كتَّاب إيلاف

عزل ترامب بين الواقع والأحلام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا شك أن تصويت مجلس النواب الأمريكي&بالموافقة على لائحة الاتهام ضد الرئيس دونالد ترامب واحالها الي مجلس الشيوخ لاستكمال الاجراءات الدستورية المتعلقة بمحاكمته وعزله من الرئاسة&في اتهامات تتعلق باستخدام سلطاته لأهداف ومصالح شخصية وعرقلة عمل الكونجرس، هو تصويت تاريخي بغض النظر عن الأهداف والنتائج المتوقعة ومآلات هذه الخطوة.

يقول الديمقراطيون الذي يمثلون أغلبية في مجلس النواب الأمريكي أنهم يمتلكون أدلة موثقة على أن الرئيس ترامب اخترق القوانين وحرض الحكومة الأوكرانية على التحقيق مع خصمه المرشح الديمقراطي بايدن بتهم تتعلق بالفساد التجاري مقابل منح أوكرانيا مساعدات أمريكية كبيرة، ولكن الرئيس ترامب ينفي أن يكون لهذه الادعاءات أي قيمة حقيقية ويستشهد بتأكيدات المسؤولين الأوكرانيين في هذا الشأن، ولكن هذا السجال لا ينفي أنه يتعرض لموقف حرج على الأقل بسبب كونه ثالث رئيس أمريكي يواجه رسمياً المساءلة باتهامات سلطاته لتحقيق مصالح سياسية شخصية.

ومن خلال قراءة بسيطة لمعدلات التصويت في مجلس النواب على التهمتين الموجهتين للرئيس ترامب يتضح أن المجلس قد صوت &بأغلبية&230&صوتاً مقابل&197&وامتناع نائب واحد عن التصويت، على توجيه تهمة استغلال السلطة لتحقيق مصالح شخصية سياسية، كما صوت المجلس بأغلبية&229&صوتاً مقابل&198&وامتناع نائب واحد عن التصويت على التهمة الثانية المتعلقة بعرقلة عمل الكونجرس، ما يعني أن نسب التصويت واحدة تقريباً في التهمتين، وأن التصويت قد جاء بالأساس على اعتبارات حزبية بحتة، ولعب فيه التحزب الدور الأبرز، وهذا ليس عيباً فهي بالأساس معركة سياسية حزبية يحاول كل طرف فيها إدانة الطرف الآخر أو إفشال مخططه، ولكن هذا التصويت يعني أن فرص تمرير هذه الاتهامات في مجلس الشيوخ تكاد تكون معدومة، ولكن هذا لا ينفي أن نتائج تصويت الجمهوريين في&"الشيوخ"&ستكون أحد الأسلحة الدعائية المستخدمة الانتخابات المقبلة لعباً على وتر الاتهامات بالفساد والمصالح الوطنية وغير ذلك.&

حسابياً، وبالأرقام، من الصعب أن يصوت مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية الثلثين على عزل الرئيس ترامب، ليس بسبب سيطرة الجمهوريين فقط على المجلس، ولكن أيضاً لأن التصويت يعني انهيار فرص الحزب الجمهوري في المنافسة على منصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة، بل ربما تمتد ارتدادات زلزال أي تصويت جمهوري إلى عمليات انتخابية عديدة مقبلة، سواء على مستوى الكونجرس أو الرئاسة.

الجمهوريون في مجلس الشيوخ لا يخفون منذ البداية عزمهم تبرئة الرئيس ترامب من اتهامات الديمقراطيين، كونهم يهيمنون على&"الشيوخ"&خلافاً لمجلس النواب، بأغلبية&53&مقابل&47&سيناتور، وهذا يعني، حسابياً أن يصوت نحو عشرين سيناتور جمهوري لمصلحة إدانة ترامب لتحقيق أغلبية الثلثين، وهذا أمر مستبعد تماماً، نظرياً على الأقل.

الحقيقة أيضاً أنه رغم الحرج السياسي الناجم عن إجراءات الديمقراطيين، فإن الحديث حول مسأله عزل الرئيس ترامب يبدو بعيداً تماماً عن الواقعية، وهذا الاستناج ليس مفاجئاً لأحد من المراقبين بطبيعة الحال بالنظر إلى التركيبة السياسية الحالية لمجلسي الكونجرس، والتي لا تمكن الديمقراطيين من تحقيق حلمهم في هذا الشأن، وهم يدركون ذلك أيضاً بالتأكيد، ولكنهم أرادوا القاء أكبر قدر من الاساءات على شخص خصمهم الجمهوري اللدود من أجل إضعاف فرصه في الفوز بولاية رئاسة ثانية، ويشجعهم على ذلك أن إجراءات&"العزل"&تأتي في توقيت حرج للغاية بالنسبة للرئيس، فهي ليست في بداية ولايته ولا حتى في عامه الرئاسي الثاني أو الثالث، بل تأتي قبل نحو عشرة أشهر فقط من استحقاق الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.

الواضح أن الرئيس ترامب يبدو متاثراً بقرار مجلس النواب الأمريكي بشأن بدء إجراءات عزله، لذا ليس غريباً أن تأتي ردود أفعاله على قرار مجلس النواب الأمريكي غاضبة للغاية، حيث ندد بالتصويت واتهم خصومه الديمقراطيين بأن الحقد والغضب والحسد يسيطر على قراراتهم، &فهو يدرك جيداً أنه في مأزق سياسي بسبب عامل التوقيت، خصوصاً ان هذا الاجراء يتزامن مع أمور أخرى ترتبط تقليدياً بالعام الأخير في الولاية الرئاسية لأي رئيس أمريكي، والذي يوصف فيه الرئيس عادة بـ"&البطة العرجاء"، حيث يميل للتركيز على السباق الانتخابي والقضايا الداخلية ويبتعد قليلاً عن القضايا الخارجية بكل تعقيداتها وتشابكاتها، والرئيس ترامب لا يمتلك هذه الرفاهية، أي رفاهية الابتعاد عن القضايا الخارجية، في ظل وجود العديد من الملفات الخارجية الساخنة، والمفتوحة على مصراعيها، ولم يظهر في الأفق مؤشرات كبيرة حول حسمها، ومنها الملف الإيراني وموضوع&"صفقة القرن"&والصراع التجاري مع الصين، وغير ذلك من قضايا حساسة يمكن أن تسبب ازعاجاً للرئيس وفريقه خلال الأشهر المقبلة.

كثيرون في منطقتنا والعالم يحلمون، بل يتمنون عزل الرئيس ترامب، وأن تمضي إجراءات الديمقراطيين كما يوافق هواهم، ولكن الواقع السياسي الأمريكي لا يشير لذلك على الاطلاق، ويبقى لهؤلاء الحالمين حقيقة أن الرئيس ترامب قد ينشغل لبعض الوقت بموضوع عزله حتى ينتهي مجلس الشيوخ من التصويت ويغلق هذا الملف الأبرز الآن في الحياة السياسية الأمريكية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لماذا ؟
فول على طول -

جاء بالمقال : كثيرون في منطقتنا والعالم يحلمون، بل يتمنون عزل الرئيس ترامب،..ونحن نسأل السيد الكاتب :لماذا يتمنون ذلك ؟ هل لك أن تشرح لنا لماذا ؟ مع أن ترمب رئيس امريكا وليس رئيس منطقتكم ويعمل لصالح امريكا وليس لصالح منطقتكم . ومتى كانت منطقتكم ترضى عن امريكا ؟ وهل مفروض أن ترمب يأتمر بأوامر منطقتكم ؟انتهى - سيدى الكاتب ومن اول يوم فى الرئاسة ل ترمب والديمقراطيون ليس لهم عمل غير المناكفة مع ترمب ومحاولة ايجاد أى هفوة لة وكأنهم يتربصون بة وهذا يؤكد نواياهم السيئة تجاهه شخصيا ..وأضاعوا ملايين الملايين من الدولارات فى ندوات الاستماع هذة دون أدنى مسئولية وبذلك تفوقوا على ساسة العالم الثالث فى تضييع أموال ومصالح الشعب وهم يعلمون جيدا أن طريقهم مسدود ومع وصول المشكلة الى الجمهوريين وسوف ينام الموضوع وكأنة لم يكن . وترمب تحديدا طلب التحقيق فى ملفات فساد فى اوكرانيا والمتهم فيها ابن بايدن وليس بايدن نفسة وهذة المغالطات تمر على الكثيرين ..ومن حق ترمب بصفتة رئيس دولة تمنح اوكرانيا مساعدات أن يطلب فحص ملفات الفساد بها قبل أى منحة . المهم أن الديمقراطيين خسروا كل شئ الان ولم يعد لهم أى فرصة فى الفترات القادمة ولمدة طويلة ..مع أن التدهور بدأ منذ اوباما ووصل الى مرحلة خطيرة الان وخسروا كل شئ . .لا تنسي الفترة التى كانت فيها هيلارى كلينتون مسئولة كبيرة وأساءت استخدام السلطة أيضا وحتى مناظرتها أمام ترمب أفقدت الديمقراطيين كل شئ . برنامج الحزب الديمقراطى أيضا ليس لة ملامح محترمة بل من أنصار الشواذ والمثليين والتأمين الصحى الشامل لكل من يعمل ولا يعمل ومنح مساعدات اجتماعية للجميع وهذا يشجع البطالة والتناحة والبلادة على حساب الأكفاء والعاملين بجدية ويهدد بأن تصبح امريكا دولة من العالم الثالث بعد أن تفتقر بسبب هذا البرنامج والامريكان يعلمون ذلك ولذلك لا يرحبون بة ولا بالديمقراطيين . ترمب أعاد الوطنية لأمريكا وللأمريكان بعد أن فقدوها أيام اوباما وهذا محل ترحيب كبير منهم .

نانسى بيلوسى ستوصل ترامب إلى غوانتانامو.
بسام عبد الله -

ترامب هو أسوأ رئيس امريكي بدون منازع ولم يعد يؤيده إلا أقرانه العنصريين، وسيخسر الإنتخابات وسيسجن، لأنه عنصري ومتهم بجرائم عديدة، وقضيته ليست قضية عادية مثل ووترغيت، ولا فضيحة شخصية كقضية كلينتون ومونيكا، بل قضية تجسس وخيانة عظمى والتعاون مع أعداء امريكا الألداء مثل روسيا وتسريب معلومات سرية جداً وتمكينهم من التدخل بشؤونها الداخلية لمساعدته للفوز بالإنتخابات. وعندما ستعرض قضية عزل ترامب على الكونجرس سيتم التصويت بالإجماع عليه برغم الأغلبية للحزب الجمهوري، لأن كل من سيصوت ضده سيعتبر متواطيء معه وموافق على خيانته لأمريكا وشعبها وهذا ما أعربت عنه عدة لجان بالكونجرس، وكل من يبرر له خيانته سينتهي معه في غوانتانامو، لأن القضية أكبر بكثير مما هو ظاهر اليوم وقد صرحت المخابرات الامريكية بأنها ستفرج عن معلومات أكثر خطورة وسرية مثل مكالمات بين ترامب وبوتين تؤكد التواطؤ والتدخل المباشر وهذا ما يفسر سبب غضب قلق وحرج وخوف ترامب وبوتين من نشر فحوى المكالمات بينهما، وهذا ما سيقوم به القضاء الامريكي بعد التصويت بالكونجرس أن هناك مفاآت وأدلة ستبرزها بيلوسي للقضاء تمهيداً لعزل ترامب ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى وسجنه.

الرءيس ترامب جبل شامخ من حجر الصوان
الامين -

ولا يهزه الريح والعواصف ، الرءيس ترامب حفظه الله و رعاه و اطال بعمره باقي في الحكم و سيفوز في الانتخابات القادمة اربعة سنوات اخرى و بسهولة لان أنصاره و مؤيديه هم من الطبقة الراقية من المجتمع الامريكي ، اما منافسيه واللذين يتهمونه بالباطل و الكذب هم الديمقراطيين اللذين يلجؤون الى العاهرات وتجار المخدرات والمثليين واصحاب السوابق في مساعدتهم بتهم كاذبة . يا بسام عبدالله مت غيظاً ترامب تاج راسك.

العبرة بالنتائج والنهايات يا بهاليل السلطان لا بالأقوال والعنتريات الفارغة وخيانة الأوطان
بسام عبد الله -

كالعادة يتحفنا المدعو المش أمين حتى بنقل المعلومة، ويعلق بشكل مضحك وسخيف ويدعي بأنه مسلم، وهو بينه وبين الأمانة والإسلام وحتى المسيحية سنوات ضوئية ، لأنه أعمى بصر وبصيرة ممن يعبدون المال ويؤلهون البشر، وله أشباه من أمثال مردخاي فول ورزكار بنفس الفكر ونفس الحقد لا نقول المتطرف للدين لأن الدين أي دين يتبرأ منكم، وتدافعون عن ترامب نكاية بالطهارة، وستنقلبون عليه عند أول قرار يتخذه ضدكم كما حصل مع الأكراد عندما أعلن الإنسحاب ، وأتباع الخميني عندما ألغى الإتفاق ، وأتباع شنودة عندما طرد عائلات أرثوذكسية مصرية من مطار نيويورك رغم حصولهم على تأشيرات صالحة. أما ترامب فلم ينجز أي عمل إيجابي يؤهله لإعادة إنتخابه، بل على العكس كل ما قام به هو تخريب فقط، لأنه من السهل أن تقول أنك ستنجز مشروع ما وتبدأ به ولا تعرف كيف تنهيه، أو أنك ستبني ناطحة سحاب مكان مبنى قديم وتقوم بهدم المبنى القديم ولا تعرف كيف تستكمل البناء لأنك تخاف من التبعات كالتكاليف والتضحيات، ومثال على ذلك إلغاء الإتفاق النووي مع ملالي الدجل بجرة قلم وماذا بعد؟ لا شيء ، والقادم أسوأ وضرب ارامكو أحد تبعاتها أي التمادي وهو موجه لامريكا أكثر مما هو موجه للسعودية. ومن السهل أن تبدأ ببناء جدار على حدود المكسيك، ما هي النتائج؟ لا شيء . هل توقفت الهجرة غير الشرعية؟ طبعاً لا. ومن السهل إلغاء العقود مع الصين والإتحاد الاوروبي، ترى ماهي التبعات على المدى البعيد؟ طبعاً لا يعرف لأنه يعتقد أن الآخرين بلهاء لا يعرفون كيف يدافعون عن مصالحهم وهم أصل الحضارات، لأنه كرجل أعمال عندما ينزنق يعلن إفلاسه، فهل سيعلن إفلاس امريكا؟ ومن السهل الترويج للعنصرية وتلقى مؤيدين في امريكا ذات المجتمع المتعدد الخلفيات الدينية والعرقية والثقافية ولكن ماذا بعد؟ تفكيك امريكا إلى ولايات كما حصل للإتحاد السوفييتي. الدول تدار بعقلية رجال السياسة المحنكين والمصالح التي تثمر على المدى البعيد لا بعقلية مدراء المشاريع غير الإنتاجية كالبورصة وبيوت الدعارة وصالات القمار وإستغلال العمال والموظفين والكسب غير المشروع وجمع الريوع على المدى القريب وإعلان الإفلاس للتهرب الضريبي.