مأزق ثورة تشرين العراقية الذي يُمَيّزها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إمتازت ثورة تشرين العراقية منذ اللحظات الأولى لإنطلاقتها المفاجئة التي كانت دون سابق إنذار، بعفويتها التي تجَسّدت في كل تفصيلة من يوميات حراكها، وأكّدَت إستقلاليتها عن أية تيارات وأحزاب وشخصيات سياسية، حتى تلك التي كانت تدعي بأنها قريبة من نبض الشارع العراقي وتطلعاته، وركبَت وتصَدّرت أغلب تظاهراته خلال السنوات الماضية، مثل الحزب الشيوعي والتيار الصدري، اللذان بدا واضحاً أنهما كغيرهما أُخِذا على حين غرة، ولم يكن لديهما عِلم وتصَوّر عن طبيعة حراك الثورة وخطواته، لأنه وببساطة إفتَقَر الى قيادة واضحة ترسم له خطواته منذ البداية ولا يزال.
الإستقلالية، ورفض التبعية والإنقياد والتقديس وغيرها من الصفات السلبية التيجُبِلت عليها الشخصية العراقية، ومحاولة بلورة فِكر وفِعل عراقي حُر بعيد عن إملاءات الزعيم الأوحد والقائد الضرورة والمَرجع المُقدّس، كل هذه الأمور وغيرها ساهمت في تمَيّز حَراك الثورة عما سَبقه من تظاهرات روتينية تُطالب بالخدمات وفرص العمل،وتَطَوّره الى ثورة فكرية تسعى لإصلاح مُجتمعها من أمراضه، وإنقاذ بلادها مِن طبقةسياسية فاسدة ومُجرمة تسَيّدت مُقدراتها منذ سنوات وعقود، وأخرجه من دائرة الفعاليات الجماهيرية والشعارات المَطلبية الى دائرة الأمر الواقع والمُواجهة الفعلية مع السلطة، والتي تتطلب إتخاذ قرارت سريعة، وردود أفعال مدروسة على أفعال السُلطة التي لا تزال تسبقها بخطوات، في الوقت الذي يجب أن تكون الثورة سابقة للسُلطة بتخطيطها وفعلها الذي يفترض أن يُربك ردود أفعال السُلطة، لا العكس! وبتحَوّلهالى ثورة ترَتّبت عليه أمور لم تكن تنطبق عليه يوم كانت حَراكاً شبابياً عَفوياً، فالثورةتسعى للتغيير ومحاولة الوصول الى هدف، وهو أمر يحتاج الى تخطيط ووضع خارطةطريق وأهداف من قبل قيادة تحددها وتتفاوض عليها مع السلطة التي تسعىلإصلاحها أو تغييرها، وتطرحها على الأطراف الدولية في حال نجحت بإيصال صوتها إليها، وكل هذا غير موجود في بُنية حراك الثورة حتى الآن.
هنا تحولت الميزة الى مأزق تعيشه الثورة اليوم، لأنها ما تزال تأخذ شكل نشاط جماهيري عاطفي تلقائي يفتقر الى التخطيط العملي للفعل المَُنّظم، وهو ما أوقعهاوشبابها بالكثير من المشاكل! منها تداعيات ما حدث في ساحة الوثبة، الذي حُسِبعليها رغم صدور عدة بيانات من تنسيقياتها تنفي علاقتها به، ورغم أن أداء شبابها طوال شهرين كان راقياً وبعيداً كل البعد عن بشاعته! أو فتح الباب لمَن هب ودب للحديث بإسمها وطرح مطالب يدعي تبنّيها لها، أو ترشيح فلان كناطق عنها وعِلان كرئيس للوزراء بإسمها، دون أن يصدر تأكيد واضح بذلك من جهة واضحة تمثل حراكها! أو تلكؤها في طرح بديل لرئيس الوزراء بعد نجاحها بدفعه الى الإستقالة،التي كانت مَطلب أساسي ضحّى المئات من شبابها بحياتهم للوصول اليه، لكنحينما تحقق لم يكن حراكها جاهزاً ومتحسباً له ببدائل أو شروط تحدد مواصفات البديل، خصوصاً أن بعض القوى ذات الكتل الكبيرة في البرلمان أرادت أن تغازل الثورة برفضتها ترشيح بدائل، ورَمَت بالكرة في ملعبها واصفةً إياها بالكتلة الأكبر، وطالبتها بترشيح من تراه مناسباً، لكن يبدو أن الفرصة ستضيع بعد محاولةحزب الدعوة لإقتناص الفرصة وترشيحه لبعض النكرات من أعضاءه، أو طرح أسماء أخرى من هنا وهناك، رغم خبرة ونزاهة بعضها، إلا أنها لا تناسب طبيعة المرحلة وخطورتها.
لطالما عودنا العراقيون بأنهم ربما أصعب شعب ممكن أن يتفاهم ويتواصل مع بعضه البعض، فهم أكثر من ينطبق عليه المَثل القائل"إتفَقوا على أن لا يتّفِقوا" لكننا لمنلمَس هذا بين شباب الثورة، الذين كان حَراكهم كالأوركسترا خلال الشهرين الماضيين رغم عدم وجود مايسترو، وهو أمر يدعونا لتشجيعهم على تشكيل قيادةجماعية من مجموعة شباب مشهود لهم بالوَعي والنزاهة وبعض الخبرة في إدارةوتنظيم الأمور لتفاوض بإسم الثورة، وتُرَشّح منها أو من خارج الطبقة السياسية الحالية، أو حتى من داخلها مِمّن لم تتلوث أياديهم بالجُرم والفساد، أسماء يتم إختيار رئيس للوزراء مع كابينة وزارية من ضمنهم، ليديروا البلاد خلال فترة إنتقالية بإشراف ووصاية دولية، يتم خلالها تعديل الدستور الحالي وإقرار قانون أحزابجديد ومحاربة الفساد وحل المليشيات. فرئيس الوزراء القادم يُفَضّل أن يكون شخصية قوية علمانية برغماتية لديها خبرة سياسية، شخصية وسَطية تجمع بين قبول حراك الثورة وقناعته بها، وبين عدم إعتراض الطبقة السياسية الحالية والمحيط الاقليمي والمجتمع الدولي عليها، ليتمكن من العبور بالبلاد في هذه المرحلة الى بر الأمان، مع تحقيق بعض التغييرات الجذرية التي خرجت الثورة للمطالبة بها أو كلها.
إن الثورة التي يعيشها العراق اليوم متميزة وإستثنائية، لم يَشهد لها تأريخ العراقمثيلاً، ولا أظنه سيشهد لها مثيلاً مستقبلاً في حال فشلها، لا سمح الله. فتأريخ العراق لم يشهد أبداً ثورات شبابية عَفَوية مُستقلة سلمية، وأغلب ما تسمى ثورات في تأريخه الحديث، هي ليست كذلك، فهي إما فَزعا ت وهوسات عَشاير كثورة العشرين، أو إنقلابات عسكرية مدفوعة بأجندات حزبية ذات أفكار شمولية شيوعية أو ناصرية أو بعثية أو إسلامية. وفي حال قُمِعت الثورة أو فشِلت، فلن يجرؤ أحدعلى المدى القريب ولن يمتلك أي جيل القدرة والشجاعة التي امتلكها هذا الجيلللخروج والثورة على واقعه. لذا على حراكها الشبابي أن يقرر، أما البقاء هكذا عفوياً،أو تشكيل قيادة لبلورة ملامح ورسم خطوات مرحلة جديدة للخروج من المأزق الحالي،مع الحفاظ على تمَيّزها المُتمَثّل باستقلالية قرارها، وهو أمر مُمكن التحقيق. أما مايقال عن أن عدم وجود قيادة للثورة هو سِر قوتها، فهو كلام غير ناضج وغير دقيق، فعكس التنظيم هي الفوضى، والفوضى ضُعف وليست قوة،لأنها تطلق العنان لأصحاب النفوس العليلة والمآرب الخبيثة ليستغلوها لتحقيق مصالحهم ومأربهم المريضة وليعيثوا خراباً وفساداً ودماءً دون حسيب أو رقيب.
التعليقات
W.A Mozart :The Magic Flute with English subtitle
Rizgar -ذكرني المقالة بمقاطع من موزارت W.A Mozart :The Magic Fluteوكان هؤلاء من اوبرا الفلوت السحري , الملكة the Queen of the Nighتشجع الا مير Prince Tamino لاءنقاذ ابنتها .....!!! هل فعلا هؤلاء مجاميع مسالمة كالاوبرا المنشودة ؟ ام رغبات الكاتب ادى الى اعطائهم الصورة الجملية الشاعرية ؟هل بامكان مجاميع من الشباب انقاذ الكيان عن طريق اعواد المشانق ؟؟ الكيان كانت تحت حكم السنة لمدة ٨٢ سنة و هتك السنة بالكورد هتكا محترما خلا ل ٨٢ سنة و الشيعة دفعو الحساب ايظا و طبعا بدعم واصرار انكليزي مباشر.ثم جاء دور الشيعة ١٧ سنة بدعم واصرار امريكي مباشر وانتقم الشيعة خلا ل ١٧ سنة مقابل ٨٢ سنة من انتقام السنة . بعد انتهاء حساباتهم مع السنة فاصاب الشيعة بغرور فهاجموا الكورد في ١٦ آب ٢٠١٧ ومجازر مروعة في كركوك وخانقين و خورماتو وحقد عرقي وطائفي هذه المرة وجرائم بالجملة والمفرد . الانتصار الشيعي ادى الى ركض العبادي الى الاتراك لطوق الكورد وتحقيق رغباتهم العرقية والطائفية .....اتعجب من تشبيه بعض القتلة والمجرمين باوبرا الفلوت السحري ؟؟ حيث بعض المجاميع البشرية يحاولون اللعب على الحبال الامريكية والايرانية لانقاذ كيان اجرامي بشع !!! يمجدون علم العنصرية العربية ورمز الانفال (العلم العراقي ) والتفوق العرقي ....من حسن حظنا اوضاعهم الا قتصادية بائسة ومحطمة والا هاجموا كوردستان مرة اخرى ....اللعنة على الكيان الاجرامي وحثالات عاصمة الانفال بالوانهم واشكالهم ....اللعنة على قبر المز بيل .
مأزق ثورات الربيع العربي أفاعي وعقارب الداخل من أهل الخيانة والغدر
بسام عبد الله -مأزق ثورات الربيع العربي ومشكلة بل مصيبة الشعوب العربية ليسوا أعداء وجواسيس الخارج بل العنصريين والحاقدين من بعض الأقليات السرطانية الخبيثة التي تعيش بيننا وتطعننا في ظهورنا، ولولا خيانتهم وتواطؤهم مع أعدائنا لما تمكن لا ترامب ولا بوتين ولا بوش ولا بلير من إحتلال بلادنا لأنهم منافقون ورموز الخيانة والغدر وبث الفتن والدسائس، وتراهم يستميتون للنيل من عقيدتنا وعروبتنا وتشويهها، وهم من بعض الأقليات التي تدعي المظلومية كالأسدية في سوريا، والشنودية في مصر، والبرزانية في العراق، والخمينية في ايران وأذنابها في لبنان واليمن والعراق، والعونية الأورانجية في لبنان، وهي أقليات تماماً كالسرطان الخبيث لا ينفع معها علاج وعلاجها الوحيد البتر والإستئصال. لا تعرف ولا تفهم معنى الحوار والمشاركة والتعايش السلمي في الوطن ظنناهم شركاء بالآلام والآمال فإذا بهم أفاعي وعقارب. إذا حَكَمَتْها الأغلبية تلطم وتشتم وإذا حَكَمَتْ هي الأغلبية أبادتها عن بكرة أبيها. كما حصل مع الأقلية النصيرية الأسدية في سوريا، والبرزانية في العراق وسوريا التي طردت العرب من قراهم وألغت العربية وفرضت الكردية والعبرية، وكما هو حاصل في مصر مع أرثوذكسها الذين يشتمون العرب والإسلام والمسلمين ليلاً نهاراً فقط، والذين كفرهم قداسة بابا الفاتيكان، و قال عنهم المطران جورج خضر أنهم لو حكموا العالم ليوم واحد لأبادوا المسلمين جميعاً. رحم الله معاوية الذي قال : اللهم أعني على أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم، وذلك أيضاً يذكرنا بقول هتلر المأثور عندما سألوه، من هم أحقر الناس؟ فقال : ﺍﻟــذين ﺳﺎﻋدﻭﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺃﻭطاﻧﻬم ﻓﺴﺤﻘـــــــاً ﻟﻤﻦ ﺑﺎﻉ ﻭطنه ودينه ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎﻝ ﻟﻦ ﻳـدﻭﻡ ﻟﻪ.
بدون قيادة؟؟؟
عراقية -ومن قال أنهم بدون قيادة؟؟ قياداتهم معروفة في خارج العراق.. أميركا وأوربا والدول المجاورة.. ومعهم مناضلو الفضائيات والكيبورد.. يؤججون ويدفعون الثمن.. والهدف دمار البلد وتقسيمه على يد إبناءه الذين يصدقون أنهم (منتفضون).. وهم وقود النار.. يقتلون ويجرحون بالمئات والآلاف.. حسبنا الله ونعم الوكيل..
Time for the coup de grace.
♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠ -حان وقت رصاصة الرحمة على الكيان السرطاني الخبيث ........Time for the coup de grace.
سيعود قزم أربيل إلى مسقط رأسه وقبيلته من غجر القوقاز
بسام عبد الله -العراق وسوريا الموحدين سيكونان بألف خير بدون البرزانيين ولن يحتاج العراقي أو السوري إلى كفيل كردي حتى يعود إلى بيته، وقسد العنصريين الحاقدين.