كتَّاب إيلاف

هل يفهم الملالي الرسالة السعودية؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ندرك، كباحثين ومتخصصين في الشأن الخليجي، أن نظام الملالي الإيراني يمتلك من الغطرسة والغرور مايحول بينه وبين تلقي واستيعاب رسائل النصائح التي يتلقاها من جيرانه الحريصين على أمن واستقرار المنطقة، وما يتطلبه ذلك من مقومات وجهود وعمل دؤوب يستهدف تسخير موارد الدول وثرواتها لصالح التنمية وتوفير فرص العمل والحياة الكريمة لملايين الشباب الذين يتوقون إلى مستقبل أفضل.

ومع ذلك يبقى لدينا أمل، ولو ضعيف، في أن يتلقى قادة نظام الملالي بعقل منفتح الرسالة التي وردت في خطاب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعودي أمام مجلس الشورى بالمملكة الشقيقة، حيث دعا إيران إلى التخلّي عن&"الفكر التوسّعي والتخريبي"&مؤكداً أن هذا الفكر قد &ألحق الضرر بالشعب الإيراني،&وقال الملك سلمان في خطابه &"نأمل أن يختار النظام الإيراني جانب الحكمة وأن يُدرك أنّه لا سبيل له لتجاوز الموقف الدولي الرافض لممارساته إلا بترك فكره التوسّعي والتخريبي الذي ألحق الضرر بشعبه قبل غيره من الشعوب".

الحقيقة أن أكبر المتضررين من الفكر التوسعي الذي ينتهجه الملالي هو الشعب الإيراني نفسه، والواقع يشير إلى ذلك بوضوح، والمسألة لا تتوقف على ما يبديه المحتجين الإيرانيين بين الفينة والأخرى، بل تعكسه مؤشرات الاقتصاد الإيراني، الذي يعيش حالة فصام تام مع ما يفترض أن يكون عليه الحال في دولة تحتل مرتبة متقدمة بين الدول التي تمتلك مخزونات كبيرة من موارد الطاقة، ناهيك عما تمتلك من ثروات بشرية وتعدينية ومادية أخرى.

تسببت سياسات الملالي في دفع الاقتصاد الإيراني إلى حالة غير مسبوقة من التدهور والانهيارات المتتالية بسبب إصراره على المضي قدماً في مشروعه التوسعي الطائفي، والصدام مع الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق النووي، وقامت إدارة الرئيس ترامب بفرض عقوبات تقول إنها الأقسى في تاريخ العقوبات الاقتصادية ضد النظام الإيراني.&ورغم ذلك يصر النظام على تحدي العقوبات التي لا يتحمل تبعاتها سوى الشعب الإيراني، ويرفض الدخول في أي مفاوضات مع الإدارة الأمريكية رغم محاولات حثيثة بذتها الرئاسة الفرنسية في سبتمبر الماضي، وكادت أن تفضي إلى بدء حوار لولا تدخل المرشد الإيراني الأعلى وتوجيه الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته إلى رفض المبادرة الفرنسية بشروط لم يقبلها الجانب الأمريكي.

ربما لم تنجح العقوبات الأمريكية حتى الآن في تحقيق هدف تصفير الصادرات النفطية الإيرانية لأسباب مختلفة، ولكن المؤكد انها نجحت تماماً في إخراج النفط الإيراني من مكانته التصديرية المفترضة، ما تسبب في انكماش الاقتصاد الإيراني بمعدلات غير مسبوقة تاريخياً، وفقدان الناتج المحلى الإجمالي أكثر من&9ر3 %&في العام الماضي، ، وارتفعت معدلات التضخم إلى&51&في المائة، ما أدى بالتبعية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بحدود&70&في المائة، ليشهد الشعب الإيراني كارثة معيشية مضاعفة في ظل ارتفاع نسب البطالة حتى قبل العقوبات الأمريكية، مع ما يعنيه ذلك من ارتفاع متواصل للإيرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر، وهي مؤشرات سلبية مرشحة للاستمرار والارتفاع في ظل إصرار إدارة الرئيس ترامب على خنق الاقتصاد الإيراني ما لم يستجب الملالي لمطلب الجلوس على طاولة التفاوض بشأن البرنامج النووي والصاروخي الإيراني.

ربما تكون رسالة العاهل السعودي تهدف إلى إيجاد مخرج لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ولكنها في الوقت ذاته تصب في مصلحة الشعب الإيراني بل ونظام الملالي نفسه، لأن هذا النظام لا يدرك أن سياساته باتت بمنزلة المعول الذي يهدم طموحات وتطلعات شعبه فضلاً عن فرص بقاء النظام ذاته في الحكم، فالنهج الذي يمضي عليه عفا عليه الزمن، وأسلوب التدخل الفج في شؤون الشعوب والدول الأخرى وفرض أجندة طائفية معينة على هذه الشعوب، وتحدي إرادة المجتمع الدولي بات جزءاً من الماضي، ولا يمكن لإيران أن تعيش كجزيرة بائسة وسط جيران يعملون على تنمية بلادهم وتسخير الثروات لمصالح شعوبهم ويحققون قفزات تنموية متسارعة.

لا يمكن أيضاً للنظام الإيراني أن يغير العالم كله ويفرض عليه منظور طائفي ضيق للحياة، وهو المنظور ذاته الذي تعاملت بموجبه تنظيمات التطرف والإرهاب والدولة الداعشية الموءودة، فالعالم يتحرك بوتيرة متسارعة نحو التقدم والتطور وبناء المشتركات والمصالح المتبادلة والعمل على رخاء الشعوب، في حين لا تزال مثل هذا الرؤى المتخاصمة مع الحضارة والتاريخ، تعيش حالة صراعية مع الواقع والمحيط الجغرافي الذي تعيش فيه، ومن ثم فهي تمتلك لا تمتلك جينات الحياة وليست قابلة للاستمرار ما لم تغير رؤيتها للعالم وتمتلك أسباب التعايش والتأقلم مع الواقع ومتطلبات الشعوب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وماذا عن أهل السنة والجماعة ؟
فول على طول -

نقتبس العبارات الاتية من المقال والتى هى اتهام لايران من السيد الكاتب وبالطبع أنا لا أدافع عن ايران ولكن أدافع فقط عن الحقيقة بالكامل وليس عن أنصاف أو أرباع الحقائق واليكم العبارات : الفكر التوسعى التخريبى ويقصد ايران - مشروع التوسع الطائفى - التدخل فى شئون الدول الأخرى - فرض أجندة طائفية معينة على الشعوب ..ونكتفى بذلك ونسأل السيد الكاتب : هل تختلف دول أهل السنة والجماعة عن ايران فى الأفعال السابقة ؟ ماذا فعلتم بأموال البترول غير ذلك ؟ هل تعرف ماذا فعلت دول الخليج فى كل البلاد المؤمنة والكافرة على السواء بأموال البترول ؟ هل تعرف أنة حتى الان تفعلون ذلك ؟ انتهى . ونرجوك كل الرجاء أن تقرأ الفقرة الأخيرة من مقالك ونسألكم : أليس هذا ما ينادى بة الاسلام أى يصير الدين كلة للة حتى ولو بالاكراة ؟ مشكلتكم سيدى الكاتب أنكم لا تعترفون بالحقائق بل فقط بأنصاف أو أرباع الحقائق والمشكلة الكبرى تظنون أن العالم من حولكم لا يعرف أو يصدقكم فيما تقولونة وتكتبونة . الحقيقة وعلى الملأ أن الكثير جدا من أهل العلم منكم يجهرون بهذة الحقائق وبالصوت والصورة وأنتم تكذبون على أنفسكم فقط وتنكرون وتحاولون التجميل فقط ليس الا ولكن هى محجاولات فاشلة بالتأكيد . محاولات لا تجدى الان ..تحياتى على كل حال . سيدى الكاتب : العنصرية والمذهبية والطائفية والارهاب هى أقرب الطرق للدمار وتأكل أصحابها أولا .

سرطان خبيث وطاعون دواؤه الحرق والإستئصال
بسام عبد الله -

هؤلاء الأوباش باطنيون لا يفهمون إلا لغة القوة يتفرعنون عندما يَملكون ويُطأطِئون عندما يُقهرون ، ولا ينفع معهم تسامح وتصالح وحوار أو معاهدات فهم لا يحترمون أنفسهم ولا شعوبهم حتى يحترموا عهدهم . يقولون نعم ويفعلون العكس ، فهم يكذبون ويدلسون ويستغلون الطيبة والصدق والأمانة والتعامل بحسن نية. لم يتوقفوا للحظة عن دعم الإرهاب وقتل والتآمر على شعوبهم وشعوب دول الجوار وغير الجوار وزرع الفتن والخلايا النائمة وتصدير المفخخات وتفجير العبوات الناسفة في الشرق والغرب وحتى في المشاعر المقدسة بالنجف وكربلاء والسيدة زينب لتنمية الأحقاد والكراهية وتبرير تدخلهم ، فهم محتلين العراق وسوريا ولبنان ونصف اليمن تحت هذه الذرائع وصواريخهم وصلت لمكة والرياض وارامكو ولا زلنا نتحدث عن حوار وعن غطرسة وغرور الملالي، أصبحت ايران في عصر هؤلاء الدجالين من الملالي بؤرة الإرهاب الدولي. إنهار فيها كل شيء من عزة وكرامة إلى لطم وذل ومهانة. أعتقد أنه آن الأوان لتفعيل المقصلة على رقابهم لتعود للشعوب حريتها وعزتها وكرامتها. فماذا ننتظر؟ أصبح موقفنا وتخاذلنا معهم كموقف أحدهم عندما دخل بيته خلسة فوجد إبنته مع عشيقها، فإختبأ خلف ستار يراقب التطورات، وقال إن فعل كذا سأقتله وإستمر في التراجع حتى إنتهى الأمر فقال إن مسح يديه بالستائر سأقتله ، وغادر العاشق دون أن يمسح يديه فإعتبره نصراً يزهو ويفتخر به.

نقول ايه عشان يفهم؟
بسام عبد الله -

أي حقيقة يا ابو حقيقة؟ لا توجد حقيقة غير حقيقتك يا فول ، أنتم رموز الحقد والخيانة وأصحاب المظاهر المزيفة والباطنية، لذلك لا يبنى على رأيكم وهذا ما أكده العديد من كاردينالات الفاتيكان، تدعون أنكم مسيحيون وتسيرون في الشوارع فاتحين صدوركم لتكشفوا عن صلبان لتثبتوا هذا الإدعاء المزيف. وكما أسلفنا لك أنت حاقد والحاقد أعمى وأصم وأبكم يرى الشوكة التي في حذائنا عمود والعمود الذي في عينه شوكة، هذه هي الحقيقة المرة الوحيدة في واقعك. والمضحك أنك تعتقد أن هناك من يتحاور معك أو يهتم بتساؤلاتك المجترة والممجوجة، لأن الحوار مع من أمثالك يسبب لهم حالة من الجنون والصرع وإنفصام الشخصية وهذا ما هو حاصل فعلاً وخاصة إذا إقترن بالحقد والعنصرية فيخلق شخصية معقدة لها أشباه تجري خلف ترامواي العباسية يلقبونهم بمولانا يعتقدون أن الرب منحهم سلطات خارقة يتعاملون مع الناس وكأنهم الرب نفسه، ويقولون لك عندما تعطيهم حسنة: هات يا عبدي وأنا سيدك ويدلون بدلوهم ويحشرون أنفسهم في جميع المواضيع ويخلطونها بالدين كحضرتك يا فول وتتمتع بهذا الكم من السخافة وضحالة الفكر والرأي !. تعتقد أنك من الأهمية بمكان ليتحاور القراء معك وأنت لا تفقه من العشق غير كلمة وحشتني. حاقد وعنصري متخصص بالشتائم والسباب فمن ينزل إلى مستواك الوضيع؟ المضحك أكثر أنك تقرأ ردودنا عليك وتعجز عن فهمها فتجتر أسئلة لا معنى لها وتكررها . حسبناك ذكي ورددنا عليك واكتشفنا أنك طلطميس لا تميز الجمعة من الخميس، لذا اتبعنا اسلوب الإغاظة وهو الدواء الناجع مع الحاقدين ليموتوا بحقدهم وغيظهم وغلهم. المصيبة أننا نعيش في عصر إنحطاط سببه أمثالك ممن يضطرنا فيه إلى شرح المشروح وتوضيح الموضح وإثبات المسلمات والبديهيات للمرة المليون وتراه يهوج ويموج وينطح بعد كل شرح وتوضيح ويجتر المجتر ولا يفهم ولا يقرأ، كل ما يردده ويجتَرّه هو نوع من المكابرة بالمحسوس وخداع الذات، وعزاؤنا بأن عدد هؤلاء الحاقدين والعنصريين قليل، وهم مرضى إجتماعياً وأخلاقياً ودينياً.