ولا يُضيِّع وقته في التفكير بالنتيجة وما بعد الامتحان. والقائدُ العسكري الناجح يَسعى إلى الانتصار في المعركة، ولا يُفكِّر في&الأوسمة العسكرية وأكاليل الغار&. والأديبُ المُبْدِع يُفكِّر في صناعة نَص لُغوي باهر ومُدْهِش، ولا يُفكِّر في الجوائز الأدبية وقيمتها المالية. والصَّيادُ الماهرُ يَنظر إلى الفريسة البعيدة عنه، ولا يُفكِّر بالفريسة الواقعة في يده.

4

& &&المشكلةُ&المنتشرة في المجتمعات الإنسانية، هي استعجال الأشياء قبل أوانها، لأن الإنسان كائن محدود القُدرات، قصير النظر، يَمَلُّ بسُرعة، ولا يَملك نَفَسًا طويلة، ولا يُتقِن الطبخَ على نار هادئة، ولا يُريد التخطيط على المدى البعيد. والتَّسَرُّعُ والعَجَلَةُ صِفتان لازمتان للإنسان. إنه يُريد كُلَّ شيء بضربة واحدة، وَيَنسى أن الحياة سباق مسافات طويلة، وينبغي توزيع الجُهد الروحي والطاقة الجسدية على المسافة كُلِّها،&ومَن يَضحك أخيرًا يَضحك كثيرًا. والمُباراة تنتهي معَ&صَفَّارة الحَكَم. وكَم مِن فريق افتتحَ التسجيلَ في المُباراة، وفرح اللاعبون، ثُمَّ خسروا المُباراة. وكَم مِن شَخص ضَحِكَ &في البداية، وبَكى في النهاية. وكَم مِن قائد&انتصرَ في معركة، وخَسِرَ الحربَ. وهذه التحديات التي تمتاز بالتغيُّرات والتقلُّبات، يُمكن السَّيطرة عليها إذا تَمَّت السيطرة على عُنصر المفاجأة القاتل، وهذا لا يتأتَّى إلا بحساب احتمالات الربح والخسارة معًا، ووضع خُطَط عملية للتعامل معَ حالة الانتصار وحالة الهزيمة. وعندئذ، لا يُصاب الإنسان بخَيبة الأمل، ولا تنزل الأحداثُ على رأسه كالصاعقة، ولا يُباغته عُنصرُ&المُفاجأة الذي قَد يَقضي عَلَيه، ويُحطِّمه، ويُسبِّب له الانهيار. والوعيُ الإنساني الفعَّال، لا يَترك شيئًا للمُصادَفة أو المُفاجأة، فكل شيء مَحسوب ومدروس ومُسَيْطَر عَلَيه، وهناك خُطَّة أساسية، وخُطَّة بديلة لحالات الطوارئ، وهناك تشكيلة أساسية، وتشكيلة احتياط، للتعامل مع كافة المواقف وجميع الحالات. والعاقلُ &يُقَاتِل مِن أجل كُل شيء، ولا يتوقَّع أيَّ &شيء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
خير الكلام أوجزه وأفصحه
بسام عبد الله -

مقتطفات رائعة لخير الكلام وزبدته. ستجعل البعض من ذوي قصر النظر والذين لا يرون أبعد من أنوفهم يحكّون رؤوسهم ويفكرون طويلاً ويقولون في سرهم: ترى من يقصد الكاتب بهذا المقال؟ قد يكون المقصودين من أشباه اللي بالي بالك وبدون ذكر أسماء حتى لا نفضح المستور سنكتفي بالحرف الأول من اسم أحدهم وهو مردخاي فول الزهايمري العنصري الصهيوني رمز الحقد والكراهية.

يا ولد
محمود -

اين يمكن تصنيف ما كتبته يا ابو عواد هل تعتقد ان صنف النكتة مناسب ام صنف الامثال الشعبية البسيطة مثل اللي تعرفه احسن من اللي ما تعرفوش حيث ان مقالك مشابه لما يردده اشباه الاميين من رواد المقاهي الشعبية ويقررون ادراجه في صنف الحكمة ام هو فلسفة ما بعد المنسف

يا ولد كمان وكمان
محمود -

هل تعرف ان ما تكتبه يذكرنا بما يردده مرتادي الزوايا {المساجد الصغيرة} بعد ان ينتهون من تحصيل دروسهم فيها حيث ان تلك الدروس لا تتعدى التحريم والتكفير واقامة الحد بشكل مباشر بدون الطرق الملتوية لما يتم تدريسه في المعاهد الكبرى فيبدأون نشاطهم {الدعوي} بكلام من قبيل سلامة اليد واللسان وترديد لكلام كتاب لا يكتبون في الشأن الديني بشكل مباشر أو أنهم كتاب {دايت} في ذلك الشأن و بعد فترة قصيرة يفاجؤك بقولهم هذا فسق وفجور وذاك مرتد يجب اقامة الحد عليه لكن مقالك اكثر تناقضا مما هم يبدأون به مشوارهم الدعوي حيث أنك من الجزء الثاني والى النهاية تردد كلاما مشابها لحكايات ستي وهذا يناسب علمك الذي ينحصر في دراسة دسائس ابو لهب ومؤامرات أبو جهل وهذا مناقض تماما لما تبدأ به مقالك من حيث أستخدامك لتعابير{كالنظم الرمزية} واللي مالكش فيها ولا تريدها الا لتكحيله و لاظهار سعة اطلاع لا تملك منها غير ما ذكرته سابقا وهو ما يفضحك ويجعل من جمعك لهذين الجزأين في مقال واحد مثل تزويج النملة من الفيل كما يذكر حازم صاغية وقصدي من هذا أنه لن يكون من المفاجئ لي على الاقل لو سمعنا منك احكاما بالفسق والفجور والارتداد تصدر منك حيث أن دراستك للحاسوب لا يعني بأنك ضليع فيه وألا لما اتجهت صوب أبو جهل وأبولهب ولاننا نعرف أنه في الأردن من يدرس في الجامعة من أولاد الأكابر {يجب} أن ينجح